تعيش السينما المصرية أزهي
أوقاتها, بعد أن حصل شبابها وتحديدا نجوم السينما
المستقلة, علي جوائز مهمة في
مهرجاني قرطاج والدوحة وهو مايعد انجازا حقيقيا يحسب لمبدعي السينما
المصرية.
التي غابت عن المهرجانات لفترة طويلة اذ عاد من جديد اسم مصر يتصدر
قائمة
الجوائز حيث حصد فيلم ميكرفون علي التانيت الذهبي لمهرجان قرطاج في دورته
الـ23,
والفيلم إخراج أحمد عبدالله, وبطولة خالد أبوالنجا و يسرا اللوزي وهذه هي
المرة
الأولي التي يفوز فيها فيلم مصري بذهبية المهرجان الذي يقام في تونس كل
عامين منذ
عام6691, وتخصص مسابقته للأفلام العربية والأفريقية منذ
عام8691, وهو أعرق
مهرجانات السينما في العالم العربي..وقد سبق أن فاز يوسف
شاهين6291-8002 بذهبية
قرطاج عام0791, عن مجمل أعماله, ونال المخرج توفيق صالح ذهبية المهرجان
ولكن عن
فيلمه السوري المخدوعون, وهذا يعني أن أحمد عبدالله وشباب السينما
المستقلة حققوا
اول انجاز حقيقي للسينما المصرية في هذا المهرجان العريق, كما حصل أيضا
الفنان
المتميز. آسر ياسين علي جائزة أحسن ممثل عن دوره في فيلم
رسائل البحر للمخرج
المبدع داود عبدالسيد, وعبر آسر عن سعادته الشديدة بهذه الجائزة, والتي
لم
يتمكن من السفر لاستلامها بسبب انشغاله بتصوير بيبو وبشير.
وواصلت السينما
المصرية تألقها في مهرجان الدوحة السينمائي حيث حصد فيلم الحاوي للمخرج
ابراهيم
البطوط علي جائزة أحسن فيلم روائي, وتدور جميع أحداثه في مدينة
الإسكندرية,
وجميع أبطاله اسكندريون اختارهم البطوط بعد رحلة طويلة من
البحث, وكلهم وجوه
جديدة من ممثلي الفرق المسرحية السكندرية, وتأتي هذه الجوائز لتؤكد
ماراهن عليه
هؤلاء الشباب والذين أصروا علي الحلم, وتحدوا ظروف الانتاج السينمائي
رافضين
السير مع السائد مفضلين أن يقدموا سينما مختلفة تضج بالحياة,
وتمس الكثير من
مشاكل الواقع المعاش سواء كان المخرج هو ابراهيم البطوط والذي قدم تجربتين
سينمائيتين غاية في التميز وهما ايثاكي وفيلم عين شمس والذي
حصد الكثير من الجوائز
باسم مصر رغم التعنت والمشاكل التي صادفته مع الرقابة المصرية..
والمفارقة أن
الفيلمين تدور أحداثهم في مدينة الاسكندرية, وفي اجواء الفرق الغنائية
والمسرحية
ورغم كل الظروف الا ان ابراهيم البطوط راهن علي حلمه وكل ماهو
حقيقي, ونفس الحال
بالنسبة للمخرج أحمد عبدالله والذي قدم فيلمه الاول هيليوبوليس وهو بحق كان
واحدا
من أجمل الافلام التي عرضت في مهرجان القاهرة العام الماضي ومنحته لجنة
التحكيم
شهادة تقدير, كما مثل مصر في العديد من المهرجانات العربية
والدولية, واذا كانت
هذه هي الافلام التي رفعت رأس مصر عاليا في المهرجانات فأقل مايجب أن يحظي
به هؤلاء
المبدعون هو فرصة حقيقية لعرض أفلامهم بدور العرض المصرية, حتي لو تم
تخصيص
القاعات الصغري بالسينمات لهم لانه بالتأكيد هناك جمهور متشوق
لرؤية ابداعهم.
والمفارقة أن الفيلمين تدور أحداثهما في مدينة الاسكندرية, وفي اجواء
الفرق
الغنائية والمسرحية, وفيلم الحاوي لابراهيم البطوط جاء ت فكرته من خلال
أغنية
للشاعر محمد جمعه كتبها لفرقة مسار اجباري.
الأهرام المصرية في
06/11/2010
أنا الفيلم.. احتفالية تخطف
الأضواء في الدوحة
الدوحة: نادر عدلي
قبل ثلاثة
أشهر من اقامة مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي الثاني الذي انتهت أعماله
السبت
الماضي26 ـ30 أكتوبر حضرت الي القاهرة المصورة الفرنسية الشهيرة بريجيت
لاكومب
خصيصا الي القاهرة.
لالتقاط مجموعة صور فوتوغرافية للنجم الكبير عادل امام وايضا لمجموعة
من
الفنانين والمخرجين ثم قامت باختيار احدي صور عادل امام لتصبح غلافا
للكتالوج
الرسمي للمهرجان بوصفه المكرم الوحيد في هذه الدورة وقد جاء
التكريم خاصا ومتميزا
حيث اقامت مؤسسة الدوحة للافلام التي اسستها الشيخة المياسة بنت حمد بن
خليفة آل
ثاني حفلا خاصا ثم تم تكريمه في حفل الختام من خلال تقليد جديد حيث قامت
ثلاث من
النجمات المصريات عملن في العديد من أفلامه بالحديث عنه:
يسرا ولبلبة ورجاء
الجداوي, وبعد ذلك صعد للمسرح لينال التكريم وسط عاصفة من التصفيق.
اما
الصور التي التقطها بريجبت لاكومب للسينمائيين المصريين والعرب والاجانب
والتي يصل
عددها الي100 صورة فقد عرضت في معرض خاص تحت عنوان انا الفيلم حيث اعتبرت
أن كل
نجم أو مخرج يعتبر نفسه عنوان الفيلم وصانعه وهذه الصور انتشرت
في كل انحاء الدوحة
كدعاية للمهرجان بل اكثر من ذلك حيث تم تكبيرها لتحيط بمركز اقامة المهرجان
في الحي
الثقافي الذي يحمل متارا وهو الاسم القديم الذي استخدمه اليونانيون لـ قطر
ولم يعد
مستخدما الآن.. وكتارا أو الحي الثقافي هي مدينة للفنون بدأ
تأسيسها منذ8 أشهر
فقط لتضم فنون السينما والموسيقي والدراما والنحت والشعر والتصوير وخلال
هذه الشهور
القليلة تم بناء المرحلة الأولي منها والتي تضم صالة للاوبرا وقاعة سينما
كبيرة
ومسرحا مكشوفا وعددا من الابنية التي اقيم فيها المهرجان فقد
كان المهرجان مناسبا
لافتتاحها.
ولان مهرجان الدوحة الذي بدأ العام الماضي تم تنظيمه بالتعاون
والشراكة مع المهرجان الامريكي ترايبكا وكان يسيطر عليه بشكل اساسي شكل
المهرجان
الامريكي فقد حاولت ـ ونجحت لحد كبير ـ مديرته اماندا بالمر ان
تكسبه الهوية
العربية فكان التكريم للنجم عادل امام واقامة مسابقتين للافلام العربية
الطويلة
والقصيرة لاول مرة هذا العام وتكوين لجنة تحكيم يكون رئيسها فنانا عربيا
وتم اختيار
يسرا لرئاستها هذا العام وبالاضافة الي ذلك تم تدعيم والمشاركة
في الانتاج لاربعة
أفلام عربية منها فيلم حاوي الذي قام المهرجان بتحويله الي شريط سينمائي
حيث تم
تصويره ديجيتال ليصبح الفيلم المصري المشارك في المسابقة ويفوز بافضل فيلم
عربي من
بين10 أفلام تم اختيارها للمسابقة والفيلم اخراج ابراهيم
البطوط الذي يعتبر اول
من خاض تجربة السينما المستقلة للافلام الطويلة وهو فيلمه الثالث بعد فيلمي
ايتاكي
وعين شمس وفيلم حاوي تدور كل احداثه في مدينة الاسكندرية وكل من شارك فيه
من الهواة
وتم اعداده وتصويره من خلال ورشة اقامها البطوط وبلغت القيمة المادية
للجائزة100
الف دولار.. اذن فأن الدورة الثانية من مهرجان الدوحة كان
لمصر فيها نصيب
الاسد: تكريما وتحكيما وفوز بالجائزة الكبري.
الأهرام المصرية في
06/11/2010
قالت: إن الشرق والغرب يلتقيان في مهرجان «الدوحة -
ترايبيكا» السينمائي
«الإندبندنت» البريطانية: أهلاً ومرحباً بكم في «دوحة
هوليوود»
القاهرة - ترجمة العرب
أشادت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية بمهرجان «الدوحة-ترايبيكا»
السينمائي ووصفته بأنه أصبح ملتقى للشرق الأوسط والغرب، وقالت: (أهلا
ومرحبا بكم في «دوحة ليوود») على غرار هوليوود.
وأضافت الصحيفة في تقرير مطول تحت عنوان «سحر وحفاوة وسط الكثبان
الرملية»: إنه إذا أردت أن تعرف ما يجري في الدوحة فما عليك إلا أن تلقي
نظرة على أبراجها وناطحات السحاب فيها، ففي الأسبوع الماضي كان هناك بالكاد
«بوصة» واحدة فارغة على الجدران لم تكن عليها لوحات إعلانية ملصقة حول
بطولات التنس وكذلك عرض قطر وملفها لاستضافة كأس العالم لعام 2022، والمميز
واللافت للنظر سلسلة من الصور بالأبيض والأسود لنجوم سينمائيين تحيط بالحي
الثقافي «كتارا» الذي احتضن فعاليات مهرجان «الدوحة-ترايبيكا» السينمائي.
وأوضحت أن الانطلاقة بدأت كما هو معتاد وبسخاء وبذخ بعرض لفيلم «خارج
على القانون» في الحي الثقافي الذي تبلغ مساحته مليون متر مربع، وأقام
المهرجان سينما ضخمة تحت النجوم خصيصا للمناسبة التي استمرت لمدة خمسة أيام
وعلى غرار سفينة فضائية عملاقة تبلغ عشرين مترا مجهزة بأحدث نظام عالمي
للصوت. وأشارت إلى أنه على الجانب الآخر من الحي الثقافي وداخل دار الأوبرا
المكيفة كانت هناك ماليكا شيروات جميلة «بوليوود» وكذلك سلمى حايك عضو لجنة
التحكيم التي لزمت الصمت ولم تبح بأي كلمة فيما كان والد زوجها على وشك بيع
دار كريستي لقطر، وبعد ذلك توجه لفيف من الشخصيات المهمة إلى جزيرة اللؤلؤة
حيث يحتفظ الأغنياء بيخوتهم لإقامة حفلة هناك.
وقالت: إنه هكذا فإن الشرق الأوسط يلتقي الغرب في مهرجان «الدوحة-ترايبيكا»
السينمائي وهذه هي الانطلاقة الثانية للمهرجان الذي أسسه روبرت دي نيرو
وجين روزنتال وغريغ هانكوف في أعقاب الحادي عشر من سبتمبر وبعد فترة
تدريبية بالمهرجان في نيويورك في عام 2006، وأضافت الصحيفة: إن كل التألق
والفخامة والثراء الذي يمكن للمرء أن يتوقعه من دولة تملك أعلى معدل دخل
للفرد من الناتج الإجمالي المحلي في أي بلد على وجه الأرض كان موجودا
بالدوحة، حيث كانت هناك رحلات إلى الكثبان الرملية بسيارات الدفع الرباعي
وركوب الجمال في السوق والسباحة في الخليج.
ونقلت الصحيفة عن شادي زين الدين أحد مبرمجي المهرجان الذي ذهب إلى
لوس أنجليس لمدة عام ونصف قبل أن يعود إلى بيروت: إن الناس مهتمون بالمنطقة
لأنهم يريدون سماع قصص جديدة، ولدينا الكثير لنقوله هنا، يمكننا أن نجعل
الأشياء تحدث، نريد أن نحكي قصصنا وهنا أفضل الأماكن بالنسبة لنا، إنهم
يملكون المال والأمور تتغير، هناك الكثير من المهرجانات في المنطقة في دبي
وأبوظبي أيضا، لكن لا توجد منافسة هنا، ونهدف جميعا لتأسيس صناعة سينمائية
في العالم العربي أو من أجل تعزيزها وجعلها أكثر قوة. وأشارت الصحيفة إلى
أن شهر مايو الماضي شهد إطلاق مؤسسة الدوحة للأفلام في مدينة «كان»
الفرنسية، وتهدف المؤسسة إلى تأسيس صناعة سينمائية على المدى الطويل في
قطر، موضحة أن المؤشرات جيدة بالنسبة لصناعة محلية ناشئة، فهناك فيلمان من
أفلام ديزني قيد العمل، وفي الوقت ذاته فإن شركة النور القابضة القطرية
أعلنت عن إنتاج فيلم عن حياة السلطان العثماني محمد الفاتح، كذلك فإن سلسلة
ملحمية حول «حياة النبي محمد» سوف يتم إنتاجها في استوديوهات من الطراز
العالمي في الصحراء وكذلك الاستعانة بمخرج شهير من هوليوود كما يشاع.
العرب القطرية في
07/11/2010
مفاجأة مهرجان الدوحة:
"حاوي" البطوط أفضل فيلم
عربي
رسالة الدوحة نادر
عدلي
لم تكن مجرد مفاجأة تحدث أحيانا
في المهرجانات الدولية, فالمشهد ككل في قاعة الأوبرا في قطر
كان مدهشا بكل
المقاييس, حيث تقفز مجموعة من الهواة إلي خشبة المسرح بعد إعلان فوز
فيلمهم
حاوي, وسط002 شخصية من كبار محترفي السينما.
من بينهم روبرت دي نيرو, وعادل إمام ـ الذي كرمه المهرجان ـ والمعني
هو أن
هناك تغيرا كبيرا وحادا يحدث في عالم السينما, فها هي السينما المستقلة
تزاحم
وتتفوق في مناسبة المهرجان, تصنع خصيصا من أجل المحترفين!
بكل تأكيد لم تكن
جائزة حاوي للمخرج إبراهيم البطوط هي المفاجأة الوحيدة, فإقامة مهرجان في
قطر
أصلا يمثل مفاجأة بكل المقاييس أيضا, فهي لم تنتج أي فيلم روائي طويل في
تاريخها
إلا منذ شهرين, ومن أجل إقامة هذا المهرجان, لجأت إلي
مهرجان أمريكي شهير
ترايبكا ليكون لها شريكا, ويحمل المهرجان عنوانا مزدوجا الدوحة ترايبكا
السينمائي, وعندما تم تنظيم المهرجان لأول مرة العام الماضي, تعامل
الجميع مع
الأمر علي أنه تقليدا لما حدث بجوارها في الإمارات, حيث أصبح
لمهرجاني دبي
وأبوظبي وجودا حقيقيا وملموسا.. وفي الدورة الثانية للمهرجان الذي اختتم
أعماله
السبت الماضي(62 ـ03 أكتوبر), بدأ يكتسب بعض الملامح التي تميزه,
وتم تأسيس
مؤسسة الدوحة للأفلام برئاسة الشيخة المايسة بنت حمد بن خليفة
آل ثاني, لرعايته
وتطوير تنظيمه بإقامة مركز يكون نواة لصناعة السينما, وأيضا كان الإعداد
لإقامة
مدينة الحي الثقافي لتكون مكانا لكل الفنون, وكان افتتاحها ـ رغم أنها لم
تكتمل ـ
بهذا المهرجان.. فكل شيء يتم بسرعة ملفتة.
فاز فيلم حاوي بجائزة المسابقة
العربية(001 ألف دولار), وهي المسابقة الأهم في
المهرجان, وفيما يبدو أن
منظمو المهرجان ـ برئاسة أماندا بالمر ـ تعمدوا هذا الأمر حتي لا يكون نسخة
متكررة
من ترايبكا الشريك الأمريكي.. وقد شارك فيها01 أفلام عربية, وكانت
الأفلام
متميزة بالفعل, وأربعة منها يعرض لأول مرة في المهرجان, ولكن تبقي هذه
المسابقة
في حاجة إلي تقنين وإعداد لائحة واضحة, فقد جمعت بين الأفلام
الروائية
والتسجيلية(7 أفلام روائية, وثلاثة تسجيلية), ومسألة مشاركة الروائي
والتسجيلي في نفس المسابقة أصبح أمرا مقبولا بعد أن فعلها
مهرجان كان, وقدم في
المسابقة فيلم مايكل مور فهرنهايت11 ـ9 منذ سنوات, ثم قدم بعد ذلك
فيلما
للرسوم المتحركة, وعلي أي الأحوال يظل هذا الأمر استثنائي, وهو مقبول
في
الأفلام القصيرة, ولكن يحتاج الأمر إلي تقنين في مجال
الأفلام الطويلة, أيضا
تحديد مدة الأفلام المشاركة, فقد شارك فيلم تيتا ألف مرة, الذي فاز
بجائزة
الجمهور, رغم أنه يعد فيلما قصيرا لأنه أقل من ساعة(84 دقيقة).
وقد انحازت
لجنة التحكيم للفيلم المصري حاوي برئاسة يسرا وعضوية سلمي حايك ونيك موران
وبهافنا
تلوار ودانيس تانوفيتس, لأن الفيلم من ناحية لم يتكلف سوي04 ألف
دولار, وكل
من عمل فيه كان بدون أجر, وبالتالي فهو تجربة مثيرة في السينما
المستقلة, كما
أن كل الذين عملوا فيه لم يسبق لهم تقديم أي أعمال
سينمائية.. والناحية الأخري,
أن المهرجان نفسه تعتمد فعالياته الرئيسية علي تدريس وتمويل الأفلام, فهو
يتسق مع
تواجهات إقامته, وفيلم حاوي نفسه قامت مؤسسة الدوحة للأفلام بتحويله من
ديجيتال
إلي شريط سينمائي.
والحقيقة أن أفلام المسابقة العربية تضمنت أفلاما مهمة
وتحتاج قراءة خاصة لتميزها.. أما مسابقة الجمهور, فهي تحتاج إلي تقنين
أيضا,
فقد شارك بالمهرجان15 فيلما من بينهم9 أفلام قصيرة أقيمت لها مسابقة
خاصة
قيمتها(01 آلاف دولار).. وفاز فيها الفيلم السوري خبرني يا
طير.. فهل باقي
الأفلام(14 فيلما) تشارك في هذه المسابقة بما فيها البانوراما والعروض
الخاص
وفيلمي الافتتاح والختام.. وأظن أن هذا هو التصور بعد أن فاز فيلم الختام
الأمريكي طالب الصف الأول بهذه الجائزة.
نجحت الدورة الثانية من مهرجان الدوحة
ترايبكا السينمائي أن تكتسب بعض الملامح التي من الممكن أن
تكسبه تميزا في الدورات
المقبلة.. ومن خلال وجودي في هذه الدورة, أحسست أن لديهم الرغبة في أن
يفعلوا
ذلك.
الأهرام المصرية في
03/11/2010
ما الجديد في مهرجان الدوحة السينمائي؟
أحمد صلاح زكي/ بي بي سي - الدوحة
ما الذي يمكن أن يقدمه مهرجان سينمائي في الدوحة للسينما، خصوصا أن
توقيت المهرجان يتقاطع مع مهرجان لندن السينمائي ويأتي بعد أيام قليلة من
انتهاء مهرجان أبوظبي السينمائي؟
وإذا نظرنا الى المكان فإن المهرجان يقام في إقليم به عدة مهرجانات
سينمائية أبرزها مهرجان دبي ومهرجان أبوظبي ومهرجان القاهرة السينمائي،
بالاضافة الى عدد كبير من المهرجانات والفعاليات السينمائية التي تقام في
أنحاء متفرقة من العالم العربي على مدار العام.
والاجابة على هذا السؤال تكمن في ثلاثة عناصر: أولا: اختيارات الأفلام
المعروضة أو المشاركة في مسابقات المهرجان. ثانيا: الفعاليات والأنشطة
المصاحبة للمهرجان. ثالثا: أسماء من حضروا المهرجان.
اختيارات الأفلام
حاول المهرجان طوال أيامه الخمسة أن يركز على الفكرة الأساسية له وهي
الترويج لنقاط تلاقي الشرق مع الغرب، سواء في أفكار الأفلام المعروضة أو في
تعاون صناع أفلام من الشرق مع استديوهات إنتاج من الغرب.
لهذا السبب كان فيلم الافتتاح هو
Outside the Law أو "خارج القانون" للمخرج الجزائري الذي يحمل الجنسية الفرنسية رشيد
بوشارب. الفيلم يتناول مرحلة حرجة من مراحل الكفاح الجزائري المسلح ضد
السلطات الفرنسية خلال حقبة الاستعمار.
قابلت رشيد بوشارب في الدوحة وسألته عن السبب وراء صنعه لهذا الفيلم
وأجاب أنه حين كان يصور فيلمه
Days of Glory
أو "أيام المجد"، والذي يتعرض لرحلة جنود جزائريين في صفوف الجيش الفرنسي
خلال الحرب العالمية الثانية، وجد أن لقصة فيلم "أيام المجد" تكملة وأن هذه
التكملة "ستكون استعراضا لتجربة فريدة من نوعها في مجال النضال من أجل
الاستقلال وهي نقل المعركة لدولة الاحتلال، فرنسا، وعدم الاكتفاء بالكفاح
المسلح في الدولة المستعمرة، وهي الجزائر".
وبالتالي فإن هذا الفيلم يمثل نوعية الأفلام التي يريد المهرجان
استقطابها. فالفيلم يتحدث عن منطقة زمنية التقى فيها الشرق بالغرب ولو من
خلال العنف! والمخرج جزائري الممثلين ذوو أصول عربية فيما الانتاج وطواقم
العمل فرنسية. وهذه منطقة التقاء ثانية تمثل البعد التقني.
أما فيلم الختام فكان
The First Grader
أو "الملتحق بالصف الأول" وهو فيلم من إنتاج بي بي سي وصندوق المملكة
المتحدة للفيلم، ومن إخراج البريطاني جاستين شادويك وبطولة الممثلة
البريطانية ناعومي هاريس والممثل الكيني وليفر ليتوندو.
الفيلم يحكي قصة مزارع كيني دخل التاريخ عندما أصبح أكبر طالب يلتحق
بمرحلة التعليم الابتدائية سنا في العالم وذلك في عام 2003.
التقيت بمخرج الفيلم وطاقم العمل وكان لهم جميعا نفس الرأي حول
المهرجان، وهو أنه يمثل فرصة استثنائية لهم للتعرف على السينما العربية
وعلى صناع الأفلام من العالم العربي. جاستين تشادويك ذهب أبعد من ذلك وأضاف
أن المهرجان قدم له فرصة لرؤية مدينة عصرية كالدوحة مليئة بناطحات السحاب
كي تصبح مسرحا لأحد مشاريعه السينمائية في المستقبل.
وبالتالي فإن المهرجان استطاع أن يروج للدوحة كمقصد سينمائي وهذا يعني
الكثير بالنسبة للقائمين عليه من المسؤولين القطريين.
وبين فيلم الافتتاح وفيلم الختام عرضت أفلام لعبت على نفس الوتر، وهو
التقاء الشرق بالغرب، مثل فيلم
Just Like us
أو "مثلنا" وهو من فيلم وثائقي من إخراج الممثل الكوميدي الأمريكي ذا الأصل
المصري أحمد أحمد. والفيلم يوثق لرحلة قام بها أحمد أحمد مع رفاقه من ممثلي
الكوميديا لتقديم عروض كوميدية تعرف باسم
Stand-up
comedy shows
في مدن الشرق الأوسط.
والفيلم يقدم فرصة نادرة للتعرف على شريحة من الشباب في المجتمع
السعودي والذي يهتم بالثقافة الغربية ويحاول محاكة النمط الغربي في الحياة
داخل مجتمع محافظ كالمجتمع السعودي. كما يقدم لنا الفيلم ما واجهه الممثلون
من مواقف كاشفة للكثير مما تواجهه مجتمعات دبي وبيروت والقاهرة والرياض،
وحتى الجالية العربية المقيمة في الولايات المتحدة والتي ينتمي إليها أحمد
أحمد.
التقيت أيضا بأحمد أحمد وزميله إريك جريفن وتحدثا معي حول الفيلم
وفكرته التي بدأت عندما أخبر أحمد أحمد زملائه الأمريكيين بأنه يقدم عروضا
كوميدية في الشرق الأوسط، فسألوه إن كانت تقدم في القواعد العسكرية
الامريكية.
وعندما أخبرهم بأنه يقدمها للجمهور العربي، سألوه إن كانت
بالانجليزية. وأجابهم أنها بالانجليزية وأن الجمهور يتفاعل معها، وهنا أتت
فكرة هذه الرحلة وفكرة توثيقها سينمائيا والخروج بفيلم مدته اثنتين وسبعين
دقيقة من أكثر من مئتي ساعة تصوير.
كما عرض في المهرجان أفلام تمثل نوعية جديدة من السينما في العالم
العربي وهي السينما المستقلة أو السينما التي تعتمد على تكلفة إنتاج محدودة
للغاية. ومن أبرز الأفلام التي عرضت فيلم "حاوي" للمخرج المصري إبراهيم
البطوط والذي حصل على تمويل قطري من أجل استكمال تصويره.
تحدث إبراهيم البطوط لـ بي بي سي حول نوعية السينما التي يقدمها وحول
إصراره الدائم على عدم كتابة نص لأفلامه والاعتماد على الارتجال وعلى
ممثلين هواة. وكانت إجابته أنه ما زال يحاول البحث عن طريقة لصنع أفلام
تعبر عن القضايا والأفكار التي تشغله بأي وسيلة متوفرة له ودون أن يقدم
تنازلات للمنتجين.
أما سبب أنه يعتمد على الحوار المرتجل فإن ذلك يرجع الى إحساسه بأن
الفيلم المكتوب هو فيلم محبوس على الورق وليس حرا مثل الفيلم الذي يعتمد
على الارتجال والحوار العفوي.
وربما لهذه الأسباب كلها فاز فيلم إبراهيم البطوط "حاوي" بجائزة أفضل
فيلم عربي في مسابقة الأفلام العربية الروائية.
أنشطة المهرجان
تنوعت أنشطة الدورة الثانية من هذا المهرجان وشملت ورشا دراسية لصناع
الأفلام واحتفاليات لعرض أفلام قصيرة. لكن أبرز هذه الأنشطة كانت الندوات
الدراسية من قبل نجوم كبار في صناعة السينما لصناع الأفلام من الشباب.
هذا العام كان أبرز المتحدثين الممثل الأمريكي روبرت دينيرو والمخرج
الجزائري رشيد بوشارب والمخرجة الهندية ميرا ناير والممثل الأمريكي كيفن
سبيسي والممثلة الأمريكية سلمى حايك.
كما عرض على هامش المهرجان معرض للمصورة الفوتوغرافية الفرنسية
المقيمة في نيويورك بريجيت لاكومب والتي علقت صورها في أروقة الحي الثقافي،
حيث يقام المهرجان، وفي الشوراع الرئيسية المؤدية الى الحي الثقافي في
العاصمة القطرية.
وقدم المهرجان فرصة لتقديم النصح والارشاد لثمانية مخرجين مقيمن في
قطر وذلك ضمن فعالية حملت اسم "احتفالية أفلام العشر دقائق".
وبالتالي فكل هذه الفعاليات والأنشطة هي إجابة على ما الذي قدمه
المهرجان لصناع الأفلام في هذه المنطقة من العالم.
الأسماء الحاضرة
الأسماء التي حضرت الى المهرجان قدمت له فائدة كبيرة وهي وضعه على
خريطة المهرجانات السينمائية في منطقة الشرق الأوسط وفي تدعيم مكانته على
أجندة مزدحمة بالفعاليات السينمائية.
روبرت دينيرو كان أبرز الحاضرين، وإن كان حضوره متوقعا لأن المهرجان
هو النسخة القطرية من المهرجان الذي أنشأه في نيويورك عام 2002 من أجل دعم
صناعة السينما في نيويورك في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.
على البساط الأحمر تحدث روبرت دينيرو لبي بي سي العربية باقتضاب وقال
إن الهدف من مهرجان ترايبكا الدوحة هو جمع الشرق مع الغرب من خلال السينما.
كما حضر الى المهرجان الممثل الأمريكي كيفن سبيسي والذي عرض له فيلمه
الأخير
Casino Jack
والذي لم يعرض بعد تجاريا.
في مقابلة خاصة لبي بي سي العربية، تحدثت سبيسي حول فيلمه وحول توقيت
عرضه قبل انتخابات الكونجرس خصوصا وأنه يهاجم الجمهوريين بضراوة. لكن أبرز
ما أكد عليه سبيسي في حواره هو في قدرة صناع الأفلام من العالم العربي على
المنافسة على المستوى العالمي وعلى أن هذه الفرصة تمثل حوارا هاما بين
الشرق والغرب وبديلا للصراع.
كما حضر الى المهرجان المخرج الأمريكي جوليان شنابل والذي عرض له
فيلمه الأخير "ميرال". تحدثت معه حول الفيلم وحول المهرجان وكان متفائلا
جدا بمستقبل صناع الأفلام العرب والذي تعاون معهم من خلال نص رولا جبريل
وتمثيل ياسمين المصري، والذين تحدثوا بدورهم لبي بي سي العربية وأخبروني عن
سعادتهم بالفيلم وعن تعاونهم مع جوليان شنابل وعن رغبتهم في تقديم صورة
مختلفة للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، بعيدا عن الصورة النمطية للأفلام
الأمريكية التجارية.
ومن الأسماء التي حضرت أيضا الممثل البريطاني ألكسندر صديق والممثلة
الهندية فريدا بينتو. كان لي معهم أيضا حوار حول فيلمهم "ميرال" وقد أكدوا
على أهمية هذا العمل في تقديم فكرة مختلفة عن المجتمع الفلسطيني.
كما تحدثوا أيضا عن نوعية الأدوار التي يقومون بها في السينما الغربية
وحول آفاق التعاون بين صناع أفلام من الشرق وبين استديوهات إنتاج سينمائية
موجودة في الغرب.
وبالاضافة الى الأسماء الغربية حضر الى المهرجان أسماء تعبر عن
السينما العربية سواء التجارية أو المستقلة مثل عادل إمام الذي حضر من أجل
تكريمه ويسرا بصفتها رئيسة لجنة التحكيم والممثلة الشابة بسمة.
نكهة خاصة
وبالتالي فإن خمسة أيام من العروض السينمائية والفعاليات والأنشطة
التي تتمحور حول صناعة الأفلام في دولة صغيرة لا توجد بها صناعة للسينما،
يضفي على مهرجان الدوحة ترايبكا السينمائي نكهة خاصة جدا بين المهرجانات
السينمائية القريبة منه جغرافيا أو زمانيا.
فهو من جهة يقدم الفرصة لسينما جديدة في العالم العربي ولصناع أفلام
يبحثون عن تمويل، ومن جهة أخرى يعرف المجتمع المحلي بسينما عالمية مختلفة
عن تلك التي اعتاد عليها في دور السينما المحلية والتي تأتي أغلب أفلامها
من استديوهات الانتاج السينمائي الامريكية.
لكن تبقى الاستمرارية على هذا النهج في الاختيارات السينمائية هي
الحكم على مدى قدرة مهرجان سينمائي في الدوحة على ترسيخ مكانته بين
مهرجانات أكثر عراقة منه في المنطقة وربما أكثر قدرة على جذب النجوم
والاهتمام الاعلامي.
الـ
bbc
العربية في
02/11/2010 |