حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

                          دراما رمضان التلفزيونية لعام 2010

نازلي.. الملكة المتمردة علي السلطة والتاج والحب المزيف..

بقلم : د.رفيق الصبان

أذكر أنني في فترة مراهقتي .. شأني شأن الكثيرين غيري كنت مولعا بمتابعة الصور الكثيرة البراقة التي كانت تنشر في جميع الجرائد والمجلات المصرية عن أميرات الأسرة المالكة، كان لجمالهن الباهر وأناقتهن الملفتة، وجواهرهن البراقة تأثير علينا .. يشابه تأثير نجمات هوليوود الكبار آنذاك.

وعندما حانت لي الفرصة لأول مرة لمشاهدة هذه الأميرات «لحما ودما» في قاعة الأوبرا المصرية في أوائل الخمسينات.. أصابني ما يشبه الذهول لأن الواقع كان أروع بكثير من الخيال. هذه الكبرياء وهذا الشموخ.. ثم هذا الجمال الباهر الذي ينهمر كالشلال دون توقف .. الأميرة فايزة بأناقتها وارستقراطيتها والأمبراطورة فوزية بوجهها النادر التقاطيع الذي يعجز أي خيال عن تصوره .. الأميرة نسل شاه .. والأميرة هان زادة وسواهن.

كانت هاتة الأميرات الجميلات يعشن في خيالنا جميعا ضمن هالة اسطورية لا يمكن لمسها ولا الاقتراب منها تماما كنجمات هوليوود الخالدات .. الصاعدات في أعالي السماء.

وجاءت الثورة لتزيح هذه الهالة الاسطورية عن الأسرة المالكة فاروق وأسرته وأخواته نازلي وحياتها الحافلة بالمغامرات.. والأميرات اللاتي هوت بهن الأرائل الذهبية.

وعندما نحس أن ما كنا نظنهم نجوما لا يمكن لمسهم .. ونكتفي بالإحساس بضيائهم يغمرنا ويملأ علينا أحلامنا وحياتنا .. هم بشر مثلنا قابلون للخطأ والصواب «وإن كانت صحافة الثورة وإعلامها قد ركزتا علي الخطأ أكثر بكثير مما ركزتا علي الصواب».

وجاءت فترة ما ألقيت فيها ستائر من النسيان والإهمال علي هذه الحقبة الاجتماعية والسياسية من تاريخ مصر وتوارت الجميلات الرائعات وراء سحابة كثيفة من الضباب الذي يمنع عن الرؤية الصحيحة أو التمييز.

وإذا كانت الأميرات الجميلات هن مدار الأحلام في ذلك الحين فإن شخصية الملكة «نازلي» ظلت بعيدة عن التناول الحقيقي .. صورها ومجوهراتها وسهراتها وعلاقاتها المختلفة وحبها المكتوم الذي كانت تردده الألسنة همسا مع رئيس ديوان الملك أحمد حسنين .. كانت بعيدة تماما عن أن تكون محورا جادا للحديث.

مع أن الهالة الملكية قد أزيلت عن شخصية نازلي .. في أيام حكم الملك فاروق عندما غادرت مصر مع ابنتيها فتحية ونادية في رحلة طويلة إلي أوروبا لم تعد بعد ذلك إلي مصر نهائيا إذ تعرفت في أثناء هذه الرحلة بشاب وصولي مسيحي يدعي «رياض غالي» أحكم شباكه حولها واستطاع أن يوقع بحب الأميرة المراهقة الصغيرة «فتحية» ورغم تنبيه البلاط لها وتحذيرات ابنها ظلت نازلي علي عنادها بل إنها قررت تزويج ابنتها رسميا من «رياض غالي» وأن تهاجر معه إلي أمريكا حيث ستمضي آخر أيام حياتها، ورغم التهديد النهائي الذي وجهه ابنها لها بحرمانها من ألقابها وثروتها وبراءة الأسرة منها إلا أنها ظلت علي غيها وساءت أمورها المالية وتدهورت أحوالها إلي أن جاءت نهايتها الأليمة بعد نهاية ابنتها التراجيدية علي يد زوجها القاتل.

هذه المرحلة هي التي أثارتها بكتاب «راوية راشد» «ملكة في المنفي» لأنها ألقت اضواء حقيقية علي مرحلة يسودها الظلام الكثيف من حياة نازلي وابنتيها والعلاقة الحقيقية التي ربطتها برياض غالي.

وهذه المرحلة في رأيي هي التي كان يجب أن يركز عليها مسلسل «نازلي» عوضا عن الخوض في أمور سبق لنا أن رأيناها بشكل جيد.. في مسلسل «الملك فاروق» ومن خلال كتابة واعية حددت بصورة فيها الكثير من الحس الدرامي علاقة حسنين بنازلي وتطوراتها وأثرها علي القصر وردود فعل الملك.

نحن الآن في منتصف المسلسل أو يزيد وما زلنا ندور في فلك «نازلي» المرأة الجميلة الناضجة العاشقة التي صنعت ابنها ثم هدمته وعلاقتها المتشابكة مع نساء البلاط والعائلة وموقفها من زواج ابنتها فوزية لإمبراطور إيران ثم التأكيد علي رومانسية قصة الحب التي جمعتها مع أحمد حسنين!!

لم يحاول المسلسل أن يخرج عن الخط الدرامي والمعتمد علي أحداث تاريخية لا محال للشك فيها التي وضعته لميس جابر.. هناك شيء من التنوع وبعض التفاصيل لأن مسلسل لميس جابر كان يركز علي الملك نفسه بينما ركز مسلسل «راوية راشد» علي «نازلي» .

تحاول النجمة الكبيرة نادية الجندي أن تمد من عدد الحلقات التي تبدو فيها جميلة واثقة وفي أوج انوثتها وأن تؤجل إلي الحلقات الأخيرة مراحل شيخوختها وانهيارها مع أن هذه المراحل هي التي كانت ستعطي المسلسل جدته وطرافته وخصوصيته لأننا في منتصف المسلسل مازلنا نتابع أحداثا نعرفها ورأيناها بطريقة مقنعة قبل ذلك.

ولا يفوتني هنا أن أشهد بدهشتي البالغة للأداء المؤثر الذي قام به الممثل الشاب «حسام فارس» في دور «الملك فاروق» والذي استطاع أن يلفت النظر إليه بقوة رغم التأثير الهائل الذي تركه «تيم الحسن» النجم السوري في هذا الدور.

لهذا استطاع الممثل الشاب أن يعبر بطريقة مختلفة تماما عن التقليد رغم الإغراء الكبير وأعطي فاروق ملامح مقنعة خاصة من أدائه، لقد كان في رأيي أجدر ممثلي المسلسل بدون منازع ونجح في أن يرسم صورة مليئة بالنور والظل لشخصية الملك المتشابكة والمعقدة دون أي ابتذال ودون أي تطرق أو مبالغة.

أداء يحسب له طويلا .. رغم صعوبة المعركة التي اجتازها بنجاح. وحتي منتصف المسلسل لم نعرف بعد وجهة نظر المؤلفة الحقيقية في «الملكة المتمردة» هل هي معها أم ضدها هل ترفع راية العصيان التي رفعتها نازلي وتدافع عن حقها كامرأة .. قبل واجبها كملكة دون أن تدرك أن للسلطة دائما حساباتها الصعبة وأن التاج قد يتطلب أحيانا تضحيات كبري، لا يستطيع البشر العاديون مواجهتها.

هذه النقطة بالذات كان يمكن للكاتبة أن تسير في رحابها لتقدم عملا دراميا مهما خصوصا بعد التركيز علي خسارة نازلي للسلطة ومواجهتها لهذه الحرية التي طاحت بها.. وماذا فعلت حقا بهذه الحرية عندما حصلت عليها أخيرا.

هنا النقطة الشائكة الرائعة التي كان علي الكاتبة الموهوبة أن تقف عندها طويلا.. عوضا عن أن تلهينا خلال خمس عشرة حلقة بديكورات مبهرة وثياب أنيقة ومجوهرات لامعة وقصص حب عرفناها ومعارك خفية في القصر حفظناها عن ظهر قلب.

إني شديد الفضول لرؤية هذه الحلقات الأخيرة التي ستكشف لي أخيرا حقيقة نازلي الإنسانة .. والإنسانة التي واجهت نفسها أخيرا بعيدا عن السلطة والتاج والحب المزيف.. والتي وجدت نفسها مسئولة حقا عن مصرع ابنتها الصغري.. بعد أن كشف حساب التاريخ مسئوليتها الفادحة في تحطيم ابنها.

لقد مر المسلسل  مرورا عابرا حتي الآن.. حول عواطف الأم الحقيقية تجاه ابنها .. وهل كانت فعلا مجردة عن الغرض أم أنها كانت تخفي وراءها طمعا حقيقيا بالاستئثار بالسلطة .. رفضه الملك الشاب عندما شب عن الطوق .

نازلي المرأة ليست هي أهم ما يثيره مسلسل «الملكة في المنفي» وإنما نازلي الأم.. ومسئوليتها الرهيبة وهذا ما نأمل أن يجد له المسلسل إجابة شافية تبرر إعادة إنتاج هذه الحقبة من تاريخ مصر.

جريدة القاهرة في

31/08/2010

 

وحيد حامد .. المرشد العام للتنوير الدرامي

بقلم : د. عصام الشماع 

لم يكن يتصور هذا الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي رينيه ديكارت والذي عاش في القرن 17 أنه سيحمل سيناريو مسلسل تليفزيوني مطبوع بحروف إليكترونية علي ماكينة عجيبة تسمي "الكمبيوتر"، ويذهب به إلي شركة أعجب تنتج خيالات ضوئية لها لون وصوت تصدر من صندوق مدهش يسمي "التليفزيون".

لم يكن يتصور فيلسوف العقل الكبير الذي أعلي من قيمة العقل علي الحواس أن في بلاد العرب موسمًا للمسلسلات التليفزيونية يسمي الموسم الرمضاني يعرض فيه فنانو العرب منتجات عجيبة؛ فيها متقن الصنع والمعيوب وما أصبح فاسدًا وغير صالح للعرض الآدمي، لم يكن يتصور من وضع الشك المنهجي وسيلة وحيدة للمعرفة وسابقا علي وجود الذات العارفة "أنا أشك إذن أنا موجود" أن منهجه الذي صاغه في عصور النهضة الأوروبية سيكون منهجًا لمسلسل له قدرة علي التفكير اسمه "الجماعة"، صاغه فنان مثقف مصري ولد أواخر النصف الأول من القرن العشرين يحمل عقلا وقلبًا وقلمًا من خيال وقلق عرفه العرب باسم "وحيد حامد"، وعرفته الدراما كأحد فرسانها الذين ملكوا الشجاعة والحكمة معًا.

فرسان النهضة والتنوير

مهد ديكارت الفيلسوف الفرنسي وزامنه فرانسيس بيكون المفكر الإنجليزي لعصر التنوير، وكان من نصيب بلاد العرب سلسلة من المفكرين حاولوا بانتاجهم أن يكونوا فرسانا للنهضة والتنوير في مطلع القرن العشرين أمثال محمد عبده وطه حسين ولطفي السيد والشيخ علي عبدالرازق ثم زكي نجيب محمود وجمال حمدان ولويس عوض في ستينات القرن العشرين، ولكن بقت الفنون من موسيقي وغناء ومسرح وسينما وتليفزيون بعيدة عن حمل لواء النهضة والتنوير إلا في محاولات قليلة وعلي فترات مرتبطة بظروف سياسية معينة سواء قبل ثورة يوليو أو بعدها، ولكن وفي هذا الزمان بعد عشر سنوات من بداية القرن الواحد والعشرين حيث يختلط الحابل بالنابل .. السياسة بالدجل .. الحرية بالفوضي .. الدين بالمصلحة .. السلطة بشركات الاستثمار؛ يصبح الأمر عسيرًا صعبًا أن يخرج من رحم التخلف والجهل والانتهازية والفساد هذا المسلسل النبيل المقاتل، المسلسل الذي يتجاوز كونه مسلسلا تليفزيونيا ليصبح كتابا يحمل بين دفتيه عمق الفكر وقدرة المنهج علي التدقيق والفحص والكشف والتحرير.

أنا لست ناقدًا محترفا لأكتب عن صنعة الكتابة وصنعة الإخراج وإن كنت أحيي الكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج الاكتشاف محمد ياسين، وكنت أتمني أن أكون ناقدًا لأكتب كتابًا لا مقالا عن كاتب ومخرج مسلسل "الجماعة"، ولكني أري المسلسل بعين المهموم بقضايا الفكر والفن والسياسة.

لقد وصلت رسالة الكاتب حين أراد في كل مشهد أن يقول إن جماعة "الإخوان المسلمون" هم جماعة من المسلمين وليسوا جماعة الإسلام، إنهم سياسيون طامحون لامتلاك مقادير الأمور في البلاد، وليسوا جماعة يدعون إلي الصالحات من الأعمال، وينهون حسب مقتضي الحال عن الفاسد من السلوك والأحوال وإن وصلت هذه الرسالة إلي كل مواطن مسلم يتحدث بالعربية ويعتقد في الدين الإسلامي، فهذا يكفي لهذا المسلسل المفكر والمفجِِِِِر لكل طاقات الإلهام والتفكير.

بخيوط حريرية نسج وحيد حامد شبكة متينة تسمح بمرور الضوء وتصطاد الظلام، في رقة وعمق نسج مشاهد المسلسل في عدالة وحيادية، كان جراحًا ماهرًا يعمل آلاته الدقيقة في جراحة صعبة في الأوعية الدموية للعقل، ينتزع الفاسد من الأفكار السائدة التي تراكم عليها تراب الدهور، ويرتق جدار الشرايين الصالحة النازفة تحت ضغط التردي الثقافي والحضاري.

مناقشة أقوال وأفعال المرشد

قال ببساطة يحسده عليها كل مثقف وفنان إن شبكة "الإخوان المسلمون" التي ركبها بمهارة وعبقرية المؤسس والمرشد العام الأول للجماعة حسن البنا هي التي فجرت كل تيارات الإسلام السياسي الصالحة والطالحة التي تحمل القلم والتي تحمل السكين والكلاشينكوف، لقد صاغ الرجل الفذ حسن البنا كل شئ نراه الآن والذي نتوقع أن نراه في المستقبل، صاغ التشكيلات الفكرية والقتالية، صنع الخلايا والأنسجة والأعضاء حتي وصل للأجهزة، اهتم بالدعاية في زمن مبكر واهتم بالمناورات في زمن كانت الأحزاب والإنجليز والسرايا تناور، ولكنه كان الأكفأ والأقدر، حتي أنه وصل إلي أن أعضاء شعب جماعة "الإخوان المسلمون" وصل إلي نصف مليون عضو عام 1947 كما أشارت بعض الدراسات، إضافة إلي قوتها السياسية والاجتماعية.

ناقش المسلسل شخص المرشد الأول وأفعاله بموضوعية وبمنهج شديد الدقة، لم يتحيز معه ولم يتحيز ضده رغم حساسية تناول شخصية خلافية مثل الشيخ حسن البنا، فأحببنا المرشد في بعض مشاهد المسلسل وتأملنا واختلفنا مع أفعاله في البعض الآخر، وتناقشنا ونحن نشاهد المسلسل، تحركت عقولنا وأخرج البعض منا كتبه المنسية وسط سيادة الفوضي واليأس، لقد حدث الحراك يا أستاذ وحيد، اختلفنا وانفعلنا وأسرعنا إلي التفتيش في مكتباتنا وعقولنا عن وثيقة هنا أو هناك، والذي صنع هذا كله هو عملك العظيم كتابة وإخراجا.

مرشد التنوير الدرامي

أدعو من خلال هذه السطور القليلة أن تصبح أنت مرشدًا للتنوير، وعلي ضوء اسم مسلسلك تتكون جماعة "إخوان التنوير"، ونأخذ العهد عليك كما فعل أعضاء الجماعة مع مرشدهم، فالتنوير ليس له أنصار أو مؤيدون أو دراويش، أفكار التنوير تحتاج لإعمال العقل وليست سهلة كالعاطفة الدينية والأقوال سابقة التجهيز التي تدني من قيمة العقل وترفع من قيمة الانفعال والعواطف، إن رواية دينية مهما بلغت من ضعف السند وضعف المتن هي أبعد أثرًا من قيمة الحرية السياسية وحرية الرأي أكثر قدرة علي التأثير من محاولة إقناع الناس بالمطالبة بحقوقهم السياسية والمدنية، وأن عبارة مسجوعة لها قافية قد تكون مثلا شعبيا أو مقولة سائدة مهما بلغت من سخف وغباء عند عرضها علي العقل هي أكثر قوة من عبارة علمية أو مقولة صحيحة تتحري العقل والمنطق.

إن هذا المسلسل المفاجأة هو بمثابة الحجر الذي ألقي بقوة في المياه الراكدة فأحدث اضطرابا في الماء قد يـُخرج الطحالب والأعشاب، لكنه قد يخرج اللؤلؤ والمرجان، تمامًا كما استطاع المفكر فرانسيس بيكون أن يقدم للعقل الإنساني أوهامه التي تؤثر عليه بالسلب والإيجاب، نعم ذكرني عمل وحيد حامد بأوهام بيكون الأربعة

-أوهام القبيلة : وهي الأوهام التي تعتري الفكر نتيجة لكون الإنسان كائنا عاجزًا وقلقا ومحتوم النهاية.

-أوهام الكهف : وهي الأوهام التي تعتري الفكر نتيجة للبيئة المحيطة به فيفترض عليه نمطـًا من التفكير والسلوك.

-أوهام المسرح : وهي الأوهام التي تؤثر في الفكر نتيجة تقديس أشخاص ما أو مذاهب ما.

-           أوهام السوق : وهي الأوهام التي تنتج عن رواج ثقافة ما تحت الإلحاح الدعائي والانتشار والشهرة.

فشكرًا لمرشد التنوير الكاتب وحيد حامد وشكرًا للمخرج النابغة محمد ياسين.

جريدة القاهرة في

31/08/2010

 

سوزان نجم الدين:

مذكرات سيئة السمعة وثقت علاقتي بالجمهور المصري

بقلم : مرفت عمر 

النجمة السورية سوزان نجم الدين التي عرفها الجمهور المصري من خلال مسلسل "نقطة نظام" مع النجم الكبير صلاح السعدني تعيش هذه الأيام حالة من النشاط تتنوع بين الغناء والإنتاج والأعمال الخيرية.. تحرص بين الحين والآخر علي المشاركة في أعمال مصرية حتي تقترب من الجمهور المصري .

سوزان يعرض لها الان مسلسل " مذكرات سيئة السمعة"

كما تبدأ مشوارها السينمائي قريبا بعدد من الأعمال السينمائية تقرر خلال المرحلة القادمة أيا منها الأنسب تسعي من خلالها لكشف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وكيف تسرق إسرائيل الزمن من الفلسطينيين . .

في الحوار التالي تكشف سوزان تفاصيل المسلسل وتجربتها مع الغناء إلي جانب دخول المجال السينمائي :

·         من هي ندي المعتصم؟

يعرض لي  حاليا مسلسل "مذكرات سيئة السمعة" تأليف محمد مسعود وإخراج د.خالد بهجت وبطولة خالد زكي وحسين الإمام ولوسي ومحمود عبد المغني ورانيا يوسف ومحمود الجندي ورجاء الجداوي . .السيناريو وجدت أنه متكامل من معالجة درامية وحدوتة جيدة إلي جانب أن كل فنان هو بطل في دوره وكل الشخصيات تتمحور حول السيدة "ندي المعتصم" وهي الشخصية التي أجسدها في المسلسل دكتورة في الجامعة وتدرس علم النفس متزوجة بعضو في الحزب الحاكم ويجسد تلك الشخصية الفنان حسين الإمام. ندي شخصية صريحة وجريئة وواضحة وصارمة لدرجة تعرضها للتصدي لحزب أعداء النجاح الذين في النهاية يوصلونها إلي حبل المشنقة .

·         كيف أعددت للشخصية؟

الشخصية عامة وليست تاريخية ولم تحتج إلي الكثير من التحضير لأنها من واقعنا وقريبة من كل الناس وما حدث معها يمكن أن يحدث مع الكثيرين . .التحضير بالنسبة للشخصية شمل الملابس والكاراكتر واختيار اللوك الخاص بها وهو ما ساعدني عليه الستايلست صديقة أمين التي اختارت معي اللوك المناسب من ماكياج وشعر وملابس .

·         ألا تفكرين في تكرار تجربة المسرح؟

بدايتي كانت مسرحية من خلال فرقة زنوبيا للباليه والفنون الشعبية حيث كنت الراقصة الأولي خلال عام ونصف العام ومن خلال الفرقة تجولنا في أنحاء العالم وشاركنا في العديد من الفعاليات الثقافية . .كما قمت ببطولة مسرحيتين "السندباد" و"جوليا دمنا" . .وفي العام الماضي أخرجت وأنتجت المسرحية السياسية الكوميدية "في بيتنا ثعلب" للكاتب العراقي د.عباس علي . .وقد كانت تلك المسرحية برعاية السيدة الأولي في سوريا في إطار حملة "من أجل أطفال غزة" وكان ريع المسرحية لأطفالنا في غزة أثناء الحرب ولاقت نجاحا كبيرا مما جعلنا نمد العرض شهرًا كاملاً وما زالت مطلوبة للعرض .

·         هل تواجهين مشاكل قلة الأعمال التي تعرض؟ وما أخبار برامج التليفزيون؟

دائما العروض متواجدة ولكني لا أحب خلط الأوراق وحينما لا يتواجد عمل درامي مناسب أتجه إلي المسرح . .أنا دائما في حالة عمل وتحضير. . أما تقديم البرامج فقد عرض علي العديد من البرامج لتقديمها واعتذرت عنها والعمل الوحيد الذي وافقت علي تقديمه هو "دار المشاهير مع سوزان نجم الدين" لأنني لست مقدمة فقط ولكني مهندسة الديكور التي صممت المسرح والمكان بأكمله والمهندسة التي صممت البطاقات التي توزع في العالم العربي للمشاركة فيه وأرأس فريق الإعداد الذي اخترته أيضا.. فأعتبر هذا البرنامج يشبهني جدا ويشبه طموحي ويشبعه أيضا .

·         وأين هذا البرنامج وماذا تم فيه؟

للأسف توقف لظروف إنتاجية وقد استغرق مني تحضيره العام الماضي بالكامل وأصبح جاهزا للتسجيل . .وحينما تحل مشكلة الإنتاج سنبدأ التصوير فورا في منطقة الخليج

·         ألا تنوين اختراق عالم السينما؟

اعتذرت عن عدة أعمال تليفزيونية في سوريا ومصر لأتفرغ لمسلسل "مذكرات سيئة السمعة" فقط.. أما السينما فلدي الآن ثلاثة أفلام قيد التحضير هي "منطقة حرة" للكاتب سامي كمال الدين و"هواة سوبر" للكاتب السوري حافظ قرقوط والثالث مصري عربي بعنوان "خمس دقائق" للمخرج الفلسطيني سعيد البيطار يتحدث عن الصراع العربي الفلسطيني وكيف تسرق إسرائيل الزمن من العرب دون أن يشعروا بذلك . .تم توقيع العقود ولم ننته من التفاصيل الأخري ومنها الأبطال الذين سيشاركونني فيها وأماكن التصوير أو توقيت البدء حتي ينتهي شهر رمضان وربما نبدأ بفيلم "خمس دقائق".

·         هل قررت تكثيف العمل السينمائي؟

لا يشغلني التكثيف في السينما بقدر ما يشغلني قيمة ما أقدم . .ولو كان يهمني لرأيتني في الكثير من الأعمال . .لذلك تأخرت في دخول السينما حيث أبحث عن كل ما هو مميز وما يكمل مسيرتي الفنية والثقافية والإنسانية .

·         لديك شركة إنتاج . .ما مجالاتها بالضبط؟

شركة الإنتاج الخاصة بي "سنا" وهي الأحرف الأولي لاسمي أنتجت العديد من الأعمال علي صعيد الدراما ومنها "الهاربة" وكانت باكورة الإنتاج منذ ثلاث سنوات ثم أنتجت مسرحية "في بيتنا ثعلب" وعددا من الأفلام الوثائقية والكليبات الغنائية إلي جانب برنامج يتعلق بذوي الاحتياجات الخاصة" وأنتجت أغنية "سلام غزة الأبطال" و"أرض المحبة" . . ويوجد قسم بالشركة يرتبط فقط بالجانب الإنساني والخيري حيث قمت برعاية العديد من المشاريع الخيرية خاصة مكافحة سرطان الأطفال والإيدز . . والجديد هو مسلسل تليفزيوني مصري سوري لن أتحدث عن تفاصيله الآن. . أما الإنتاج السينمائي فلا يوجد جديد فيه حاليا.

·         جمهورك العربي أكثر من المصري ما تفسيرك لذلك؟

وصلت من خلال أعمالي السورية والعربية إلي جميع أنحاء الوطن العربي ما عدا مصر لأن القنوات المصرية لا تعرض الأعمال العربية وعندما أتيت إلي مصر كان هدفي الجمهور المصري الذي أحبه وأعشقه وأتمني أن يري أعمالنا الأخري التي قدمناها ونقدمها . . والحمد لله لم أجد عراقيل في عملي من المصريين . . لم أجد إلا المحبة والتعاون والصدق ولقد عملت ضمن أسرة كاملة متكاملة بقيادة الدكتور خالد بهجت وهذا الحس العائلي انعكس علي العمل واضفي عليه أجواء من الدفء والعطاء ولدي الكثير من الأصدقاء في مصر أحرص علي استشارتهم في بعض الأمور.

·         هل واجهت مشاكل بسبب اللهجة المصرية في مسلسل "نقطة نظام"؟

لم أقرأ هجوما سببه اللهجة فأنا أتقن العديد من اللهجات كأهلها وفي هذا المسلسل تحديدا كرمت عن دوري من العديد من الجهات . .وفي مسلسل "جبران خليل جبران" أتقنت اللهجة اللبنانية وكرمت عليها داخل ضيعة جبران مدينة بشري في لبنان.

·         ماذا عن الغناء؟

دخلت تجربة الغناء الذي أحبه من خلال أغنيتين الأولي "سلام غزة الأبطال" و "أرض المحبة" من أدائي وإنتاجي كما قمت بإخراج الثانية . . أما الأولي فهي جاهزة وأنوي إطلاقها من خلال مهرجان ضخم في سوريا خلال هذا الصيف .

·         سمعت عن جمعية قمت بتأسيسها . . فما صحة ذلك؟

فعلا أسست جمعية الوئام للكفيفات في سوريا منذ عامين وشركتي ترعي جميع الأعمال الخيرية التي أقوم بها . . وعقدت اتفاقية تعاون بين الجمعية وجمعية المكفوفين في الكويت يتم بمقتضاها تبني الكفيفات وإرسال بعثات إلي الكويت لتعليمهن بعض المهارات كالطباعة إلي جانب إنشاء مجلة خاصة بالكفيفات . . نسعي من خلال الجمعية بشكل عام إلي إتاحة الفرص أمام الكفيفات للعيش بشكل طبيعي .

·         ما أسس اختيارك للشخصية التي تجسدينها؟

أرفض فقط الشخصية إذا لم تكن ضمن عمل متكامل من مخرج إلي شركة إنتاج مهما كانت جودة كتابتها . . فليس المقياس هو الشخصية بقدر ما تكون نظرة عامة علي العمل

جريدة القاهرة في

31/08/2010

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2010)