حقق الفنان النجم
ابراهيم الحربي اضافة حقيقية في مسيرته
الفنية خلال الدورة الرمضانية الماضية، من
خلال عملين الأول «اخوان مريم» والثاني «الرهينة» والذي طال انتظاره، وفي
هذه
المحطة، يرحل بنا الفنان الحربي للحديث عن تجربته مع شخصيته «مرزوق» وأيضاً
الظروف
المناخية الصعبة التي رافقت تصوير العمل، وفي مستهل حديثه يقول الحربي: في
البداية،
انا سعيد بردود الأفعال الايجابية التي حصدها العمل على المستويين الرسمي
والشعبي،
فنحن في «اخوان مريم» أمام عمل غير تقليدي، يجتهد في التوثيق لمسيرة آل
الصباح
الكرام والاحتفاء بهم والدور والمهام المناطة بهم، اعتباراً من صباح الأول
حتى
اللحظة. والعمل يرصد مرحلتين ويحضر لمرحلة ثالثة، حيث مرحلة صباح الأول ثم
نجله
عبدالله الأول، والتحضير لمرحلة جابر الأول (أو جابر العيش)، كما عرف والذي
يتم
الاعداد له، حيث سيتم تصوير جزء جديد، باذن الله - في الفترة المقبلة - وكل
الظروف
الحالية مهيأة لمثل هذه المهمة، خصوصاً في ظل وجود الوثائق والمادة التي
توثق تلك
المرحلة، وأيضاً الخدمات الانتاجية العالية المستوى، لعل أبرزها المدنية
التي قام
ببنائها المنتج شريدة المعوشرجي، والذي قام بدوره بكتابة النص الخاص بالجزء
الأول.ويستطرد الفنان إبراهيم الحربي: منذ اللحظة الأولى للتحضير لتصوير «اخوان
مريم» عرضت على مجموعة شخصيات، ولكنني شعرت بان شخصية «مرزوق» ثرية بالكثير
من
التفاعلات، وأيضاً حضورها على مساحة الحلقات وأيضاً الدور الذي قامت به من
أجل
الكويت والوقوف الى جوار أسرة آل الصباح الكرام، فقد عملت تلك الشخصية الى
جانب -
صباح بن جابر (صباح الأول) وأيضاً عبدالله بن صباح (عبدالله الأول) ولاحقاً
مع
الشيخ جابر الأول (جابر العيش). ويقول: مسلسل «اخوان مريم» ليس بالعمل
الدرامي
التقليدي، بل هو العمل الوثائقي، والذي يسجل مرحلة من أهم مراحل تأسيس
الكويت،
وانتقال أسرة آل الصباح من الجزيرة العربية الى الكويت، ومبايعة أهل الكويت
لتلك
الأسرة الكريمة، كما يوثق للأحداث والمتغيرات التي عاشتها المنطقة في تلك
المرحلة،
أي قبل أكثر من 300 عام. كما تم تأمين أكبر قدر من المعلومات والوثائق التي
اعتمدت
من قبل الديوان الأميري، كما سخرت لهذا العمل امكانات ضخمة، أولها تلك
المدينة
المتكاملة التي تم بناؤها في منطقة (عشيرج - الدوحة) وهي تمثل أول مدينة
تراثية،
مخصصة للأعمال الدرامية، ويتم تجهيزها حالياً من أجل الجزء الثاني من هذا
العمل
الكبير.
كما ان هذا العمل، احتاج الى كم من الديكورات والأزياء التي ابدعت
في تصميمها السيدة (رجاء البدر) وأيضاً الاكسسوارات والاضاءة.
·
كما أعرف ان
العمل استغرق تصويره أكثر من ثلاثة أشهر؟
هذا العمل سبقه عام ونصف العام
تقريباً من الاستعدادات على صعيد الكتابة والتجهيز، واختيار الكوادر،
واستطيع ان
اقول ان فريق العمل مر بظروف غاية في الصعوبة، بالذات، على صعيد الظروف
المناخية،
حيث بدأنا التصوير وقت البرد الشديد، والكل يعرف برد الكويت وقسوة الاجواء
الباردة.
وتواصل العمل، حتى فترة الصيف، وهذا يعني اننا دخلنا في موسمين، ما يتطلب
ازياء
واضاءة مختلفة وأيضاً ماكياجاً وزمناً جديداً... وباختصار شديد، اعتقد ان
شخصية «مرزوق»
في «اخوان مريم» تمثل اضافة لرصيدي الفني والحرفي، لأنني تعرفت على تجربة
جديدة واضافية واستثنائية في الانتاج الدرامي الفني.
على ذكر الانتاج،
أخيراً عرض عليك مسلسل «الرهينة» الذي طال
انتظاره.. هل ستعود الى الانتاج
مجدداً.
فعلاً، مسلسل «الرهينة» طال انتظاره، وهو من انتاجي، وعرض هذا العام
من خلال قناتي «فنون» و«الساحل» وحصد ردود أفعال ايجابية، وفيما يخص
الانتاج، فانني
أقول، ان الانتاج «وجع راس»، ولكنه وجع محبب، وقد كان لي شرف تقديم تجارب
انتاجية
عدة، كما اشرفت على أعمال عدة، واعتقد ان الفنان الحقيقي، عليه ان يعيش مثل
هذه
التجارب، والا يحصر نفسه في مجال حرفته وهي (التمثيل) فقط. ولنا في هذا
الاطار «قدوة»
متمثلة في الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا.
·
هل تحدثنا في هذا
الجانب؟
الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا
هو «نوخذة» الحركة الفنية، وهو
يمتاز بشموليته، واحترافه كفنان وكمبدع
وكمنتج وأيضاً كفنان يفكر في مستقبل الحرفة
وكوادرها.. وتجربتي مع «أبوعدنان» تتجاوز الجانب الفني، الى البعد الانساني،
فهو
الاخ الكبير والصديق الذي اعتز به، وأيضاً هو قبل كل ذلك (البوصلة) التي
تحدد
مسارات الحركة الفنية وتطورها.. وأشير هنا الى ان تجربتي الفنية (تتشرف)
بأنها حملت
عدداً من التجارب المهمة، التي اقترنت باسم الفنان عبدالحسين عبدالرضا
ومنها «الحب
الكبير» و«التنديل» و«قناص خيطان» وغيرها من الأعمال، ونحن على تواصل دائم
وهي ثقة
تشرفني واعتز بها.
·
نرصد انطلاق عدد من الفضائيات
الجديدة، هل من كلمة في هذا
المجال؟
كل فضائية هي اضافة لرصيد الاعلام الكويتي، وأيضاً الحرفة الفنية
الكويتية، وبالتالي حالة من الحراك الفني، الذي يساهم في تنشيط الساحة
الفنية،
بدليل ان هذا العمل شهد ارتفاعاً ملحوظاً في الانتاج الدرامي التلفزيوني.
وذلك بفضل
وزارة الاعلام وتلفزيون الكويت، وأيضاً القنوات الخاصة.
·
ماذا عن
جديدك؟
أقرأ أكثر من نص... ولدي دعوات عدة لمشاركات رسمية بالمهرجانات
السينمائية ستشهدها المنطقة في الفترة القصيرة المقبلة.
·
كلمة
أخيرة؟
شكراً للصحافة الفنية على متابعتها ورصدها.. ولكم شخصياً.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
20/09/2010
انتهاء حرب الدراما «المصرية
السورية»
كتب
أحمد الجزار
نجحت الدراما المصرية هذا العام فى تجاوز أزمتها مع الدراما السورية،
بعد أن تفوقت لأول مرة فى الأعمال التاريخية، التى شهدت بعض المشاركات
السورية سواء فى التمثيل أو الإنتاج أو الإخراج ومنها «كليوباترا» و«سقوط
الخلافة» و«السائرون نياما» و«عابد كرمان» (لم يعرض)، و«أنا القدس» وغيرها
من الأعمال التى أظهرت بوادر التطبيع «المصرى – السورى»، بعد أن دقت طبول
الحرب خلال السنوات الماضية.
ما حدث أنعش الدراما المصرية وجعلها تسترد مكانتها فى الإنتاج الدرامى
بأشكاله على الساحة العربية، كما نجحت فى أن تجتذب إليها العديد من صناع
الدراما السورية، سواء مخرجين أو ممثلين، وهذا ما تسبب فى وجود أزمة فى
سوريا هذا العام مما أدى إلى توجيه عدد من النقاد السوريين اللوم لفنانيهم
بسبب تركهم الدراما السورية، وقال بعضهم إن هجرة الممثلين السوريين إلى مصر
أضعفت الدراما السورية، وطالبوهم بالعودة أو تحقيق التوازن، فى حين قال
البعض الآخر إن الدراما المصرية استعانت بالسوريين كى تستعيد رونقها الذى
فقدته خلال السنوات الماضية.
ورغم كل هذه التصريحات، فإن الواقع يختلف تماماً، والدليل أن الدراما
المصرية أصبحت مصدر الجذب الأول لصناع الدراما السورية حتى أكثر المتشددين
منهم أمثال «عباس النورى» الذى هاجم الدراما المصرية طوال الوقت، لكنه
تراجع عن آرائه المتشددة قبل العمل فى مسلسل «سقوط الخلافة»، وقد وصل عدد
السوريين الذين عملوا فى الدراما المصرية إلى أكثر من ٢٠ شخصاً بين مخرج
وممثل معظمهم نجوم فى سوريا.
قدم الإنتاج السورى هذا الشهر نحو ٢٧ مسلسلاً منها التاريخى والشامى
والاجتماعى والكوميدى، ووصل إجمالى ميزانياتها، وفقا لتصريحات مدير مركز
صناعة السينما والتليفزيون فى سوريا، إلى ٥٠ مليون دولار، وقد اعتمد تسويق
هذه الأعمال على القنوات الليبية والجزائرية وبعض القنوات الخليجية، لكن
أكدت تقارير ضعف تسويق الأعمال السورية هذا العام. أما الإنتاج المصرى فى
شهر رمضان، فقد تجاوز ٥٠ مسلسلاً بإجمالى ميزانيات يقترب من مليار جنيه،
وقد نجحت الدراما المصرية هذا العام فى تقديم العديد من الأعمال المتميزة
التى نجحت فى فرض نفسها على معظم القنوات العربية.
الممثلة والمنتجة السورية سوزان نجم الدين ترى أن الدراما السورية
مازالت موجودة بقوة، وأبناءها لم يتخلوا عنها ومعظم الممثلين الذين يعملون
فى مصر يحققون التوازن بين الدولتين، وقالت: نادراً ما تجد ممثلاً يشارك فى
عمل مصرى وغير موجود فى سوريا، وأعتقد أنى الوحيدة التى لم أفعل ذلك لأننى
كنت مشغولة جدا بتجربتى فى مصر، كما أنه من الصعب أن أشغل نفسى بعملين فى
وقت واحد، وأعتقد أن ذلك غير مفيد بالنسبة لى، خاصة أنه عرض علىّ أكثر من
عمل سورى جيد، وسأحاول تفادى ذلك العام المقبل، خاصة بعد أن قررت أن أستقر
خلال الفترة القادمة فى مصر.
أكد تيم الحسن أن هناك من يريد إشعال فتن وهمية بين الفنانين العرب
وابتكار مصطلحات غريبة مثل الغزو السورى للدراما المصرية لأن الجميع يدرك
أهمية الفن المصرى فى المنطقة العربية وأيضا ازدهار الفن السورى، وبالتالى
فإن تعاون سوريا ومصر فى مجال الدراما التليفزيونية أمر منطقى، وتبادل
الخبرات الفنية بين البلدان العربية وإنتاج أعمال مشتركة دون النظر إلى
جنسية أبطالها أمر مهم جداً، وقال: الأجور المرتفعة التى يتقاضاها الفنان
السورى من شركات الإنتاج المصرية ليست السبب فى اشتراكه فى الدراما المصرية
لأن الأعمال السورية هى الأخرى ينفق عليها بشكل مميز.
ترى جومانا مراد وجود ملامح مشتركة بين الدراما السورية والدراما
المصرية يتم دعمها بالتعاون المشترك بين البلدين، وقالت: قوة الدراما
المصرية والسورية تأتى فى صالح الفن العربى الذى أصبح فى خطر من الغزو
الأجنبى للفضائيات العربية، المتمثل فى مسلسلات لا تتناسب أغلبها مع
ثقافتنا.
رفض المخرج نادر جلال فكرة المقارنة بين الفن المصرى والسورى، فهو لا
يفضل التعامل مع أى ممثل بجنسيته، بل بموهبته، وقال: التواجد السورى فى مصر
أمر إيجابى للبلدين ويخدم فى النهاية المواطن العربى، ولا توجد حرب درامية
بين البلدين لأن الدراما المصرية لها طبيعتها المميزة، وهذا ما يجعل معظم
الوطن العربى يقبل عليها فنحن متميزون فى تقديم الأعمال الاجتماعية، فى حين
سوريا تميزت فى تقديم الأعمال التاريخية نظرا للإمكانيات المتاحة لها
والتسهيلات فى التصوير التى نفشل فى الحصول عليها فى مصر. الدراما الآن
أصبحت عربية بسبب وجود إنتاج مشترك بين أكثر من جهة، ومعظم الأعمال المصرية
التى تقدم الآن إنتاج عربى وليس مصرياً خالصاً، وهناك منتجون غير عرب
يقدمون أعمالا مصرية وأنا منهم لأنى فلسطينى وأشارك قنوات خليجية وقطاع
الإنتاج فى إنتاج مسلسل مصرى مثل «ملكة فى المنفى»،
كما توجد قنوات عربية تمول منتجين مصريين لإنتاج أعمالهم لذلك فإن
عملية التطبيع الفنى موجودة منذ فترة طويلة، والإنتاج المشترك فى صالح
الأمة العربية بأكملها وليس لصالح بلد واحد، خاصة بعد أن نجحت هذه الأعمال
فى استقطاب فنانين من جميع أنحاء الوطن العربى، سواء ممثلين أو مخرجين أو
فنيين، كما نلاحظ هذا العام فلأول مرة تستقطب الدراما ممثلين أمثال عابد
فهد وعباس النورى وكندة علوش، بالإضافة إلى نجوم سبق لهم التواجد أمثال
جمال سليمان.
المصري اليوم في
20/09/2010
سامح عبدالعزيز:
ارتكبت أخطاء بـ«الجملة» فى
«الحارة»
حوار
أحمد الجزار
نجح المخرج سامح عبدالعزيز فى اجتياز أول تجربة له فى الدراما
التليفزيونية من خلال مسلسل «الحارة»، وتفوق على كثير من المخرجين أصحاب
الخبرات، وفقا لشهادتى الجمهور والنقاد، رغم الظروف الإنتاجية القاسية التى
تعرض لها العمل.
عن أسباب هذه التجربة وتقييم ردود الفعل والمشاكل التى تعرض لها كان
لنا هذا الحوار.
■
لماذا قررت أن يكون أول عمل تليفزيونى لك عن الحارة المصرية؟
- لأنى تربيت فى حارة، وأرى أن ٨٠% من الشعب المصرى من مواليد الحارات
التى بدأت تندثر فى الفترة الأخيرة، وهذا ما جعلنى أسلط عليها الضوء لتكون
وثيقة فى ٢٠١٠ لأننى بصراحة أحب مصر وأشعر بالمجتمع جدا، ولابد أن أقدم
للناس ما يفهمونه وأفهمه أيضا، وهناك من يرى الحارة مكانا قبيحا، وأردت
تأكيد أن وسط هذا القبح لايزال هناك جمال متمثل فى العلاقات الإنسانية
والمشاعر.
■
وكيف ترصد ردود الفعل الخاصة بالعمل؟
- أنا راض عن العمل بنسبة ٧٠% فقط بسبب الظروف الإنتاجية الصعبة التى
تعرضنا لها، وأعتقد أننا لو حصلنا على قدر أكبر من الحرية وظروف إنتاجية
أفضل لكنا قدمنا عملا عالميا، وهذا لا يعنى أن العالمية كانت هدفنا، بل
الإغراق فى المحلية كان غايتنا، ورغم كل الظروف التى تعرضنا لها، فردود
الفعل كانت رائعة خاصة التى وصفت الشخصيات بأنها حقيقية جدا والإيقاع الذى
كان سريعا، وهذه أشياء كنت أفكر فيها قبل التصوير وكنت أريد أن أخلق إحساسا
بأنى أصور بكاميرا موبايل، وأن تكون الصورة واقعية جدا حتى لا نتعالى على
المتفرج الشعبى.
■
لكن الصورة جاءت قريبة من الأعمال الوثائقية؟
- الأعمال الوثائقية هى صورة حقيقية للواقع، أما «الحارة» ففيه محاكاة
لواقع افتراضى وليس حقيقى تتخلله دراما من خيال المؤلف، وهذا ما يجعله يأخذ
شكل الحدوتة الدرامية ويبعده تماما عن الوثائقية.
■
لماذا استعنت بأشخاص حقيقيين فى تتر المسلسل؟
- قدمته بهذا الشكل وبالاتفاق مع صناع العمل بالكامل حتى نقول إننا
نقصد هؤلاء الناس، وحتى لا يقول أحد إننا جئنا لنمثل على الناس.
■
لكن هذا الاختيار قد يحدد نوعية جمهورك من البداية؟
- أعرف ذلك واعتقد أن ذلك شىء سيئ لأن الفن بطبعه قائم على التجربة
والتجديد وبصراحة فى هذا العمل رفضت العمل على مسلمات ثابتة وقررت أن أكسر
القواعد وأخلق شكلاً جديداً حتى لو كان سيضرنى لأننى أحب التجديد والمغامرة
وإذا فشلت فلن أكرر هذه الطريقة وسأتعلم منها، ولو نجحت فإننى ساهمت فى
إدخال شكل جديد واعتقد أن المغامرة هى أكثر ما يمتعنى فى هذه المهنة.
■
لماذا أظهرت كل ممثليك فى الحارة بدون ماكياج؟
- بصراحة لم أكن أريد أن أضحك على الجمهور لأن الجمهور نفسه ناقد لاذع
وأصبح يفقد مصداقية العمل عندما يرى ممثلة تستيقظ من النوم ووجها ملىء
بالماكياج.
■
لماذا اخترت إضاءة غامقة للمسلسل؟
- للتقرب من الواقع، فالحارة الحقيقية إضاءتها غامقة و«مطفية» وليست
مبهرجة ولا تنار إلا فى شهر رمضان فقط، لكن الجمهور اعتاد على مشاهدة
المسلسلات المنورة.
■
ما حقيقة تقليل مدة الحلقات بسبب المشاكل الإنتاجية التى تعرضت لها؟
- هذا غير حقيقى، وقد صورنا المسلسل بالكامل كما هو، ومدة الحلقات من
أول حلقة حتى الأخيرة لم تنخفض دقيقة واحدة، والحقيقة أننى استغنيت عن ساعة
ونصف الساعة من الأحداث قمت بتصويرها بهدف سرعة الإيقاع التى جعلت البعض
يعتقد أن مدة الحلقة أقل من العادى، وأؤكد أنه رغم الأزمات الإنتاجية
القاتلة التى تعرضت لها فإننى صورت المسلسل فى ٩٠ يوما فقط وهذا يعد
إنجازا.
■
هل المشاكل الإنتاجية أثرت على تحقيق كل طموحاتك فى هذا العمل؟
- بالتأكيد، لكنى كنت أبحث عن أى حلول بديلة لإنقاذ الموقف، وهذا
العمل خرج إلى النور بسبب الروح الجماعية لكل العاملين.
■
لكن هناك ممثلات رفضن استكمال التصوير بسبب عدم حصولهن على مستحقاتهن؟
- هذا حقهن، فالتمثيل مهنة وأكل عيش، ويجب أن يحصلن على حقوقهن أو
تقدير مجهودهن لأن ما يظهر على الشاشة نابع عن حالة مزاجية وأنا أرفض أن
أعمل مع ممثل حالته المزاجية غير صالحة، وبصراحة هذا العمل لم يكن له أب
شرعى يرعانا وأخرجنا هذا المستوى كى نحافظ على ماء وجهنا.
■
وما أكثر التخوفات التى كانت تراودك أثناء التصوير وهل تستطيع أن تعترف
بأخطاء التجربة الأولى؟
- عندى أخطاء بالجملة لكن لا أحد يعرفها غيرى.
المصري اليوم في
21/09/2010
الابتذال.. عدوى انتقلت من الغناء والسينما إلى
الدراما
كتب
محسن حسنى
يبدو أن عدوى الابتذال فى لغة الخطاب الفنى انتقلت من الأغانى
والسينما لتصيب الدراما التليفزيونية، فبعد أن كانت المسلسلات تحظى بمعاملة
خاصة من المبدعين لكونها داخل كل بيت ويشاهدها كل الأسر بمختلف فئاتهم
العمرية، أصبحوا يتعاملون معها بنفس منطق تعاملهم مع السينما ورفعوا
لأنفسهم سقف الكتابة وتركوا للرقيب مهمة تصنيف الأعمال طبقا للفئات العمرية
التى يمكنها مشاهدة الأعمال مثلما يحدث فى الخارج، لكن المشكلة أنه لا
الرقباء التزموا بوضع تصنيفات عمرية ولا المبدعون التزموا بالكتابة بطريقة
مسؤولة، والنتيجة كانت زيادة جرعة الابتذال فى الجمل الحوارية وتمثل هذا فى
تبادل الفاظ السباب والشتائم والحديث بجرأة فى أمور جنسية فى العديد من
الأعمال أبرزها «العار» و«الكبير أوى» و«زهرة وأزواجها الخمسة».
العديد من الملاحظات الرقابية أعلنت عنها منى الصغير مسؤولة الرقابة
بالتليفزيون المصرى بخصوص ألفاظ خارجة تضمنتها تلك المسلسلات وغيرها ومنها
شتائم صريحة وبعض الجمل الحوارية الجريئة التى تناولت ليلة الدخلة
بتفاصيلها والحديث فى مسلسل «العار» عن تأثير أكل الفراخ البيضاء على
الخصوبة وضعف القدرة الجنسية وبرغم الحذوفات التى أجراها التليفزيون فإن
كماً أكبر سمعناه كمشاهدين وهو الأمر الذى أثار حفيظة علماء الاجتماع.
تقول الدكتورة ثريا عبدالجواد، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية:
ما يقدم حاليا هو انعكاس لعصر يخلو من القيم الراقية أو هو حالة من النفاق
والاستسهال والغثيان الذى نعيشه، وللأسف يتعامل معظم المؤلفين مع المسألة
بمنطق التكسب ومجاراة السائد دون تفكير ولا أستبعد أن تكون دراما
التليفزيون نوعا من أنواع غسيل الأموال لأن الملايين تراق فيها كما تراق
مياه الصرف الصحى والعائد من الإعلانات لا يغطى هذه الملايين، أقصد أن
المنظومة ككل بها شبهة فساد، فماذا ننتظر من ورائها غير الهبوط والتدنى
والتراجع للخلف.
وطالبت الدكتورة ثريا بمحاكمة المسؤولين عن هذه المهازل –على حد
قولها– بدءا من أنس الفقى، وزير الإعلام وفاروق حسنى، وزير الثقافة، وأسامة
الشيخ، رئيس الاتحاد، وقالت: هذا الهلس الذى رأيناه وسمعناه لا يجب أن يمر
علينا مرور الكرام، لأن سكوتنا سيعنى بالنسبة لهم التمادى فيما يفعلونه،
نحن لا نقيد الإبداع ولا نطالب بوجود رقابة ولكن نطالب المبدعين بأن يشعروا
بالمسؤولية حين يكتبون حواراتهم ولأننا لا نستطيع إلزامهم بهذا وكل واحد حر
فيما يكتبه فنحن نستطيع أن نلزم المسؤولين بعدم عرض هذا الابتذال والاكتفاء
بعرض الأعمال التى تتمتع بلغة راقية، والحقيقة أن هناك أعمالاً كثيرة كانت
جيدة أذكر منها «الجماعة» و«سقوط الخلافة»، لكن الأعمال ذات الحوار المتدنى
كانت أكثر، والغريب أن الجرائد تنشر عن حذوفات الرقابة ثم نرى ونسمع كل هذا
الابتذال، ويبدو أن الرقيب يحذف لأسباب سياسية وليس لأسباب أخلاقية، وكان
ينبغى عليه حماية أخلاق المجتمع وإتاحة حرية سياسية أكبر.
وقالت الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى بجامعة
القاهرة: الابتذال لم يكن فقط فى الجمل الحوارية وإنما أيضا فى الإيماءات
والحركات الجسدية، وهذا الانفلات أعتقد أن له علاقة بجذب المشاهد والإعلان
بطريقة رخيصة ومبتذلة، بينما الاعتبارات الفنية لم تعد ضمن أولويات
القائمين على تلك الصناعة مع الأسف الشديد وكأن المشاهدين من الحشاشين
والسوقة والمتدنيين، وهذه اللغة كانت منتشرة فى المسارح المصرية فى فترة
الاحتلال، لكنها تحسنت فى الستينيات، ويبدو أنه قد تسلمتنا عصابة من أصحاب
المصالح وأفسدت ثقافتنا مثلما كان يفسدها الاحتلال، وكل همها جذب الإعلان
ولو بأرخص الطرق.
وأكدت الدكتورة هدى أن الإعلام كان ينبغى أن يكون له دور تربوى إيجابى،
وقالت: الإعلام حاليا «لا يرحم ولا يسيب رحمة ربنا تنزل» لأنه يؤثر سلبا فى
تربية النشء لدرجة أن حارس العقار عندى يغلق التليفزيون أمام أبنائه حفاظا
على تربيتهم وهذا مؤشر خطير.
وقال الكاتب يسرى الجندى: تزايد الابتذال فى دراما رمضان جزء منه
انعكاس للواقع، وللأسف تراجعت كل أشكال التعبير الفنى، حتى فى المسرح
والسينما والغناء والمشكلة أنها تجد متلقياً لها ينصت إليها ويتأثر بها،
والمجتمع كله يعانى خللا فى ثقافته لكن هذا لا يعفى المبدع من المساءلة
والمحاكمة إذا تضمن عمله ابتذالا، لأن الفنان دوره أن يعبر عن انحطاط أى
شخصية وقبح واقعها بشكل جمالى لا يثير حفيظة المشاهد، وهذا هو دور الفن،
لكن للأسف هناك دخلاء وهناك غير محترفين يقعون فى فخاخ النقل بالمسطرة من
الواقع ومن الشارع مما يعنى نقل الابتذال من الشارع إلى الشاشة.
وقال المؤلف أحمد أبوزيد: لم نصل فى الدراما لمساحة الحرية التى يتمتع
بها مؤلفو السينما، وإن كان هناك ابتذال فى المسلسلات فالابتذال فى السينما
أكبر، ونحن لا نستطيع أن نمسك ألسنة الناس، فلو أن البطل بلطجى وفى مشادة
مع شخص فى الشارع فبالتأكيد سوف يسبه بألفاظ نابية لكننا كمؤلفين نستبدلها
بألفاظ أقل حدة حتى لا تؤذى إذن المشاهد لأن الفن مرآة بها فلتر يراعى
تشكيل وعى أجيال تشاهد تلك الأعمال.
وتعجب أبوزيد من موقف الرقيب الرافض لتصنيف الأعمال طبقا للفئات
العمرية كما يحدث فى الخارج، وقال: أكثر مما عندنا يقال فى الأعمال
الأجنبية ولكنهم يضعون تصنيفات على الأعمال طبقا للشرائح العمرية بدلا من
الاعتراض على ما يكتبه المؤلفون.
المصري اليوم في
21/09/2010 |