وكما كان قرار إدارة مهرجان القاهرة السينمائى الدولى المنعقد حالياً
صائباً تماماً بدعوة الممثلة الفرنسية جولييت بينوش، والممثل الأمريكى
ريتشارد جير كضيفى شرف، كان قرار الإدارة بدعوة فنان السينما المكسيكى
العالمى الكبير آرتورو ريبستين لرئاسة لجنة التحكيم الدولية.
يوم الاثنين بعد القادم ١٣ ديسمبر يحتفل ريبستين بعيد ميلاده السابع
والستين، ويوم السبت القادم ١١ ديسمبر ذكرى ميلاد نجيب محفوظ (١٩١١ - ٢٠٠٦)
الـ٩٩، أى موعد بدء الاحتفال بمئوية الكاتب الكبير مؤسس الرواية العربية
الحديثة، والذى وضع الأدب العربى على خريطة العالم عندما فاز بجائزة نوبل
للآداب عام ١٩٨٨، وكانت المرة الأولى التى يفوز فيها أديب عربى بأكبر جوائز
العالم فى الأدب.
وقد كان ريبستين أول من أخرج فيلماً خارج مصر عن إحدى روايات محفوظ، عندما
أخرج وأنتج «بداية ونهاية» عام ١٩٩٣، بل أنتج فى العام التالى ١٩٩٤ «زقاق
المدق»، إخراج جورجى فونس، عن رواية محفوظ أيضاً، وكلا الفيلمين اعتبرا من
روائع السينما المكسيكية، وحتى الآن لم يُنَتج فيلم ثالث خارج مصر عن عمل
من أعمال كاتبنا الكبير، وبذلك يكون مهرجان القاهرة بدعوة ريبستين لرئاسة
لجنة التحكيم وعرض الفيلمين فى برنامج «صورة مصر فى السينما العالمية» - قد
بدأ الاحتفال بمئوية نجيب محفوظ، الذى سوف يستمر حتى ١١ ديسمبر العام
القادم المتمم لمائة سنة على ميلاده، وكم نتمنى أن تقوم إحدى الشركات
المصرية بشراء حقوق الفيلمين المكسيكيين لإصدارهما على
DVD خاص بمناسبة مئوية محفوظ وإتاحتهما لجمهور السينما فى مصر.
ويأتى اهتمام ريبستين الذى بدأ حياته الفنية مساعداً مع لويس بونويل (١٩٠٠
- ١٩٨٣) عندما صور فى المكسيك فيلمه «الملائكة المتطرفون»، فى إطار اهتمامه
بالأدب المكسيكى والعالمى فى العديد من أفلامه منذ إخراج أولها عام ١٩٦٥،
وكما وضع محفوظ الأدب العربى على خريطة الأدب العالمى، وضع ريبستين السينما
المكسيكية على خريطة السينما العالمية، وباسم كل عشاق السينما وكل عشاق
الأدب وكل عشاق نجيب محفوظ، نرحب بالفنان السينمائى المبدع، ضيف مهرجان
القاهرة.
المصري اليوم في
05/12/2010
ابن بابل.. مرثية إنسانية أم انتقام
سينمائى؟
كتب
رامى عبد الرازق
يستعرض المشهد الأول فى «ابن بابل» من خلال كادر واسع جدا أرض شمال العراق
وامرأة عجوز تقف كأنما نبتت من هذه الأرض، أو أنها تمثل هذه الأرض.. من هذا
المشهد تبدأ عملية الترميز، التى سوف تشكل البناء الأساسى للبعدين الفكرى
والسياسى للفيلم.. مع ملاحظة أن المشهد يبدأ بكتابة على الشاشة تفيد بأننا
فى شمال العراق.. ولم يكتب المخرج كردستان مثلا، وهى التسمية الإقليمية
للشمال، ولكنه آثر أن يعتبر العراق واحداً.. وأن الأكراد جزء من النسيج
العراقى العام وليس إقليماً منفصلاً يشار إليه بخباثة سياسية.
هذه المرأة/الأرض، سوف تصبح هى وحفيدها أحمد أو «حما» كما تنطق باللغة
الكردية بطلى هذا الفيلم /الرحلة، الذى ينتمى إلى نوعية أفلام الطريق أو «road movies»،
وهى نوعية الأفلام التى تدور أحداثها، وتتشكل حبكتها الرئيسية، وتتطور من
خلال حركة الشخصيات الرئيسية خلال طريق يبدأ من نقطة معينة، ويستمر هربا أو
بحثا عن شخص أو شىء ما، واختيار شكل فيلم الطريق يعتبر اختياراً ذكياً من
قبل المخرج أولا، لأنه يناسب الروح التسجيلية، التى تم بثها خلال أجزاء
العمل، خصوصا أن أحداثه تدور بعد أسبوعين من سقوط نظام صدام عام ٢٠٠٣ فى
فترة التخبط والارتباك والضياع والدمار، التى شهدها العراق من أقصاه
لأدناه، ثانيا، لأن الموضوع نفسه يتمحور حول تيمة البحث عن الابن الغائب..
وهو هنا إبراهيم ابن المرأة العجوز وأبوحفيدها أحمد.. والمحتجز فى سجون
صدام منذ ١٢ سنة أى من ١٩٩١، وهو توقيت انتهاء الغزو العراقى للكويت.. وحيث
يتحول الابن هنا إلى رمز لأبناء هذا الشعب، الذى ظل سنوات طويلة يرزح تحت
نير نظام ديكتاتورى قمعى نراه متجسدا من عين صانع التجربة عبر عشرات
التفاصيل (سجون- مقابر جماعية).
ويتحول البحث عن الابن/الأب إحالة مباشرة لكل كلاسيكيات الدراما، خصوصا أن
شخصية الابن المفقود تتماهى مع تطور الحبكة فى شخصيات أخرى لنساء أخريات
يبحثن عن الزوج أو الأخ أو الحبيب.. وبالتالى يفصح الفيلم بمباشرة
إبراهيم..خصوصا عندما تلتقى الجدة والحفيد أثناء رحلتهما عبر مدن زى ظفار
وبابل وبغداد أكثر من شخصية تمثل فى الإطار الفكرى للفيلم وجهاً آخر من
وجوه إبراهيم/الابن المفقود.. مثل شخصية موسى الشاب العراقى/العربى، الذى
يتحدث الكردية، لأنه كان أحد جنود الحرس الجمهورى فى عملية الأنفال
الشهيرة، التى ضرب فيها صدام الأكراد بالسلاح الكيماوى، وأباد قرى كاملة،
ونلاحظ بالطبع الإشارة المباشرة فى أسماء إبراهيم وموسى وأحمد وكلها أسماء
ذات دلالات دينية (سنية وشيعية)، بل إن هناك إشارة خفية طوال الفيلم لقيمة
العراق التاريخية، وكونه مسرحاً لحياة الأنبياء.. حتى إن الفيلم يصور
المزار الأثرى المعروف ببيت النبى إبراهيم، بل تحكى الجدة لأحمد حكاية
الفداء الشهيرة عندما يصيبه الخوف والأرق خلال الطريق، لكى تهدهده بها
لينام..
وعندما يستيقظ يجد الأتوبيس قد توقف أمام بيت النبى إبراهيم، فيشعر أن
الحكاية قد تجسدت، وخرجت فى شكل واقعى. أما الشخصية الثانية التى تظهر ولا
تظهر فى الحقيقة فهى ذلك الجندى السجين، الذى تشتبه الجدة فى أنه ابنها،
وتذهب لرؤيته خلال الرحلة فى أحد المقامات الشيعية، حيث يصور لنا المخرج
المقام من الخارج، والأم تدخله لرؤية السجين عله يكون ابنها المفقود، وهى
إشارة بصرية مثل عشرات الإشارات، التى حرص «الدرادجى» على أن يضعها طوال
الفيلم، للتأكيد على وحدة النسيج الوطنى.. ومن تلك الإشارات أيضا معرفة
الطفل أحمد اللغتين العربية والكردية.. وأحمد هو رمز الجيل الجديد من أطفال
العراق وقتذاك، الذى نراه فى البداية يرتدى «أفرول» والده العسكرى، ويرغب
فى أن يكون جندياً..
لكنه بعد رحلة البحث الطويلة، التى فقد فيها جدته فى النهاية يقرر أن يصبح
موسيقياً كوالده أيضا (قبل أن يتم إجباره على الالتحاق بالجيش)، ويصبح
الناى هو رمز هذا التحول، ولكن يبقى لدى الطفل ذلك الحلم المفقود برؤية
حدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة.. حيث وعدته الجدة
بزيارتها بعد العثور على الأب، لكن هذا الحلم لم يتحقق ربما لعدم العثور
على الأب، أو لوفاة الجدة سيظل يراود الطفل، وفى الوقت نفسه سيرهص لصعوبة
المصير، الذى سوف يواجهه بعد أن فقد أباه وجدته. ولنا أن نتصور ما هو حال
هذا الطفل فى ظل الاحتلال الأمريكى منذ سبع سنوات للعراق، وهل لا يزال على
قيد الحياة؟
إن غياب عنصر الاحتلال الأمريكى فى الفيلم أو ظهوره فى مشهد واحد فقط على
أبواب بغداد يجعل التساؤلات تنبثق حول الرؤية السياسية للأحداث، فهناك
تركيز يكاد يتحول إلى إكلشيه على أن حكم صدام هو الذى جلب على العراق كل
هذا الخراب، الذى نراه طوال أحداث الفيلم من خلال حالة إيهامية جيدة
بالانفجارات البعيدة، والأطلال المتهدمة والنيران المشتعلة فى كل مكان..
ولكن هل هذه هى كل الحقيقة وراء الاحتلال، أم أنها تلك النظرة الضيقة، التى
تحمل نظام البعث كل ويلات الاحتلال الأمريكى للعراق؟ صحيح أن الرسالة
الأساسية للفيلم تتجسد من خلال مشاهد المقابر الجماعية والهياكل العظمية
المكتشفة والمرثيات العديدة التى تملأ شريط الصوت، لكن فى مقابل المليون
شخص، الذين فقدوا أو قتلوا خلال نظام البعث طوال أربعين سنة، كما تشير
المعلومات المكتوبة فى آخر الفيلم، إلى أن هناك أكثر من مليونى عراقى
قتلوا، بسبب الاحتلال الأمريكى خلال السنوات السبع السابقة، ولو أن نظام
صدام كان السبب فى غزو العراق، فلماذا لم ترحل أمريكا حتى الآن بعد أن
أسقطت هذا النظام بسنوات؟!
إذن هناك أحادية ما داخل التجربة فى النظرة لتوابع نظام البعث وصدام، وقد
استخدم «الدرادجى» أسلوب الكاميرا المتابعة للرحلة طوال الوقت، لكن دون تلك
الحركات الخشنة، التى يسببها الشكل التسجيلى، فنحن أيضا أمام محاولة للتغزل
فى وطن جميل، وأرض لها خصوصيتها الطبيعية والمعمارية، ولها شخصيتها
البصرية، التى ترسمها ملامح النهار المختلفة خاصة عند الغروب. كذلك أجاد «الدرادجى»
التعامل مع عناصره التمثيلية، خصوصاً شخصيتى الجدة والطفل.. خاصة أن الفيلم
يتعثر فى أكثر من منطقة ميلودرامية مثل مشهد نداء الطفل والجدة على إبراهيم
فى سجن الناصرية.. والميلودرامية هى آفة أى عمل تراجيدى نابع من خلفية
أيديولوجية أو سياسية، خصوصا مع عملية الترميز المستمرة لكل العناصر
والأماكن لكن «ابن بابل» فى النهاية يظل تجربة نجحت فى الخروج من الهم
الخاص إلى الهم العام على الأقل فيما يخص التعبير عن جزء من معاناة الشعوب
العربية فى ظل الأنظمة الديكتاتورية وتوابعها.
ريفيو
اسم الفيلم : ابن بابل
سيناريو وإخراج : محمد الدرادجى
مدة الفيلم : ٨٥ ق
المصري اليوم في
05/12/2010
مخرج فيلم «ابن بابل» محمد الدرادجى:
السفارة المصرية منعت
الممثلين العراقيين من دخول مصر
كتب
نجلاء أبوالنجا
أقيمت مساء الأربعاء الماضى بالمجلس الأعلى للثقافة ندوة خاصة للفيلم
العراقى «ابن بابل» عقب عرضه فى التاسعة مساء، وجاءت الندوة متأخرة عن
موعدها، ورغم اهمية الفيلم، لم تحظ الندوة بالحضور الكافى، نظرا لعدم
الإعلان والتنويه عنها، بالإضافة إلى تأخر موعدها، كما ساهم فى قلة الحضور
غياب جميع ممثلى الفيلم العراقيين، بينما حضر الندوة محمد الدرادجى، مؤلف
ومخرج الفيلم، الذى فجر مفاجأة فى البداية بإعلانه أن سبب عدم حضور
الممثلين العراقيين هو رفض السفارة المصرية ببغداد إعطاءهم تأشيرات للدخول
إلى مصر، وقال «الدرادجى» إنه لايعلم حتى الآن أسباب هذا الرفض الغريب وغير
المبرر من قبل السفارة المصرية.
وأكد «الدرادجى» أن بطلة الفيلم قد تعرضت من قبل للاعتقال فى السجون
الأمريكية فى العراق، وكشف عن ظروف إنتاج الفيلم، وقال أنها كانت صعبة حتى
نجح فى إقناع بعض الشركات بإنتاجه فجاء إنتاجه مشتركا بين عدد من الدول
المختلفة، وهى السعودية وفلسطين والإمارات وبريطانيا وهولندا، ورغم هذه
الشراكة فإنه لم تكن هناك أى ضغوط من الشركات المنتجة بشأن تغيير السيناريو
أو الأحداث، لكن الضغوط جاءت من العراق نفسه، فقد اشترط رئيس الوزراء
العراقى لكى يكون الفيلم من إنتاج العراق حذف بعض الأجزاء من السيناريو،
وهذا قوبل بالرفض التام.
وأوضح «الدرادجى» أن الفيلم ليس خطابا سياسى، بل خطاب إنسانيا، وتدور
أحداثه فى شمال العراق، عام ٢٠٠٣، بعد مرور ثلاثة أسابيع على سقوط نظام
صدام حسين، وبطل الفيلم هو طفل كردى صغير يبلغ من العمر ١٢ عاما، ويعيش مع
جدته بعد أن فقد والده فى ظروف غامضة، وبالتحديد بعد حرب الخليج عام ١٩٩٠،
وعندما تسمع الجدة أن هناك أسرى حرب عثر عليهم أحياء عقب سقوط صدام حسين،
تذهب فى رحلة بحث عن ابنها. وقال الدرادجى فى تصريحات خاصة لـ«المصرى
اليوم»: فكرة الفيلم جاءت بالصدفة البحتة، حيث كنت أمشى فى شوارع العراق،
عقب سقوط صدام، وسمعت عبر الراديو أن هناك مقابر جماعية تم اكتشافها فى
بابل وأول مجموعة من المقابر عثر فيها على ٤٠٠ ألف جثة، ولأن عائلتى كانت
تحمل ذكريات أليمة، بسبب فقدان بعض أفرادها، ومنهم ابن عمى منذ ١٥ عاما،
فقررت صنع فيلم يجمع الأجيال المتناثرة كالأشلاء فى العراق، وجمعت طوال
أربع سنوات كثيراً من القصص المؤلمة والحزينة لأسر عراقية فقدت أبناءها،
وأردت التعبير عن حالة الضياع، التى تعانيها كل الأجيال فجاءت الجدة كرمز
للجيل القديم، والطفل كرمز للجيل الجديد، والجيلان تائهان فى الصحراء، بسبب
الحروب والظلم والاحتلال، وأتمنى أن يبعث الفيلم بعض الأمل فى الجميع، وأن
يحثهم على التسامح من أجل المستقبل.
وأكد «الدرادجى» أنه تعمد اختيار ممثلين غير محترفين، وليس لهم أى علاقة
بالسينما، لذلك اختار أشخاصاً يمثلون للمرة الأولى فى حياتهم، ولم يعرفوا
من قبل «يعنى إيه سينما وعمرهم ما شافوا سينما فى حياتهم»، والأغرب أنه
اخترت شخصيات واقعية، وتقترب من فكرة الفيلم، فمثلا السيدة التى لعبت دور
البطلة العجوز هى بالفعل سيدة فقدت زوجها، وتبحث عنه منذ ٢٢ عاما، واعتقلت
أكثر من مرة بسبب بحثها الدائم عنه، أما الطفل بطل الفيلم، الذى قام بدور
أحمد فهو طفل فقير بسيط لم ير شاشة سينما أو كاميرا فى حياته، وقد قابله
بالصدفة فى حفل موسيقى فى منطقة كردستان، وشعر بأنه مناسب جدا للشخصية.
وأوضح «الدرادجى» أن هدفه الأساسى من الفيلم توضيح ما فعله صدام من إجرام
ووحشية مع العراقين ومع الأكراد تحديدا، وإبراز بشاعة المقابر الجماعية،
التى كان ارتكبها نظامه الفاشى، لذلك فقد حقق الفيلم رد فعل جيداً على كل
المستويات الفنية والجماهيرية، وعرض فى ٤٠ مهرجانا عربيا ودوليا، وحصل على
١٦ جائزة دولية.
وشدد فى النهاية على ضرورة أن تتحد السينما فى كل الأقطار العربية، لرد
الظلم ومواجهة الفاسدين، لأن صوت السينما أقوى من كل أنظمة الفساد.
المصري اليوم في
05/12/2010
خالد عبدالله:
«المنطقة الخضراء» أتعبنى نفسيا بسبب مشاركة
جنود حقيقيين
كتب
محسن حسنى
أكد الممثل المصرى خالد عبدالله أن مشاركته فى فيلم «المنطقة الخضراء» سبّب
له متاعب نفسية كبيرة، لأن الفيلم شارك به جنود أمريكيون حقيقيون ممن
شاركوا فى الحرب على العراق وقتلوا آلاف العراقيين.
قال خالد خلال الندوة التى أعقبت عرض الفيلم فى مركز الإبداع ليلة الخميس
الماضى على هامش فعاليات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى: لم أكن أعرف كيف
أتعامل مع هؤلاء، فقد شاركوا فى قتل الكثير من أبناء عروبتى من العراقيين،
وهم الآن يمثلون أمامى خلال فيلم سينمائى ويصوّبون بنادقهم الآلية نحوى
ولكن دون ذخيرة حية، وكنت دائما أقول لنفسى «نحن نصنع فناً والفيلم به جانب
إيجابى منصف للعرب» ثم أقول لنفسى «كيف أصنع فناً مع من قتلوا إخوتى» ولهذا
كنت أشعر بتناقض وحيرة شديدين.
أضاف خالد: أعترف بأن الفيلم نفسه يحمل تناقضات عديدة، فتارة تجده منصفا
للعرب، وفى مشاهد أخرى تجده ينصف الجانب الأمريكى، والحقيقة أنها مسألة
غاية فى الصعوبة أن تصنع فيلما يرضى الجمهور العربى ويرضى الجمهور الأمريكى
ويحقق أرباحا مادية، من الصعب أن تصنع فيلما واحدا وتحقق خلاله كل هذه
التوازنات.
أكد خالد أن هذا التناقض يجعله يشعر بالفخر فى بعض الأحيان، لأنه شارك فى
فيلم هوليوودى، ويشعر بالخزى فى أحيان أخرى لأنه شارك فى عمل يعرض وجهة نظر
مزيفة للحرب على العراق، وقال: رغم هذا أعتقد أن الفيلم فى مجمله ينصف
العرب، والأهم أن هذا يحدث فى فيلم هوليوودى.
أشار خالد إلى عدة نقاط تنصف العرب فى الفيلم، منها التناقض الواضح بين
العسكرية الأمريكية والمخابرات الأمريكية، وكذلك مشهد حيرة بطل الفيلم حول
أسباب الحرب أصلا التى بدأ يشك فيها، وتأكد أنها واهية، وأن العراق ليس بها
أسلحة دمار شامل.
وقال: بعيدا عن مضمون الفيلم فقد استمتعت بالعمل مع المخرج بول جرينجراس
الذى يفضل الارتجال فى أعماله عموما، ورغم أننى عملت معه من قبل فإن هذه
التجربة قربتنى منه أكثر ووجدته مخرجا واعيا ومتمكنا، لكنه فى الوقت نفسه
متردد إلى أقصى درجة، فقد كان يناقشنا كفريق عمل فى مصائر بعض الشخصيات
منها شخصية «فادى» التى سألنى عن نهايتها أكثر من مرة وكان حائرا بين أن
يُميته أو يتركه حيا.
المصري اليوم في
05/12/2010
مخرج الفيلم المغربى «الجامع»:
حاولت فضح الاستخدام الخاطئ
للدين فى البلاد العربية
كتب
نجلاء أبوالنجا
عقدت بمركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية، ندوة خاصة للفيلم المغربى
«الجامع» عقب عرض الفيلم ضمن المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائى،
حضرها مخرج الفيلم المغربى الجنسية داوود أولاد السيد، الذى يحرص على
الاشتراك فى كل مناسبة فنية أو سينمائية فى مصر.
حظيت الندوة باهتمام كبير وحضرها عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين
والمهتمين بالسينما، خاصة أن الفيلم يتناول بجرأة قضية الاتجار بالدين
واستخدام الشعائر الدينية كوسيلة لتحقيق الأهداف الشخصية من خلال قصة
الفلاح الفقير «موحا»، الذى يؤجر قطعة الأرض البسيطة التى يمتلكها ويعيش
منها لفريق عمل سينمائى أجنبى بنى عليها ديكور مسجد استخدمه فى التصوير،
وبعد رحيل فريق الفيلم السينمائى تعامل الناس مع ديكور المسجد على أنه جامع
حقيقى وحولوه لساحة للعبادة، وفشل الفلاح البسيط فى استرجاع أرضه وواجه
مشكلات كثيرة مع أهل القرية وشيوخها الذين منعوه من هدم الجامع، وعندما
حاول استرجاعها بالقوة اعتبروه كافراً ومجنوناً وتدخلت السلطات الحكومية
وتم ترحيله من قريته تاركاً زوجته وأبناءه.
تركزت الأسئلة فى الندوة حول الصعوبات التى صاحبت تنفيذ الفيلم، وأكد داوود
أنه صور الفيلم فى خمسة أسابيع فى قرية تبعد عن مدينة الرباط بحوالى ألف
كيلومتر، وبنى ديكوراً كاملاً للمسجد فى القرية، والغريب أنه واجه نفس
المشكلة التى تدور حولها فكرة الفيلم، حيث أصر أهل القرية أن يصلوا فى
ديكور المسجد ويحولوه لجامع حقيقى، مما جعله يستعين بالعديد من الفقهاء
الحقيقيين من أجل مواجهة أهل القرية، وقد سجل كل تلك الحوارات واستعان بها
فى الفيلم بالنص ليضفى على الفيلم مصداقية وواقعية.
ورداً على سؤال عن سبب استغنائه عن الموسيقى التصويرية طوال الأحداث، أجاب
المخرج بأنه يرى أن السينما فن صورة مستقل بذاته وليس فن صوت، وأن أستاذه
الذى علمه السينما فى المغرب، علمه كيف يصنع فيلماً يستطيع من يشاهده غلق
الصوت ومتابعته بنفس الاستمتاع الذى يجده مع الأفلام التى توجد بها موسيقى،
كما قال إنه يفضل النهاية المفتوحة ليترك مساحة أمل رغم أنه فضح كل
الأساليب الخاطئة فى التعامل مع الدين واستغلال السلطة الدينية لتحقيق
مصالح خاصة.
وعن اهتمامه بالطبقة الفقيرة فى أغلب أفلامه، خاصة فى هذا الفيلم وفيلمه
السابق «فى انتظار بازولينى»، قال إنه ينتمى لطبقة الفقراء وهى الطبقة
الأكثر عدداً فى المغرب، لذلك يجب أن يقدم سينما تعبر عنها، كما أنه من
عشاق عالم الفقراء الذى يخرج من المبدع مكنونات وإبداعات.
المصري اليوم في
05/12/2010 |