عاما بعد
عام يبرز اسم الفنان السوري كورقة رهان رابحة للفضائيات العربية. وتبدو هذه
الحقيقة
أكثر وضوحاً في الدراما السورية الرمضانية لعام 2010. فأنتج عدد من
المسلسلات وتم
تسويق أعمال أخرى بقوة دفع اسم فنان بعينه. وبالتالي لا يمكننا
أن ننكر أن الدراما
السورية دخلت اليوم دائرة «دراما - الممثل»، لكن غالباً في حسابات التسويق.
أما
البطولة الجماعية فهي السمة الغالبة على كثير من المسلسلات. وربما بسبب ذلك
لم توفق
هذا العام بعض المسلسلات التي جاءت بصيغة «دراما - الممثل»، التي تعتمد على
البطل
الأوحد.
البطولة الجماعية ظلت هي الشكل الأسلم لظهور النجم السوري. من خلالها
أمكن إثبات نجومية عدد من الممثلين والممثلات لهذا الموسم. منهم النجم بسام
كوسا في
مسلسل «وراء الشمس». وقد قدم أداء حركياً ساحراً، مجسداً دور
«بدر» المصاب بداء
التوحد، بحوار محدود ومكرر، عوّضه بمونولوج داخلي.
في المسلسل ذاته برز اسم
الفنان باسل الخياط، وهو طاقة فنية كبيرة تحتاج الى النص
الملائم الذي يستفزها، وهو
ما تحقق من خلال شخصية «عبادة»، التي استعاد عبرها نجاحه في تجسيد شخصية
«عمر» في
مسلسل «أحلام كبيرة». وقد تمكن المخرج سمير حسين من استثمار موهبة خياط،
كما فعل من
خلال التعاطي مع موهبة الشاب علاء الدين الزيبق المصاب بمتلازمة الداون،
فقدم وجهاً
جديداً بوزن «نجم» وبإمكانيات محدودة. كما نجحت الفنانة نادين
خوري في تصوير الحالة
النفسية لأم الطفل المعاق بأداء لافت.
في مسلسل «أسعد الوراق» يؤكد النجم تيم
حسن مجدداً أنه «ماركة مسجلة» في فن الأداء. يكشف لنا قدرات
تمثيلية جديدة، من خلال
شخصية «أسعد» بشكلها ومضمونها. فيتجاوز أداؤه حدود النص المكتوب، ليطغى على
الدور
حضوره الشخصي. ويسجل في المسلسل للنجم فراس إبراهيم قدرته على تجاوز نفسه
على صعيد
الأداء. وقد قدم شخصيته بروح كوميدية برغم جديتها وشرورها.
اما مسلسل «لعنة
الطين» فيتيح لنا اعادة اكتشاف موهبة الفنان مكسيم خليل، الذي يفاجئنا في
كل مرة
بأدائه، علماً بأنه لا ينال حقه من الشهرة. كما يعرفنا على وجه جديد للفنان
وائل
شرف، يؤكد خروجه من عباءة «معتز» في «باب الحارة» نحو تنويعات
تمثيلية جديدة، بما
يكشف موهبته الفعلية، ويمنحه مزيداً من الاهتمام النقدي.
اما خارج اطار البطولة
الجماعية، فقد اكد الفنان جمال سليمان في «ذاكرة الجسد» أنه «الأستاذ»، وأن
ذكاء
اختياراته الفنية لا يقل عن قدرته على تطويع أي شخصية يجسدها.
واستحوذ الفنان
مصطفى الخاني على نجومية «ما ملكت ايمانكم»، مؤكداً من خلال شخصية «توفيق»
أن
النجاح الذي حققه في مسلسل «باب الحارة» من خلال شخصية «النمس» العام
الفائت، مرتبط
بأدائه التمثيلي، وليس «بنجومية» «باب الحارة».
وتؤكد النجمة الكبيرة منى واصف
في مسلسل «الصندوق الأسود» أنها لم تزل قادرة على حمل مسلسل
بكامله، وأن أدوار
البطولة ليست رهنا بالشباب. كما نجحت النجمة كاريس بشار في مسلسل «لعنة
الطين»
بالخروج من الدائرة النمطية لأدوارها
الأخيرة، وظهرت قدرتها على التقاط تفاصيل
الشخصية التي تلعبها وتجسيدها. وقدمت كل من سلاف معمار وديمة
قندلفت تنويعات
تمثيلية تستحق الاهتمام، وتؤكد أن في موهبتهما ما لم يتم استغلاله بعد. كما
يلاحظ
الاداء اللافت لبعض اصحاب الوجوه الجديدة هذا العام: لينا دياب، نجلاء
الخمري، ياسر
الحجلي.
في المقابل، تراجعت أسماء لعدة فنانين كانوا لفتوا الأنظار خلال
السنوات السابقة، فيما عجزت أسماء أخرى على أن تأتي بجديد هذا العام. وفي
الغالب
كان العامل الحاسم في ذلك هو صيغة «دراما - الممثل» التسويقية،
التي ساهمت بإطلاق
يد الممثل في العمل الفني، من دون أن يستطيع المخرج ضبطه.
السفير اللبنانية في
18/09/2010
إعادة الثقة بالدراما العراقية
سامر المشعل
ظهرت علينا الدراما العراقية في شهر رمضان
الماضي، بحلة جديدة، وأعمال تستحق المشاهدة، تدعو الى التفاؤل
بالقادم من الاعمال،
والدراما تتطلع الى افق اكثر اشراقا وحيوية في عودة الامل في انتاج دراما
عراقية
تستطيع المنافسة وشد اهتمام المشاهد العراقي لفضائياتنا العراقية،
بدل البحث المحموم عن متعة المشاهدة في الفضائيات العربية..
ففي رمضان المنصرم ظهرت اربعه مسلسلات فيها شيء من النضج الفني على
مستوى
الفكرة والانتاج، وهما: مسلسل (السيدة) للكاتب حامد المالكي واخراج السوري
غزوان
بريجان واشراف المخرج السوري الكبير نجدت انزور، ومسلسل (بيوت الصفيح)
للكاتب ماجد
الفهدي، الذي لمع اسمه لاول مرة في عالم الدراما، وهو يكتب اول
عمل درامي له، وحمل
هذا العمل مفاجأة للجمهور ومفاجأة للكاتب نفسه لان يحتل شهرة كبيرة في اول
عمل
تلفزيوني له، وهو من اخراج السوري بسام سعد، ومسلسل (اعلان حالة حب) للكاتب
احمد
هاتف واخراج العراقي حسن حسني، ومسلسل (قنبر علي) للكاتب ضياء
سالم واخراج السوري
طلال محمود،هذه الاعمال العراقية ادخلت المتلقي العراقي في عوالم ومناخات
جديدة لم
يألفها المشاهد العراقي من قبل وكشفت عن قدرات الكاتب العراقي في اصطياد
الزمن
الهارب من تاريخ العراق المنقع بالألم والوجع ونقل الجمهور في
سياحة امتاعية يؤثثها
الكاتب ببراعة تجعل المواطن يجفل عن همه اليومي باستراحة مؤقتة لمدة شهر،
كذلك لابد
من الاشادة بدور الممثل العراقي، الذي اثبت بالدليل القاطع انه اذا ما
توفرت له
الامكانات الفنية والانتاجية، فان عطاءه سيكون بمستوى ابداعي
لا يقل اهمية عن
امكانيات الممثل العربي، ايضا يذهب جزء من نجاح الدراما العراقية واكسائها
ثوب
التألق والتحليق بفضاءات ابداعية، الى المخرج السوري وكادرادارته الفنية
والتقنية
التي تمتاز بالخبرة الميدانية واحتراف العمل الدرامي، رغم تطفل
بعض الممثلين
السوريين على بنية العمل الذي يمتاز بعراقيته واقحامه في ادوار غير مبررة
مثل زوجة
صلاح السورية بلهجتها الشامية في مسلسل (قنبر علي)، فما الذي اتى بفتاة
سورية في
مناخ عراقي بحت مثل محلة قنبر علي وفي فترة التسعينيات ايام
الحصار الاقتصادي؟ وكان
النظام السابق آنذاك يعيش في قطيعة سياسية مع الجمهورية السورية!!.
ومن واجب
الاعلام ان يشير الى الجوانب الايجابية ويرصد حالات التطور الحاصلة في اديم
الدراما
العراقية،لا ان يكون سلبياً ويتسقط الهفوات والنقاط السوداء، ويضع مقاسات
متشددة في
عملية النقد الفني، وللاعلام العراقي دور مهم في انطلاقة الحركة الدرامية
ويعد
النافذة التي تطل من خلالها الاعمال العراقية نحو فضاءات
الترويج في الساحة
العربية،وفي رمضان المنصرم ارتفع منسوب التطور على صعيد الدراما العراقية
بالشكل
الذي يدعو للتفاؤل واعادة الثقة بالعاملين في هذا القطاع وهذا يبشر بخير،
رغم
الهبوط الحاصل في مجال البرامج الرمضانية.
الصباح العراقية في
18/09/2010
في الميزان
مسلســـلات وبرامــج رمضان...
بغداد- كاظم لازم / حيدر
العبودي
بعد ان وضع السباق المارثوني اوزاره طوال شهر كامل من التنافس المحموم
في سوق رمضان الدرامي والبرامجي لعشرات من المسلسلات والبرامج الترفيهية
المنوعة..تباينت اراء ووجهات نظر العديد من الاعلاميين
والفنانين والمواطنين في
مستوى قيمتها وجودتها الفنية والاجتماعية
..
تكرار برامجي عجيب
د. حسين علي هارف / اكاديمي اكد من خلال
رايه على غربة الاماكن التي تم تصويرالعديد من المسلسلات
العراقية فيها وخلوها من
النكهة العراقية وصدق البيئة مستذكراً مسلسل قنبر علي ومسلسل بيوت الصفيح
ومسلسل
السيدة التي اعتمدت البيئة العراقية منطلقاً رئيساً لحكايتها واشار قائلاً
لولا
براعة بعض الفنانين العراقيين في جعل الايقاع العام للمسلسل
مقبولاً لفشلت هذه
الاعمال بسبب هذه الغربة البيئية وحول برامج رمضان اضاف قائلاً : ان الكثير
من
البرامج وخاصة برامج المسابقات وقعت في فخ التكرار العجيب لما شاهدناه في
رمضان
الماضي والسبب يعود الى ضعف الاعلام والاخراج الذي سرى الى بعض
البرامج الاخرى التي
افتقدت الى المهنية والرصانة.
اما د. ياسين اسماعيل/ تدريسي في كلية الفنون
الجميلة فقد قال لقد وجدنا انفسنا امام سيل عارم من المسلسلات
والبرامج والتي اتت
كلها بعد فترة الافطار مباشرة مما يضيع الامر على المتلقي من اختيار ايهما
اصلح
للمتابعة .. واضاف متابعاً، لقد وقع الكثير من الاعمال الدرامية في مشترك
النمطية
والتكراركذلك بعض المسلسلات العراقية صورت في غير مواقعها الحقيقية وبخصوص
البرامج
اضاف قائلا: لقد اعتمد الكثير منها على فورمات العام المنصرم من خلال
التهريج
وارتداء الباروكات والرقص العشوائي.
ازمة مخرجين
انس عبد الصمد/ مخرج
مسرحي قال لقد كانت الدراما العراقية تعاني من ازمة مخرجين وفي رمضان
الحالي كان
المخرج السوري حاضراً بتقنياته التي نفتقدها في العراق لنشاهد مجموعة من
الاعمال
الناجحة رغم صعوبة اللهجة العراقية الا ان حركة الكاميراً وفن
ادارة الممثل وايقاع
المسلسل العام جعل الكثير منها ناجحاً يستحق الثناء وبرأيي انها تفوقت
كثيراً على
المسلسل المصري الذي اخذ بالتراجع اما بخصوص برامج رمضان فاضاف قائلاً لقد
نجحت
طريقة اخراج البعض منها واعداد البعض الاخر مثل برامج (لا شا،
وسحور سياسي)
اما
عمر ضياء الدين/ مقدم برامج فقد قال: لقد خطت الدراما العراقية خطوة مهمة
هذا العام
عندما تركت للمخرج السوري حرية العمل لاعمال كتبها
تشتت المتلقي
الاعلامي حيدر الفتلاوي: وجد في اعمال درامية معينة مبتغاه وضرب مثلاً
على ذلك
من خلال مسلسلي (اخر الملوك) و(السيدة) واضاف لقد عانى المشاهد التشتت
الكبير
والتوزيع بين العديد من هذه الاعمال لانها عرضت في وقت واحد تقريباً اما
بخصوص
البرامج فقال: هناك الطريف منها والممتع وهناك برامج اساءت
كثيراً مثل برامج (خل ن
ابوكا) وغيرها من التي امتلات بالاستعراضات الفارغة.
وعن الموضوع ذاته تحدث
الاعلامي عبد الحسين بريسم قائلاً: اجد ان صناعة الدراما العراقية هذا
العام قد
شهدت طفرة نوعية لتنافس المسلسل المصري والسوري من خلال اعمال مثل (الحب
والسلام)
واعلان (حالة حب) وغيرهما والتي لم اشاهدها جميعها بسبب التشتت بعد فترة
الافطار في
اختيار متابعة اي من هذه الاعمال اما حول برامج رمضان فقال : هناك برامج
ممتعة مثل
(طرب
اصيل) و(فيلم هندي) وغيرها وفي النهاية ان قنواتنا العراقية مثل الرشيد
والعراقية والسومرية قد اعطت للفن الملتزم فرصة كبيرة هذا العام من خلال
تنوع
اعمالها الدرامية وبرامجها المنوعة
تفوق عراقي
الفنان الكوميدي علي
داخل الذي شارك في مجموعة من هذه الاعمال قال: رغم زحمة الاعمال التي تميز
بها
رمضان هذا العام وسوق التنافس الا ان المسلسل العراقي خاصة الذي انتج في
الخارج شهد
تفوقاً عراقياً ملحوظاً في خلال شهادات الاخرين.
يعتب علي داخل على قناة
السومرية لانها بثت الجزء الثالث من المسلسل الشعبي (بيت
الطين) من هذه الزحمة من
الاعمال ليفقد الكثير من مشاهديه بسبب توزعهم لمتابعة بقية الاعمال
الدرامية
الاخرى.
وحول ظهور المخرج السوري وراء الكثير من الاعمال الدرامية قال: انه
كسب
كبير للدراما العراقية التي عرفتها الناس منذ السبعينيات فلقد زاد فيها
خبرة فناننا
العراقي ومجالات تعاونه مع الاخرين ليزداد في النهاية انتشاره
عربياً.
زحام
مسائي
الفنانة فائزة جاسم/ عضو الفرقة القومية للتمثيل قالت: بين فرائض
رمضان
وواجباته وجدت نفسي لا استطيع ان الحق بمشاهدة الكثير من المسلسلات
والبرامج التي
تزامنت جميعها بعد فترة الافطار.
المخرج التلفزيوني طه طارق/ الذي استغرب موعد
عرض الكثير من الاعمال الدرامية في وقت واحد حيث قال: رغم ان
الكثير منها يعاد في
النهار الا ان فرصة متابعتها كانت صعبة لاجتماعها بعد الافطار مباشرة.
وحول
برامج رمضان قال: لقد كانت برامج سريعة وغير ناضجة في الكثير منها وخاصة
تلك
البرامج المليئة بالاستعراضات الغنائية التي صرفت عليها اموال طائلة لتاتي
بنتائج
غير محمودة وان الكثير منها تكرار للاعوام السابقة
راي مختلف
اما
الناقد عباس لطيف فكان له راي مختلف حيث قال: اعتدنا في كل شهر رمضان ان
تطل علينا
هذه الزحمة من الاعمال والبرامج التي اصبح الطقس الرمضاني متنفساً لها وكان
المتلقي
العراقي لا يصحو الا في شهر رمضان وهذه الزحمة والسرعة في
انتاجها من اجل ان تعرض
في شهر رمضان حصراً افقدتها مستواها الجمالي والفكري ويضرب مثلاً على ذلك
من خلال
مسلسل (اخر الملوك ) حيث اضاف قائلاً: انه عمل مفكك من الناحية التاريخية
ويحتاج
الى الكثير من البناء والعودة الى البرامج التاريخية الدقيقة
فهناك الكثير من
الحقائق التي قفز عليها المؤلف وهذا النوع من الدراما التاريخية هي تجارية
وليست
لتوثيق حدث مثل هذا النوع واعادة انتاجه تاريخياً.
وبشان ما عرضته القنوات
العراقية في الداخل اضاف قائلا: انها سقطت في نفس اشكالية
الاعوام الماضية نفسها
ويتساءل قائلاً: هل يصح ان ننتج عملاً درامي كتب قبل سنوات للراحل عبد
الباري
العبودي وبهذه الطريقة الاخراجية النمطية دون ان نختار عملاً يؤشر على
احداث
السنوات الاخيرة وما جرى فيها وحول برامج رمضان قال: انها
مليئة بالتكرار والسطحية
والسذاجة ومع الاسف تصرف هذه الاموال على برامج لا تحمل اية متعة وفائدة
سوى الضحك
على الذقون.
وللمواطنين ... اراؤهم
حيث قال ماجد حميد /موظف حكومي
لقد كانت بعض المسلسلات جيدة مثل (قنبر علي) وهناك مسلسلات
هربت الى التاريخ البعيد
خوفاً ان تتحدث عما يعانيه العراقييون هذه الايام من هموم ومشاكل
وتساءل قائلا:
ان الوضع الامني قد صار جيداً فلماذا تنتج اعمالنا في دول الجوار وبخصوص
برامج
رمضان قال: هناك برامج تابعناها مثل (سحور سياسي) والجراة في طرح الاسئلة
وبرامج
منوعة اخرى مثل( لاشاك).
المواطن احسان سعد/ مهندس قال/ لم اشاهد الكثير من
المسلسلات العراقية لمعرفتي السابقة انها لم تات بجديد باستثناء مسلسل
(قنبر علي)
الذي اعاد الينا الحنين للماضي الجميل والمليء بالماسي واضاف متابعاً ...
لقد
استمتعنا انا وعائلتي مع رحلة( زهرة وازواجها الخمسة).
الصباح العراقية في
18/09/2010 |