«فجأة وجدت نفسي أباً
لخمسة أولاد وبنت واحدة» و«فجأة ايضاً وجدت نفسي متورطاً بقضايا ومشاكل
أولادي»
هكذا يصف الفنان الكبير محمد المنصور، دوره في المسلسل الدرامي التلفزيوني
الجديد «زوارة
الخميس» الذي يستقطب هذه الأيام كثيراً من النجاح الجماهيري والنقدي. وفي
حديثه مع «النهار» يتحدث الفنان محمد المنصور عن اعماله الدرامية الثلاثة
الجديدة
التي يتواصل من خلالها مع جمهوره العريض محلياً وخليجياً وعربياً.
وهو يستهل
حديثه عن هذا الجديد بقوله:
من النادر أن أقدم أكثر من عمل في وقت واحد،
ولكن الظروف الانتاجية لعدد من الأعمال ساهمت أن أطل على جمهوري الحبيب من
خلال
ثلاثة أعمال جديدة، فقد كنت قد أنجزت خلال الفترة الماضية عملين، وفي
الفترة
الأخيرة حققت مسلسل «زوارة الخميس»
.
·
حدثنا عن تجربتك مع «زوارة
الخميس»
خصوصاً، وأن هذا العمل يعيد لقاءك بالفنانة الكبيرة سعاد عبدالله؟
سعاد
عبدالله الأخت.. والصديقة.. والنجمة
القديرة، وما يربطنا مشوار طويل، يعود إلى
بداياتنا الأولى، بل انني استطيع ان اقول، بأن أهم أعمالي كانت مع الأخت
«أم طلال»
وبالذات مسرحية «على جناح التبريزي وتابعه قفه» مع الراحل صقر الرشود.
واليوم حينما
يتجدد اللقاء، تختارني لشخصية «ثنيان» وتورطني بشخصية ذات مضامين جديدة وهي
المرة
الأولي التي أقدم بها شخصية أب لخمسة أبناء وبنت، حيث فجأة وجدت نفسي أبا
لتلك
العائلة الكبيرة، وفجأة أيضاً وجدت نفسي متورطاً بقضايا ومشاكل أولادي، وفي
زوارة
الخميس مشاكل الصغار يتحملها الكبار وهي مشاكل مكتوبة بعناية.
·
حينما تقول
مكتوبة بعناية تشير إلى الكاتبة هبة مشاري حمادة؟
الكاتبة هبة مشاري حمادة
قادرة على رصد قضايا جيلها، وتحليل المرحلة
التي تعيشها، وايضاً دراسة الظروف
الاجتماعية والمتغيرات، وهي تمتلك قدرة على كتابة أكبر كم من الشخصيات
والأحداث
بشكل متداخل وعميق يحقق حالة من الثراء للعمل عبر منهجية أخذت بالتطور
والنضج.
ويستطرد: وأعود الى سؤالك، وأنا هنا لا أتحدث عن الكتابة بمعنى الكتابة
علىالورق
فقط، فالكتابة هي اختيار الشخصيات، وهي الاخراج الدرامي الرائع الذي قام به
المخرج
البحريني الفنان محمد القفاص، وايضاً الاداء الجميل الذي قدمه فريق العمل
وانا سعيد
بردود الأفعال التي يحصدها هذا العمل الاجتماعي المهم.
·
عدت الى «ريح الشمال»
بجزء ثان؟
حصد الجزء الأول من مسلسل «ريح الشمال» كثير من النجاح، هو من
تأليف جمال الصقر واخراج مصطفى رشيد وانتاج الفنان الاماراتي احمد الجسمي (جرناس
للانتاج الفني)، ومعنا في العمل الجديد حشد من النجوم بينهم اسمهان توفيق
وشهد
الياسين ومحمد الياسين وشمعة محمد ومحمد العامري ومرعي الحليان وعبدالله
صالح وسيف
الغانم.. وفي الجزء الثاني حبكات درامية جديدة، وتشويق بشخصيات جديدة،
والأحداث
تذهب لمناقشة عدد من الموضوعات الجديدة من بينها حضور الاستعمار الانكليزي
وبداية
الحرب العالمية الثانية وقدوم التجار الهنود للمنطقة، والجزء الثاني يشير
الى مرحلة
تاريخية بعد عشر سنوات من الجزء الأول، حيث شهدت القرية الكثير من
المتغيرات.
·
تقدم شخصية «بوصقر»، ماذا عنها؟
«بوصقر»... رجل القرية
العصامي الذي يمثل زوج المطوعة (آمنة) وفي
الجزء الأول كانت الشخصية تساعد أهل
القرية عندما تشتد عليهم الأزمات... وهي
بالمناسبة المرة الاولى، التي اقدم بها
جزءا ثانيا من أي عمل قدمته من ذي قبل،
خلال مسيرتي الفنية... والمسلسل يعرض من
خلال قناة «سما دبي».
·
ضمن جديدك «الحب الذي كان»؟
انه العمل الذي
يشهد عودة «أولاد المنصور» بعد فترة من
الانقطاع عن الانتاج، والمسلسل كتبته
الكاتبة فاطمة الصولة وأخرجته المخرجة
شرويت عادل... وهو ثمرة تعاون بين «سفن
ستايل» و«جلوبال ميديا»، وفي العمل كم من
القضايا، التي يظل «الحب» محورها، في اطار
من الرومانسية الجميلة.
·
كيف ترى اليوم انتشار وحضور
الدراما الكويتية وايضا
الفنان الكويتي؟
اولا بودي ان أعبر عن سعادتي بالجيل الجديد من كوادر الحرفة
الفنية، وهم ولحسن الطالع، من مخرجات المعاهد الفنية المتخصصة، وتمتلك
حضورها...
اما فيما يخص الانتشار، فللدراما الكويتية ريادتها على مستوى المنطقة، وهي
تمتلك
الأساسات الحقيقية، وانتشارها جزء ونتيجة حتمية لذلك الأساس وتلك الأجيال
التي
ساهمت في بناء المسيرة الفنية. ويتابع: فيما يخص حضور الدراما الكويتية،
فهو حضور
ثري وان كان هنالك تفاوت في مستويات الانتاج، وايضا في مستوى الاعمال
وطروحاتها،
وهذا أمر حتمي، فنحن امام صناعة وأجيال وانتاج، ولكن الصيغة العامة،
للانتاج
الدرامي الكويتي تظل مقرونة بالجودة والتميز، وكما يقول المثل الشعبي «الصج
يبقى
والتصنف جماله» فما يبقى هو التميز، وهو رهاننا للاستمرارية.
·
الا تشعر
بالحنين للسينما؟
قدمت العديد من التجارب في الاطار السينمائي من بينها «بس
يا بحر» مع المخرج خالد الصديق، وهو أول عمل روائي كويتي وخليجي، ثم قدمت
أفلاما
أخرى من بينها فيلم «القادسية» مع المخرج صلاح ابو سيف وسعاد حسني وعزت
العلايلي...
ومنذ فترة قدمت فيلم «ظلال الصمت» مع المخرج السعودي عبدالله المحيسن،
وغيرها من
الاعمال المهمة، ولدي حاليا عدد من المشاريع التي هي في طور الدراسة
والبحث... وكل
ما أقوله بانني سأعود الى السينما من جديد وبشكل سيشكل مفاجأة، بإذن
الله.
·
وفي نهاية المطاف كلمة؟
رمضان كريم... وأتمنى ان تنال أعمالي
رضا واستحسان جمهورنا الحبيب في كل مكان.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
27/08/2010
في نقض الحاجة الى دراما لبنانية
ابراهيم العريس
كرست الإعلامية ماتيلدا فرج الله حلقة كاملة من برنامجها اللافت «نبض»
للبحث عن
دراما لبنانية، استجابة، كما يبدو للشكاوى
المتكاثرة من غياب لبنان عن «مهرجانات
العروض الدرامية التلفزيونية». هو بحث
مشروع وهمّ دائم... ومع هذا فإن حال
الإعلامية الصديقة في بحثها يذكّر بحال
الفتى بطل تلك القصة الشهيرة الذي كان يعيش
فيها عند طرف وادٍ، ويفتنه ما يرصده منذ طفولته من بيوت ذهب مشعة يراها عند
المقلب
الثاني من الوادي، فآلى على نفسه أن يقصدها حين يكبر ليتمتع بجمالها
وضيائها اللامع
عن قرب. أخيراً تقدم العمر بصاحبنا وتوجه الى حلم صباه، ليكتشف ان كل ما في
الأمر
لا يعدو كونه انعكاس شمس وضّاءة على بيوت عادية تشبه بيته. وهو إذ نظر الى
هذا
البيت الذي عاش فيه طوال حياته، لاحظ كيف أن الشمس تغمره فيضيء بدوره ذهباً.
والآن، ما هي علاقة بحث ماتيلدا فرج الله بهذه الحكاية؟ الجواب بسيط:
لو انها
التفتت حولها وحدقت، خصوصاً بالشاشات اللبنانية، لما وجدت أية
حاجة ماسة للبحث عن
«دراما» لبنانية في مكان آخر. فهذه الدراما موجودة هنا، في كل
لحظة ويوم... بل هي
موجودة الى جانب «الميلودراما» و «الفجائعيات»
و «الهزليات»... وغيرها من أصناف
ستبدو معها روائع شكسبير ولابيش وهوغو وكشكش بيك وساشا غيتري و «الشاهد
اللي ما
شافش حاجة» أشبه بلعب الأطفال المملة. فمن برامج الحكي التي يهيمن عليها
السياسيون
وخطاباتهم، الى مسلسلات الزعماء التي لا تنتهي، الى القلبات المسرحية
المدهشة والتي
يتحول فيها الزعيم عن مواقفه 180 درجة، من دون - حتى - أن يفقد موقعه
وزعامته، الى
مشاهد الدمار الذي يخرب البلد في كل لحظة وحين وتنتهي مفاعيله بكلمة
اعتذار... أو
من دونها حتى، الى ضجيج الشارع لانقطاع الكهرباء والماء (وخصوصاً الشارع
المعادي
لأي وزير طاقة يمارس منصبه، فيما يتهيأ الشارع المقابل للنزول إذا ما تبدل
الوزير
وحل مكانه آخر من الطرف المقابل). كل هذا موجود، يا صديقتنا الإعلامية
العزيزة، على
الشاشات، اللبنانية وربما دون غيرها من شاشات العالم. وبعد هذا تضيّعين
وقتك ووقت
مستمعيك بحثاً عن «دراما» لبنانية؟ أين سنجد بعد كل شيء مواقف مثيرة للخوف
ومدرّة
للدموع أكثر مما نتابع يومياً على شاشاتنا؟ وأين سنجد تهريجاً يفوق في
قدرته على
الإضحاك تهريج «سياسيينا»؟ وأي هوليوود ستكون قادرة على رسم مشاهد خراب
مزيفة، أفضل
من مشاهدنا الحقيقية؟ ثم أين هي المسلسلات التي يفوق عدد قتلاها - مهما كان
خيال
مؤلفها واسعاً - عدد من يُقتلون بحوادث السير عندنا؟
كانت الناقدة الصديقة ديانا جبور تقول متنهدة وهي تنظر الى أصدقائها
المشاكسين:
«من لديه مثل هؤلاء الأصدقاء... هل يحتاج حقاً الى أعداء!».
ونقول هنا لماتيلدا فرج
الله: من لديه هذا الواقع، هل يحتاج حقاً
الى خيال؟
الحياة اللندنية في
27/08/2010
حسن عسيري يعيد فايز المالكي إلى «أم بي
سي» بـ «حفلة إفطار»
الرياض – «الحياة»
يبدو أن الخلاف بين حسن عسيري وفايز المالكي يتجه نحو صلح بائن، إذ
يحل المالكي
بطل المسلسل الرمضاني الكوميدي «سكتم بكتم» ضيفاً اليوم على حفلة الأفطار
الرمضانية
التي تقيمها مجموعة «أم بي سي» سنوياً في العاصمة اللبنانية بيروت. وتأتي
هذه
الدعوة بعد اصرار عسيري على توجيه الدعوة للمالكي ضمن قائمة
الفنانين المدعوين
للحفلة، وذلك بغية نبذ الخلافات التي كانت قائمة بينه وبين المجموعة... بل
أن بطل
المسلسل الرمضاني الكوميدي «بيني بينك» يخوض حديثاً جاداً مع القائمين على
«ام بي
سي» للسماح بظهور المالكي مجدداً على شاشات القناة ومحطاتها الإذاعية.
ويفيد مقربون من عسيري، بأنه بادر مطلع رمضان الجاري إلى مد يد الصلح
للمالكي،
بتهنئة رمضانية عبر الخليوي ضمنها عبارة «عفا الله عما سلف»، رغبة منه في
إعادة
المياه إلى مجاريها بينهما.
وبهذه البادرة يكون عسيري قد أغلق ملفاً قضائياً، كان سيقف عائقاً
أمام المالكي،
ويعطل عدداً من مشاريعه الفنية، بعدما بادر الأول عبر شركة «الصدف» للإنتاج
الفني،
التي تحتكر المالكي «الشهير بشخصية مناحي» عبر عقود موثقة، إلى رفع دعوى
قضائية ضده
في ست دول عربية، على خلفية إنسحابه من العقد الموقع بينهما، من دون أسباب
وجيهة.
وإن نجحت محاولات عسيري في إقناع المسؤولين في«ام بي سي» بإعادة صديقه
وشريكه
الفني القديم (قدما معاً الأجزاء الثلاثة الأولى من «بيني وبينك») إلى شاشة
القناة،
فإن عرض مسلسل «أحلام رابح» للمالكي سيكون أول غيث هذه المصالحة، إذ منعت
القناة
آنذاك عرضه، على خلفية القضية المرفوعة ضده.
الحياة اللندنية في
27/08/2010
دراما رمضانية
سميحة خريس
ينتابني حزن كبير على الدراما الأردنية التي لم تجد لها موطأ قدم على
خريطة الدراما الرمضانية التي نشهدها، فالفضائيات تقذفنا بخليط عجيب مشوه
في معظمه من توافه الدراما العربية، نضيّع فيها يومنا ونقضي على الوقت الذي
يمر بطيئاً في النهارات الرمضانية الحارة، وقد نستثني أعمالاً محدودة
امتازت بالجودة، ولكنها ضاعت وسط تيار تفاوت الأوقات وتقطعها، فبتنا نتابع
نتفاً من المسلسلات الهادفة الجيدة المشغولة بإتقان وحرفية عالية، مثل "شيخ
العرب همام"، أو "سقوط الخلافة"، أو "ذاكرة الجسد"، بينما يحظى الخفيف
العابر بمعظم أوقاتنا، ووسط ذلك الهرج الإعلامي الموسمي يغيب الأردن بصورة
محزنة
لعل لمصر سبقَ الريادة في الإنتاج الدرامي، ولسوريا أفضلية الإنتاج الضخم
المدروس، وقد يكون هناك زخم كبير في تعداد النجوم الساطعة التي ترصع سماء
الفن العربي في كلا العاصمتين، دمشق والقاهرة، خصوصا إن المحاولات التي كان
عصرها الذهبي في الأردن في السبعينات تراجعت وانتهت إلى وضع فقير، ربما
لأننا أصبنا بمرض المسلسل البدوي، وقصرنا جهودنا عليه ردحاً طويلاً، وقد
يكون للأزمة السياسية في التسعينات أثر كبير، لكننا اليوم نرى فنانينا
المتميزيين يتسربون إلى الدراما العربية تباعاً: صبا مبارك، وياسر المصري
وميس حمدان ونادرة عمران، ويظل هناك كثيرون متألقين لا يجدون من يلتفت إلى
معاناتهم، وهي معاناة تبدأ من الإجحاف بحقوقهم المادية إلى أن يُدفعوا إلى
زاوية ضيقة، يختارون فيها بين كرامتهم كفنانين وحاجتهم الإنسانية إلى العمل
إلى التواجد على الساحة في هذه المساومة يخسر الفنان الكثير، ويصر المستثمر
المنتج على تبخيس الفن، والاستعانة بالصف العاشر من الفنانين كي يقدم عملاً
غني عن الذكر إن تلك الحالة ستنجب فناً كسيحاً لا يصمد أمام منافسة الأعمال
العربية المعروضة على الفضائيات، كما ستقود إلى تراجع سمعة الفن الأردني،
وليس صحيحاً ما يروَّج له بأن الأزمة أزمة نصوص، فهناك نصوص كثيرة لم تلقَ
ما تستحقه من عناية ومن إمكانيات إنتاجية، والمخرجون اللامعون يهربون إلى
الخارج، والفنانون يتجرعون مرارة الواقع المحيط بهم، عدا التجاهل المرير
لتلك الأعمال من جانب التلفاز الوطني، وبالتالي من كل شاشة عربية، والقضية
هنا شائكة حقاً، فالمنتج يريد أن يبيع عمله الذي عصر إنتاجه عصراً بالأسعار
المطروحة في السوق نفسها، وهذا ما يجعل الأمر عسيراً على التسويق، وينتهي
إلى ضياع العمل، وتذهب أدراج الرياح سنوات عكف فيها الكاتب على التأليف،
وسهر فيها الممثل والمخرج والفني يتصدون للمصاعب، ليقدموا عملاً في أصعب
الظروف، عدا شبكة المصالح والعلاقات التي تستطيع أن تشطب جهد أعوام بإشاحة
النظر عن العمل الأردني، حتى من جانب من توجب عليهم رعايته والاهتمام به،
وإلا كيف نفهم أن التلفزيون الأردني في الستينات كان ينتج مسلسلاً جماهيراً
على المستوى العربي مثل "صح النوم"، واليوم يحجم عن شراء أعمال أردنية على
سوية عالية، مكتفياً بهوامش من أعمال تفتعل الأداء الكوميدي الخالي من
الكوميديا؟
حجة القصور المالي لم تعد تقنع أحداً، فالمنتج يعرف إنه إذا تكلف في
عمل سيعود عليه في الربح، وإذا أمسك يده أسقط العمل وخسر، والجهات التي
تشتري الأعمال تهدر أموالاً على أعمال أقل ما يقال فيها إنها عادية لا
تستطيع المنافسة على المستوى العربي، والنتيجة تلك التي نحصدها كلما قلّبنا
في المحطات العربية والمحلية؛ غياب مؤسف للعمل الدرامي الأردني.
الرأي الأردنية في
27/08/2010 |