ناديا الجندي، النجمة التلفزيونية التي تقمّصت هذه السنة شخصية الملكة
نازلي، والدة الملك فاروق، شاركت في برنامج حواري حول المسلسل نفسه مع بقية
الممثلين فضلا عن المخرج والسيناريست. لكنها لم تجلس مثل الباقين على كرسي
عادي، بل فُصّل لها «كرسي ملوكي»، مرصّع بالذهب والاحجار الكريمة، وخَشَبها
منحوت كما تُنحت كراسي الملوك عادة. فثارت ثائرة بقية الطاقم، خصوصا الممثل
فارس حسام، الذي جسّد دور الملك فاروق، وقال محتجّا ان «هناك ملوكا آخرين»
شاركوا في البرنامج ولم ينعموا بهكذا كرسي؛ ناهيك عن ممثلين آخرين، مثل
محمود قابيل وكمال ابو رية اعتبروا ان جميعهم «ملوك ومع ذلك جلسوا على
كراسي عامة الشعب«.
هذه ليست نكتة، بل واقعة مسجلة في أرشيف التلفزيون المصري، فرضتها
النجمة على مخرج البرنامج، وأرادت من خلالها التأكيد على ما صار بديهة؛ من
ان النجوم في الفن هم أصحاب السلطان في الحياة، وذلك مهما فقدوا من نضارتهم
ومن قدراتهم التمثيلية ومهما هبط مستوى أدائهم. انهم نجوم رمضان، الذين
تطول لائحتهم. لا يكتفون بالاطلالة عبر المسلسل، بل يمتد ظهورهم إلى
البرامج التي تسألهم عن هذه المسلسلات وعن الشخصيات التي جّسدوها وعمق
معرفتهم... لا يكتفون بتجسيد شخصيات مثالية دائما، لها القوة والجمال
والاخلاق والنجاح والجاذبية الجنسية والشباب، بل هم يتصرفون في الواقع على
انهم كذلك. ولن يحتجبوا في شهر شوال، بل سوف يدورون في الندوات والتكريمات
ليدلوا لنا بأبعاد الشخصية الخارقة التي جسدوا، وكل ما يحيط بها من عوامل
ثقافية وتارخية واجتماعية الخ. وقصة ناديا الجندي مع «الكرسي الملكي» ليست
سوى غيض من فيض سطوة النجوم على مخيلة متابعي اعمالهم، وهم يعدّون
بالملايين.
الميزانيات الضخمة الموضوعة للمسلسل الواحد والتي تبتلعها الاجور
الخيالية للنجوم ظاهرة فرعية من سطوة هؤلاء. أجور خيالية تصل إلى 14 مليون
جنيه أجر يحيى الفخراني في دوره «شيخ العرب همام»، 9 ملايين ليسرا في
بطولتها لمسلسل «بالشمع الاحمر»، و 7 ملايين لإلهام شاهين لدور البنت
العزباء في «امرأة في ورطة»... وإلى ما هنالك. «الغيرة الشعبية» على مبالغ
موزّعة على 60 مسلسلا هذه السنة (مقابل 90 مسلسلا عربيا تلفزيونيا آخر) لا
تلغي المتابعة ولا الاهتمام بتفاصيل صغيرة وربما تافهة عن انصاف الآلهة
هؤلاء. المحامي الحذق نبيه الوحش، المتخصص في رفع قضايا تشفي غليل «الشعب»،
وبالنيابة عنه، وجد في هذه الاجور ضالته، بعدما تعثر مؤخرا في تكفير كتاب
وشعراء؛ فكانت دعواه غير اليتيمة، التي أرسل بموجبها إنذارا إلى التلفزيون
المصري الرسمي، يطالبه فيه بوقف تصوير مسلسلات رمضان التي «تستنزف موازنة
الدولة«.
النجوم لا يكتفون بكل ذلك، بل يتصرفون مثل المورّثين من أصحاب السلطة
السياسية، ويوحون بأنهم متميزون عنهم بـ»فنهم». العائلة كلها تشترك في
مسلسل «كليوباترا»: الأم، سلاف فواخرجي، الزوج، وائل رمضان، والابن حمزة
رمضان. هي كليوياترا وهو المخرج والبطل العاشق انطونيو في الآن عينه،
والابن هو بطليموس الثالث عشر، ابنها؛ وتقول عنه سلاف الفواخرجي بأنها «لم
تتدخل لا هي ولا زوجها في تزكية ابنهما للدور بل انه استحقه عن جدارة بعد
سلسلة اختبارات». والنتيجة التي شاهدها الجميع على الشاشة الصغيرة: الفشل
الذريع للثلاثة. لم يسعفهم لا مجد سلاف في «أسمهان»، ولا الميزانية، الضخمة
ايضا، المخصصة للأجور وللاكسسوارات. وسلاف الفواخرجي ليست سوى نقطة في بحر
من ورّثوا وما زالوا، موهبتهم الفذة لأبنائهم وزوجاتهم....
الدعاوى المرفوعة ضد كتاب بعض المسلسلات ظاهرة ثانية تلفزيونية -
رمضانية: الدعوى التي رفعها سيف الاسلام حسن البنا ضد مسلسل «الجماعة»، أي
«الاخوان المسلمون»، ضد الكاتب وحيد حامد والشركة المنتجة، وذلك، برأيه،
رفعا للإساءة التي تعرّضت لها الجماعة ومؤسسها، حسن البنا، في المسلسل.
وهناك الدعوى ضد مسلسل «شيخ العرب همام» من قبل أبناء القبيلة الصعايدة
أحفاد الشيخ، ولنفس الحيثية: الاساءة إلى جدهم الأكبر. فضلا عن اعتراض عدد
من المؤرخين على «مغالطات تاريخية» وقع فيها كاتب المسلسل عندما شوّه،
برأيهم، صورة أول قائد لانشاء جمهورية مستقلة في الجنوب الصعيدي، متمرّد
على سلاطين عصره، المماليك. ثم الدعاوى المُقامة أو التي سوف تُقام ضد
البرامج الحوارية، خصوصا برنامج اللبنانيَين نضال أحمدية وطوني خليفة،
اللذين استضافتهما القاهرة، وهما نجوم الحوارات الفضائحية. في الشهر الفضيل
مطلوب من هذه البرامج جرعات من الاثارة الرخيصة، تتعلق كلها بأسرار النجوم
الحميمة، يستخرجها المذيعان إلى العلن من أفواه نجوم آخرين: نميمة على
الشاشة، من العيار الثقيل، حوّلت هذه البرامج إلى ساحات فضائح شخصية، سوف
يجد كل نجم معني بها مجالا للانتقام عبر الدعاوى القانونية، أو عبر شيء
آخر.
الحملات والاحتجاجات أيضا، على السمعة خصوصا: هجوم الصحافة المغربية
على مسلسل «العار»، الذي تؤدي فيه الفنانة المغربية ايمان شاكر دور
العاهرة. وإقفال هواة الشبكة المغاربة للموقع الرسمي للمسلسل لساعات... ثم
الحملة الصحافية حول الموضوع: صحيفة «المساء» المغربية، وقد كتب رئيس
تحريرها رشيد نيني: «هؤلاء العربان لا يعرفون شيئا ويتصورون ان المغربيات
هن فقط اولئك الفتيات البائسات اللواتي يشترونهم بعقودهم الشبيهة بعقود
العبيد ويتاجرون بشرفهم في مواخيرهم....». نفس الغيظ تجده لدى نقابة
التمريض على الفنانة غادة عبد الرازق التي تجسّد دور ممرضة في مسلسل «زهرة
وازواجها الخمسة»؛ وقد تقدّم نقيب الممرّضين، فتحي البنا، بمذكرة إلى وزير
الصحة يطالب فيها بايقاف المسلسل لأنه «يسيء إلى سمعة الممرضات المصريات».
مسلسلان هذه السنة اهتما بالمرأة العازبة. «عايزة اتجوز» المأخوذ من
كتاب غادة عبد العال بالعنوان نفسه، بطولة هند صبري، ومسلسل «نعم ما زلت
آنسة» بطولة إلهام شاهين. الاول كان عبارة عن كاريكاتور للكتاب المدونة،
ويحتج عليه السوريون لأنه، برأيهم، منسوخ حرفيا عن مسلسل قدموه العام
الماضي بعنوان «امرأة في ورطة». فيما الثاني عانى من الضعف والمبالغة
والاساءة طبعا إلى صورة المرأة التي لم تشأ الزواج أو لم تسنح لها الفرصة
المناسبة. ولكن تعدد الزوجات هو الحل الأمثل، كما يبوح عدد آخر من
المسلسلات. وفي معظم الحالات رجال مسنون يقترنون بصغيرات، بعد زواج أول
وثانٍ: يحيى الفخراني، وهو كبير السن، يتزوج ريهام عبد الغفور على صابرين
التي تقوم بخطبتها له لكي ينجب، لظنها أنها عقيمة. أما الباشا صلاح السعدني
في «بيت الباشا»، فيتزوج من فتاة للمرة الثالثة على زوجتيه حنان ترك وفريدة
سيف النصر. فيما حسن حسني («العار») يتزوج علا غانم، فتاة مطلقة، على زوجته
الاولى عفاف شعيب بحجة انها لم تعد قادرة على تلبية «متطلباتة الزوجية». ثم
حسن يوسف، في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة»: انه رجل عجوز، متزوج من
امرأتين، يقع في حب الممرضة التي تتابع حالتة الصحية في احد المستشفيات.
ليست هذه الظاهرة مجرد تتمة لمسلسل «الحاج متولي» الذي عُرض منذ سبع سنوات
وكان تدشينا للدراما الدائرة حول زوج وعدة زوجات، بل هي أيضا ترسيخ لواقع
صار قائما ولا يقتصر على البيئات التقليدية: انه التلفزيون الذي يلبّي
ذائقة منتشرة، لا تحتاج لمن يمنحها الشرعية. التلفزيون مثل الزعماء، يدغدغ
غرائز...
«الفايس بوك» دخل على خط الاحتجاج والتسويق ايضا: تأسست على الشبكة
الاجتماعية هذه السنة مجموعتان: واحدة تقاطع المسلسلات الرمضانية بنفحة
نضالية واضحة، محتجّة على «هبوط المستوى»، على التكرار، على التفاهة، على
التفكك الدرامي، على الاخطاء التقنية... الخ. وتقف بوجهها مجموعة نقيض،
تغازل التلفزيون والنجوم وتشجّع، بنَفَس لا يقل نضالية، على إرتياد الشاشة
الصغيرة. «الاخوان المسلمون» أنشأوا على «الفايس بوك» أيضا مجموعتهم
المدافعة عن صورتهم وصورة مؤسسهم التي أساء اليها بحسبهم مسلسل «الجماعة»،
فيما دشن خالد الصاوي مجموعة أخرى تسوّق له عبر مسابقة يسميها «ذكية» تدفع
المشترك فيها إلى المتابعة المنتبهة والمركّزة للمسلسل الذي يقوم ببطولته
في «أهل كايرو«.
ولكن أكثر ما يسم مسلسلات رمضان هو تحولها، سنة بعد اخرى، إلى ما يشبه
«عمل المقاولات» الذي عرفت به السينما المصرية في سبعينات القرن الماضي:
وهي افلام كانت تصوَّر على عجل، تحت الطلب، برداءة تطال كل شيء من التمثيل
إلى السيناريو إلى المونتاج... الحلقات «تنزل» إلى الشاشة، على نفس
الوتيرة، وما زالت تتماتها قيد التصوير: مسلسل «القوي جدا» مثلا توقف
تصويره، وتوقفت بالتالي حلقاته، لأن بطله، أحمد مكي، أصيب بتمزّق في أربطة
القدم. فيما أصيب صلاح السعدني بالارهاق نتيجة وصله الليل بالنهار أثناء
تصويره «بيت الباشا». وقد رصد أحدهم مجموعة أخطاء وقعت فيها مسلسلات بعينها
حيث «ظهرت أزياء وأكسسوارات مختلفة بين مشاهد ومشاهد أخرى، وتكرر وجود
أشخاص من الكومبارس في مشاهد وأماكن يجب الا يظهروا فيها«.
ولكي لا نستفيض، نتوقف عند سالفة «باروكة» صابرين: المعروف ان صابرين
من الفنانات اللواتي تحجبن في السنوات الاخيرة. ولكنها، كما تقول، بما انها
تحترم السياقات الدرامية، وجدت ان الابقاء على الحجاب في مشهد مع الزوج،
حيث لا لزوم لتغطية الشعر، من العبثيات الفنية. فوجدت الحل بأن لا تظهر
شعرها، بل تضع على رأسها شعرا مستعارا، «باروكة»؛ فأشعلت بذلك سجالا على
الشبكة وفي صفحات الجرائد، سوف يستمر هو ايضا في شهر شوال: بين من يرى في
ذلك «بدعة»، أو «تحايلا» على الدين، وبين من يمتدح براغماتيتها وحبها للفن
على الرغم من تقواها.
هل بات الوعي الاجتماعي، السياسي، أو الثقافي يتشكّل بواسطة هذه
المسلسلات وظواهرها وكل الضجبج الذي تثيره؟ وهل من قيمة لهكذا وعي؟
المستقبل اللبنانية في
12/09/2010
نتائج رمضان
٠١٠٢
نهاية اسطورة النجم
الأوحد.. بنجاح دراما البطولات الجماعية
كتب وحيد السنباطي :
شهد شهر رمضان الماضي علي أنه سوف يكون الموسم الدامي الأخير للاسطورة
النجم الاوحد التي استمرت سنوات طويلة تتحكم في عناصر صناعة الدراما
التليفزيونية بداية من الرواية أو القصة المؤلفة تفصيلا للنجم الاوحد حيث
تتجمع كل عناصر التشويق والاثارة الرومانسية في شخصية بمفرده وعلي كل من
حوله من ممثلين أن يقوموا بدور السنيدة علشان النجم يعيش..
نهاية بالاجر الكبير الذي يجعله يختار كل عناصر صناعة الدراما من مخرج
ومؤلف وممثلين واحيانا المنتج ايضا..
انتهت هذه الاسطورة في رمضان الماضي بنجاح العديد من المسلسلات
التي اتسمت بالبطولات الجماعية سواء كانوا من الشباب أو نجوم الدراما
التليفزيونية الذين ساهموا بخبراتهم في نجاح دراما الشباب والبطولات
الجماعية..
وذلك من خلال نصوص لم تعتمد علي النجم الاوحد وبالتالي تمت كل عناصر صناعة
الدراما بصورة معتدلة حيث قام فريق الاخراج بدوره في الاهتمام بكل عناصر
المسلسل من تصوير واضاءه واختيار ممثلين..
وكذلك استطاعت شركات الانتاج ان تنفق بحريه علي جميع العناصر
الانتاجية بعد ان تواري تحكم النجم الاوحد بأجره الكبير ومن اهم الاعمال
الدرامية التي تسببت بنجاحها في هذا الانقلاب..
مسلسل »الحارة« للمؤلف احمد عبدالله والمخرج سامح عبدالعزيز حيث ساهمت كل
عناصر العمل الدرامي بداية من القصة التي نال فيه كل الممثلين حقهم في
مباراة تمثيليه الي ادوار هامة ومؤثرة وحتي اماكن التصوير الطبيعية واسلوب
التصوير والاخراج واداء الممثلين.
كما نجح مسلسل »العار«
للمؤلف الشاب احمد أبو زيد بالقصة التي تضمنت العديد من الابطال سواء
الرجال أو النساء وبالاخراج المعبر والصادق عن كل تفاصيل العمل للمخرجة
الواعدة شيرين عادل وبالانتاج الذي لم يدخر جهدا أو مالا من أجل ان تنال
المسلسل اعجاب المشاهدين.
وكذلك في مسلسل »مملكة الجبل«
الذي قدم لنا من خلاله المؤلف سلامة حمودة صورة اقرب الي الواقع لعالم
الخارجين عن القانون ويعيشون في الجبال ومعه المخرج مجدي أحمد علي الذي جسد
هذا النص الدرامي الصعب بصورة جذابة وجديدة مع اضاءة معبرة بصدق عن واقع
هؤلاء الناس لمدير الاضاءة الرائع رمسيس مرزوق وانتاج لبي كل طلبات الاخراج
من الممثلين حتي يظهر العمل بالصورة التي لاقت قبول واعجاب المشاهدين.
أما في مسلسل »بره الدنيا«
وعلي الرغم من ان البطولة لنجم بحجم شريف منير الا ان الرواية التي كتبها
المؤلف أحمد عبدالفتاح اراد منها ان يؤكد وجود العديد من الشخصيات داخل
المسلسل ولكنهم يعيشون »بره الدنيا« وليس فقط شخصية »بركات«
ولذلك كانت البطولة ايضا جماعية والاثارة
والتشويق شملت جميع ابطال المسلسل حتي النهاية واستطاع المخرج الرائع مجدي
أبو عميرة بخبرته وحسه الدرامي أن يجعلنا نعيش ونتفاعل مع كل شخصية في
المسلسل حتي نهايتها.
لذلك فإن العام القادم سوف يشهد عودة الي مسلسلات البطولات الجماعية
ولكن بصورة اكثر وضوحا من رمضان الماضي وهو مكسب كبير للدراما المصرية
والعاملين فيها وكذلك للمشاهدين الذين اعلنوا صراحة رفضهم للأعمال المفضلة
خصيصا للنجم الأوحد.
الأخبار المصرية في
12/09/2010
'نفتقد
التسلية المثقفة والمتعة القادمة من رفعة
الفن'
الدراما العربية تتّسم بـ'الإقليمية'، اسأل شركات
الإنتاج!
ميدل
ايست اونلاين/ عمان
كاتب: اذواق الناس ومعاييرها تشوّهت، ويمكن وصف الدراما
العربية بانها في حالة فوضى.
قال عدد من المهتمين بالشأن الدرامي انه من المفترض
ان يكون للدراما العربية دور تنويري وتثقيفي يعمل على معالجة العديد من
المشكلات
التي تواجه الانسان في المجتمع العربي مؤكدين ان عصر العولمة
الذي نعيشه الان بدَّل
كل المفاهيم لدرجة ان الفن تم تسليعه.
وأكد المخرج الاردني محمد عزيزية لوكالة الأنباء الأردنية ان الدراما
السورية
نادرا ما تصور داخل استوديوهات "بل تصور داخل بيوت حقيقية وتنزل الى
الشارع"، مؤكدا
انها تقارب الواقع وتعكسه اكثر من الدراما المصرية "التي في مجملها تصور
داخل جدران
الاستوديو وتعالج المشكلات حواريا وليس بصريا ما يقلل من قوة العمل وانه قد
يكون
ذلك وراء استعانة المصريين في بعض الاحيان بمخرجين من خارج مصر".
وتطرق عزيزية الى نجاح وانتشار الدراما السورية في دول المغرب العربي
رغم صعوبة
اللهجة السورية بالنسبة لتلك الدول موضحا ان الاعمال السورية تتابع ايضا في
مصر
و"هناك تآلف اصبح مع اللهجة السورية".
وتحدث عزيزية عن حجم الانتاج الدرامي الكبير في مصر "اذ تم العام
الماضي انتاج
حوالي 65 مسلسلا "، مشيرا إلى ان لديها 13 قناة حكومية عدا القنوات الخاصة،
مبينا
ان الحكومة المصريه تدعم الانتاج الدرامي بينما يغيب الدعم الحكومي في
سورية ولبنان
والاردن.
وقال ان القطاع الخاص السوري هو الذي ينتج الدراما وهو بالتالي بحاجة
الى ربح
و"اذا لم يبع العمل وهو ما زال على الورق فان المنتج لا يخاطر بالتكلفة
الانتاجية
التي اصبحت تتراوح الان بين 5.2 مليون دولار الى 8 ملايين دولار".
واوضح ان الدراما العربية اصبحت تتسم بالاقليمية في الفترة الاخيرة
مشيرا الى ان
العمل المصري على سبيل المثال يعبر عن البيئة المصرية بمشكلاتها واحزانها
وافراحها،
وان بعض الاعمال تتحدث عن التاريخ المصري وان الكاتب في مصر يعاني مثل ما
يعاني اي
مواطن مصري فالبيئة المصرية جزء من تكوينة وينعكس ذلك من خلال
اعماله.
واستدرك عزيزية "بالرغم من ان الدراما السورية تعكس الواقع السوري الا
انها في
اغلبها تعبر عن مجتمع الدول المجاورة لسوريا مثل الاردن ولبنان بسبب تشابه
البيئة
في الدول الثلاث".
وحول الدراما الخليجية قال انها تتناول مشكلات خاصة بالمجتمع الخليجي
الا ان حجم
الانتاج يبقى اقل من السوري والمصري.
ونوه الى ان الدراما الاردنية ليست بالسوية او بمستوى المنافسة في سوق
الاعمال
التلفزيونية.
وأشار الكاتب حسين نشوان مدير الدائرة الثقافية في صحيفة الرأي الى
انه من
المفترض ان يكون للدراما دور تنويري وتثقيفي، مؤكدا ان عصر العولمة الذي
نعيشه الان
بدل كل المفاهيم لدرجة ان الفن (الدراما بشكل خاص) تم تسليعه.
وقال "اننا ندخل حاليا في منطقة جديدة بعنوان تغيير ثقافة المجتمعات
وان تغيير
حاجات الانسان مرتبط بتغيير ثقافته".
ولفت نشوان الى ان الدراما جزء من الإعلام وان الإعلام هو "جزء من رأس
المال
الذي ينتج ثقافة المجتمع الان"، واوضح ان اذواق الناس ومعاييرها تشوهت وانه
يمكن
وصف الدراما العربية بانها في حالة فوضى.
وبين ان جهة الانتاج هي صاحبة السوق والسلطة الاولى وان المنتج المنفذ
يريد في
النهاية ان يحقق الربح فيأتي العمل الدرامي في كثير من الاحيان بدون
موضوعية او
حياد ، وتساءل "لماذا لا يتم طرح قضايا الفقر والبطالة والاحتلال على سبيل
المثال".
وأشار إلى تناول موضوع الارهاب بشكل كبير في الدراما العربية "وكأن
المواطن
العربي هو المسؤول عنه او انه صناعته"، منوها بان العكس هو واقع الحال
"فالعرب ما
زالوا يدفعون ثمن احتلالات بدأت منذ بدايات القرن الماضي".
وقالت القاصة بسمة نسور رئيسة تحرير مجلة تايكي الثقافية انه عند
الحديث عن
الدراما العربية لا بد من الحديث عن الاعمال الدرامية في فترة شهر رمضان
المبارك،
مبينة ان هناك تقليدا يربط الدراما التلفزيونية بفترة الشهر الفضيل الذي
يشهد زخما
كبيرا للمسلسلات العربية وان هذه المسلسلات يعاد بثها على مدار
السنة.
أضافت انه من الصعب الحديث عن الدراما العربية بشكل شمولي، فالدراما
العربية
مصنفة الى عدة درامات ولا بد من تناول كل منها على حدة.
واوضحت نسور ان الدراما السورية اثبتت حضورها بشكل لا يمكن تجاهله وهي
الان في
اوج ازدهارها مشيرة الى مسلسل "اسعد الوراق" الذي عُرض في رمضان.
وقالت ان الانتشار الكبير للدراما السورية دليل على تميزها ونجاحها،
مشيرة الى
ان اللهجة السورية اصبحت مألوفة حتى في دول المغرب العربي، لافتة الى ان
القائمين
عليها يعملون بشكل مؤسسي وان هناك طاقات كبيرة على مستوى الانتاج والاخراج
وكتابة
السيناريو والتمثيل واصفة الممثل السوري بانه ممثل مثقف.
واضافت ان الدراما السورية تعكس الواقع الى حد بعيد لكنها في الوقت
ذاته لا تخرج
عن الشأن المحلي.
واشارت نسور الى المبالغة في الاعمال الدرامية المصرية في الفترة
الاخيرة بعيدا
عن الواقعية والموضوعية، واوضحت تألق المسلسل المصري في فترة الثمانينيات.
وقالت ان هناك غيابا كاملا للدراما الاردنية، لافتة الى انه "ليس لها
موقع على
خارطة الدراما العربية".
واستعرضت الروائية سميحة خريس رئيسة تحرير مجلة "حاتم" الاعمال
التلفزيونية في
شهر رمضان المبارك، مشيرة الى ان الشاشات العربية تحفل بفوضى درامية وسباق
محموم
يغيّب في جزء منه احترام المشاهد "بمعنى انه يتعامل بسطحية ويقدم ترفيها لا
معنى له
خال من الفن موضحة ان هذا الامر ينطبق على معظم المسلسلات الكوميدية
باستثناء مسلسل 'طاش ما طاش".
وتطرقت الى ان باقي الاعمال الكوميدية والتراجيدية تبدو في معظمها
"سلعا لم تدرس
بما فيه الكفاية ومرت مرورا سطحيا وغير مؤثر على قضايا الانسان".
وقالت انه في تلك الفوضى تضيع مسلسلات نُفذت بسوية فنية عالية مثل
"شيخ العرب
همام"، وانه لا يمكن متابعة مسلسلات مثل "القعقاع" و"المتنبي " و"ذاكرة
الجسد"،
موضحة انه لا يوجد هناك ما يعالج المرحلة الراهنة من حياتنا
ولم يتم الاقتناع
بالمعالجة التاريخية.
واضافت خريس "نفتقد التسلية المثقفة والمتعة القادمة من رفعة الفن
عموما مع
الاشارة الى استثناءات".
ميدل إيست أنلاين في
12/09/2010
"وراء
الشمس " يصنع من المريض نجما ومن النجم مبدعا
لمى
طيارة - دمشق
أيهما يستحق الثناء أكثر ، المريض الذي جسد
واقعه على الشاشه ، أم الممثل الذي جسد واقع المرضى الآخرين ؟؟
هذا
السؤال الذي سينتابنا مباشرة بعد مشاهدة العمل الدرامي السوري " وراء
الشمس" وهو
العمل الأكثر متابعة على الأقل في الشارع السوري خلال شهر رمضان، ويلعب
دور بطولته
كل من النجم بسام كوسا والشاب علاء الزيبق وصبا مبارك ومنى واصف، وباسل
خياط،
وثناء دبسي، ونادين خوري، وسليم صبري، وضحى الدبس، ورضوان عقيلي وآخرون. من
تأليف
محمد العاص و اخراج سمير الحسين . والجواب عليه مؤكد لدى الجمهور
...
تدور أحداث العمل لمن لم يشاهده حول مريضين احدهما
مصاب ب”متلازمة داون”1 وينتمي بدوره في العمل الى اسرة ميسورة الحال
ومقتدره نسبيا
، بينما المريض الاخر مصاب "التوحد بالتوازي"2 ويعيش في اسرة فقيرة جدا
دون سند
.
يعتبر " وراء الشمس" العمل الدرامي الاول من نوعه الذي يتطرق بشكل
مفصل وعلى
مدى ثلاثين حلقة لذوي الاحتياجات الخاصة من اصحاب الامراض السابقة الذكر
وهي
الحالات الاكثر بأسا ، لما فيها من معاناة نفسية وجسدية واجتماعية ، ليس
فقط على
المريض نفسه وانما لدى المحيطين به وعائلته بالدرجة الاولى .
ورغم الأداء
الملفت لبطلي العمل الرئيسيين إلا انه لا يمكننا أن نتجاهل الأداء المتميز
لكل ممثل
في هذا العمل ، بدءا من السيدتان منى واصف ونادين خوري والممثل المخضرم
رضوان
عقيلي والممثلان المبدعان صبا مبارك وباسل خياط والاخرين، فلكل
منهم ابداعه بطريقته
في تقديم شخصيته باقتدار واحساس عاليين ، ولكننا سنقف بشكل اكبر عند
الأداء
المتفرد لكل من بطلي العمل ، الاول نجم درامي بكل المقاييس جسد دور المريض
، والاخر
مريض استطاع ان يصبح نجما رمضانيا وحديثا للعامة
.
فالمبدع بسام كوسا والذي تعودنا منه الحضور
الاستثنائي والبصمه المميزة التي تعطي لأي دور درامي مهما
صغر شأنه نكهة خاصة
يصنعها بنفسه ، وسنستذكر مباشرة دوره في مسلسل خان الحرير حين لعب دور
الرجل "
النسونجي" بتفصيل خاص ، و دوره في " سيرة آل الجلالي" و شخصيته في مسلسل
"باب
الحارة الأحد عشري" تلك الشخصية الأقرب والأكثر بقاء في الذاكرة و التي
تعتبر بشكل
او بآخر إحدى العلامات المميزة للعمل وربما الفخ الذي نصب للجمهور ليتابع
من بعدها
باقي اجزاء هذا العمل . بعد كل ما سبق ذكره كيف نتوقع حال هذا المبدع وهو
يجسد في
عمله الاحدث " وراء الشمس" شخصية مركبة تعاني من إعاقات جسدية ونفسيه
تتطلب منه
دراستها بشكل تفصيلي ومعايشتها عن قرب والقراءة عنها ، و علما ان الشخصبة
التي
يؤديها ليس لديها تصاعدا دراميا يصل الى ذروته ، رغم وجود بعض الذرى
الصغيرة او
المفاصل الهامه ، تبقى الشخصية هذه احدى اهم الشخصيات التي اداها بسام كوسا
وليست
اهمها بطبيعة الحال ،ويبقى اداءه تحفة رائعة لدرجة اننا كنا
ننسى بين لحظة وأخرى
انه فناننا الذي نعرفه ، بل تماهينا مع هذا المريض الذي لا حول له ولا
قوة.
اما البطل الآخر فهو مريض حقيقي مصاب "بمتلازمة داون" احدى اهم
الأمراض الشائعة في العالم ولأننا لا نعرف الكثير عنها كمشاهدين ولان
المخرج أراد
أن يشعرنا بالصدق في عمله ، اختار بفطنتة لهذا الدور مريضا حقيقيا ،
ليجسد
شخصيته الواقعية امام الشاشة ، فالشاب علاء الريبق البالغ من العمر 22 سنه
المصاب
"
بمتلازمة داون" استطاع وعبر توجيهات المخرج ان يكون نجما حقيقيا
تتفاعل وتتعاطف معه
الجماهير ، بل فعل اكثر من ذلك حين عكس لنا صورة رائعة للمصابين بهذا
المرض
جعاتنا اقرب اليهم بعد ان كنا نخجل منهم ونشفق عليهم في افضل الحالات. ولقد
تم
اختياره - حسب المخرج - من ضمن مئات الشباب المصابين بهذا
المرض و تم اخضاعه لورشة
ٍتدريب استمرت لاكثر من اريعة اشهر
.
هذا العمل الذي أخرجه سمير الحسين والذي سيعتبر في
وقت لاحق احد أهم أعماله على الإطلاق ، رغم انه حين يثار الحديث حوله لم و
لن نسمع
كلمة إطراء او إعجاب واحدة حول مايسترو العمل ومخرجه كما نسمع حول بطليه (
والسبب
يعود بطبيعة الحال وهذا طبعا بالنسبة للمشاهد العادي لان الأول يعمل من خلف
الكاميرا بينما الآخرين يعملان من أمامها ..) لما بذله من
جهد واضح ليس فقط في
إخراج العمل وادراة الممثلين وإنما للجهد الخاص الذي كان يعترض التصوير مع
هذا
الشاب المريض الذي يعاني من ضعف الذاكرة بالدرجة الأولى ومن عدم القدرة على
تحمل
الساعات الطويلة من العمل ثانيا ، مما كان يضطر المخرج لتوقيف
العمل لاراحته جسديا
ونفسيا .. كل ذلك ليظهر هذا الشاب المريض بطلا على الشاشة الصغيرة يؤثر
بالصغير
قبل الكبير عبر اداء مدروس .
ان " وراء الشمس" عمل يجدر التوقف عنده لما يحمله
من عناصر ناجحة ومكتمله وقد يكون عيبه الوحيد هو إيقاعه البطيء الذي استوجب
الإطالة
والمط في حلقاته ،وذلك بطبيعة الحال يعود لضرورات انتاجية
تفرضها شروط العرض والطلب
في شهر رمضان .
هوامش
:
1.متلازمة
داون:
اضطراب خلقي ينتج عن وجود
كروموسوم زائد في خلايا الجسم ، وتعتبر متلازمة داون واحدة من الظواهر
الناتجة عن
خلل في الصبغيات أو المورثات تسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية
والاختلالات
الجسدية
2.التوحد
بالتوازي:
اضطراب عصبي تطوري ينتج عن خلل في
وظائف الدماغ يظهر كاعاقة تطورية أو نمائية عند الطفل خلال السنوات الثلاث
الاولى
من العمر.من علاماته الرئيسية ويؤدي الى تأخر في تطور المهارات اللفظية
والغير
لفظية اضطراب السلوك واضطراب التفاعل والتواصل الاجتماعي..
الجزيرة الوثائقية في
12/09/2010 |