يبدو أن المنافسة في ماراثون «دراما رمضان» التي دائمًا ما تشتعل بين
الدرامات العربية لن تقتصر على المسلسلات التليفزيونية فقط، حيث دخل السباق
الإذاعة المصرية التي على ما يبدو أنها قررت استعادة أمجادها هذا العام، و
أعدَّت وجبة دسمة لمستمعيها من البرامج والمسلسلات الجديدة بإمضاء نجوم
الصف الأول مثل محمد هنيدي، هند صبري، هاني رمزي، هاني سلامة، طلعت زكريا،
ومي كساب، رغدة، وغيرهم من الفنانين الذين يتمتعون بجماهيرية كبيرة في
العالم العربي.. تفاصيل الخريطة الإذاعية المصرية وما تُراهن عليه هذا
العام تضمه السطور التالية.
على الرغم من استمرار تصوير معظم المسلسلات التليفزيونية إلا أن
الأعمال الإذاعية انتهت مبكرًا من معظم برامجها ومسلسلاتها قبل دخول رمضان
في محاولة لتسويق هذه الأعمال على الإذاعات المحلية والعربية، ساعدها على
ذلك تواجد نجوم الكوميديا على رأس هذه الأعمال، ومن بينهم الفنان محمد
هنيدي الذي انتهى من تصوير مسلسل «غصن الزيتون» للمخرج إبراهيم عبدالسلام
ليذاع على شبكة «الشرق الأوسط». والمسلسل الذي يشارك في بطولته هند صبري
وعلاء مرسي، تدور أحداثه في إطار كوميدي حول شاب يُدعى «زيزو» يدير محلاً
لإنتاج وتصنيع المخلل ورثه عن والده عن جده، لكنه هجره وتفرَّغ لحل
المسابقات والكلمات المتقاطعة و«السودكو» وتركه لابنه، ويعمل معه في المحل
ابن عمه المطرب الذي يعشق الغناء في الأفراح ويحلم بالنجومية.
لكنه يقع في عدة مشاكل بسبب عشقه للغناء، وعندما يحاول زيزو الدفاع
عنه ينال «علقة» ساخنة في أحد الأفراح، وكان زيزو يجهل قواعد العمل في
البورصة لكنه تورَّط في شراء كمية كبيرة من الزيتون وصلت إلى 80 طنًا بدلاً
من 8 أطنان فقط.
فاستعان بخبرة ابنة عمته التي تدرس الاقتصاد في لندن، والتي أقنعته
بضرورة التوسع في عمل سلسلة من المحال وبالفعل توسعت تجارته وأصبح الزبائن
يتهافتون عليه، وبدلاً من أن يكون صاحب سلسلة محال أصبح صاحب شركة مساهمة،
ويصل في النهاية إلى المضاربة في البورصات العالمية.
أفكار قوية
وتقدم الإذاعة في رمضان المسلسل الإذاعي «بقى ده اسمه كلام»، والذي
سوف يُذاع على «البرنامج العام»، ويلعب على تيمة الهجرة غير الشرعية للدول
الأوروبية، يقوم ببطولته وائل نور، مي كساب، ندي بسيوني، أنعام سالوسة.
وسليمان عيد، ويخرجه رضا سليمان، وتدور أحداثه حول نموذج منتشر بين
الشباب، من خلال شاب يترك فرص العمل في القطاع الخاص في بلدته بمؤهله
الدراسي ويتجه إلى العمل بالخارج لغسيل الأطباق والسيارات، بالرغم من
تسديده مبالغ باهظة للسفر كانت كفيلة بنجاحه في إقامة مشروع كبير يعود عليه
بدخل محترم، إلا أنه يغامر بحياته في عرض البحر من أجل حلم السفر، ويحرص
المسلسل على استعراض الأسباب التي تجعل الشباب يلجأون إلى هذه الطريقة
للعمل بالخارج.
ولم تكن قضية الهجرة هي الوحيدة التي يناقشها مسلسل «بقى ده اسمه
كلام»، لكنه يناقش أيضًا قضية العنوسة، والتي يتوالى انتشارها عامًا بعد
آخر، حيث تتم مناقشة هذه المشكلة في إطار كوميدي من خلال بحث بطلي المسلسل
عن عروس لكنهما يصطدمان بالواقع المرير وهو ارتفاع المهور وتفضيل العنوسة
عن زواج الغلابة والفقراء، لكن هذه الفكرة يتنازل عنها المجتمع عند عودة
بطلي العمل من سنوات الغربة والشقاء.
حمزة وفتحية على 0900
وعلى شبكة «الشباب والرياضة» يظل عشاق الكوميديا الإذاعية على موعد مع
المسلسل الإذاعي الكوميدي «حمزة وفتحية على 0900»، ويقوم ببطولته طلعت
زكريا، نشوى مصطفى، عصام كاريكا، وريهام عبدالغفور، وتأليف جيهان الغرباوي،
وإخراج عمرو دياب.
وتدور أحداثه حول الأزمة المالية أيضًا التي تتعرض لها فتحية في
إسبانيا وتضطرها إلى إغلاق شركتها والعودة إلى القاهرة مع كلبها المدلل
الذي يُصاب بوعكة صحية، ويكون سببًا في تعرفها إلى الطبيب البيطري «حمزة
الشحات».
حيث تتزوجه وتشتعل بينهما الخلافات الزوجية بسبب ضعف الدخل العام
لهما، فيفكران في عمل خط 0900 لتعليم فنون الطبخ وبعدها تبتعد عنه فتحية
وتعود إلى إسبانيا مرة أخرى، وهناك تكتشف أنها حامل فتضطر للعودة إلى مصر
مرة ثانية حتى لا يعيش ابنها بين مجتمع غريبً عنه...
3 فنانات محجبات
ولأول مرة في رمضان، تجمع إذاعة «البرنامج العام» هذا العام 3 فنانات
محجبات هم حنان ترك، سهير رمزي، وصابرين في مسلسل ديني بعنوان «نساء في
حياة الأنبياء»، ويتم تسجيله حاليًا .
ومن المقرر الانتهاء منه قبل رمضان ليتم عرضه على لجنة من الأزهر،
خاصة أن المسلسل يتناول حياة كل النساء اللاتي كن حول الأنبياء سواء
زوجاتهم أم بناتهم، بالإضافة إلى النساء اللاتي كان لهن أدوار مؤثرة في
الدعوة، وعلى رأسهن السيدة خديجة - رضي الله عنها - وعائشة وهاجر زوجة
سيدنا إبراهيم، ومريم العذراء أم المسيح عليه السلام...
ويسجل هاني سلامة حاليًا دوره في المسلسل الإذاعي «هارب على سفر» مع
الفنانة نيرمين الفقي، وهو من إنتاج البرنامج العام ويُعد أولى تجارب هاني
سلامة في الإذاعة، حيث يجسد دور محام يتعرض للعديد من المشاكل، ويحاول أن
يجد لها حلاً في إطار اجتماعي مشوِّق، ويشاركه في البطولة محمود ياسين،
لطفي لبيب، حسن حسني..
وتسجل لقاء الخميسي مسلسلاً دينيًا بعنوان «أنا والحبيب» للمخرج
إسماعيل عبدالفتاح، ويشاركه البطولة أحمد فلوكس في أول تجربة إذاعية له وهو
من تأليف الدكتور عمرو عبدالسميع، وإخراج إسماعيل عبدالفتاح.
صالح بين أحضان الإذاعة
ورغم غياب مدحت صالح منذ سنوات عن الدراما التليفزيونية إلا أن
الدراما الإذاعية جذبته هذا العام في مسلسل «الهروب للجحيم»، وتقوم بإنتاجه
إذاعة «القاهرة الكبرى» ليتم عرضه في رمضان، ويشاركه في البطولة منال سلامة
وأحمد زاهر، وتدور أحداثه حول 3 زملاء بالجامعة يقع أحدهما في حب زميلته
التي هي في الوقت نفسه ابنة عمه، لكنها تفاجئه بحبها لصديقه وتتوالى أحداث
ومفاجآت من الحلقة الأولى حتى الثلاثين...
أما مسلسل «حقيقة الأوهام» والذي تقوم ببطولته رغدة، عباس النوري،
سامح الصريطي، وأحمد سلامة والذي تم الانتهاء من تسجيله، فتدور أحداثه في
الولايات المتحدة الأمريكية بين عائلتين مصرية وأمريكية تجمعهما علاقات
إنسانية وتاريخ طويل من الصداقة، إلا أن أحداث سبتمبر تجعل الأسرة
الأمريكية تفقد ابنها الأكبر فتتوتر العلاقات بينهما وتتوالى الأحداث،
ويعرض المسلسل على شبكة «صوت العرب».
منافسة ساخنة
وعن المنافسة الشرسة هذا العام للإذاعة للفوز بكعكة رمضان وجلب أكبر
عدد من المعلنين، يقول المخرج إبراهيم عبدالسلام إن المد الإعلامي المرئي
للمحطات الفضائية التي استقطبت جمهورًا عريضًا خلال السنوات السابقة جعل
المشاهد يغلق المذياع في وجه الأعمال الإذاعية ليس لضآلة جودتها، ولكن بسبب
حصوله على كل ما يحتاجه من التليفزيون المرئي الذي يعرض له كافة الوجبات
سواء كانت ثقافية، فنية، إذاعية، اجتماعية، أم إنسانية...
ليس هذا فقط وإنما كان هناك دور آخر للموبايل والـ
MB3 والإنترنت لسحب البساط من تحت قدمي الإذاعة، ما أثر سلبًا على إعداد
المستمعين للإعلام الإذاعي، لذلك قرر رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون
المهندس أسامه الشيخ جذب عدد من النجوم لعمل مسلسلات تصل إلى 15 عملاً
إذاعيًا يعرض على 5 محطات بغرض تسليط الضوء من جديد على مسلسلاته الإذاعية
التي لم يعد يذكرها الكثيرون.
تجربة مثيرة
أما عن المشاكل التي تواجه الدراما الإذاعية والتي كانت سببا في
انصراف الجمهور عنها، فترى نبيلة مكاوي، رئيس إذاعة صوت العرب، أن هناك
مشكلات أساسية أولها ندرة القصة والنص الإذاعي المميز، بالإضافة إلى
المردود المادي المتواضع ورفض عدد كبير من النجوم خوض التجربة الإذاعية،
لكنها في الواقع مشكلات بسيطة وليست معقدة، بدليل أن الإذاعة المصرية هذا
العام تخلصت من معظمها، وأصبح الأمر متوقفًا على حكم المستمعين على تلك
الأعمال الدرامية خلال شهر رمضان..
أما الفنان هاني سلامة الذي يخوض تجربة الإذاعة هذا العام فيصف
التجربة بالمثيرة، ويقول بأنه لم يتردد بالعمل في مسلسل «هارب على سفر»،
حيث كان يحلم بالوصول منذ فترة طويلة إلى جمهور الإذاعة ليقدم عملاً
متميزًا.. معتبرًا أنها تجربة مختلفة تمامًا بالرغم ما أشيع حوله من أنه
رفض العمل بالإذاعة قبل ذلك.
البيان الإماراتية في
25/07/2010 |