هي أربع سنوات فقط منذ أن دخل الوسط الفني السوري، كانت كفيلة بتقديمه
تقديما لائقا بموهبته التي حباه الله له في التمثيل والغناء في آن معا،
وهذا قلما يتوفر مع فنان.
وهو إذا حدث فإن صاحب هذه الحظوة يقترب مما يقال عنه الفنان الشامل في
العالم العربي، وهذا كما نوهنا أمر نادر ضمن الصيغة الأكاديمية التي انطلق
من خلالها الفنان الشاب، مجد رياض، محمّلا بذخيرة موسيقية وفنية
راقية.وبطبيعة الحال لا يرى مجد رياض حالة الفنان الشامل، هو ما يرمي إليه
على الأقل في الفترة الحالية، لأنها مسؤولية وتشريف قد لا يستحقها الآن على
الأقل لما لها من أعباء وظروف ذات عبء ثقيل، ولأن لديه استحقاقات مهمة في
التمثيل بالدرجة الأولى للفترة المقبلة، لافتا إلى أنه أقام هدنة مؤقتة مع
صوته.
ومع الكثير من الاستحقاقات الفنية التي تحتاج منه الغناء بسب انشغاله
بالتمثيل بالدرجة الأولى، ومؤكدا أن هناك فرصا مهمة بالتمثيل، وينتظر أن
ينتهي منها حتى يفرغ لمشروعه في الغناء، مشيرا من قبيل الدعابة إلى أن صوته
عاتب عليه هذه الأيام!. وكشف مجد أنه تلقى عرضا من مؤسسة فراس إبراهيم
للإنتاج الفني للمشاركة في مسلسل »في حضرة الغياب«، الذي يتناول سيرة حياة
الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، كممثل في أحد الأدوار الرئيسية، مؤكدا
سعادته بهذا العرض الذي يعتبر نبأ جميلا قبيل انتهاء أعماله الرمضانية التي
قدمها على شاشة شهر رمضان الماضي، والتي بلغت أربعة.
ونجح مجد في تجسيد دور ناصر في الرواية التلفزيونية »ذاكرة الجسد« عن
رواية الكاتبة أحلام مستغانمي، وحوار الكاتبة الفلسطينية ريم حنا، وفي
العمل كان دور ناصر أحد الأدوار المهمة في العمل، ولعل هذا هو الحضور المهم
له في الدراما التلفزيونية منذ أن بدأ العمل بالدراما.
وقد تلقى مجد ردود الأفعال حول مسلسل ذاكرة الجسد بترحاب كبير لاسيما،
وأن هذا العمل هو الأول الذي يقدمه باللغة العربية الفصحى، التي نبهت إلى
مخارج حروف صحيحة، وإلى إلقاء متميز لفت الأنظار إلى طريقته في تقديم جملة
درامية صحيحة ومعبرة.
وهذا يعود إلى الدروس الموسيقية التي تعلم من خلالها أصول مخارج
الحروف، وربما ثمة جانب وراثي في الأمر كسبه من عائلة أبيه الأديب والكاتب
القدير الدكتور رياض نعسان آغا، الذي عرف أيضا كأحد ابرز مقدمي البرامج
الثقافية في المشهد الإعلامي والثقافي السوري.
وأشار مجد إلى أن الإقبال على مسلسل »ذاكرة الجسد« كان نوعيا لأن
العمل نوعي، ومقدم للنخبة بالدرجة الأولى، دون أن يفهم من هذا الكلام أن
هناك اتهاما ما تجاه العمل، وربما كان من حق النخبة أن تقدم لهم أعمالا
درامية في ظل حالة التنوع الهائلة التي تزخر بها الدراما العربية.
ودائما هناك مشاهدون متوفرون لمتابعة كل الأعمال الدرامية التي تقدمها
الشاشات العربية، ولعل العمل لقي أصداء مهمة لجهة الأشخاص الذين قرأوا
الرواية، وأحبوا أن يشاهدوا أبطال العمل على الحقيقة، وفعلا كان »ذاكرة
الجسد«، الذي أخرجه الفنان نجدت أنزور، هو تعبير دقيق عن أجواء الرواية.
وأشار مجد إلى أن المخرج أنزور يمتلك خيالا واسعا، ولديه مخزون كبير
من الأماكن والصور التي يبرمجها لتكون درعا له كمخرج متمكن، لافتا إلى أن
العمل معه ليس بالسهل أبدا، لأنه دائما يريد الممثل الموجود أمامه في أفضل
حالاته، وهو لا يقبل بأنصاف الحلول أبدا.
وربما لأجل هذا غالبا يصف الممثلون الذين يعملون تحت قيادته بان
التعامل معه صعب، وربما أراه على العكس تماما في ثالث تعاون لي معه؛ فهو
إنساني ومحب وكريم للغاية في التعاطي مع من يعملون معه وأنا شخصيا أحبه.
ولفت مجد إلى مشاركته في مسلسل »ما ملكت أيمانكم« وأن هذا العمل من
الأعمال الرمضانية الخاصة التي لم تأخذ حقها في العرض إلا ضمن نطاق ضيق
جدا، وهذا في ذاته لم يحقق للعمل مشاهدة واسعة، لافتا إلى القضايا الشائكة
التي تعرض لها العمل، والتي تنتمي بمجملها إلى الواقع، وإلى مشكلات، صارت
تداهم عالمنا العربي.
وقلل مجد من تراجع المحطات عن عرض المسلسل نظرا إلى عنوانه او لبعض
المضامين به، متوقعا أن يكون للعمل بعد العيد حظوة في متابعة المحطات له،
وهذا بحال من الأحوال سيكشف عن أهميته وحضوره في المشهد الدرامي العربي.
مشيرا إلى أن الدراما السورية تحظى بظروف رقابية أفضل من مثيلاتها في
العالم العربي، وهذا العام تحديدا دهش الكثيرون من الانفتاح الرقابي على
الكثير من القضايا والتفاصيل التي كانت في الماضي بحكم المستودع المغلق،
لافتا إلى أن الانفتاح الرقابي يجب ألا يغيب رقابة الفنان نفسه عن الأعمال
التي يحققها حتى تكون ابنة حقيقية للواقع، ووثيقة تؤكد جمال الواقع السوري،
وحميميته، والامتياز الذي حباه الله له بتلاحمه وتعاونه.
البيان الإماراتية في
22/09/2010
مطلوب تنسيق في إعداد وعرض برامجه
الموسم الرمضاني (من كل فيلم أغنية)
لا يستطيع المشاهد والمستمع على حد سواء التقاط الأنفاس مما تعرضه
الفضائيات والإذاعات وبلا مُبالغة يصابون بالتخمة لما يعرض ويُبث من برامج
تأخذ طابع (الكوكتيل) الذي يكون بعضه جيدا وذات قيمة اجتماعية وثقافية
وترفيهية، وأحيانا أخرى يكون لمجرد العرض فقط واجتذاب كم الإعلانات على
حساب تقديم مادة إعلامية ترضي نهم الجمهور وعلى رأي المثل »من كل فيلم
أغنية«.
وما نؤكده هنا ضرورة مُراعاة التنسيق في إعداد وعرض هذه البرامج
المحصورة في موسم رمضاني فقط، وأن تُعد أيضا في مواسم أخرى وبطريقة
ابتكارية تزيد من الرصيد المعرفي والثقافي لدى الجمهور وتحقيق الجانب
الترفيهي أيضا، إلى جانب ملء الفراغات في الشهور الأخرى، والانتباه إلى عدم
تقديم برامج تعتمد على الاستخفاف والاسفاف والابتذال والتي تنطلق بانتهاء
شهر رمضان. غياب البرامج الجذابة يقول مروان الحل - مسؤول البرامج
الاقتصادية في قناة سما دبي : كنت أتمنى أن أشاهد برنامجا مفيدا وهادفا وسط
هذا الكم الهائل من الازدحام والتنافس الفضائي اللامعقول، فأغلبها كانت
(عادية) تخلو من الإبداع والجديد الذي يجذبنا كمشاهدين.
ولا ننكر أن بعض الوسائل الإعلامية تألقت بتقديم البرامج الدينية الذي
ظهرت في حلة جديدة وجميلة استحوذت على اهتمامنا كثيرا.
وأضاف: أشعر بأن غياب المنتجين في الفضائيات هو السبب وراء ذلك، ويا
حبذا لو بُذلت الجهود نحو تقديم برامج قوية ومنوعة تطرح في شهر رمضان وغيره
من المواسم أيضا.ويوضح الحل بأنه من هواة متابعة المسلسلات أكثر من البرامج
لاسيما على قناة سما دبي التي طرحت باقة محلية وتراثية من المسلسلات التي
انتعشت بروح الماضي كمسلسل زمن طناف، والمسلسل الكوميدي الذي استطاع تكوين
قاعدة جماهيرية كبيرة كشعبية الكرتون.
تخمة الفضائيات
ويرى طارق الحمادي المذيع في قناة دُبي الرياضية أن تركيز أغلب
الفضائيات والإذاعات العربية على إحياء شهر رمضان المبارك بباقة متنوعة من
البرامج على حساب المواسم الأخرى التي تخلو من برامج تصل لمستوى شهر رمضان،
مضيفا:
من الممكن ابتكار مواسم جديدة، كموسم بعد رمضان،او بداية العام، حتى
موسم فصل الصيف بحيث تحفل تلك المواسم ببرامج اجتماعية وثقافية وحوارية من
خلال التنسيق الجيد الذي يؤثر على خطة سير الدورة البرامجية الخاصة
بالفضائية أو الإذاعة.
ويتابع مستطردا : تركز أغلب الوسائل الإعلامية العربية في الشهر
الفضيل على استقطاب المعلنين لأن نسبة المشاهدة تصل فيها لأعلى معدلاتها
مقارنة ببقية العام? ! وبالتالي تضيع قيمة البرامج الهادفة بين تخمة
الفضائيات وإطلالة المعلن بين الفينة والأخرى.
برامج لا تستحق المتابعة
وتشير غزلان المذيعة في قناة دبي إلى أن الوسائل الإعلامية المحلية
بما فيها الإذاعية والتلفزيونية تتمتع بخبرات متنوعة إعلامية وإعلانية
لتحديد متطلبات كل مرحلة، والحرص موجود أيضا على أن تحقيق التوازن بين قيمة
وكفاءة ما يتم تقديمه والقدرة الإنتاجية®.
وبالعودة إلى محور الموضوع تقول غزلان : لم أتابع باقة البرامج التي
تم عرضها في الشهر الفضيل لأنني وبصراحة تامة لم أجد برامج تستحق المتابعة
إلا القليل منها فقط، وربما تكمن الأسباب في عدم استحداثها وابتكارها، آملة
أن يضاعف المنتجون والمخرجون والمذيعون جهودهم للعمل على ما فيه فائدة
الجمهور أولا وأخيرا.
قدم الفنان سعيد بتيجه مع الفنان موسى البقيشي في شهر رمضان برنامج
(خيمة رأس الخيمة) والذي لقي صدى كبيرا بين الجمهور، وهنا يقول بتيجه:
البرنامج هدف إلى تحقيق رغبات أفراد المجتمع الإماراتي والعربي، آخذين بعين
الاعتبار التثقيف والترفيه ومخاطبة مختلف الفئات العمرية والدعوة إلى
الثقافة الاجتماعية والأسرية بين فئات المجتمع ككل .
مضيفا : كانت فعلا تجربة جديدة وفكرة الناجحة لقيت قبولاً واستحساناً
من مختلف الشرائح والفئات العمرية من المشاهدين، لاسيما وأن البرنامج اتسم
بالعفوية في التقديم، وتميز البرنامج بتركيزه على الموروث التراثي والمحلي
للمنطقة من خلال الأسئلة التي تطرح يومياً في هذا البرنامج.
ويأمل بتيجه في أن تتنافس الفضائيات أيضا على تقديم برامج منوعة في
المواسم الأخرى وعدم تخصيص شهر رمضان فقط ببث الحصري من المسلسلات
والبرامج.ويشير بتيجه الى أنه مع اقتراب شهر رمضان تبدأ القنوات الفضائية
في أنحاء العالم العربي بالتحضير لعدد من البرامج الجديدة التي يغلب على
طابعها الشكل المسابقاتي المنوع والشكل الديني تخرج فعلا عن إطار المألوف،
إلا أن ظاهرة تكدس البرامج الإعلامية الرمضانية ليست بأمر جديد .
وما يحدث من تركيز مكثف خلال شهر رمضان على إنتاج إعداد هائلة من
المسلسلات والبرامج يقابله ندرة في بقية شهور السنة التي تعيش فيها القنوات
على عملية إعادة بثها مرارا وتكرارا.
البيان الإماراتية في
22/09/2010
الجمهور لا ينظر لعدد الأبطال بل
لأدائهم
الدراما المصرية تحن إلى زمن البطولات
الجماعية
ميدل
ايست اونلاين/ القاهرة
مراقبون: نجاح الأعمال الدرامية المصرية مؤخرا يرجع إلى
كونها تخلت عن 'فيروس البطولة المطلقة'.
حققت الدراما المصرية هذا العام حضورا لافتا من
خلال بعض الأعمال الهامة كـ"الحارة" و"الجماعة" وغيرها.
ويرى مراقبون أن النجاح الكبير الذي حققته بعض الأعمال الدرامية
المصرية خلال
شهر رمضان المنصرم يرجع إلى كونها تخلت عن "فيروس البطولة المطلقة" واعتمدت
خيار "البطولة
الجماعية" الذي كان سائدا في فترة العصر الذهبي للدراما المصرية في
مسلسلات من قبيل "ليالي الحلمية" و"بين القصرين" وغيرها.
وتشير صحيفة "البيان" إلى أن مسلسل "العار" الذي تم عرضه في رمضان كان
من أكثر
الأعمال التي انتصرت للبطولة الجماعية "حيث شهد حضوراً مكثفاً للأبطال أحمد
رزق
ومصطفى شعبان وشريف سلامة وعلا غانم ودرة وعفاف شعيب وحسن حسني الذين لعبوا
بطولات
مطلقة قبل ذلك سواء في السينما أو الدراما، لكنهم قرروا في هذا العمل
المشاركة في
بطولة جماعية رافضين العمل بمبدأ مساحة الدور أو النجم الأوحد
بعد أن وجدوا أن النص
منح كلا منهم بطولة مطلقة ودوراً مهماً مهما كان حجمه".
وتتساءل "هل عادت الدراما المصرية إلى عصر البطولات الجماعية على غرار
الدراما
السورية، أم أنها محاولة من المنتجين للتحايل على الأجور المرتفعة لكبار
النجوم"؟
وتنقل عن الفنان أحمد رزق قوله إن ظاهرة البطولة الجماعية إيجابية
"لأن أي عمل
فني بُذِل فيه مجهود وفكر جديد سوف يحالفه النجاح سواء كان لنجم واحد أو
يشاركه بعض
النجوم الآخرين في البطولة"، لافتا إلى أن هناك جمهوراً واعياً وقادراً على
قياس
جودة العمل الفني ولا ينظر مطلقاً إلى عدد الأبطال بل ينظر لأدائهم.
وثمة أعمال مصرية كثيرة اعتمدت على البطولة الجماعية كمسلسل "الحارة"
بطولة صلاح
عبدالله ونيللي كريم وباسم سمرة وأحمد فلوكس ورانيا يوسف وجميعهم من نجوم
السينما
والتليفزيون، ومسلسل "بره الدنيا" وهو بطولة جماعية لشريف منير وأحمد زاهر
ونسرين
إمام وأميرة العايدي.
وتقول الفنانة نيللي كريم لصحيفة "الاتحاد": "قدمت بطولات أولى ومطلقة
قبل ذلك،
لكني بصراحة أشعر بأن مسألة العمل الذي يعتمد على النجم الأوحد أصبحت
مستفزة،
والأفضل في الدراما التلفزيونية العمل الجماعي والاعتماد على موضوع وقضية
وليس على
شخصية وحيدة".
ويرى مجدي أبوعميرة مخرج مسلسل "بره الدنيا" أن البطولة الجماعية
ظاهرة إيجابية
إذا قامت على صنع فيلم أو مسلسل لأكثر من نجم "حيث تتساوى أهميتهم بغض
النظر عن
مساحة أدوارهم المقدمة".
ويلفت إلى أن سر نجاح بعض الفنانين هو اعتمادهم على العمل الجماعي
وليس الفردي "كما
أن هناك بعض الفنانين لا يستطيعون النجاح بمفردهم ليس لقلة الموهبة أو
الإبداع
في تقمص الشخصية ولكن بسبب عدم قدرتهم على تحمل مسؤولية عمل درامي بمفردهم
فيضطرون
إلى مشاركة نجوم الصف الأول في أي عمل فني ويحسبون على أنهم
نجوم صف ثانٍ".
وتشير الكاتبة فايزة حافظ في مقال لها بصحيفة "الوطن" السعودية إلى
فشل عدد كبير
من مسلسلات النجوم التي تعتمد على البطل المطلق في تحقيق أي جماهيرية، مثل
مسلسل "بالشمع
الأحمر" ليسرا و"امراة في ورطة" لإلهام شاهين و"الملكة نازلي" لنادية
الجندي و"بيت الباشا" لصلاح السعدني وغيرها.
وتضيف "هذا الأمر فتح الباب أمام احتمال انتهاء عصر البطولات المطلقة،
الذي
يعتمد فيه المسلسل على شعبية النجم الأوحد".
ويرى المخرج سامح عبدالعزيز أن "الأصل في الدراما هو النص المكتوب،
وبعد ذلك
تأتي باقي العناصر، وعلى المخرج توظيف الممثلين كل في الدور المناسب دون
الاعتماد
على نجم واحد".
ويقول الفنان محمد وفيق إن الدراما المصرية كانت دائما تعتمد على
البطولات
الجماعية مثل "ليالي الحلمية" وغيرها، "ولكن هذا الوضع تغير في السنوات
الأخيرة
بسبب سيطرة الإعلانات، حيث أصبح النجم هو المسيطر على كل شيء".
ويشير المخرج رائد لبيب إلى أن الحكومة المصرية بدأت تساهم في تحجيم
ظاهرة النجم
المطلق "حيث قام التلفزيون المصري بشراء المسلسلات التي تعتمد على بطولات
جماعية
دون وجود نجم كبير"، مؤكدا أن البطولات الجماعية ستعود بقوة خلال السنوات
القادمة.
ميدل إيست أنلاين في
22/09/2010
لن أتحول إلى ممثلة مصرية
سلافة معمار: وظيفة الدراما
تعرية المجتمع وليس تجميله
ميدل
ايست اونلاين/ بيروت
الفنانة السورية تؤكد أنها لا تستطيع مقاومة إغراء الأدوار
التي تثير إشكالية وتساؤلات في المجتمع.
قالت الفنانة السورية سلافة معمار إنّها ترفض مسمّى
أدوار جريئة على ما يتم تقديمه في الدراما وتفضل أن يقال مقاربة الواقع
فـ"عندما
يطرح عمل قضية جرئية في المجتمع، فهو يضع المرآة أمامه لأنّ وظيفة الدراما
هي
التكلّم عن واقع المجتمع وتعريته بطريقة فنية وليس تجميله
وبالتالي تشويهه".
وأضافت معمار في لقاء تلفزيوني وفق موقع "سيريا نيوز": "استطعت من
خلال شخصية
غريتا في مسلسل 'تخت شرقي' أن أقول أموراً لطالما كانت محرّمة، كتسليط
الضوء على
العلاقات قبل الزواج, وطرح ازدواجية المجتمع الشرقي".
وأاوضحت أنها تبحث عن الحقيقة والتقاطع مع الجمهور, ولا تخاف ردة فعل
الجمهور
على القضايا التي تطرح لأنها تثق بأنّه يتمتّع بوعي كافي.
ولفتت معمار إلى أن دور غريتا منحها فرصة لتقدّم جزءاً من شخصيتها
البسيطة
والطبيعية والواضحة, وقدّمها بطريقة مختلفة عما ظهرت به في "زمن العار",
وأنّها
أحبت اللغة التي كتب فيها الحوار "لأنّه يمثل الواقع اليومي لحياتنا".
وجسدت سلافة معمار في "تخت شرقي" شخصية فتاة ذات ثقافة غربية كون
والدتها
ألمانية ووالدها سوري، تتعرف على شاب فلسطيني وتنشأ بينهما علاقة حب قوية
وهنا تبدأ
الاسئلة حول طبيعة العلاقة بينهما, ولكن تفشل العلاقة في النهاية لاختلاف
بيئة
وآراء كل منهما.
ولفتت معمار أنّها لا تستطيع مقاومة إغراء الأدواء التي تثير إشكالية
وتساؤلات
في المجتمع، لذلك قبلت أن تقدّم دور ليلى الفتاة المحجبة في "ما ملكت
أيمانكم",
مشيرة إلى أنها تردّدت في البداية في قبول الدور حتى لا يتم حصرها في أدوار
المحجّبات كونها قريبة من شخصية بثينة في "زمن العار".
وعن مشاركتها في مسلسل "أبواب الغيم" للمخرج حاتم علي, قالت معمار إنّ
مشاركتها
في عمل بدوي وتقديمها شخصية صبحة الحفيانة كان تحدّ كبير بالنسبة لها على
صعيد
الشكل والمضمون، معتبرة أنّ "العمل يصنف ضمن المسلسلات التاريخية أكثر من
كونه
مسلسلاً بدوياً".
وقالت معمار إنها ضد فكرة الأجزاء المتعددة للمسلسل الواحد لأنّها
تحولت إلى
تجارة, لافتة إلى أنّ "تقديم جزء ثانٍ أو ثالت من العمل يجب أن يحمل إضافةً
للعمل
وليس فقط بناء على رغبة الجمهور", مشيرة إلى أن "باب الحارة" كرّس مفاهيم
الرجعية
في المجتمع لناحية معاملة المرأة، وأنّه بأجزائه الخمسة كرّر نفسه ولم يقدم
شيئاً
جديداً.
واعتبرت معمار في الوقت نفسه أنّ مسلسل "الحصرم الشامي" الذي أخرجه
زوجها سيف
رفيق السبيعي يعتبر من أهم الأعمال التي قدّمت البيئة الشامية بشكل صحيح
ودقيق،
وكذلك مسلسل "أيام شامية" الذي يعتبر أول مسلسل يُقدم في إطار البيئة
الشامية.
وقالت معمار إنها لا تتعجل النجومية وان نجوميتها لم تتأخر كثيراً، بل
جاءت في
السياق الطبيعي، فهي تحصيل حاصل لتراكمات الأعمال الفنية الكثيرة التي
قدمتها،
لافتة إلى أن دور بثينة في "زمن العار" كان نقطة تحول حقيقية في حياتها
المهنية
وشكل نقطة البداية في سلم النجومية حيث باتت تعتبر من نجمات الصف الأول.
وفيما يخص العمل في مصر, أشارت إلى أنها ليست ضد العمل في الدراما
المصرية أو أي
بلد عربي آخر، لكنها تبقى ممثلة سورية ولن تتحول إلى ممثلة مصرية، وعندما
ستخوض
التجربة في مصر، يجب أن يكون الدور يشبه خياراتها في سوريا ويضيف لها،
لافتة إلى
أنها تفضل العمل في السينما المصرية وليس الدراما، لأن السينما
في سورية ما زالت
ضعيفة.
وعن الجمال وتأثيره على شهرتها, أشارت معمار إلى أنّ الأمر مختلف
تماماً معها
لأن شكلها الخارجي شكّل لها عائقاً كبيراً في الوسط الفني، كون ملامحها
غربية لا
تشبه الدمشقيات أو الفتيات الشرقيات، وهذا ما جعل بعض المخرجين يتهرّبون من
إشراكها
في أعمالهم، لافتة إلى أن الأهم هو الدراسة المسرحية والأكاديمية التي
تساعد في
تطوير الشكل لصالح الشخصية.
ميدل إيست أنلاين في
23/09/2010
تأثر مقصود بالشيخ كشك
'أستاذ
تمام' من مدرسة الشيخ
كشك
القاهرة ـ من محمد
الحمامصي
الفنان صلاح عبد الله يجسد ببراعة شخصيات من يسيطرون على
المنابر بقراءات سطحية وغير معمقة لبعض الكتب
الدينية.
رغم مأساوية
الرؤية التي كتبها أحمد عبد الله في مسلسل "الحارة"، والتي أكدت أن مصر لا
ترزح فقط
تحت وطأة الفقر وشروره بل ظلامية التشدد الديني وتفكك بنى الأسرة كوحدة
اجتماعية
يتشكل في ضوئها التكوين المجتمعي، إلا أن المشاهد المصري تابعه
بقوة بل إن هناك
مطالبات بإعادة عرضه، حيث اعتبر أن ما يتعرض له أهل الحارة في المسلسل من
فقر
وبطالة ومخدرات وتشدد ديني وتأزم نفسي جنباً إلى جنب مع انحرافات السياسة
والسلطة
والنفوذ، جزء من واقع يعيشه.
وكان أداء الفنانين ومعظمهم من الشباب أداءً متميزاً، أحمد فلوكس
ونيللي كريم،
وباسم سمرة، وعلا غانم، ومحمود عبد المغنى، وكذا أداء صلاح عبد الله،
وكريمة مختار،
ومحمود الجندي، وسوسن بدر، وسلوى خطاب، ونهى العمروسى، وسليمان عيد.
الفنان صلاح عبد الله أو الشيخ تمام مثل تمثيلاً مدهشاً ورائعاً
شخصيات هؤلاء
الذين يصعدون المنابر ويفتون مسيطرين بقراءات سطحية وغير معمقة لبعض الكتب
الدينية
التي تمتلئ بها أرصفة الميادين في القاهرة على المصريين.
لقد حملت شخصية الشيخ تمام أو أستاذ تمام تعاليم مدرسة الشيخ كشك التي
تخرج فيها
الكثيرون من الدعاة منهم الموجودون في الجوامع ومنهم من يظهر في البرامج
التلفزيونية، وقد أكد الفنان صلاح عبد الله قربه من الشخصية
"أستاذ تمام متأثر
بالفعل بالشيخ كشك وله نفس المنهج وطريقة الإلقاء والتريقة على المطربين،
وهذا
مقصود وبالاتفاق مع المؤلف أحمد عبد الله والمخرج سامح عبد العزيز".
ورأى عبد الله أن الأستاذ تمام شخصية صعبة في تركيبتها فهو هادئ وهمجي
وجهم وذو
صوت عال مزعج، ومتسلط وقال "أصعب ما واجهته هو تحقيق هذا الخط الكوميدي
المضاد
والمناقض للشخصية".
ونفي عبد الله أن يكون المسلسل امتدادا لأفكار أفلام حين ميسرة أو
كباريه
والفرح، وإن كان هناك تشابه بسيط جداً "فالعشوائيات التي يتناولها فيلم حين
ميسرة
مثلا غير الشعبيات التي يتناولها مسلسل الحارة تماما والتشابه هنا بين
العملين هو
فقط في المستوي الاجتماعي الضحل والفقر الشديد".
وقال عبد الله إن ملاحظة جمهور المتفرجين حول عدم استقرار شكل زبيبة
الصلاة عند
الأستاذ تمام صحيحة "وهذا بسبب عدم الدقة في شغل الماكيير وهذه مشكلة عندنا
في شغل
الماكييرات، وللأسف فإن الماكيير الرئيسي يتعاقد علي العمل، ويعمل معنا في
البداية
ثم يكمل من بعده مساعدوه ليأتي كل يوم شخص مختلف ويرسمها بشكل
مختلف، وهذه المشكلة
تظهر أكثر في الشنبات والذقون خاصة في المسلسلات التاريخية، بسبب هذا
أحيانا كثيرة
أعتذر عن أعمال لمجرد أن فيها شنبات وذقوناً".
ورفض عبد الله أن يكون المسلسل تشويهاً للحارة المصرية وأهلها، "للفن
رسالته
التي ينبغي أن تخدم المجتمع، وكشف السلبيات وتوضيحها جزء من الرسالة، وما
جاء به
المسلسل نجده في قصص صفحات الحوادث يوميا، طبعا نحن قدمناه بشكل مختلف، هل
تنكر أن
الأستاذ تمام غير موجود مثلا، موجود ويلعب دور نحن ننبه لخطورته بشكل فني".
وعن مسلسل نجيب الريحاني قال عبد الله "ما لا يعرفه الكثيرون أن هذا
الدور عرض
علي منذ خمس سنوات ووافقت عليه، وظل العرض يتجدد كل سنة وأوافق حتى رفضت
عندما عرض
علي بداية هذه السنة لظروف خاصة بي، ثم تجدد عرضه مرة أخرى قبل شهر رمضان
بفترة
بسيطة، فرفضت مرة أخري بسبب ضيق الوقت واستحالة لحاقه بشهر
رمضان الحالي وعملي
بمسلسلات الحارة والجماعة وفرح العمدة، لذلك قرروا تأجيل تصويره وعرضه في
رمضان
القادم لكن لا أعرف في هذه الحالة سأقبل الدور أم لا لأن هذا المسلسل
مشاكله كبيرة
جداً".
ويعمل عبد الله هذه الأيام في تصوير فيلم 365 يوم حب، الذي يشاركه
بطولته أحمد
عز ودنيا سمير غانم، ومن تأليف يوسف معاطي وإخراج سعيد الماروق وهو مخرج
كليبات
لبناني مشهور، كما أنه متعاقد على فيلم "ذكريات الفاجومي" لأحمد فؤاد نجم
عن قصة
حياته ويجسد دوره خالد الصاوي ويجسد عبد الله دور الشيخ إمام عيسى
والسيناريو
والحوار والإخراج لعصام الشماع.
ميدل إيست أنلاين في
23/09/2010 |