الحملات الدعائية
التي تسبق شهر رمضان على القنوات الفضائية تكشف عن أشياء كثيرة، أولها حالة
الخواء
التي باتت تشكل ظاهرة فاضحة في الكثير من البرامج والمواد الدرامية، فهناك
باستمرار
إعادة إنتاج لما سبق على مستوى الأفكار وطرق المعالجة والطرح، كما ان
الإصرار على
استحداث أساليب لزغزغة المشاهدين لانتزاع الضحكات بالقوة أمر
يدعو للسخرية ويخلق
حالة من البلاهة العامة تسيطر على المشاهد الساذج
وتجعله سهل الانقياد لأي فكرة
وتقبل أي مضمون، وهو ما يتم بالفعل التركيز عليه لاستلاب حرية
المواطن وتعجيزه عن
توجيه أي نقد أو حتى إبداء وجهة نظر فيما يوجه إليه ويؤثر فيه.. لقد تحول
شهر رمضان
الى ساحة مبارزة تستعرض فيها كل فضائية قدراتها وتأتي كل مذيعة بما لديها
من أدوات
جذب، استظراف زائد أو ماكياج صارخ أو إغراء ودلال لتأكيد
الوجود والحيثية وكلها حيل
وأساليب خارج المضمون ولا تمت للتفوق الإعلامي بشيء غير بهرجة الشكل فقط لا
غير!
من بين القنوات السابحة في الفضاء اللامحدود قناة كوميدية يتصور
العاملون
فيها ان الله وهبهم خفة الظل الموجودة في الدنيا فبدأوا بتأثير هذا
الاعتقاد، الذي
هو عكس الحقيقة، يتفنون في كل ما هو جاد وجيد ورصين فأصبحت مادتهم الفكاهية
الأساسية هي تناول الشخصيات الوقورة تناولاً كاريكاتورياً
للقضاء على تأثيرها قضاءً
مبرما فلا تقوم لها قائمة مرة أخرى، وهذه الطريقة مأخوذة عن برامج سابقة
كان يلعب
فيها المنولوجست دور هدم الشخصية لافتقاده لملكات الاتزان والرصانة
والوقار، وهؤلاء
انتهى عمرهم الإفتراضي وآل مصيرهم الى الجلوس في البيت أو على
قهوة بعره الشهيرة
بوسط القاهرة وهي مقهى صغير يجلس عليه الكومبارس مساءً ينتظرون نصيبهم من
الأدوار
الثانوية جداً في أفلام لها طابع تجاري، وأتصور ان مجرد إفساح مكان لمن
تخصصوا في
التقليد
والسخرية بشكل مشوه للشخصية على مثل هذا المقهى المعروف رحمة واسعة من
الله، بدلا من أن يموتوا بالتجاهل والإحساس بالكراهية، حيث لا
وجه للشبه أبداً بين
المنولوجست الموهوب خفيف الدم والروح مثل الراحل سيد الملاح والموهوب حمادة
سلطان،
وبين من نعنيهم بالقول والوصف فهم ليسوا فنانين ولا أصحاب مواهب، وإنما
معظمهم نتاج
فراغ ثقافي ومساحات شاسعة من الإرسال تريد تلك القنوات أن
تملأها بالغث والأغث وليس
بالغث والثمين، لأنه لا يوجد ثمين أو سمين، بالثاء أو بالسين، كل ما هو
ظاهر على
الشاشة يثير الاشمئزاز والغثيان فلا يمكن لصاحب ذائقة فنية سليمة ان يقبل
صورة
ساخرة للفنان القدير محمود المليجي وهو يُسحل على الأرض مجسدا
في شخصية شاب حديث
السن يتقمص دوره في فيلم الأرض وهو يضرب أروع مثل للتمسك بحق الملكية
للفلاح الذي
يزرع ويقلع وهي المعاني التي أراد أن يؤكد عليها المخرج الكبير يوسف شاهين
في زمن
الإبداع الحقيقي .. هذه اللقطة مجرد نموذج مما تقدمه بعض
القنوات الفكاهية أو ما
تزعم أنها فكاهية، الغريب ان تلك الترهات تتزامن مع ذكرى الراحل العظيم،
صاحب فيلم 'باب الحديد' و'الناصر صلاح الدين'، و'وداعا
بونابرت' وغيرها من ذخائر السينما
المصرية العربية، هكذا يتم تكريس الهزل والاستخفاف كبديل
للإبداع، ولعل ذلك كان أحد
الأسباب التي دفعت وزارة الثقافة للتفكير في إطلاق قناة فضائية جديدة تعبر
عنها
وعما يمكن ان يكون إبداعا حقيقيا، فالقناة سيطلق عليها قناة 'إبداع' وستكون
نافذة تطل على الساحة الثقافية من وجهة مختلفة وأظن أنها لن
تكون تكراراً للقناة
الثقافية الحالية .. على المستوى الدرامي لا يوجد اختلاف كثير، فالأبطال
يتكررون كل
عام والحديث عن ارتفاع الأجور يشكل أزمة جوهرية لمؤسسات الإنتاج، لذا كان
البديل
المنطقي دخول وجوه جديدة حلبة المنافسة، فالفنان الشاب عمرو
سعد بطل فيلمي 'حين
ميسرة' و'دكان شحاتة' واحد ممن وقع عليهم الاختيار في عمليات الإحلال
والتبديل
الجارية الآن وبقوة بين صفوف النجوم الكبار والصغار والنص نص،عمرو يجسد دور
صعيدي
يقترب به على مستوى الشكل من شخصيات المخرج شادي عبد السلام في
فيلمه العظيم 'المومياء'،
فهو صعيدي حاد الملامح كثيف الشارب يرتدي الزي التقليدي لأبناء الصعيد
الجواني ويحمل وجهه قسمات التحدي والطيبة والصرامة والقسوة
أحيانا وكلها تباينات في
الأداء جدير بأدائها الممثل الشاب اكتشاف يوسف شاهين وتلميذ خالد يوسف صاحب
الفضل
في وضعه على خط أفقي واحد مع نجوم بارزين أصبح عمرو سعد ندا قويا لهم، ولا
أبالغ
إذا قلت إنني أرى تماثلا في الحضور والنجومية والتأثير مع
الفنان العربي القدير
جمال سليمان، فقد بات مقياسا حقيقيا للبراعة والتمكن، خاصة في الدراما
التلفزيونية،
وبالتحديد الأدوار المركبة المتطلبة تدقيقا في اللهجة وإحكاماً في الأداء
والقدرة
على ضبط الانفعالات، لتأتي طبيعية بغير زيادة أو نقصان، وبين الجاد والأكثر
جدية
تبقى أدوار أخرى رومانسية تحتاج لممثلين لديهم قبول خاص وقدرة
على الإقناع بهذه
الأدوار، من هؤلاء الفنان أحمد عز الذي يمتلك مقومات الفتى الوسيم ويمكنه
التنويع
من دون هذا الارتباط الشرطي بين الشكل والشخصية الدرامية ويسهل الرهان عليه
في
الماراثون الرمضاني الكبير، فهو يتمتع بشعبية جماهيرية وله من
المعجبات والمعجبين
الملايين، وهذه ورقة رابحة دائما يلعب عليها المنتجون في قياسات التلفزيون
ويتشكل
من نفس عناصر التجارة السينمائية فعمليات التوزيع محكومة بأشياء كثيرة
ومحفوفة
بالمخاطر والأرقام، ففي حال الخسارة يكون المردود فقط على
المنتج الفرد أو المؤسسة،
فليس هناك قطاع عام يتحمل عبء المسؤولية بعد تصفيته وبيع أصوله والقضاء
عليه قضاءاً
نهائياً، على عكس ما كان بالأمس، حيث كانت الدولة ترعى الصناعة الفنية
كصناعة ثقيلة
وتتحمل وحدها عناء مسؤولياتها.
لا يمكن أيضاً إغفال العنصر النسائي وإهمال دور
النجمات الكبيرات فهن رمانة الميزان على كل المستويات الفنية
والاقتصادية، ومن
أبرزهن بلا شك ليلى علوي الحريصة منذ سنوات على ان تكون تحت الضوء طوال
الثلاثين
يوماً، فهي تشارك هذا العام بمسلسل عنوانه يوحي بتراجيديا عنيفة 'أيام
بنعيشها'،
فما يبدو من الملاحظة الأولى لمشاهد التنويه أو 'البرومو' يؤكد
ان ليلى استعذبت
القيام بأدوار السيدة المكدودة - المظلومة المضطهدة، إذ أنها والله أعلم
ملت دور
الفتاة الجميلة الرومانسية الطيبة
وأرادت أن تخضع لمتطلبات المرحلة وتجرب نفسها
وتختبر قدراتها الفنية فيما هو أصعب من الحب، لاسيما أنها قدمت في رمضان
الماضي
دوراً خاصاً جداً في مسلسل 'هالة و المستخبي'، وبالطبع كانت هي هالة وما
شاهدناه
من مآس وأحزان وأوجاع كان هو ذلك المستخبي الذي اقترن باسمها
الدرامي وهدف إليه
الكاتب.. ذكاء ليلى علوي في أنها تُحدث نقلات مهمة في حياتها الفنية
وتتعامل بوعي
شديد مع موهبتها فهي لا تقف عند مرحلة بعينها ولا تنتظر كغيرها عودة الزمن
للوراء
لأنها تدرك ان ذلك مستحيل فهذه الفنانة الكبيرة تذكرني بسيدة
الشاشة فاتن حمامة،
اعتلت عرش النجومية وتربعت عليه، فقد أعملت ذكاءها وطوعت موهبتها وفق كل
مرحلة وكل
ظرف فاستمرت كما هي واستحقت عن جدارة لقب سيدة الشاشة العربية، وأتصور أنه
لقب ذاته
اللائق بكل نجمة تعرف حقوق جمهورها عليها وما أشبه ليلى علوي بأستاذتها ولو
اختلف
زمانهما .. مجرد وجهة نظر
.
القدس العربي في
02/08/2010
صراع بين الممثلين على «تورتة» برامج رمضان
القاهرة - عبدالغني عبدالرازق
في رمضان الماضي نجح الممثلون في السيطرة على تقديم برامج رمضان من
تحت أقدام المذيعين والمذيعات، وللعام التالي ينجحون في الاستحواذ على نصيب
الأسد من برامج الشهر الكريم إن لم تكن كلها.. حيث يشهد الشهر المبارك
منافسة شرسة بين النجوم على برامج رمضان، حيث يسعى كل فنان وفنانة على أن
يكون برنامجه في أفضل صورة، وذلك من أجل جذب أكبر قدر من الإعلانات. وقد
انضم لسباق المنافسة هذا العام نجوم جدد أبرزهم سامي العدل ومها أحمد، وهو
ما توضحه السطور التالية..
يقدم سامي العدل لأول مرة هذا العام برنامج الخال، وهو فكرة المذيعة
منى المراغي، ويستضيف سامي العدل في كل حلقة فنانا مختلفا، ولن يكون ظهور
النجوم لوجه الله، حيث تتراوح أجور الفنانين حسب المكانة التي يحتلها كل
فنان. ومن بين الفنانين الذين سيظهرون في البرنامج محمد هنيدي وهاني رمزي،
كما ستتضمن كل حلقة فقرة الذكريات، وسيتحدث فيها سامي العدل عن ذكرياته مع
بعض الفنانين، وسيتم عرض البرنامج على شاشة التلفزيون المصري.
أما الفنان الكوميدي طلعت زكريا فسوف يقدم برنامج (سمير بونديرة)، وهو
تأليف حازم العامري، ويقوم فيه طلعت بدور سائق تاكسي يركب معه النجوم فقط
ويحاورهم داخل التاكسي، وسيتم عرض البرنامج على التلفزيون المصري أيضا. أما
الفنانة ميس حمدان فتقدم هذا العام لأول مرة برنامج «100 مسا»، وهو برنامج
كوميدي تقوم فكرته على أساس قيام ميس بتقليد المطربات والفنانات، مثل نادية
الجندي وهيفاء وهبي، وقد اعتمد البرنامج على موهبة ميس في تقليد معظم
النجوم.
أما الفنانة مي كساب فتقدم هذا العام لأول مرة برنامج مصر 2050، ويتم
فيه استضافة العديد من النجوم، وتقوم فكرته على سؤال النجم أو الضيف عن شكل
مصر عام 2050، وهل يمكن أن تختفي بعض المشاكل التي نعاني منها في حياتنا في
هذا العام. أما الفنانة الكوميدية مها أحمد فستقدم في رمضان برنامج بعنوان
(بكابوظا هاووس)، وهي الشخصية التي اشتهرت بها فيلم «كلم ماما» الذي قدمته
مع عبلة كامل منذ عدة سنوات. وتقوم فكرة البرنامج على استضافة مها للنجوم
في منزلها وعمل «مقالب» فيهم، وهي نفس فكرة برنامج عصام كاريكا الذي قدمه
منذ عدة سنوات بعنوان (بوليكا في بيت كاريكا).
أما الفنان أحمد السقا فيقدم هذا العام لأول مرة برنامج «الجذور»،
الذي يقوم فيه بدور مذيع يحاور الفنان الكبير أحمد رمزي عن رحلته
السينمائية وعن جوانب كثيرة في حياته الشخصية وعلاقته بنجوم السينما، أمثال
رشدي أباظة وعبدالفتاح القصري وإسماعيل ياسين وصديقه المقرب عمر الشريف.
أما الممثلة رزان مغربي فتواصل تقديم قدم برنامج جديد على قناة الحياة
الفضائية بعنوان «لعبة الحياة».
أما برنامج لعب النجوم والذي سيعرض على التلفزيون المصري، فيقوم على
استضافة اثنين من نجوم الفن في كل حلقة من أجل التنافس في الألعاب
المختلفة، وهي نفس فكرة برنامج البطل الذي تم تقديمه العام الماضي على شاشة
التلفزيون المصري، ولكن تم إدخال بعض التغييرات حتى تبدو الفكرة وكأنها
جديدة. وقد تم رصد ميزانية كبيرة لهذا البرنامج، لأن الضيوف سيحصلون على
أجورهم بالدولار مقابل الظهور في البرنامج، حيث تتراوح الأجور بين 20 و40
ألف دولار. ومن بين النجوم الذين سيظهرون في البرنامج أحمد السقا ومحمد رجب
ومنى زكي ونيللي كريم وخالد أبو النجا. أما الفنانة إنجي وجدان التي اشتهرت
بدور داليا في مسلسل تامر وشوقية، فكان من المفترض أن تقدم في رمضان برنامج
في البيت، ولكن بما أن البرنامج لن يقدم في شهر رمضان فقط وإنما سيقدم طوال
العام، فقد تم عرضه منذ فترة حتى يستطيع المنافسة في شهر رمضان. وتقوم فكرة
البرنامج على أساس استضافة فنان أو إعلامي أو شخصية مشهورة في الجزء الأول
من الحلقة، أما الجزء الثاني من الحلقة فيكون فقرة عن المطبخ، وهي نفس فكرة
برنامج بيت شريف الذي كان يقدمه المذيع شريف مدكور قبل أن تتم الإطاحة به
من التلفزيون المصري.
برامج تقدم للعام الثاني على التوالي بنفس الاسم
هناك مجموعة كبيرة من البرامج ستقدم منها أجزاء ثانية خاصة بعد نجاحها
في رمضان الماضي، وأول هذه البرامج هو الجريئة والمشاغبين الذي تقدمه
المخرجة إيناس الدغيدي على قناة نايل سينما، ويخرجه عمر زهران رئيس القناة،
وتقوم فكرته على أساس استضافة نجم مختلف في كل حلقة، ويتم التحدث معه عن
المشاكل التي أثيرت ضده، وهو يعتبر ضمن برامج كشف العورات أو الفضائح التي
انتشرت في الفترة الأخيرة. وتتراوح أجور النجوم في البرنامج بين 20 و50 ألف
دولار، لأن أي فنان من المستحيل أن يقبل الظهور في مثل هذه البرامج بدون
مقابل مادي.
كما تستمر المطربة الأردنية ديانا كرازون في تقديم برنامج دويتو الذي
حققت من خلاله العام الماضي شهرة كبيرة، وتقوم فكرته على استضافة مطرب
مختلف في كل حلقة وتقوم في النهاية بغناء دويتو معه.
كذلك يستمر الفنان رامز جلال في تقديم برنامجه رامز حول العالم، والذي
لاقى إعجاب المشاهدين في رمضان الماضي.
أما الفنان أشرف عبدالباقي فلم يستقر حتى الآن على تقديم برنامجه
الشهير دارك، نظرا لانشغاله بمسلسل (مش ألف ليلة وليلة) الذي سيعرض خلال
شهر رمضان.
كذلك الفنان أحمد آدم لم يستقر هو الآخر على تقديم برنامجه الشهير بني
آدم شو، بسبب انشغاله بمسلسل الفوريجي الذي سيعرض في رمضان.
العرب القطرية في
03/08/2010 |