الفنان هاني سلامة تميز منذ اختراقه المجال السينمائي بأدواره
الرومانسية، لكنه سرعان ما قرر تغيير جلده ليفاجئ جمهوره بأنه أحد شريريها،
فلم تقف ملامحه البريئة عائقاً أمام قدراته التي أذهلت الكثيرين.. ودراميا
عاش معنا على مدار شهر كامل من خلال المسلسل الإذاعي «هارب على سفر»،
رافضاً الظهور على شاشة رمضان المكتظة بعشرات النجوم. هاني سلامة سألناه عن
سر ابتعاده عن الأدوار الرومانسية وحقيقة فيلم «صدام حسين» وشائعات إصابته
بمرض خطير في هذا الحوار التالي.
·
بداية ما الذي استهواك في مسلسل
«هارب على سفر»، الذي عرض رمضان الماضي؟
منذ فترة طويلة وأنا أتمنى خوض تجربة الإذاعة إلا أن الظروف لم تكن
تسمح بذلك، ولم أعثر على السيناريوهات التي ترضيني وتكون بداية لعلاقة
جديدة مع الميكروفون، وبمجرد أن قرأت حلقات عدة من «هارب على سفر» شعرت أنه
شيق ومثير وبه دراما مميزة ووجدت أن مؤلفه بذل فيه مجهوداً كبيراً ليظهر
بهذا الشكل الذي لاتزال أصداء نجاحه تصلني حتى الآن.
·
لماذا اخترت هذا التوقيت بالذات
لتقدم أولى تجاربك الإذاعية؟
صراحة لم أخطط لذلك، ولم تشدني أي قصة منذ سنوات طويلة، لكن المخرج
صفي الدين حسن الذي كان يعمل مساعد مخرج في عدد كبير من الأفلام التي عملت
بها كان يعرض عليّ كل عام مسلسلا أو اثنين حتى استطاع إقناعي بقبول أحد
السيناريوهات، ونصحني بقراءته، وبالفعل وجدت أنه يستحق الفحص والتمعن بعد
أن قرأت أول حلقتين منه ووجدت أنها فرصة لدخول كل بيت مصري في رمضان خصوصا
مناطق الجنوب التي تعشق الراديو ولا تعترف بالفضائيات.
مشتاق للدراما
·
لكنك تعلم أن أجر الإذاعة ضعيف
للغاية مقارنة بالتليفزيون؟
أنا مستعد للحصول على نصف أجري أو التنازل عنه نهائياً في حالة العثور
على دور جيد، والأهم عندي أن أقدم أعمالاً مشرفة ترضي جمهوري لأنه بعد عرض
المسلسل بعام واحد لن يتذكر أحد أجري ولكن سيتذكرون جودته فقط.
·
هل يقودك العمل في الإذاعة إلى
الحضور في الدراما التلفزيونية؟
أعتقد أن الدراما التليفزيونية أصعب بكثير، وقد راهنت بقوة على نجاح
المسلسل الإذاعي؛ لذلك لن أقبل بأي حال من الأحوال أن أخوض الدراما
التلفزيونية من أجل الظهور فقط، وإنما سيأتي كل شيء في وقته؛ لأنني لاأزال
أبحث عن عمل تليفزيوني أدخل به بيوت المشاهدين، وإلى الآن لم أعثر على هذا
العمل الذي يجذبني.
·
إذن تعتبر العمل في التليفزيون
أصعب من السينما؟
الفشل في السينما يمكن تعويضه بعد نجاح فيلم آخر، أما الفشل في
التلفزيون فلا يمكن تعويضه بأي حال من الأحوال لأن ذاكرة مشاهد التلفزيون
أصبحت ناضجة وقادرة على تحليل أي عمل فني.. وأعتقد أن آثار العمل السيئ لا
يمكن إزالتها بسرعة ويمكن أن تستمر طويلاً.
أمنية حياتي
·
معنى ذلك أن رفضك مسلسل بليغ
حمدي «مداح القمر» كان بسبب عدم جودته أم الخوف من خوض التجربة؟
بالعكس كانت أمنية حياتي أن أقدم مسلسلا يروي قصة حياة الموسيقار
المبدع بليغ حمدي، وكنت سعيداً عندما عرضوا عليّ الدور إلا أن بعض الأمور
تعقدت وجعلتني أصرف نظر عن القيام بهذا الدور.
·
وهل كانت مشاكل مالية أم مشاكل
في السيناريو؟
هذه الصفحة أغلقتها منذ عام ونصف العام، ولا أريد أن أفتحها مرة
ثانية، لكن في الحقيقة كان المسلسل سيمثل نقلة درامية جيدة في حياتي
الفنية.. وللعلم كان السبب الرئيسي وراء رفضي العمل في المسلسل الأزمة
الصحية التي تعرضت لها مؤخراً ومع ذلك تناثرت الشائعات بأنني اعترضت على
الأجر، ومرة ثانية اعترضت على بعض الزميلات المشاركات، وطلبت أن أكون البطل
المطلق في حين أن كل ذلك لم يحدث بل كان تكهنات بعد أن رفضت الإفصاح عن
السبب وراء اعتذاري.
·
لكن جمهورك يريد أن يشاهدك في
التلفزيون؟
قررت أن آخذ الموضوع بهدوء أكثر ووجدت أنه من الأفضل أن يسمع الجمهور
صوتي في البداية من خلال الإذاعة ثم يرى صورتي ويسمع صوتي من خلال
التلفزيون.
التنوع مطلوب
·
تمردك الأخير على الأدوار
الرومانسية جعل الجمهور ينصرف عنك. هل هذا حقيقي؟
التنوع مطلوب ولن أحصر نفسي في قالب معين لأنني أستطيع ارتداء كل
الأقنعة لكوني ممثلا شاملا، وهذا التمرد الذي اتهمني البعض به رغبة في
تغيير جلدي أردت به خلق حالة من الدهشة عند المشاهد، فالمفروض أن الممثل
ينوع في أدواره، وهذا ما قررت فعله خلال الفترة الأخيرة حتى أستطيع أن أصنع
تاريخاً مشرفاً زاخراً بالأعمال المتنوعة، لكنني أؤكد أن دوري في «السفاح»
كان صدمة للجميع إلا أنه حقق نجاحا كبيرا وكان نقلة مهمة في مشواري.
·
هل اتجاهك لأدوار الشر سببه
الشائعات التي تناثرت حول منع الآباء أبناءهم من مشاهدة أفلام هاني سلامة
الجريئة والخادشة للحياء؟
ليس صحيحاً، والدليل على ذلك أن الأسر تأتي مع أبنائها إلى دور
السينما ليشاهدوا أفلامي.. وعموماً أي مشهد جريء ظهرت به كان من صميم
العمل، فمثلا فيلم «الريس عمر حرب» به مشهد لابد منه، وكان الغرض منه تعريف
المشاهد بحقيقة نوادي القمار والمهازل التي تحدث هناك، واستطعنا أن نزرع
الكراهية في قلب المشاهد وخرج من السينما وهو كاره لهذه النوادي والنجاح
الحقيقي في توصيل الرسالة.
·
وهل أنت راضٍ عن فيلمك الأخير
«السفاح» أم أنك كنت تريد الخروج من عباءة الرومانسية؟
هذا الفيلم بالذات نقلة نوعية في حياتي الفنية، خصوصا بعد أن حقق
نجاحا جماهيريا يليق بحجم الجهد المبذول في هذا العمل الذي تعرضت فيه
لإصابات ومشاكل كثيرة.. وعلى الرغم من تباين الآراء حوله ما بين مؤيد
ومعارض فإن كل ما يهمني هو رضا الجماهير التي حرصت على مشاهدته أكثر من
مرة.
·
ألا ترى أن الفترة الزمنية بين
آخر أفلامك السفاح وفيلمك القادم طويلة؟
قبل أن توجه لي هذا السؤال المفروض أنك تعرف أحوال سوق السينما في مصر
والعالم، كما أن البحث عن موضوع قوي ومختلف يتطلب وقتاً كبيراً ويحتاج إلى
جهود وبحث، وليس من الصواب أن أنظر إلى التوقيت الذي قدمت فيه آخر أفلامي
وأتسرع في تقديم غيره، لكن الأهم من ذلك كله تقديم عمل مميز.
·
وماذا عن فيلمك الجديد «واحد
صحيح»؟
نحن حالياً في طور الإعداد، حيث أوشك تامر حبيب على الانتهاء من كتابة
السيناريو وهو ينتمي لنوعية الأفلام الرومانسية الاجتماعية من نوعية فيلم
«السلم والثعبان» لكن بشكل مختلف وهو حدوتة رومانسية واقعية موجودة في كل
المجتمعات العربية.
·
ومن يشاركك فيه من النجوم؟
الفيلم من إنتاج أحمد السبكي في أول تعاون لي معه، ومن المتوقع أن
يقوم بإخراجه علي بدرخان، لكنه لم يبد موافقته النهائية على ذلك، أما
الطاقم المرشح للبطولة فيتكون من غادة عادل وبسمة ودنيا سمير غانم، وتدور
أحداثه حول عبدالله، مهندس الديكور، الذي يبحث عن صفات معينة في العروس
التي يريد الارتباط بها ويجد جميع أحلامه في ثلاث بنات، كما يتعرض الفيلم
للنساء في حياة مهندس الديكور من خلال علاقته بوالدته وشقيقته وفتيات
أحلامه الثلاث.
·
وهل سيلحق بموسم عيد الأضحى؟
في آخر اجتماع مع أحمد السبكي قررنا أن ننتهي من التصوير خلال شهرين
حتى يلحق بالعرض في موسم عيد الأضحى وبمجرد اكتمال فريق العمل سنبدأ
التصوير فوراً.
على سرير المرض
·
وما رأيك فيما تردد بأن مرضك
الأخير كان السبب في تأخير تصوير «واحد- صحيح»؟
على الرغم من الوعكة الصحية الشديدة التي أصابتني فإنني لم أكن سبباً
في ذلك بل كنت أتابع بشكل يومي مع تامر حبيب كل صفحة يكتبها في السيناريو
تليفونيا وأحياناً كان يُحضر إليّ في المستشفى كل مرحلة يقوم بكتابتها
لأقوم بقراءتها ونناقشها معاً.
·
وهل الأزمة المرضية التي تعرضت
لها انتهت للأبد أم لا؟
الحمد لله على كل حال، فقد منّ الله عليّ بالشفاء، حيث مكثت 7 أيام
فقط على سرير المرض كانت بالنسبة لي أكثر من 7 سنوات، لأنني كنت أجهل حقيقة
مرضي، وأتضح أنه عبارة عن التهاب في البنكرياس يعاني منه 3 ملايين في مصر
غيري.
·
لكن هناك شائعات تناثرت حول مرضك
جعلت البعض يظن أنك دخلت في دوامة المرض اللعين؟
للأسف الكثير من الصحف والمجلات أشاع الخبر نفسه، وعلى الرغم من أن
عددا كبيرا من الصحفيين يزورونني من وقت لآخر فإنهم بعد كل زيارة كانوا
يشيعون أخبارا غير صحيحة عن حقيقة مرضي علما أنهم كانوا يسألون الأطباء
بأنفسهم، والكارثة الأكبر أنني أجد يومياً رسائل على الإيميل والموقع الخاص
بي من الجمهور الذي يطلب لي الشفاء من هذا المرض اللعين، والبعض الآخر قام
بشن حملة على السجائر، معلنا أنها السبب الرئيسي وراء إصابة هاني سلامة
بالسرطان.
·
لكن إعلان إصابتك بالتهاب
البنكرياس تأخر كثيرا مما جعلك فرصة للشائعات!
أعترف بذلك، لكن لم تظهر نتائج التحاليل الطبية والإشاعات إلا بعد وقت
طويل نظراً لأن بعضها لم يجره المستشفى منذ 7 سنوات لأن من يشكو من مشاكل
في البنكرياس عادة يكون مصابا بالسكر، أما أنا فلا أعاني من أي مشاكل صحية
لذلك لم يكن في استطاعتي الإعلان عن حقيقة مرضي قبل أن تتوصل التحاليل
والإشاعات لذلك.
البيان الإماراتية في
19/09/2010
مؤلفه يحضر لجزئه الثاني ومعارضوه يتربصون به
الجدل حول مسلسل «الجماعة» مستمر
القاهرة - دار الإعلام العربية
منذ فترة طويلة، ربما لم يثر أي عمل درامي هذا الجدل ما بين مؤيد
ومعارض مثلما حدث هذا العام في مسلسل «الجماعة»، الذي عرض خلال شهر رمضان
الماضي، فالمسلسل من وجهة نظر صناعه حاول أن يقدم صورة واقعية محايدة عن
مؤسس جماعة الإخوان المسلمين الشيخ حسن البنا، فيما يؤكد أفراد الجماعة بما
لا يدع مجالا للشك أن المسلسل يشوّه صورتهم لأغراض سياسية موضحين أنه لم
يقدم سوى 02% من الحقيقة، أما الباقي فهو مغالطات وأكاذيب من وحي خيال
المؤلف. وجهة نظر كل فريق عرضناها على النقاد عبر السطور التالية.
الضجة التي أثارها مسلسل الجماعة رأتها الناقدة الفنية ماجدة خيرالله
متوقعة، لتطرقه لقضية بالغة الحساسية وهي نشأة جماعة الإخوان المسلمين،
وقالت: كان أعضاء الحزب الوطني، الحزب الحاكم في مصر، يتوقعون أن ينتصر
المسلسل لوجهة نظرهم والتنديد بالإخوان الذين كان لديهم تصور أيضا بأن
المسلسل سيقوم بتشويه صورتهم ولكن بعد عرض المسلسل أستطيع القول بأنه خرج
بصورة محايدة لكلا الفريقين. وتلفت خيرالله إلى أن هناك جملة قدمت في
المسلسل وهي: أن العلاقة بين الحكومة والجماعة مثل العلاقة بين فتوات نجيب
محفوظ .. من يحكم الحارة، بينما لا يوجد فيهم أحد أفضل من الآخر ولا أحد
مهتم بالشعب. وتشير إلى أن المؤلف وحيد حامد اهتم بنقل صورة الشعب المهضوم
حقه بين الحزب الوطنى والإخوان، فعلى الرغم من أن الحكومة تطلق على الإخوان
اسم الجماعة المحظورة فإنها تتعامل معها بشكل طبيعي وتمارس حقها في الحياة
ولكن حينما تخرج الجماعة عن المألوف تقف لها الحكومة بالمرصاد لأنها لا تحب
أن يكون هناك منافس لها.
تجميل الصورة
الشيء نفسه تقوله الناقدة علا الشافعي التي ترى أن المسلسل لم يقدم
بغرض تشويه صورة الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من أن وحيد حامد لديه موقف
من الإخوان فإنه أيضا انتقد الحكومة وأدان النظام الحاكم ولا يجمل صورة
الحزب الوطني كما أن المؤلف اعتمد في كتابته على كتب ووثائق تاريخية عن
الإخوان.
أما الناقــــد نادر عدلي فيخـــتلــف معهم في الرأي قائلا: المؤلف
حـــاول أن يجمل صورة البوليــس وأمن الدولة فكلنا يعرف شـــــكل
التعامـــل بين جماعـــة الإخوان والجهات الأمنية، والتحـــقيقات التي
قدمـــت في المسلســــل مع الجماعة قدمت بشكل مبالغ فيه، فالمعروف أن
الجهات الأمنية والحكومة تطلق على الإخوان الجماعة المحظورة، فكيف تتعامل
معها بهذا الشكل الخالي من أي اعتقالات أو تعذيب أو امتهان لكرامتهم! لكننا
في النهاية نتمنى أن نرى أسلوب التعامل مع الجماعة بالشكل الذي قدم في
المسلسل، أما فيما يتعلق بشخصية مؤسس الجماعة فهو مقدم بشكل صحيح.
مسلسل حكومي أكثر منه تاريخي
وبسؤال د. حمدي حسن، عضو مجلس الشعب والمتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان
المسلمين، عن رأيه في العمل، أكد أن الدولة لن تقدم شيئا يفيد الجماعة، فقد
حاول المؤلف تشويه صورة الجماعة، ورغم ذلك فقد كان هذا التشويه لصالحها،
حيث دفع المشاهد للقراءة والمتابعة والوصول لحقيقة الإخوان.
وقال إن ما ذكر في المسلسل عن معاملة البوليس المصري للجماعة بأدب
واحترام دون انتهاك لحقوق الإنسان فهذا غير حقيقي، وعلى وحيد حامد أن يواجه
الجمهور؛ لأن التاريخ لن يرحم أحدا، والجميع سيتساءل: من الذي أهدر حقوق
الوطن وكرامة الإنسان؟
وحول ما إذا كان المسلسل يعتبر مساندة للإخوان في الانتخابات
البرلمانية المقبلة قال حمدي: هو قراءة عكسية، فالمسلسل حكومي أكثر منه
تاريخيا، لافتا إلى أن هناك مؤلفين كتبوا عن التاريخ والحكومة، وكان لديهم
قبول عند الناس مثل الكاتب المرحوم أسامة أنور عكاشة.
وعما ذكر في المسلسل بأن الحكومة تصنع آلام الناس والإخوان يتاجرون في
آلام الناس رد حمدى قائلا: نحن أصحاب دعوة ولسنا أصحاب مصلحة، ونوجه الناس
لطريق الإسلام وليس هدفنا الحصول على حقوق البلد.
الرأي نفسه تبناه د. عصام العريان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان
المسلمين، حيث قال إن المؤلف وحيد حامد ربط عدة أمور ببعضها بصورة متعسفة
بدءا من التبعية الفكرية وتبني وجهة نظر مضادة للإخوان، وأظهر رجال الأمن
بصورة غير حقيقية، كما حاول المؤلف أن يقدم حسن البنا بشكل يثير الشكوك
حوله حتى في إيجابياته مع أنه من المفترض أن يكون محايدا وموضوعيا، لافتا
إلى أن ما قدم في المسلسل من اضطهاد ومبالغة ضد الإخوان سيجعل الناس تفقد
مصداقية المسلسل وستنصرف عن متابعته.
المؤلف يرد
وكان لابد من الرجوع إلى الكاتب وحيد حامد لمواجهته بالاتهامات
الموجهة إليه، وأهمها اتهام الإخوان له بالتحيز للحكومة، فقد رفض حامد
التعليق وقال لن أصادر آراء أحد وليس لديّ أي وقت للتحدث في هذا الأمر ولا
اهتم بأي نقد. وعن انتهاء المسلسل في الحلقة 82: قال وما المشكلة فالمسلسل
له جزء ثان، وأنا انتهيت من الكتابة حتى وصل عدد حلقاته إلى 82، وهذا ليس
المسلسل الوحيد لكن هناك أعمالا كثيرة لم تصل إلى الثلاثين حلقة.
«الجماعة» أثار غضب العقلاء
أما الفنان عزت العلايلي الذي يقدم شخصية المستشار عبد الله كساب
والذي يعتبر صوت التاريخ في المسلسل فقد اعترف بأنه يعرف أن المسلسل أثار
الكثير من الجدل حوله خاصة جدل العقلاء والمقصود بهم جماعة الإخوان والحزب
الوطني، وقال إن أي موضوع يثار حوله جدل فهذا معناه أنه يسير في الطريق
الصحيح وعن رأيه في العمل، قال عزت: المؤلف غير متحيز لأي أحد على الآخر،
بل هو محايد في كتابته وعرضه للحزبين.
وحول ما يقال عن أن المسلسل حصل على مساعدات من الحكومة صرح بأن
المسلسل لم يحصل على أي تجاوزات أو مساندات من الحكومة فهو ليس محتاجا
لذلك، فالأمور كلها واضحة ولا توجد به أي محظورات أو ممنوعات تجاوزها
المؤلف، وأضاف أن المسلسل لم يقلل من شخص حسن البنا أو أي شخص آخر وأكد أنه
يراهن على أن «الجماعة» ستتقدم بالشكر للمؤلف لأنه تحدث عن جماعة الإخوان
كحزب راق وقدم تاريخها بمنتهى الوضوح للجمهور.
كما أن المؤلف استعان بمجموعة كبيرة من الكتب عن الجماعة، وأيضا هناك
جملة تؤكد أن المسلسل استعرض الحزبين بنفس الشكل من خلال الجملة التي تقول
إن الحكومات تصنع آلام الناس والإخوان يتاجرون في آلام الناس ولا يوجد أحد
مهتما بمصلحة الشعب.
البيان الإماراتية في
19/09/2010
"ذاكرة
الجسد"
قصيدة مكتوبة علي كل البحور
لمى طيارة / دمشق
منذ ايام اجرت القناة الاولى الجزائريه وعلى الهواء حصه إذاعية تحت
عنوان (
عرب فن) وخصصت جزءا منها للخوض في موضوع الدراما التلفزونية العربية في
رمضان ،
وقد لفتني هذا البرنامج الذي حاول وعلى مدى نصف ساعة تلقي الاتصالات
الهاتفية من
المستمعين للادلاء برايهم حول بعض الاعمال الدرامية التي تابعوها في
رمضان،ورغم ان
المداخلات امتدحت وبشده العمل السوري " باب الحارة" في جزئه الاخير ولا
اعرف سببا
منطقيا لهذا ، كانت بالمقابل تذم العمل الجزائري السوري " ذاكرة الجسد"
الذي
انتجته قناة ابوظبي ، عن رواية للكاتبة الجزائرية احلام مستغانمي تحمل نفس
العنوان
من سيناريو وحوار ريم حنا واخراج نجدة انزور ، حيث اعتبر الجمهور ان العمل
اضعف من
الدعاية التي اثيرت حوله او عنه ، مشيرا الى ان خير ما فعله
هذا العمل هو الكشف عن
نجمة جديده في الساحة الدرامية هي " امل بوشوشه" . مؤكدين الى ان العمل
دراميا كان
سطحيا و ليس بقوة الرواية التي صورت النضال الجزائري....
ورغم ان المثل يقول
"
اهل مكة ادرى بشعابها" فأنه لا يمكننا ولا بأي شكل من الاشكال ان
نعتبر تلك
الاتصالات عينة ممثلة للجمهور الجزائري برمته رغم انها عينة لايمكن
تجاهلها وخصوصا
بعد ان نعرف لاحقا ومن نتائج الدراسة الاحصائية التي قامت بها وكالة
الاتصال
والاستشارات الإعلامية والتجارية "ميديا سونس " على عينة
قوامها سبعة آلاف شخص
موزعين على عشر ولايات جزائرية هي العاصمة وسطيف ووهران وتيزي
أوزو وقسنطينة وعنابة
وبسكرة وعين الدفلى وادرار وبشار. ونشرت نتائجها في جريدة الشروق الجزائرية
بتاريخ 6
ايلول الجاري . التي تؤكد ان الجمهور
الجزائري يتابع اكثر اعماله الوطنية
بالمقارنة بالاعمال العربية الاخرى وان نسبة مشاهدي " ذاكرة الجسد" من
الجمهور
الجزائري لم تتجاوز 8.2 بالمائة من نسبة المشاهده العامة لعينة الدراسة ،
مما يعني
ان هذا العمل جاء في ذيل الاعمال المتابعه في شهر رمضان لديهم.
ورجعت بذاكرتي
الى بداياتي مع الكتابه النقديه ،حين كانت موجة الاعمال الفانتازيه
(الكواسر
والجوارح) التي ابتدعها وابدعها حينها المخرج السوري نجده انزور ، القادم
الينا من
عالم الاعلان ،تلك الاعمال التي ابهرت الممثلين وشركات الانتاج قبل ان
تبهرالمشاهدين لما احتوته من ابداع على صعيد المشهد البصري
والذي لم نكن نعرفه في
اعمالنا الدرامية . ولكنها كانت بالنسبة لي اعمالا تهتم بالشكل على حساب
المضمون
،بمعنى آخر كانت ورغم توافر الشروط الانتاجية تقوم بابهارنا فقط بغض النظر
عن
القيمة الادبية او حتى النفسية والاجتماعية ، وكنت كلما حاولت ان اكتب
مقالا انتقد
فيه هذه العبثية التى تدعي الفانتازيه لتبرىء نفسها من اي اتهام درامي يوجه
لها
،أتراجع خشية ان اظهر وكأني اغرد خارج
السرب فيتم انتقادي من الجمهور قبل صاحب
العمل نفسه، وعليه اتخذت قرارا كي لا يعود قلمي الذي يربكني ويضغط علي
فينتقد عملا
آخر على شاكلة تلك الاعمال ، ان اقاطع كل ما يخرجه نجدة انزور
منها ، بغض النظر عن
اهميته .
حتى جاء ذلك اليوم الذي اعادني اليه من خلال عمله الرائع ( سقف
العالم2007 ) للكاتب والصحافي حسن م. يوسف عن قصة الرحالة العربي ابن فضلان
، من
بطولة " قيس الشيخ نجيب" والوجه الجديد لخريج المعهد العالي للفنون
المسرحية "مصطفى
الخاني" ، ذلك العمل الذي لم يلقى ترحيبا جماهيريا كما هي العادة مع كل عرض
درامي جاد او ناطق باللغة العرية الفصيحة
!!!!
ذاكرة الجسد بين الرواية والعمل
هذا العام شدني وقبل وقت طويل "ذاكرة الجسد" الذي اخرجه نجدة انزور ،
من بطولة
كل من النجم جمال سليمان و امل بوشوشه ، بالاضافة الى نخبة من الفنانيين ،
لما
احمله عن تلك الرواية من مشاعر حب واعجاب ، وعندما تابعت العمل شعرت لاول
مره انني
امام مخرج مبدع ، احسست اني تعرفت بحق على الوجه الاخر له، وتاكدت انه فنان
كبير
بمعنى الكلمة قادر بوجود النص الجيد ان يدير نجومه او ان
يصنعهم .
تبدو رواية
(
ذاكرة الجسد)بغض النظر حول ما احيط حولها من لغط وتشكيك حول صدق انتمائها
للكاتبة
احلام مستغانمي ، مشّبعة بالصورة فحين تقرأها تشعر انك تشاهدها . لم تكن
هذه
الرواية حين صدرت عام 1993 مثار شك وجدل فقط ، بل كانت على
الجانب الاخر مثار
اعجاب كبير لدى فئة كبيرة من المثقفين والكتاب والشعراء ولن ننسى ما قاله
الشاعر
السوري الكبير نزار قباني " هذه الرواية دوختني، وأنا نادراً ما أدوخ أمام
رواية
من الروايات، وسبب الدوخة أن النص الذي قرأته يشبهني إلي درجة التطابق، فهو
مجنون
ومتوتر واقتحامي متوحش وإنساني، وشهواني، وخارج عن القانون مثلي. ولو أن
أحداً طلب
مني أن أوقع اسمي تحت هذه الرواية الاستثنائية المغتسلة بأمطار
الشعر... لما ترددت
لحظة واحدة. هل كانت أحلام مستغانمي في روايتها (تكتبني) دون أن تدري؟! لقد
كانت
مثلي تهجم علي الورقة البيضاء، بجمالية لا حد لها .. وشراسة لا حد لها..
وجنون لا
حد له... الرواية قصيدة مكتوبة علي كل البحور ... بحر الحب
وبحر الجنس وبحر
الإيديولوجيا وبحر الثورة الجزائرية بمناضليها ومرتزقيها، وأبطالها
وقاتليها،
وملائكتها وشياطينها وأبنائها وسارقيها.".
تعتبر رواية (ذاكرة الجسد) الحاصلة
على جائزة نجيب محفوظ للعام 1997..الرواية الافضل من ضمن
الروايات الثلاثة للكاتبة
أحلام مستغانمي ( فوضى الحواس 1998، عابر سبيل 2003) والتي صدرت لها لاحقا
، وكأن
احلام مستغانمي وضعت فيها عصارة عقلها وقلبها وضميرها ، ارادت ان تقول
للعالم اجمع
هذ هي الجزائرالبطلة الحره وهذا هو الشعب الجزائري المناضل ، وهكذا هو الحب
عندنا
ليس مجرد كلمة على ورقة بل الحب قصة من قصص الانسانية والتضحية .
وحين قررت قناة ابو ظبي ومنذ مدة طويلة تحويل تلك الروايات الى اعمال
تلفزيونية ، كنت اخشى بشكل خاص على رواية ( ذاكرة الجسد) من ان تشوه ، كنت
اخشى
على الصورة التي رسمتها في ذهني لقسنطينة ،أخشى خيانة عواطفي لابطالها ،
لاشكالهم
ومواقفهم، واسأل نفسي هل سنتقبلهم ؟ وحين اسند نجدة انزور الرواية الى
الكاتبة
ذات القلم المبدع السيدة "ريم حنا" لتحولها الى سيناريو قابل للعرض
الدرامي ،
تساءلت في نفسي ماذا ستضيف هذا الكاتبة الرائعة على عمل لا يمكن المساس به
، هل
سينجح معها اكثر ام سيفقد رونقه وسمعته ؟ ورغم ان العمل ادبي سردي بطبيعته
وسيمتد
لثلاثين حلقة لظروف انتاجية خاصة بشهر رمضان ، مما اجبر المعده وكاتبة
السيناريو
على خلق تفاصيل جديدة خارجه عن الرواية ، الان ان ريم حنا
استطاعت ان ترينا عبر
ثنايا هذا العمل من حوار واحداث انها امينة الى حد كبير مع الرواية ومع
تفاصيلها
وجملها لدرجة انني كدت أخلط ما بين الرواية والعمل الدرامي ، وصعبت علي
المقارنه
في اي منهما هو الاجدر باعجابي..
ثم جاء الاداء التمثيلي لادوار البطولة في
العمل ليلبس شخصيات الرواية دما ولحما ، فجمال سليمان جسد
شخصية المناضل الفنان ذا
الاحساس المرهف خالد بن طوبال باقتدار كما عهدناه دائما ، بينما استطاعت
امل بوشوشه
صاحبة الموهبة التي ثقلتها بدروس في التمثيل مع الاستاذه امل عمران ان تقف
وبجدارة
في مواجهة النجم جمال سليمان ، اضف الى ذلك الظهور المتميز لكل من زينه
حلاق ومجد
رياض ، والذي سيقلب مسيرة حياتهما الفنية، لان نجدة استطاع ان
يخرج منهما اشياء
جديدة في شخصيتهما رغم ان حضورهما في العمل وبشكل قوي بدأ تقريبا بعد منتصف
العمل
،كما لعب خالد القيش شخصية حسان رغم صغر مساحتها باداء عال ، واللبناني
جهاد
الاندري بطل القسم الثاني من العمل الزوج الخائن صاحب السلطة والنفوذ وهو
ليس العمل
الاول له مع نجدة انزور بطبيعة الحال ،كما عرّفنا العمل كجمهور سوري على
الممثل
التونسي ظافر العابدين احد أهم الممثلين الشبان في الساحة الفنية التونسية
والذي
جسد دور "زياد" الشاعر الفلسطيني الذي استشهد في سبيل مبادئه.
نهاية الكلام
...ما من شك انه لا يوجد مكان للتشابه بين مايراه النقاد جيدا ومايراه
الجمهور
سيئا والعكس صحيح ، فلطالما كانت هناك اعمالا نخبوية رفيعة المستوى اعجبت
النقاد
كثيرا ولكنها بالمقابل لم تلقى رضى الشارع ولم تحصد النجاح المطلوب
.
الجزيرة الوثائقية في
19/09/2010 |