رغم أنني أشعر بالتعاطف مع تجربة المخرج السوري وائل رمضان
وزوجته الفنانة سلاف فواخرجي، في تقديم مسلسل تاريخي ضخم وكبير، يتصدى
لشخصية عظيمة
كـ(كليوباترا) تنتمي للحضارة الفرعونية التي تفرد بها أشقاؤنا المصريون
كهوية
لمجدهم القديم والعريق، ورغم أنني أشعر بأن واجبي أن أدعم هذه
التجربة باعتبارها
اختراقاً سورياً قوياً للساحة الفنية المصرية التي لا ننكر عراقتها، فإن
مثل هذا
التعاطف يتلاشى من دون شك مع مشاهدة الحلقات الأولى من مسلسل (كليوباترا)
التي بدت
منذ المشاهد الأولى لظهورها متحررة من كل مرجعيات التاريخ، ومن
كل هالة المجد
الفرعوني بتقاليده المعقدة والصارمة، وباحثة عن مكان لها تحت أضواء
الكاميرات، من
أجل تجسيد مسلسل تلفزيوني تظهر سلاف فواخرجي، وكأن الأمر قد اختلط عليها
فعلاً،
فباتت ترى في كليوباترا صورة عن الأميرة ديانا ومغامراتها العاطفية التي
هزت التاج
البريطاني، أكثر مما هي صورة لامرأة استثنائية من عصر ما قبل
الميلاد، اعتلت عرش
مصر وهي في الثامنة عشرة من العمر، في زمن مليء بالاغتيالات والاضطرابات
والمنازعات
العائلية، وعملت بقوة جبارة على إحياء مجد وقوة أسرتها البطلمية، وتطوير
مملكتها في
مواجهة قوة روما المتزايدة!
شخصياً لم أشعر بالتفاؤل إزاء نص المسلسل الذي كتبه
الكاتب السوري قمر الزمان علوش، فالسيد علوش له تجربة لا تنسى في العبث
بسير
المشاهير من خلال مسلسل (نزار قباني) الذي كتبه قبل سنوات، وظل
زمناً طويلاً يحاجج
ويدافع عنه باستماتة، رغم كل ما حفل به العمل من ركاكة وسطحية وقلة أمانة
تاريخية... وبالطبع لم أستغرب حالة المجاملات التي كان يسديها المخرج
وأبطال العمل
للنص، الذي وصفه عالم الآثار المصري زاهي حواس بأنه (أسوأ من
أن يتم تعديله أو يمكن
إصلاحه) فالمجاملات هي خبز الوسط الفني، وغياب الاعتراف بالخطأ هو عنوان
الترويج
لأي عمل بين صناعه، قبل وبعد ظهوره للنور!
ولا يتسع المقام هنا للخوض مفصلاً في
جوانب خلل هذه الدراما التاريخية التي تأخذنا في رحلة سياحية
سورية إلى ضفاف
البحيرات في (مشقيتا) لنقتفي أثر فانتازيا (الجوارح)، من دون أن نجهل أن
كليوباترا
هربت إلى سورية عندما أطيح بها ذات مرة، ولن نتوقف طويلاً عندما يمكن أن
يقال عن
الطريقة التي تناول بها المسلسل عموماً سيرة هذه الملكة
العظيمة... فعلماء التاريخ
والآثار، أسهبوا في بحث هذا الجانب، وأشبعوه تشريحاً وتفنيداً... لكن ما
يهمني هنا،
هو جرأة التصدي لعمل تاريخي كبير من دون امتلاك تصور مكتمل عن روح العصر
والشخصية
التي يتحدث عنها المسلسل.
ثمة حالة مغرقة في الخفة في الاقتراب من النوع
الفني... أي من الدراما التاريخية التي يبدو إيقاعها مختلفا
تماماً عن إيقاع
الدراما الاجتماعية أو دراما الحياة اليومية المعاصرة... فالحركة المحسوبة
للممثل،
والتعبير المقتصد الذي يحمل مفاهيم وإشارات لها معنى متصل بزمنه، والإلقاء
الذي
يستحضر جلال اللحظة التاريخية، في عصر كان فيه الملوك تجسيداً
للآلهة حسب زعمهم...
كل هذا لا يتسق مع روح الأداء الذي قدمت فيه سلاف فواخرجي شخصية كليوباترا
هاشة
باشة تفيض بالانشراح، ولا مع الرؤية التي أدار فيها وائل رمضان شخصياته
مرتكزاً ـ
في التعامل مع كليوباترا خصوصاً- على هالة الجمال الذي يرى به
نجمة عمله، ومتسامحاً
مع ما توحيه هذه الهالة من سحر وجاذبية على حساب روح الدراما ومتطلبات
الإقناع
التاريخي... فعندما نرى كليوباترا تبتسم وهي تحيي عامة الشعب حتى يظهر سنها
الأخير،
فإننا بالتأكيد لا يمكن أن نقتنع أن هذه الملكة هي تجسيد لروح
الآلهة كما كانت تنص
بذلك تقاليد عصرها... بل هي أقرب ما تكون إلى نجمة تحيي جمهور المعجبين بها
أمام
كاميرا زوجها المخرج!
طبعاً من غير المقبول أن نسمع تبريرات من قبيل أن مسلسل
كليوباترا يتعامل مع التاريخ بحس إنساني، لأن إبراز الحس الإنساني، لا يكون
من خلال
تجريد الشخصيات التاريخية من خصوصيتها التي تنبئ عنها ما خلفته من آثار
وتقاليد
ورموز على الأقل... لهذا من غير المعقول أن نرى كليوباترا تسير في ممرات
القصر
الأسطوري الذي تعيش فيه، وكأنها تمشي أمام كاميرات حفل توزيع
جوائز أدونيا في فندق
الفورسيزن بدمشق!
أخيراً ما أرجوه حقاً أن يكون الهجوم الذي يلقاه مسلسل (كليوباترا) بسبب هذه الصورة التي قدم بها،
درساً لصناعه في أن يتلمسوا أخطاءهم
بشجاعة، وأن يتفهموا حالة الرفض التي يقابل بها المسلسل، باعتبارها حالة
نقدية يجب
معرفة مبرراتها الموضوعية من داخل تلك المقالات والآراء لا من خارجها...
فلا تلفق
لزاهي حواس مثلاً، تهمة أنه يهاجم العمل لأنه اختلف مع الشركة المنتجة على
الأجر
الذي سيتقاضاه كمشرف على العمل، ولا توصف الصحافة المصرية التي
تنشر بين اليوم
والآخر آراءً شديدة اللهجة ضد المسلسل، بأنها تنطلق من دوافع عنصرية تجاه
بطلة
ومخرج وكاتب العمل الذين ينتمون للتابعية السورية... فليس كل ما يكتب ينطلق
من هذه
الدوافع أو الخلفيات حكماً، بل ان مثل هذه الآراء سنقرأها في
الصحافة السورية أيضاً
لو أن كاتباً ومخرجاً وممثلة من مصر تصدوا لإخراج عمل عن زنوبيا ملكة تدمر...
وحينها سيتعامل الفنانون السوريون مع تلك الآراء باعتبارها دفاعاً عن
رموزنا
الوطنية، لا حالة شوفينية بالتأكيد!
وبكلمة مختزلة: مسلسل (كليوباترا) عمل لن
تنقذه حالة خلط الأوراق واتهام الآخرين بالتجني وسوء النوايا،
مهما بلغت تلك
المحاولات من البراعة وقوة الادعاء!
الحاجة زهرة وزوجها السوري
وما
دمنا نتحدث عن الإسهام السوري في الدراما المصرية، فلا بد أن نتوقف بشيء من
الخيبة
عند مسلسل (الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة) للكاتب مصطفى المحرم والمخرج محمد
النقلي...
وأنا لا أعبر عن خيبتي هنا من المستوى الذي ظهر فيه الكاتب والمخرج
في هذا العمل السخيف والمفبرك، فمصطفى محرم منذ نجاح مسلسله الأسبق (الحاج
متولي)
قبل سنوات، تحول إلى ضحية لذلك النجاح المدوي لدرجة أفقدته رشده الدرامي،
فراح يقلب
بدلة الحاج متولي وجلبابه وقفطانه، ليصنع من بطانتها مسلسلات أخرى بالقماشة
ذاتها،
ساعده في ذلك مخرج مطواع بلا رؤية... لكن ما أشعر بالخيبة إزاءه حقاً، هي
الطريقة
التي ظهر فيها النجم السوري باسم ياخور.
يظهر باسم ياخور في المسلسل باعتباره
(كومبارساً
متكلماً) يلوك عبارات الحب والإعجاب، في مشاهد تذكر بمشاهد (الحبّيب
السنيد) في السينما المصرية أيام زمان، ثم يموت في الحلقة الثانية عشرة من
المسلسل،
من دون أن يخلف سوى ذكرى جميلة لكنها باهتة إذا ما قيست بما في سجل الحاجة
زهرة من
زيجات أكثر درامية وأهمية من زيجتها السياحية مع باسم ياخور!
والغريب أن باسم
ياخور الذي يظهر باعتباره شقيق الزوجة السورية للحاج فرج، والتي أدت دورها
بظرافة
الفنانة غادة بشور، يتكلم باللهجة المصرية، بينما شقيقته المتزوجة من مصري
والتي
تعيش في مصر منذ سنوات تتكلم اللهجة السورية!
ما الذي يمنع أن يتكلم باسم بلهجة
بلده مادام المطلوب (عريساً سورياً) سؤال يبدو رغم مشروعيته
هامشياً إذا ما قيس
بهامشية الصورة التي ظهر بها باسم في العمل ككل... فهل هذا ما تعد
به المشاركات
السورية في الدرامية المصرية، وجميعها في هذا العام هامشية ورديئة؟
أعتقد أن
على الفنانين السوريين أن يحددوا أحجامهم الحقيقية في الدراما المصرية
مستقبلاً...
وهذه المشكلة لا يلام فيها أشقاؤنا
المصريون، فهم يريدون تطعيم دراماهم بوجوه
محبوبة في الخليج، لكنها أقل أجرا مما بات يطلبه نجوم الدراما
المصرية الكبار في
السنوات الأخيرة... والمسألة بالنسبة لهم عرض وطلب وتسليك أمور. من يلام في
ذلك هو
الفنان السوري... والفنان السوري حصراً!
كيف أصبحت هيدي مذيعة؟!
ليعذرني
القارئ، أو لتعذرني قناة (المشرق) إن كتبت اسم مذيعة برنامج المسابقات
اليومي (دراما تك) على شاشتها خطأ... فرغم أنني
تابعت حلقات عديدة منه، إلا أنني لم أميز
هل اسم هذه المذيعة الهيفاء اللحظ والقوام هو: (هيفي) أو (هيدي)
أو (هايدي)
فالمذكورة التي أول حرف من اسمها (هاء) تقدم برنامجها بدلع لا مثيل له،
ولعل هذا
الدلع لا يسمح لها بأن تفصح بجدية عن اسمها، ناهيك عن أنها أبعد ما تكون عن
سلامة
مخارج الحروف التي هي من أبجديات حضور أي مذيعة، لدرجة أن هذه
المخارج لا تيتح لها
ـ أيضاً- لفظ حتى اسمها بشكل واضح وسليم.
أعتقد أن مذيعة برنامج (دراما تك)
تنتمي إلى فصيلة من المذيعات يعرفها السوريون جيداً، لأنهم طالما شاهدوا
نماذج منها
على قنوات التلفزيون الرسمي السوري، فصيلة ما ان تظهر على الشاشة حتى ينشغل
عنها
المشاهد بسؤال لا ينفك ينغص عليه مشاهدته: ترى كيف أصبحت هذه
مذيعة؟!
'
كاتب من
سورية
mansoursham@hotmail.com
القدس العربي في
31/08/2010
مسلسلات رمضان المصرية:
استنساخ يكشف عن إفلاس درامي
محمود عبد الرحيم
ينطبق قول الشعر العربي القديم'ما نرانا نقول إلا معادا أو
مستعارا من لفظنا مكرور'، على مسلسلات رمضان المصرية، فيكاد يكون غالبية
المعروض
على الشاشات، ليس سوى إعادة إنتاج واستنساخ لأعمال سابقة لذات
المؤلف أو لآخرين، مع
تغييرات شكلية غير جوهرية، لا تخرج عن الفكرة السالف طرحها، وذات المعالجة
الدرامية
المفتقرة للجاذبية والجدة، والمضمون الهزيل المحمل غالبا بقيم سلبية، فضلا
عن غياب
رؤية ذات أبعاد فكرية وجمالية، والدوران في فلك الأفكار المستهلكة، من دون
عمق، أو
اقتراب حقيقي وجدي من الواقع المعاش أو تعبير صادق عن
الجماهير، وهمومها وتطلعاتها،
بطريقة مبتكرة، وعلى نحو يثير الوعي العام، أو حتى يحقق متعة للمشاهد.
إذ يتعاطى
مؤلفو ومخرجو الدراما التلفزيونية المصرية مع المسلسلات الرمضانية بمنطق
بائعي
البضاعة المغشوشة، التي يظنون أن أحدا لن يلتفت إلى جودتها، ولن يردها مهما
كانت
سيئة، وسط زحام العروض، بعد أن تحول رمضان لسوق مكتظ بالبرامج
والمسلسلات، وموسم
لطرح الكثير من الغث والقليل من السمين، خاصة مع التزايد المطرد في عدد
المحطات
التلفزيونية، وامتداد البث الملتهم لكل شيء وأي شيء على مدار الساعة.
ويسير
غالبية صناع الدراما المصرية للأسف، وفق قواعد نمطية، سادت خلال السنوات
الأخيرة،
حيث يتم التعامل مع الدراما باستسهال، واعتبارها سلعة تخضع لقانون العرض
والطلب،
والربحية العالية، والدعاية والتسويق هما المحك، بصرف النظر عن
كونها فنا رفيعا ذا
رسالة اجتماعية وثقافية مؤثرة، ولذا صارت تدور في دائرة محدودة من الأفكار
المستهلكة الأقرب إلى الـ'كليشيهات'، وسط مواقف مصطنعة معتادة تفتقد لقانون
التطور
الدرامي والإيهام الفني، واللجوء إلى استعراض مانشيتات الصحف،
خاصة في قضايا الرأي
العام، واعتبارها كفيلة بلفت الأنظار، مع حشد كم هائل من الممثلين المشاهير
والمغمورين، من دون ضرورة سوى ملء الفراغ واستهلاك مساحة أوسع في مشاهد
وأدوار تربك
إيقاع العمل، وتصيبه بالترهل، ومن ثم فقدان الجاذبية، وتسريب الشعور بالملل
سريعا
للمشاهدين.
بالإضافة إلى الهروب إلى الماضي، سواء بإعادة إنتاج الأعمال، التي
سبق عرضها سينمائيا، أو التركيز على حقب تاريخية سالفة، بنوع من الحنين
المريض،
الذي يشوه التاريخ، وينتصر لشخصيات لا قيمة لها، ولا تأثير في
حياة الأمة، سوى بشكل
سلبي مؤلم، بدلا من الاحتفاء بقامات سياسية وفكرية وعلمية، تكون قدوة صالحة
بمنجزها
وكفاحها الجدير بالتذكر، لا مثل هؤلاء الفاسدين المفسدين، وسيرتهم غير
الحسنة
الفضائحية.
وللأسف، لم ينقذ هجرة عديد من مخرجي السينما إلى التلفزيون، هذا
الوضع المزري للدراما التلفزيونية، أو بالاحرى حالة 'الإفلاس الدرامي'، ولم
يمثل
وجودهم الكثيف عاما بعد عام أية إضافة، لأسباب نعرفها جميعا،
أبرزها مسايرة شروط
شركات الإنتاج والإعلان، من صناعة دراما، يتم كتابة معظمها خصيصا لأسماء
فنية
بعينها، والرهان على اسم النجم وحده لضمان الجماهيرية للعمل، ومن ثم ضمان
توزيع
أكبر، وعائد إعلاني طائل، فضلا عن ضرورة ألا يقل عدد الحلقات
عن الثلاثين، حتى لو
كانت الفكرة المعالجة لا تستأهل كل هذه المساحة، ما استلزم سيادة الحشو
والتطويل،
وإفساد الحبكة الدرامية بإضافة أحداث وشخصيات لا ضرورة فنية لها.
ويرتبط بهذا
السياق الإنتاجي والنظرة الإستهلاكية للدراما والتعاطي مع المتفرج بالأساس
كهدف أو
عميل مرتقب للسلع والخدمات، نمط المشاهدة الشاذة الذي فرضه التغول الإعلاني
على
صناعة الدراما التلفزيونية، بالقطع المتواصل بعد كل مشهد لإذاعة سيل من
الإعلانات،
للدرجة التي تبادلت الأعمال الدرامية الأدوار مع الإعلانات، فصارت تلعب دور
الفواصل
بين الإعلانات وليس العكس، حتى القنوات أو الأوقات، التي تندر فيها
الإعلانات،
تواصل فيها هذا النهج، بإذاعة تنويهات عن مسلسلات أو برامج
أخرى، لشغل هذه المساحات
الإعلانية، التي باتت هي الأصل، والدراما أشياء ثانوية، أو كما يقال لزوم
الشيء.
بالإضافة إلى محاصرة المشاهد بكم هائل من
الأعمال السخيفة والتافهة والمملة، التي
تسمى خطأ بـ'الكوميدية'، التي لا يجوز تصنيفها كدراما من حيث
الأصل، لأنها أقرب ما
تكون إلى إسكتشات المهرجين في الملاهي الليلية، بوصلات الضحك المسجلة
المفتعلة،
والمواقف الساذجة المنفرة.
وإذا ما توقفنا عند عينة من هذه المسلسلات المرهقة
بلا طائل، نجد مسلسل'بره الدنيا' للسيناريست أحمد عبد الفتاح والمخرج مجدي
أبو
عميرة، ليس إلا استنساخا لمسلسل العام الماضي، الذي سبق، وقام
به ذات فريق العمل 'قلب
ميت' مع جعل الشخصية، التي تواجه الظلم وتتعرض لمواقف صعبة ومطاردات،
نسائية
هذه المرة نسرين امام، بعد ان كانت رجالية شريف منير، وفي أثناء هذه
الأجواء
المشحونة بالقلق والخوف والأزمات تظهر شخصية آخر بمحض الصدفة
تقع في غرامها،
وتعوضها عن رحلة الألم، تماما كما في'قلب ميت' مع اختلاف نوع البطل من ذكر
إلى
أنثى.
وعلى نفس المنوال، يجيء مسلسل'زهرة وأزواجها الخمسة'، للسيناريست
مصطفي
محرم والمخرج محمد النقلي، إذ أنها النسخة الأخرى لـ'الحاج متولي' لكن
الشخصية
المحورية هذه المرة امرأة بائسة غادة عبد الرازق ، يحدث الزواج من ثري عجوز
انقلابا
في حياتها ويقفز بها إلى الأعلى، حين تتحول فجأة من ممرضة فقيرة رأسمالها
أنوثتها
إلى سيدة أعمال لا تعرف للمال عدا، وتتنقل من زوج إلى زوج، حتى
تكملهم خمسة، وسط
حبكة مفككة وأزمات مفتعلة غير مقنعة، كصدور قرار من المحكمة ببطلان الطلاق،
بعد أن
تكون قد تزوجت للمرة الثالثة، فيما يتم اكتشاف أن الزوج الثاني لم يمت في
حادث سقوط
طائرة، كما كانت تظن.
أما مسلسل 'الحارة' للسيناريست أحمد عبد الله والمخرج سامح
عبد العزيز، فعزف من جديد على ذات الوتر، وإعادة إنتاج لذات التيمة في نفس
الأجواء
الشعبية، التي سبق أن قدماها في فيلمهما المشترك 'الفرح'، وإن أعطتهم مساحة
الثلاثين حلقة فرصة رصد تفاصيل أكثر لوقائع عادية، لا ربط بين
أجزائها، ولا سياق
ترد إليه، ومن دون أية دلالات، ولا قيمة درامية، سوى ملء فراغات بثرثرة
بصرية
وحوارية.
ويعيد مسلسل 'ريش نعام' للمخرج خيري بشارة والسيناريست مريم نعوم نفس
التيمة، التي استنفدت أغراضها في مئات من المسلسلات والأفلام، من تضارب
مصالح رجلي
أعمال، فيما يقع ابنيهما عمرو واكد وداليا البحيري في غرام
بعضهما البعض، ويتزوجان
سرا، فتنشأ حالة الصراع والانتقام المعروفين، من دون أي جديد، على مستوى
البناء
الدرامي، أو التعبير البصري، اللهم إلا الخروج بالكاميرا كثيرا لاستعراض
عوالم
الأغنياء من قصور مبهرة، ونواد راقية ومضمار رياضة الفروسية،
وشوارع لندن
ومحلاتها.
واختار صانعو مسلسل 'بالشمع الاحمر' الطريق الأسهل النمطي في
المعالجة، من رهان على نجمة تلفزيونية فقدت بريقها كـ'يسرا'، من نمطية
الأداء
المفتقر للطبيعية، ونفس المساحة الضخمة لدورها غير الضرورية،
ونفس الملامح النفسية
لأدوارها المتتالية، وإظهارها طول الوقت بمظهر السيدة المثالية الناجحة
والقوية
والمؤثرة فيمن حولها، والتي يخونها أو يتخلى عنها أقرب المقربين منها،
بالإضافة إلى
التركيز
على حكايات الزواج والطلاق والحب الضائع والخيانات الزوجية وصراعات رجال
الأعمال، فيما جرى ترك منطقة خصبة للدراما، كان بإمكانها أن
تجعل منه عملا مميزا
ومختلفا، بتناوله لعالم الطب الشرعي بخفاياه وصراعاته والضغوط التي تمارس
على رجاله
من جانب السلطة أو المتنفذين، وحالة الفساد والتحايل في إصدار التقارير
التي تحدد
مصائر، ومقاومة أصحاب الضمائر لهذه الأجواء، وليس فقط بجعل عالم الطب
الشرعي خلفية
للأحداث المتكررة.
لكن هذه الطريقة هي المحببة ليسرا ولشركة العدل صناع هذه
النوعية المعتادة الأسهل في التوزيع، والتي لا تزعج احدا، ولذا لا نعجب من
توجيه
الشكر لوزارة الداخلية في عديد من مسلسلاتهم على تعاونها، الذي
على ما يبدو لا يخلو
من إبداء ملاحظات يتم وضعها في الاعتبار، وإن كان يشاركهم كثيرون في هذا
المنحى.
وذهب آخرون إلى استثمار الشعبية، التي حققوها العام الماضي، لكن
جانبهم
التوفيق، مثل الممثل سامح حسين، في تجربة 'اللص والكتاب'، التي أفقدته
كثيرا من
رصيده، الذي حصّله خلال السنوات الأخيرة، من وجوده اللافت إلى جانب أشرف
عبد الباقي
في 'راجل وست ستات'، وبعد تجربة ' القبطان عزوز'، وهو الشيء
نفسه الذي تكرر مع
الفنانة هند صبري في تجربة 'عايزة أتجوز' التي خصمت منها، وأظهرتها بمظهر
المتصنعة
المتسولة للضحكات، وغير المتمكنة من لعب الدور الكوميدي.
بينما يعد 'بيت العيلة'
و'جوز ماما' وأخواتهما نماذج فجة على حالة الإسفاف والابتذال السخيف، وليست
بتجارب
كوميدية على الإطلاق.
ويستمد مسلسل 'الجماعة' للسيناريست وحيد حامد والمخرج محمد
ياسين قوته من تناوله لسيرة شخصية مثار جدل واسع في التاريخ المصري مثل حسن
البنا
وجماعة الإخوان المسلمين، غير أنه لم يسلم من الاستطراد
والإطالة، والإرباك
للمشاهد، بعدم تحديد وجهته الصحيحة، وهل يراد تناول السيرة الشخصية لمؤسس
جماعة
الإخوان، أم يراد مناقشة وضعية الجماعة الآن وصراعها مع السلطة الحالية
ومعاركها
وخطابها، ما جعل صناع العمل يلجأون لتقنية 'الفلاش باك' التي
لم تسعفهم لطول الرجوع
للخلف، وإخراج المشاهد من الجو النفسي، بتنقله من العصر الحالي للماضي بعد
مدى زمني
طويل، فضلا عن المساحة الزمنية الطويلة للأحداث، وزحام الشخصيات والكثير
منها غير
ضروري، غير أن هذا العمل بكل ما عليه من ملاحظات، خاصة توقيت
عرضه وأجندته
السياسية، أفضل بكثير من مسلسل 'ملكة في المنفى' الذي يبدو مسفا في تناوله
لشخصية
ملكة لم يكن لها أي أثر في التاريخ المصري، ولم يرتبط ذكرها، سوى بالفضائح
ذات
الطابع الجنسي.
إن كان مسلسل 'ماما في القسم' للمخرجة رباب حسين والسيناريست
يوسف معاطي قد تمحور بناؤه كالمعتاد حول شخصية الفنانة سميرة أحمد، إلا أنه
يبدو
مختلفا بدرجة ما، في مناقشة قضية صراع الأجيال، وفي النظرة
السلبية من جانب أفراد
المجتمع لمن يتمسك بالحق ويدافع عنه، مهما كلفه الأمر من جهد أو خسائر، ومن
اختلاف
النظرة لذات القيمة وذات الموقف بين الجيل الحالي والسابق، وغلبة النزعة
المادية
على منظومة القيم والتضحية بالمبادئ والأخلاقيات والمعاناة على
النقيض ممن يدافع عن
مثل هذه المثل من العزلة والوحدة.
على خلفية من كوميديا الموقف، التي تتولد من
تصرفات المدرس المثالي محمود ياسين، وإن كان اداؤه يحمل بعض
الافتعال، بينما في
الخلفية يلمع في هذه المنطقة الكوميدية ممثلون صف ثان مثل مدير أعمال
المطرب الشعبي
حسن عبد الفتاح، وبواب العمارة سليمان عيد.
ويبدو في تصوري مسلسل 'السائرون
نياما' للمخرج محمد فاضل والسيناريست مصطفى ابراهيم هو الأقوى
والافضل إلى حد بعيد
هذا العام، باتكائه على نص روائي للكاتب سعد مكاوي، وتناوله لحقبة مهمة من
تاريخ
مصر هي حقبة المماليك، حيث الاضمحلال الحضاري واستشراء الفساد والمحسوبية
وإثقال
كاهل جموع الشعب بالضرائب والظلم الواسع وإسناد الأمر لغير
أهله، ما استدعى مقاومة
هذه الوضعية من قبل طليعة الجماهير، المستمدة قوتها من إيمانها بعدالة
قضيتها،
وتمسكها بكرامتها، ومن الرهان على المعرفة، على نحو يمكن إسقاطه على اللحظة
الراهنة، بمقاربة هذا الطرح مع الأوضاع الحالية لمصر، وبرسالة
المسلسل ذات المغزى
السياسي المهم، وإن قدم المخرج عمله بوصفه 'فانتازيا تاريخية'، غير أن ما
يؤخذ على
هذا العالم هو جعل الشخصية المحورية، التي تقود النضال الشعبي امرأة وليست
رجلا،
بالتناقض مع الأعراف والتقاليد الشعبية، وهو ما قد يقلل من رسالة العمل ومن
التماهي
مع الواقع المجتمعي، علاوة على إلباس هذه الشخصية ثوب القداسة، وإحاطتها
بهالة من
التدين، الأقرب إلى عوالم الدراويش، حيث السيد والمريدون
يتحلقون حوله ويأتمرون
بأمره.
ويمكن القول إن وجود علي الحجار في هذا العمل مثل إضافة جوهرية،
بغنائه
المنسجم مع السياق الدرامي والملتحم بالأحداث، والذي شاركته هذه المهمة من
وقت لآخر
فردوس عبد الحميد، إلى جانب التعاون المثمر مع فنانين وفنيين سوريين
والتصوير في
سورية بقلاعها وبلاتوهاتها المفتوحة، ما أعطى للصورة عمقا
وجمالا، فضلا عن تجسيد
أهمية وقيمة التعاون الفني العربي العربي.
*كاتب وناقد
مصري
mabdelreheem@hotmail.com
القدس العربي في
31/08/2010
مسلسل 'وراء الشمس' هل يشكل علامة فارقة في الدراما
السورية؟
يارا بدر/ دمشق 'القدس العربي'
من لعل الوقت لم يزل مُبكراً، بل هو مبكر
جداً للحكم على الدراما السورية في موسمها الرمضاني 2010، الذي
يُقدّم عبر ثلاثين
عملاً متنوّعا ما بين التاريخي والاجتماعي المعاصر، كما أعمال البيئة
الشامية
والكوميديا، وصولاً إلى الأعمال الموجهة إلى القضية الفلسطينية، وأعمال
السيرة
الذاتية.
كذلك فإنّ متابعة كل تلك الأعمال مع بعضها وبشكلٍ ثابت يفوق قدرة أي
مشاهد، لذلك تبقى الأيام الأولى فترة اختبار لهذه الأعمال، فالعمل الذي
ينجح خلالها
بكسب جمهور المشاهدين يربح في السباق الرمضاني بشكلٍ عام، وفي
هذا الصدد يلعب وقت
عرض المسلسل دوراً كبيراً، إلى جانب الإعلان الذي سبقه، وفي اغلب الأحيان
يُضاف إلى
هذين العنصرين أثر أسماء الممثلين المشاركين فيه وما ذيع عن قصته ومن هو
مخرجه. في
هذا المستوى جذب مسلسل 'وراء الشمس' جمهوراً حتى قبل بدء عرضه،
والفضل يعود بالدرجة
الأولى إلى ما كُتب عنه حول خصوصيّة القضية التي يتناولها العمل.
تبدأ شارة 'ما
وراء الشمس' بصورة الممثل بسام كوسا ثم اسم العمل ومن ثمّ اسم المخرج سمير
حسين،
لتنطلق بعدها أسماء المشاركين، وأولهم صبا مبارك وباسل خياط، بمشاركة
الفنانة ذات
البصمة الخاصة منى واصف. مع إشارة خاصة إلى الشاب علاء الدين الزيبق (22
عاماً)
المريض بما يُعرف بـ 'متلازمة داون' التي تعرف بالاسم الشائع 'منغوليا'،
وهو يؤدي
في العمل شخصيته الحقيقية، ويعرض لتلك الشريحة الواسعة من المرضى بهذه
المتلازمة من
ذوي الاحتياجات الخاصة.
من جهته يلعب الفنان بسام كوسا دور 'بدر' الأربعيني
المُصاب بمرض التوحّد، يعيش بدر وحيداً مع والدته الفقيرة منى واصف التي
تعمل عاملة
تنظيف في أحد الحمامات، بعد أن هجرتهم أخته 'بدرية' ميسون أبو
أسعد في محاولة منها
للبحث عن حياة قد تكون أفضل. أمّا 'منى' صبا مبارك و'عُبادة' باسل خياط
فهما زوجان
يبدوان سعيدين بوضعهما الاجتماعي والمادي الجيّد، وبحبهما الذي انتهى إلى
الزواج
وبمولودهما المُنتظر. هذا المولود الذي سوف يُغيّر حياتهما إلى
الأبد منذ لحظة
وجوده الأولى. خاصة بعد أن كشفت التحاليل الطبية أنّ المولود القادم مُصاب
بمتلازمة 'داون'، إذ يضعنا العمل أمام تساؤل خطير
وقاسٍ ألا وهو حق 'الإجهاض'، وصراع الوالد
العقلاني والأم العاطفية حول هذا المصير.
يتخلل المسلسل، كأي عمل آخر، مجموعة
ضخمة من الفواصل الإعلانية، لكنّ ميزتها هنا أنها تبدأ وتنتهي
جميعها بإعلانات
توعية حول مرض التوحد. منها: 'أرى، ولا أراكم. أسمع، ولا أسمعكم. أعيش
وحيداً
بينكم. أعيدوني إليكم'. تتضمّن أرقاماً عن عدد الأطفال المصابين بهذا
المرض،
ونسبتهم بين الذكور والإناث، والأهم أنها تقول: قد يكون طفلك
واحداً منهم. في ذات
السياق تتعرّف 'منى' إلى ابن جيرانهم 'ماجد' علاء الدين الزيبق المريض
بمتلازمة 'داون'. فبعد أن اكتشفت أنّ طفلها سيكون
واحداً من الأطفال المريضين بهذه متلازمة
تبدأ بالانتباه إلى ذلك المراهق، وتبدأ في محاولة دخول حياته
والتعرّف إلى عالمه.
لم يقتصر الأمر في الحلقات الأولى من المسلسل على تعريفنا بالشخصيات
والخطوط
الدرامية الأساسيّة، بل تجاوزها إلى تأسيس مشهديّة فنية ودراميّة خاصة به.
حتى أنّ
كلا من بسام كوسا والشاب علاء الدين قدما مشاهد لا تنسى، نذكر منها 'ماجد'
وهو
يتصرّف بكل عفوية مع نادين التي تؤدي دور والدته، حين يمازحها
قائلاً: (ماما
فخامة.. ماما..). وكذلك نذكر واحداً من أصعب مشاهد العمل حتى الآن على
الأقل، وذلك
حين يقع مريضاً في الشارع، إذ بدا من الصعوبة بمكان لمس الفرق بين أدائه
الصادق
والقوي والمضبوط وبين ما يمكن أن يكون عليه الأمر في الواقع.
وهنا تجدر الإشارة إلى
الدورة التدريبية الخاصة بالتمثيل التي خاضها علاء الدين لقرابة الأربعة
أشهر، بعد
أن وقع عليه الاختيار من مئات المرضى. كذلك تجدر الإشارة إلى آلية العمل
الطويلة
والبطيئة التي اشتغل بها المخرج مع علاء، تماشياً مع شرطه
الخاص الذي يبدو أنّ علاء
قد نجح في تجاوزه مُقدماً أداءً فنياً سيبقى طويلاًُ في ذاكرة المشاهدين.
أمّا
بسام كوسا الذي اشتغل على الأفلام والكتب والمراجع، مستعيناً بالأخصائيين
الطبيين
الذين استعانت بهم مجموعة العمل، بالإضافة إلى التعرّف إلى مرضى التوحد
أكبر قدرٍ
ممكن، فقد تفوّق في مشهد طويل على مستوى الزمن الافتراضي والذي يمتد من
الليل إلى
صباح اليوم التالي، كما في مستوى التصوير الذي يمتد حوالي
الخمس دقائق. ألا وهو
المشهد الذي يعود فيه 'بدر' من عمله ظهراً فلا يجد والدته، ليبدأ قلقه
عليها وخوفه
من وحدته واضطرابه بالتصاعد اضطراباً مع مرور الوقت، يبحث عنها في أرجاء
المنزل
الصغير القديم، يتناوب الدخول على غرفته والعودة إلى غرفتها
علها تكون قد عادت من
دون أن ينتبه، وينتهي به الأمر نائماً في سريرها، مُتكوّراً بوضعية الجنين،
وهو
يقول كلمة واحدة طوال هذا الوقت.. 'إمي.. إمي'.. في هذا المشهد يسرقنا بسام
كوسا من
أنفسنا إلى دوامة القلق والخوف التي يعيشها 'بدر' طوال هذا الوقت، وهو
بمفرده يبحث
عن الشخص الوحيد الذي كان سنداً له، الشخص الوحيد الذي يُحبه
ويتكلم معه، ويمزح
ويضحك معه، وكل هذا من خلال تعابير وجهه، حركة جسده وارتجافه، نبرة صوته،
من دون
الحاجة إلى الصراخ أو حتى الكلام.
هل السبب براعة الفنان بسام كوسا وحدها،
وعمله المُتقن على الشخصية بكافة تفاصيلها الجسدية والنفسية
وحتى الذهنية، أم يُضاف
إلى هذا جهود طاقم العمل كلها من كاتب السيناريو محمد العاص إلى المخرج
سمير حسين
وباقي الفنيين؟ إنّ الجواب الوحيد الذي يضمن ألاّ يكون هذا العمل مُجرّد
طفرة في
سياق الدراما السورية، أن تأتي باقي الحلقات ومشاهده التي نأمل
أن تكشف عن جهود
جميع الممثلين والطاقم في تقديم عمق وغنى للأحداث التي سيعرضها العمل، وذلك
عبر
الجودة والجدّة في طرائق تقديم هذه المواقف إن كان للناحية الفنية، أو
الأدائية
أياً كانت مساحة الدور وأياً كان المؤدي، وهو ما لم نلحظه حتى
الآن من ميسون أبو
أسعد على سبيل المثال، إذ لم تزل تستخدم ذات العلامات التعبيريّة (الجسدية
منها أو
الصوتية) على اختلاف الحالات النفسية والدرامية التي تمرّ بها الشخصية.
وإلا ظهر
تعكيز العمل على براعة بسام كوسا وعلاء الدين الزيبق، وربما
متانة الحبكة الدرامية
لكاتب السيناريو وحساسيّة طرحها، من دون أن ينجح العمل في تشكيل علامة
فارقة في
الدراما السورية، والتي نأمل أن تكون قد وصلت إلى ذلك الحد من الخبرة
والإمكانات
يؤهلها لتأسيس منهج درامي خاص بها، على مستوى الأداء كما
الإخراج وكتابة السيناريو
وباقي العمليات من تصوير وإضاءة إلى تصميم الملابس وصولاً إلى المؤثرات
الصوتية
والبصرية.
بطاقة العمل:
المسلسل: وراء الشمس.
سيناريو: محمد
العاص.
إخراج: سمير حسين
بطولة: بسام كوسا- علاء الدين الزيبق- منى واصف- صبا
مبارك- باسل خياط- ثناء دبسي- نادين- سليم صبري- حسن عويتي- ضحى الدبس-
ميسون أبو
أسعد... وآخرون.
القدس العربي في
31/08/2010
احساس متصاعد باساءة المسلسلات
العربية المتعمدة للنساء المغربيات:
التلفزيون المصري يراجع كل أعماله الدرامية بعد
اختراق مغربي
لموقع وزارة الإعلام
القاهرة - د ب أ: في أول رد فعل رسمي من جانب الإعلام المصري
على واقعة اختراق موقع وزارة الإعلام على يد مخترق مغربي الاثنين، تقرر
مراجعة كافة
البرامج والأعمال الدرامية للتأكد من خلوها من أي شيء يسيء إلى
أي جنسية عربية، في
حين عبر كتاب مغاربة عن غضبهم تجاه التشويه المتعمد للمغربيات في الأعمال
العربية.
وأصدر أسامة الشيخ رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري مساء الاثنين
تعليمات
مشددة لإدارة الرقابة والمشاهدة بالتلفزيون لمراجعة جميع المسلسلات
المعروضة على
الشاشات المصرية، والتأكد من كونها لا تحمل أية إساءة لصورة المرأة في أي
قطر عربي.
وتمكن مخترق إلكتروني مغربي 'هاكر' من الدخول على موقع وزارة الإعلام
المصرية
وعطله بالكامل لفترة قصيرة أمس الاثنين واضعا رسالة احتجاج على الإساءة إلى
سمعة
المغربيات في المسلسل المصري 'العار' الذي يبث على قنوات عدة خلال شهر
رمضان والذي
أظهر فتاة مغربية تعمل فتاة ليل.
وقال رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري في
بيان تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د .ب .أ) نسخة منه إن
'التلفزيون المصري حريص
على صورة المرأة العربية ويرفض أية إشارة تسيء لها في البرامج أو الدراما
التلفزيونية التي ينتجها أو التي يبثها من إنتاج الآخرين'.
وأثار اختراق الموقع
الوزاري جدلا خلال حفل الإفطار الذي أقامه اتحاد الإذاعة والتلفزيون أمس
الاثنين في
القاهرة وضم العديد من مسؤولي القنوات والقطاعات وحشدا من الإعلاميين
والصحافيين،
لدرجة جعلت أسامة الشيخ يغادر الحفل بعد أقل من 10 دقائق حتى
لا يسأله أحد من
الحاضرين عن الواقعة، بينما عبر إبراهيم العقباوي رئيس شركة صوت القاهرة عن
غضبه
الشديد تجاه القرصنة.
واستغرقت عملية الاختراق بحسب مصادر في التلفزيون المصري 3
دقائق فقط نجح خلالها المخترق المغربي في
السيطرة على موقع الوزارة المصرية
وتعطيل عمله ليبث رسالة غاضبة تؤكد أنه فعل ذلك 'انتقاما لسمعة المغربيات
التي
استباحها المسلسل المصري'.
وتضمنت الحلقة 14 من مسلسل 'العار' مشهدا يظهر ملكة
جمال المغرب السابقة إيمان شاكر، التي تتحدث في الأحداث بلهجة بلدها والتي
تجسد دور
عاهرة وهي تجالس مواطنا خليجيا في أحد الملاهي الليلية بينما يراودها بطل
المسلسل
'مصطفى
شعبان' عن نفسها.
وكان وزير الإعلام المصري أنس الفقي أصدر بيانا قبل
يومين من حلول شهر رمضان أكد فيه خضوع جميع الأعمال المصرية والبرامج لسلطة
الرقابة
قبل عرضها من دون استثناءات.
لكن يبدو أن فكرة الاعتراض على تناول جنسيات
بعينها في الأعمال المصرية لم تدر بخلد مسؤولي الرقابة، خاصة
أن اعتراضات عدة ظهرت
خلال السنوات الماضية فيما يخص ظهور الشخصيات الخليجية في الأعمال المصرية
من دون
أن يتخذ موقف عملي لمنع ذلك.
وعبر الكاتب المغربي المعروف رشيد نيني اليوم
الثلاثاء عن الغضب المغربي من الإساءة العربية المتكررة للنساء
في بلاده، معددا
مناقب المرأة المغربية التي يصمها بعض العرب بالمشعوذة والعاهرة رغم أنها
كانت
سباقة في مجالات الرياضة والعلم والفلك والفضاء والدين.
وقال نيني في مقاله
اليومي بصحيفة 'المساء' المغربية التي يرأس تحريرها بعنوان 'المغربيات علاش
قادات': 'هؤلاء العربان لا يعرفون شيئا ويتصورون أن
المغربيات هن فقط أولئك الفتيات
البائسات اللواتي يشتروهن بعقودهم الشبيهة بعقود العبيد ويتاجرون في شرفهن
في
مواخيرهم إلى الحد الذي أصبح فيه الخليجيون والشرقيون عموما يختزلون
معرفتهم
بالمرأة المغربية في الدعارة والجنس والسحر'.
وأضاف: 'هؤلاء الناس يجهلون أن
أول امرأة أسست جامعة في العالم مغربية اسمها فاطمة الفهرية،
وأن أول امرأة عربية
فازت بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية كانت المغربية نوال المتوكل في
لوس
أنجلوس عام 1984، وأن أول امرأة عربية تصل إلى القطب الجنوبي هي عالمة
الفضاء
والفلكية المغربية مريم شديد وسبقتها في أواسط الستينيات إلى
وكالة 'ناسا' أمينة
الصنهاجي كأول عربية تلج عالم الفضاء'.
وفي نفس الصحيفة كتبت بشرى ايجورك
بعنوان 'العار': 'عار فعلا أن تختزل صورة المغرب والمغاربة في
السحر والرشوة
والدعارة وأن تكون نظرة الأشقاء إلينا هي ما قدمه الكويتيون والمصريون، رغم
أن
هؤلاء العرب يعاملون كالملوك حينما يزورون البلد، وخصوصا الفنانين الذين
تقدم إليهم
الهدايا ويخصون بالتكريم والحفاوة'.
وتعد واقعة الاختراق المغربي هي الثانية من
نوعها في شهر رمضان الجاري، حيث اخترق مغربي قبل أيام موقع
الديوان الأميري الكويتي
احتجاجا على إساءة مسلسل الرسوم المتحركة الكويتي 'بوقتادة وبو نبيل' الذي
تعرضه
قناة 'الوطن' لسمعة النساء المغربيات بإظهارهن على أنهن ساحرات ومشعوذات
يسعين إلى
خطف رجال الخليج وتزويجهم لبناتهن.
واعتذرت وزارة الخارجية الكويتية عقب تفجر
الأزمة للشعب المغربي وطلب البرلمان الكويتي محاسبة وزير
الإعلام ورئيس الحكومة على
خلفية بث المسلسل.
القدس العربي في
31/08/2010 |