ما يقوم به
التلفزيون المصري والقنوات الفضائية الخاصة
خلال شهر رمضان هو عدوان سافر على
المواطن البائس الغلبان، الذي لا حول له ولا قوة، فهو الوحيد المغلوب على
أمره
وفاقد القدرة على المقاومة، فالحصار المفروض عليه يقضي بتحديد إقامته 24
ساعة أمام
الشاشة الصغيرة، يسمع ويشاهد من دون رفض أو احتجاج، فما بين المسلسلات
وبرامج
التسلية والمسابقات والتوك شو تضيق المسافات فلا يوجد قيد أنملة بين هذا
وذاك،
والرهان عادة يكون على الصبر وقوة الاحتمال، إذ لا يستطيع أحد الفرار من
قناة إلى
قناة ولا تكتب النجاة إلا لمن عصم ربي، وهذا حال الإعلام.
وواقعة الراهن، ناهيك
عن حالات التنكيت والتبكيت والتناقض بين ما
هو ديني وما هو هزلي فهناك من يقوم في
المساء مقام الواعظ والفقيه، بينما هو بنفسه وشحمه ولحمه نديماً للفنانين
والفنانات
والمطربين والمطربات، الأحياء منهم والأموات يتقمص في الكثير من الحلقات
شخصية
المؤرخ الفني والمتذوق المرهف، ولا مانع من أن يكون ظريفاً من الظرفاء فقد
أتقن
الصنعة وصار بها عارفا وعلى خباياها مطلا، الحالة هنا لا تخص شخصاً بعينه
ولا يتميز
فيها نفر عن الآخر، بل حتمية، السوق تفرض قانون الترويج بالحداقة والشطارة
والفهلوة، فالمطلوب أقل من المعروض ومساحات الإرسال بالمحطات شاغرة تحتاج
ما يملؤها
ومن يملؤها في ما يمكن ان نسميه بالفراغ أو الخواء الإعلامي الذي تسبب
بدوره في كل
الظواهر السلبية وجعل المشاهد رهين المحبسين، الحبس الطوعي والحبس الجبري،
فالأول
يتمثل في أدوات الجذب المتوافرة بالأعمال الدرامية وغيرها والثاني يتمثل في
الملل
والركود والكسل وما يترتب من رغبة في الهروب والتغييب!
من بين ما يعرض من
مسلسلات ينطبق عليها وصف التغييب مسلسل
للكاتب مصطفى محرم والمخرج محمد النقلي
بعنوان 'زهرة وأزواجها الخمسة' وهو
المستنسخ من مسلسل سابق لنفس الكاتب عنوانه 'عائلة
الحاج متولي' عرض في رمضان الماضي أو ما قبله على ما أذكر، وحيث ان الكاتب
واحد فيمكن القول من دون مبالغة، أن المسلسلين عمل واحد ايضا لا يختلف
فيهما غير
اسماء الشخصيات وما أضيف للأبطال من رتوش وماكياج وملابس وما تنقلت بينه
الكاميرات
من مواقع تصوير، فعلى ما يبدو أن فكرة تعدد الزوجات استهوت الكاتب الكبير
فصار
يصوغها بأشكال مختلفة، فبدلا من الحاج متولي جاءت الحاجة زهرة، وبدلا من ان
يمنح حق
تعدد الزوجات للرجل وفق ما جرت عليه العادة الدرامية كان الحق للمرأة على
عكس
العادة الفنية 'المحرمية' نسبة إلى 'محرم' وليس إلى التحريم، وفي تقديري أن
الشيء
الحرام الوحيد في المسلسل هو تعذيب المشاهدين بإبراز الفوارق الاجتماعية
الفجة
الواضحة بين حياة فرج أبو اليسر، رجل الأعمال وحياة السواد الأعظم من
الناس، الذين
لا عمل لهم ولا أعمال، كذلك الهوة الشاسعة الفاصلة بين واقع تنتمي إليه
الحاجة 'زهرة'،
غادة عبدالرازق وواقع آخر يعيش فيه الغالبية العظمى من نساء مصر المحروسة
ممن يمتلكن مقومات ثراء وجمال وأبهة وعظمة وثقافة تفوق بمراحل مزايا
الفاتنة 'زهرة'،
الشخصية الصناعية الملفقة من 'الساس للراس' كما يقول المثل الشعبي الدارج،
غير ان الأكثر غرابة هو ذلك الرجل أبو اليسر الذي يموت عشقا في الغندورة
ذات الحسب
والنسب بدون مناسبة وبغير مبررات مقنعة، اللهم سوى الشهوانية وفراغة العين،
وما
يلفت النظر ان الفنان حسن يوسف الذي ظل صائماً لسنوات عن التمثيل يعود
إلينا بتلك
الشخصية الملتبسة لمجرد أنها ترتدي الزي الإسلامي وتتنكر في عباءة الدين
وتمسك
بالمسبحة وتتشدق بسجادة الصلاة، فهذه هي دلائل الإعجاب بالشخصية من وجهة
نظر الفنان
القدير وهي ذاتها العيوب القاتلة من الناحية الفنية والدرامية البحتة، لأن
الالتفات
للشكل والعرض العام والتركيز عليهما عدم قدرة على النفاذ للجوهر واكتشاف
الخواء
والضعف وهذا ما كان ينبغي ان يتجنبه البطل حسن يوسف قبل أن يغويه الشكل
الخارجي
ولحية أبو اليسر العيرة وجلبابه الأبيض وسرواله القصير!
ومن الظاهرة الدينية الى
التربة التي نبتت فيها شجرة التطرف
والجماعة الذين عملوا على إقامة بستانها أو
دولتها لتكون بديلا للدولة العلمانية في طموح غير مشروع لتغيير الهوة
الثقافية
والسياسية بما لا يدع مجالا للخلاف في الرأي ولا يترك فرصة لقضية الود
وينصب السيف
حكماً بين المختلفين في الفكر والسياسة، وهذا ما يطرحه مسلسل 'الجماعة'
للكاتب
والسيناريست وحيد حامد، حيث ينفرد وحده بمناقشة قضية الإخوان المسلمين
جهارا نهارا
دون الإشارة إليها بالإاسم الحركي 'الجماعة المحظورة'.
بعد أن صارت ممارساتها
علنية وآمالها جلية وأهدافها لا تخفى على
أحد، فمن ثم ليس من ضرورة للإلتواء واللف
والدوران في المجابهة والمقارعة وكشف الحقائق التاريخية ليكون الناس على
بينة من
أمرهم الديني والسياسي فوحيد حامد بوصفه كاتبا مؤثرا له ثقله الجماهيري
وخبرته
الدرامية مضطلع بهذا الأمر وكفيل به فهو لم يأت بالأحداث والتواريخ من بنات
أفكاره
وإنما اعتمد على مراجع وسندات تاريخية وآراء وكتابات من مختلف الاتجاهات
ليوفر
لنفسه المادة الخام للدراما وفي النهاية يكون له حق التمحيص والتشخيص وخلق
الصراع
وتحريك الأدوار بما يتلاءم مع وجهة نظره الشخصية ولكن مع تحري الموضوعية
فيما يعرضه
ويطرحه للمناقشة ويستفتي عليه القاعدة العريضة من الجمهور بعدما يتبين
للناس الخيط
الأبيض من الخيط الأسود وتتجلى الحقائق واضحة فيبتعدون عن عبادة الأصنام
والتسليم
تسليما أعمى بالأفكار السلفلية، والحقيقة ان المسلسل حقق الكثير مما كان
يهدف إليه
ودفع البعض على إعادة النظر في قراءة التاريخ الديني والسياسي لـ'الجماعة'،
بيد أنه
وقع في شرك المباشرة ببعض الحلقات التي غلبت عليها الدعائية لصالح التيار
العلماني
في مجابهة صريحة وواضحة للفكر الإخواني وإن كانت الحلقات الأولى قد أنصفت
مؤسس
الجماعة الشيخ حسن البنا ولم تنكر عليه ذكاءه وحنكته وإخلاصه لمشروعه، وهذا
في حد
ذاته تحر للأمانة واعتراف بفضل الرجل وخصاله الحسنة ولكنه في نفس الوقت
ترجمة
للقضية الخلافية وتحديد لها بعيدا عن المسائل الشخصية ووضعها في محلها
الإعرابي
الآني والظرفي وهو حد الدين وحدود الدولة.
القدس العربي في
25/08/2010
رمضان يفتح شهية الصائم على الزواج نساء رمضان:
الحجة زهرة
فوق الركبة
لينا أبو بكر
لست تدري لماذا يفتح رمضان شهية الدراما العربية على الزواج؟
ربما لأن الصيام له أثر على تعاظم الفحولة العربية لدى الصائم، مما يثير
بالتالي
شهية كتاب النصوص والمخرجين للتعامل مع الزواج باعتباره وجبة
لذيذة يقدمها هؤلاء
عربون عبادة في الشهر الكريم، أليس الزواج نصف الدين يا جماعة!
هند صبري في
مسلسلها 'عايزة أتجوز' الذي يعرض على قنوات فضائية متعددة، شخصية ربما كان
يمكن أن
يقال عنها استثنائية لو أنها اقتربت إلى حدود المبالغة التلقائية، التي لم
تجد هند
صبري مقاربتها في كل الحالات التي تقمصتها، مع الاعتراف لهذه
الممثلة المتميزة على
صغر سنها بإبداعها المتنوع بين التمثيل والغناء والتقديم ومستوى ثقافتها
وتعليمها
ورقي لغتها وحوارها، مما أهلها لتكون سفيرة للنوايا الحسنة.. ولكن بحسبة
بسيطة جدا
لنسبة العنوسة في مجتمعاتنا العربية تعطي العذر للبطلة باللهاث
وراء الزواج على
النحو الذي تشاهدونه، غير أنك لا تتقبل التلقائية المبالغة في بعض اللقطات
لأنها
تخرج عن طور التلقائية الإبداعية التي طالما تمتعت بها هند صبري في باقي
أدوراها،
وهو ما لا يخل بطبيعة الحال بجودة المادة المعروضة وحلاوتها،
وخصوصيتها، فالكوميديا
تتطلب هذه الجرأة عادة ومن يخوض غمارها لابد أن يكون واعيا لهذا الاعتبار
الخطير
والحساس، فالمغامرة الكوميدية خطورة حقيقية، إما تصعد بالمغامرين إلى القمة
وإما
ترمي بهم إلى أسفل قاع..
ولأن هند صبري استطاعت في هذا العمل السير على حبال
المنطقة الوسطى بين القمة والقاع، فربما مكنت المشاهد من الاستمتاع بهذه
الأرجحة من
دون الانفلات منها إلى أي الجهتين، رغم انك لو تذكرت عمل ماجدة زكي في
رمضان سابق،
الذي طرح نفس القضية مع اختلاف بسيط، تدرك معنى أن تكون
الكوميديا مغامرة أو طبعا
لا تطبعا وهنا المحك.. وهو ما يدفعك للتساؤل لماذا تلح قضايا الزواج
والعنوسة على
الدراما والكوميديا العربية في رمضان؟ لست ادري ربما ليس لغرض الشهية إياه
فقط إنما
لأن الزواج بحد ذاته يصبح نكتة وينقلب واقعنا المرير معه إلى مسرحية تدعونا
للضحك،
بل القهقهة على أنفسنا حتى الموت!
الحجة مين يا ولاد؟
الحجة زهرة
التي ذهبت للحج وطافت بيت الله الكريم تنقلب بعد طلاقها من حسن يوسف لحجة
'فوق
الركبة' لأنها لم تكتف بخلع الحجاب، بل نسيت حجتها بأكملها لبيت الله كأنها
لم تكن،
والحق على الفلوس!
زوجة الحج متولي الثانية تقوم بمهمة متولي، ولكن على طريقة
خمسة واحد أو ربما عليّ أن أقول خمسة رجال أمام مهاجمة واحدة هي امرأة
يتهافت هؤلاء
على تسديد قلوبهم نحو مرماها، وهاهم يجربون حتى تقوم هي
باختيار الهدف الذهبي،
معتمدة على لعبة أتجوز مين يا ولاد؟
ماهي القضية الحقيقية المطروحة في
النص؟
لا شيء سوى انها امرأة تخرج من حي فقير بصفقة زواج، تتنقل بين الرجال
كأنها كرة من ذهب وليست هدفا ذهبيا، من البطل إذن في هذا العمل المبتذل
الذي لم يقم
بشيء سوى دغدغة مشاعر المشاهد الذي تروق له تلك الحكايا والقصص
وأمور الزواج؟ البطل
الحقيقي لم يكن الزواج هذه المرة إنما الرائعة كريمة مختار التي أجادت في
تمرير
لقطات كوميدية مدهشة في هذا العمل القائم على الحيرة بين الكوميديا
والدراما
والسماجة التي تحاول أن تقترب من الدلع ولا تنجح، فتبدو ثقيلة
الظل، ومش مستساغة..
المسلسل على تناقضاته أخفق في كسب ود المشاهد ولم ينجح فيما نجح فيه الحاج
متولي،
لأن التطور الدرامي للحكاية بدا مبتذلا ومتكررا ولم يسجل السبق، وهدفه
الأول
والأخير كان إغواء المشاهد بالبطلة من خلال الحكاية التي يفترض
أن تكون هي القضية
وليس إثارة القضية لتوعية المشاهد أو حتى تسليته والترفيه عنه.. لكن ما
يحسب للحجة
زهرة، انها انضمت لقافلة الأعمال الرمضانية التي تفتح شهية الصائم على
الزواج، ولم
يتبق على الفحولة العربية إلا أن تبحث عن نسخة واقعية للحجة
المذكورة أعلاه، بعد أن
كان رجالنا في رمضان آخر يحاولون استنساخ متولي في أقراص مدمجة هي أدمغة
عربية لا
يشغلها سوى دراما الزواج وفتاواه ووجباته الرمضانية التي تراق لها الدماء
وتبذل لها
الأرواح، لأن المعركة الحقيقية ليست مع اسرائيل إنما في بيوتنا
وغرف نومنا وفوق
أسرتنا ومطابخ أفكارنا الرجعية، واللهم إن الامة تصوم عن الطعام وتفطر على
المسلسلات الدسمة!
أين كليوباترا؟
وائل رمضان مخرج العمل الذي انتظره
الجميع، ولن أقول ان الانتظار جاء 'فشوش' إنما نص نص، إلى الآن
على الأقل، فماذا
بعد الحلقة الثالثة عشر؟ يعني منذ أول حلقة ورمضان يصور كليوباترا وهي
تستحم يحيط
بها الورود والعطور والنساء والمعجبون والملوك والرومان والأحقاد والسموم
والأفاعي
تصويرا رائعا، حتى لكأن سلاف التي هي ليست كليوباترا، لوحة فنية جميلة قامت
بأداء
دور جمالي خاص بالتقاط صور لامرأة وجهها جميل وركز على وجهها
فقط! ولعلمك أيها
المشاهد أن ملكة مصر لم تكن جميلة كما يُظن!
النطق السليم للعربية الفصحى خذل
البطلة أيما خذلان، عداك عن النص الذي أطال جدا واستغرق في
التمهيد لمرحلة ما قبل
كليوباترا إن جاز لنا القول، والتعرقل في الفصحى أخل بالتمكن والأداء
والصدق
والتواصل مع اللحظة الدرامية، اما أين كليوباترا؟ فليس عليك ان تسأل البطلة
عنها،
لأنه كان الأجدر بسلاف أن تشتغل على نسيان اليزابيث تايلر بدل أن تعيد
تقمصها!
كليوباترا بنسخة وائل رمضان لم تنجح بتهيئة المشاهد لظروف البطولة
الرمضانية هذه، واكتفت بالاستناد إلى مخزون ما يحتفظ به المشاهد لها من
بطولات
سابقة كرسائل الحب والحرب وأسمهان، علما بأن فرح بسيسو نجحت في
القبض على دورها
ببطولة فائقة وروعة في تجسيد استثنائي لا يخلو من أخطاء إعرابية اضرت
بالعمل
بأكمله!
أتذكر وأنا أشاهد سلاف في كليوباترا لقاء معها في برنامج نقطة تحول،
الذي تملكها به غرور لا يليق بمن يؤمنون بإبداعاتهم ويعيشونها على أنها قدر
وليس
حظا عابرا، حيث قالت ان سلاف هي من لها الفضل على أسمهان فلم
تقتسم حتى الحظ مع
الواقع وحظرته على المخيلة؟ هنا يصبح الابداع ظاهرة مرضية، وما تقوله عن
رفضها
الاحتباس الإبداعي ـ إن جاز لي التعبير- في قوقعة أسمهان يبدو غير منطقي
فليس عليها
الاعتماد على المشاهد فيه فقط إنما على مقدرتها هي أولا من
الخروج من تلك القوقعة
التي أصابتها بالظاهرة الإبداعية المرضية ذاتها!
خطأ درامي أناني
فات نجدة أنزور أن المشاهد العربي ليس بشاعر ولا يحب الشعر ولا يقربه
كأنه
رجس من عمل الشيطان، وليس بساحر أيضا حتى يقلب الأفعى عصا يشق بها غبار
معارك
الدراما الرمضانية ويخترقها رافعا راية النصر عليها لأنه
ضحيتها الأولى والأخيرة،
وفات أنزور أيضا ان المشاهد العربي لم يعد يبحث عن قصص الحب في روايات
متلفزة، لان
اللغة لم تعد هاجسا ولا عنصرا جذابا على الصعيد الدرامي، بل إنها ملغية
تماما من أي
اعتبار، فنحن في زمن يبحث عن حدث له عقدة ذات درجة حرارة لاهبة
حتى وإن كان بلغة
الصم والبكم أو بلغة زمن العتاهية أو المعاتيه!
في رواية 'ذاكرة الجسد' كانت
البطولة الحقيقة ليس للذاكرة ولا للجسد، بل للغة الراقية
والرائعة التي احتفظت
بجماليتها حتى آخر رمق من حبر أحلام مستغانمي، إلا أن في الاحتفاظ بهذه
اللغة في
سياق العمل الدرامي ما يخذل بطولتها لان الدراما شأن مختلف لا يعبر عن
الوفاء للعمل
الروائي فقط بترجمته أو نقله حرفيا إلى الشاشة، بل هذه أنانية
تقتل بطلتها، وكان
على الرؤية الدرامية أن تتدخل لإنقاذ ذاكرة الجسد من نفسها، اللغة يجب أن
لا تستأثر
بالبطولة المطلقة مرتين، لأن المتعة التي يحصل عليها القارئ من الكتاب لن
تكون هي
ذاتها التي ينشدها المشاهد خلال متابعة العمل، ربما كان على
أنزور أن يخلق عالما
أكثر رحابة من ستديو محاصر باللغة التي تصيب المشاهد بالملل، ولا تشبع عينه
ولا
تغويه بمتابعة مشوقة وتواقة لحدث متنام متصاعد متطور افتقدته هذه الدراما..
مع
التأكيد على روعة البطولة الجزائرية لبطلة العمل أمل بوشوشة،
وهي المرة الاولى التي
تقوم بها أمل بالتمثيل مما يشي باختيار بطولي ومغامرة ناجحة جدا أنقذت ما
يمكن
إنقاذه من فشل لا يليق بكل ما حققته ذاكرة الجسد من نجاح!
قناة
'الحوار'
قد أسجل في هذه الوقفة اعتزازا خاصا بقناة الحوار اللندنية، لأنها
تنجح
في كل رمضان بمواكبة طقوس الصيام والعبادة والإفطار مع عرب لندن، فتخفف
وطأة الغربة
والوحشة عن الصائم وتسجل حضورا فضائيا مهما لو غاب لترك فراغا لا يمكن لأية
فضائية
أخرى أن تسده، بوركت هذه الجهود وبورك فضاؤها كأنه الوطن.
شاعرة عربية
-
لندن
القدس العربي في
25/08/2010
ذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي يحشد الجزائريين
حول نضال
الأجداد بثورة التحرير
الجزائر ـ يتابع الجمهور الجزائري باهتمام كبير مسلسل "ذاكرة
الجسد" المقتبس من رواية الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي، الذي يعرض
حاليا على
القنوات الفضائية منذ بداية شهر رمضان.
وراهنت القناة الجزائرية على المسلسل
باعتباره يروي الوجع الجزائري خلال الثورة الجزائرية والحزن
الجزائري بعد
الاستقلال، فضلا عن كون هذا الجزء من تاريخ الجزائر لم يحظَ بمثل هذا
الاهتمام
السينمائي العربي.
ودافعت الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي كثيرا عن العمل
الدرامي، وقالت إنه يفرض أحداثا دراميا تؤرخ لمرحلة من التاريخ
الجزائري.
وأضافت مستغانمي أن الرواية مبنية على السرد الداخلي للشخصيات
وعواطفها وليس على زخم الأحداث وكثافتها، لذلك تبرز العمل الخط الدرامي،
بحسب وكالة
الأنباء الكويتية (كونا).
وأوضحت أن الأحداث العاطفية لم تغلب على العمل،
والرواية تحمل حادثة وقوع خالد بن طوبال في غرام فتاة جميلة
وتجسد الدور أمال
بوشوشة، وهي ابنة مناضل جزائري وكان صديقا لبن طوبال أثناء ثورة التحرير،
ولكنه قتل
في أثناء حرب التحرير الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي.
وأكدت مستغانمي أن العمل
يحمل صورا لحرب التحرير الوطنية ونضال شعب وليس فقط رواية أو
مسلسلا دراميا يعرض في
رمضان.
وأوضحت أن الروايات التي يغلب فيها السرد العاطفي على الأحداث لا
تكون مادة جيدة للدراما إلا إذا تخلص كاتب السيناريو من حدود الرواية،
وأضاف لها
انسياق أحداث من عنده ليسد فراغ الأحداث بسبب اتساع العاطفة،
وهذا ما فعلته كاتبة
السيناريو، على حد قول الروائية.
ومن جهة أخرى، قالت مستغانمي إن الممثلة
الواعدة آمال بوشوشة استطاعت في المسلسل أن تبرز اللهجة
الجزائرية أيضا، مشيرة إلى
أن هناك تشابها بين البطلة والفتاة بوشوشة في الذاكرة، فكلاهما درسا في
فرنسا
ولكنهما يحتفظان بذكرى الوطن في ديار الغربة بباريس.
ومن جهتها عبّرت خريجة
برنامج (ستار أكاديمي) الممثلة الجزائرية أمل بوشوشة -في تصريح لـ(كونا)
التي
اختارتها الروائية أحلام مستغانمي لتجسيد دور (حياة)- عن أملها في أن ينال
المسلسل
رضا المشاهد العربي، معتبرة الدور الذي أدّته في هذا المسلسل
الأول بالنسبة لها
تجربة تبقى راسخة في ذاكرتها.
وأضافت أن "ذاكرة الجسد" يعد انطلاقتها في
عالم التمثيل، وهو عالم يحتاج إلى الجهد الكبير والعمل المتواصل.
وأدت آمال
بوشوشة دور (حياة) التي تعيش في باريس وتلتقي هناك صدفة مع صديق والدها في
رحلة
الكفاح، لتنسج بينهما خيوط قصة حب رائعة.
ومن جانبها رأت الممثلة الجزائرية
بهية راشدي بتحقيق مسلسل "ذاكرة الجسد" -التي جسدت دور أم
الزهراء والدة شهيد في
حرب التحرير الجزائرية، ووالد بطلة المسلسل حياة- أن السر في نجاح أي عمل
فني هو
انضباط المخرج وقدرته على خلق الجو العائلي بين طاقم العمل، ومنح الطاقة
اللازمة
لكل ممثل حتى يتمكن من استغلال كل قدرته وموهبته، وهو تحديدا
ما يتميز به نجدت
أنزور.
وأضافت أن دورها في المسلسل وإن كان صغيرا إلا أنها تتشرف به؛ إذ
يكفيها أن يتم اختيارها من بين قائمة طويلة لمرشحات جزائريات بعد تأكد
المخرج من
توفر المواصفات المطلوبة في شخصها.
وعن تجربتها في المسلسل -حيث التقت
بفنانين من سوريا والعراق وتونس-، ذكرت بهية راشدي أنها فرصة
ثمينة للتعرف على
إمكانياتها وقدراتها بالوقوف أمام فنانين بلغوا العالمية.
كما أكدت أن
مشاركتها في هذا العمل هي تحقيق لواحد من أجمل أحلامها، خصوصا تعرفها على
وسط فني
عربي راقٍ جدا والعمل إلى جانبهم، بعدما عرفت نجاحاتهم فضلا عن كونها شاركت
في عمل
يسرد ذاكرة الجزائر.
وقال الإعلامي والناقد السينمائي علاوة حاجي إن الجزائر
لأول مرة تكون محور عمل سينمائي درامي رفيع المستوى من الصنف الأول.
وأضاف
حاجي أن المسلسل أثبت أن الثورة الجزائرية ما زالت قابلة للاستنطاق
السينمائي، خاصة
أنه تزامن المسلسل مع فيلم "الخارجون عن القانون" لرشيد بوشارب، الذي أثار
بدوره
ضجة كبيرة وأنتج جدلا إعلاميا وسياسيا كبيرا في الآونة الأخيرة.
وأوضح أن
"ذاكرة الجسد" أثبت أيضا أن القراءة الواقعية بعيدا عن التقديس الزائف
والنمطية
التاريخية يمكن أن تتحول إلى قوالب سينمائية فيها الكثير من الحبكة
والمتعة.
وشدد على أن المسلسل يجسد بداية خروج من عالم الدهشة والقدسية التي
كانت تحيط بالثورة الجزائرية والثوار والتعامل مع التاريخ كقصة إنسانية
تحمل في
طياتها كل تفاصيل التجربة الإنسانية بأخطائها وصوابها عبر
تجسيدها للمجاهدين
المزيفين، والذين أغواهم مجال الأعمال والمال بعد الاستقلال وأداروا ظهورهم
لقيم
الثورة والشهداء.
القدس العربي في
25/08/2010
مبالغات في البذخ وماكياج الممثلات واجواء الحزن:
من اين
يأتي كتاب دراما الخليج بكل هذا الشر؟
ميساء آق
بيق
بقدر ما أنعم الله على أهل الخليج العربي بالرفاهية وبحبوحة
العيش، بقدر ما تأتي بعض مسلسلاتهم تنضح بالحزن والكآبة والشر والحقد.
لا أدري
من أين تأتي هذه الأفكار أو ماذا يخطر ببال الكتاب الذين يفبركون
السيناريوهات،
فأنا أعيش في الخليج منذ أعوام طويلة، لم أر خلالها من أهل الإمارات إلا
الكرم
والطيبة واللطف والذوق والاحترام، حتى أحاسيسهم ومشاعرهم مليئة
بالحب والعاطفة،
وبالطبع مثل أي شعب آخر في العالم لا بد من وجود بعض المهزوزين أو أصحاب
الأخلاق
السيئة، لكنهم ليسوا قاعدة أو تعميماً، وبحكم عملي في الإعلام التقيت بكثير
من أهل
الخليج من خارج الإمارات تحدثوا كثيراً عن عائلاتهم وأهلهم ولم أسمع بتلك
الشرور
التي أراها في مسلسلاتهم، ليلة عيد، شر النفوس، هوامير الصحراء
وغير ذلك. أعود
وأكرر بأنه لا بد من وجود أشرار أو أشخاص بلا ضمائر، لكن نشر الصورة وكأنها
وضع عام
هو الأمر الخاطئ.
من ناحية أخرى يبالغ مهندسو الديكور في هذه المسلسلات في البذخ
واختيار الأثاث والتحف المذهبة غالية الثمن حتى لو كان ذلك على حساب الذوق
العام
والرقي. هذه المبالغة تتحول أحيانا إلى منظر مؤذ للعين. أعلم
أن الراحة المادية
التي يعيش فيها كثير من أهل الخليج تساعدهم في اقتناء ما يحلو لهم من تحف
وسجاد
ومفروشات فخمة، ولكن ما تراه العين داخل صالة في قصر أو فيلا يختلف عما
تراه في
كادر تصوير محدود على شاشة مهما كبرت لا تستوعب كل هذه
التفاصيل. أما عن المبالغة
الشديدة في ماكياج الممثلات ولباسهن فحدث ولا حرج!
وإذا أردنا أن نستعرض الدراما
السعودية التي اتجهت إلى انتقاد مظاهر اجتماعية خاطئة وغير
مقبولة في إطار كوميدي
نجد أنها في أغلب الأحيان مشاكل محصورة في البيئة السعودية، فهي موجهة إلى
أهل
البلد بالدرجة الأولى، وبالطبع يختلف وضع الدراما السعودية طالما أنها لا
تستقطب
وجوهاً نسائية بسبب تقاليد البلاد.
أفكار قابلة للتسويق!
على خلاف ما
يعتقد البعض من القراء بأني أتابع جميع المسلسلات، فانا أرى مشاهد مقتطعة
على فترات
مختلفة من عدة أعمال درامية، وهناك حوارات تكررت في عدة مسلسلات سورية
عصرية تتحدث
عن صعوبة الحياة وتكاليف المعيشة العالية التي لا طاقة لإنسان بتأمينها،
وبالتالي
فإن السرقة والرشوة وبيع الجسد وبيع الأخلاق والضمير وبيع
الإخوة والأصدقاء هي
الطريق الوحيدة التي يستطيع من خلالها المرء جلب قوت يومه. الحقيقة أن هذه
الأحاديث
كادت تقنعني! فما كان مني إلا أن تساءلت هل هو انتقاد لمظاهر اجتماعية
سائدة وفاسدة
تندرج في إطار الأخلاق السيئة (عكس الأخلاق الفاضلة) أم هو تسويق لهذه
الفلسفة؟ هذه
المرة سأسمح لنفسي أن أقرر من دون إجراء إحصائية أو دراسة
اجتماعية ميدانية وأقول
أنا متأكدة أن بعض ضعاف النفوس ممن يشاهدون هذه الحوارات يتأثرون بها سلباً
ويتخذون
هذه الطريق أسلوب حياة طالما أنها تحولت إلى عرف سائد! حتى مسلسلات الحارة
الشامية
القديمة باتت تنضح بشخصيات مرتشية وكأنه خط عام متوارث في
المجتمع السوري عبر
السنين.
فتيات الحارة آخر موضة
أمر لافت للنظر أن الممثلات الشابات
في مسلسلات الحارة الشامية يظهرن في أبهى حلة جمالية، الشعر تم
تشذيبه على أحدث
الموديلات الرائجة، وألوانه صبغت بأحدث ما توصل إليه علم تصفيف الشعر،
والمساحيق
التي تغطي الوجوه والعيون تحكي عن آخر ما ابتكرته بيوت الماكياج العالمية،
حتى
الرموش الاصطناعية لم تختف من أعين الممثلات في هذه المسلسلات،
ألهذه الدرجة تعتبر
الفنانات الشابات وجوههن غير مقبولة من دون هذه الألوان؟ أعتقد أن عليهن
وعلى
المخرجين والمخرجات العودة إلى الأفلام السينمائية الأجنبية التي صورت
حقبات قديمة
من الزمن لمشاهدة وجوه الممثلات وقد تناسبت مع الزمن الذي يحكي عنه الفيلم،
ألم
تحصل النجمة كيت وينسلت على أوسكار أفضل ممثلة بأدائها في فيلم
القارئ The Reader
لأنها لم تهتم بإبراز جمالها؟ وكذلك فعلت تشارليز ثيرون في فيلمThe
Monster
، كم
يلزمنا من الوقت كي نقترب منهم؟
محطات
-
أكرر تقديري للمخرج والكاتب
باسل الخطيب لتحفته الفنية 'أنا القدس' ولو أني لم أفهم لماذا
أصر على تصوير
الفلسطينيين دائما في موقع المذبوح من دون دفاع عن النفس. لا أدعي أنني
باحثة
تاريخية ولكن في العرف البشري الطبيعي هل من المعقول أن اليهود كانوا قبل
عام 1930
يسرحون ويمرحون على هواهم من دون أن يتعرض أحدهم للقتل على يد
أحد الفلسطينيين؟
حقيقة تاريخية أن عز الدين القسام أحد قادة الثورة كان من سورية، ولكن لا
بد من
وجود أحداث فردية دافع فيها فلسطينيون عن أنفسهم وممتلكاتهم تجاه اليهود
الذين لم
يكونوا قد نُظموا بشكل كامل في العصابات المسلحة.
-
إحدى المحطات الفضائية تقدم
بين مسلسل وآخر فقرة انتقالية فيها صورة مصحف تتقلب صفحاته،
أعتقد أن الفكرة تقوم
على التذكير بأننا اقصد الفضائيات لن نسمح لكم أيها المشاهدون بإيجاد أي
وقت كي
تقرأوا القرآن! ومحطة أخرى تصر على الكتابة بين المسلسل والآخر جملة من
الفطور إلى
السحور، وهذه أيضاً ربما مصممة على أن لا تترك للمشاهد وقتاً
للصلاة أو مسامرة
الأهل أو ممارسة أي هواية أخرى.
-
ما الذي يجعل فراس ابراهيم يتشنج كثيرا عندما
يؤدي دوراً؟ تساءلت عن هذا الأمر عندما رأيته في مسلسل اسمهان والآن أراه
يمثل بنفس
الطريقة في مسلسل أسعد الوراق، أذكر أنه كان يمثل بانسيابية
أكثر قبل الشهرة التي
حققها مسلسل أسمهان.
-
أود أن أشير إلى روعة أداء الفنان بسام كوسا في مسلسل 'وراء الشمس' وأقول إنه لو كان في مكان آخر
لأصبح ممن يتقاضون عشرين مليون دولار
على الدور الواحد. ولو أنني لم أستطع أن أعرف تحديداً إذا كان
يؤدي دور المصاب
بالتوحد أم بالتصلب المتعدد لأنه خلط بين الاثنين، لكنه عموماً أدى الدور
بإتقان قل
نظيره.
-
أود كذلك أن أشير إلى بعض الإعلانات المصرية التي تميزها خفة
ظل تنتزع
الابتسامة من الوجوه بشكل تلقائي وعفوي، إنها الرغبة في التطور التي يجب أن
تتوفر
عند جميع العاملين في الحقل الفني، وإلا لماذا ارتبط اسم الفن بالإبداع؟
أليس لأنه
لا يتوقف عن ابتكار أساليب وطرق جديدة في تقديم الأفكار؟
كاتبة من سورية
القدس العربي في
25/08/2010
اعتبر اجرأ عمل درامي ينتجه التلفزيون
الحكومي:
حملات نقدية تطالب بوقف مسلسل 'درايش' العماني
مسقط - د ب أ: شن صحافيون ومدونون عمانيون حملة نقدية على مسلسل 'درايش' الذي تعرضه الفضائية العمانية، في
وقت طالب فيه كتاب المنتديات بإيقافه
لأنه لا يمثل واقع الحياة الاجتماعية في عمان.
ويتكون المسلسل من ثلاثين حلقة
تناقش بالنقد قضايا يومية يعيشها المجتمع العماني.
وأثارت حلقة صورت المعلم
العماني بشكل كاريكاتيري سطحي المعرفة حفيظة العاملين بمهنة
التدريس في عمان، ما
جعل الكثيرين يطالبون في منتديات حوارية ومجموعات (جروبات) على موقع
التواصل
الاجتماعي 'فيس بوك' باعتذار رسمي.
وكان نفس المسلسل قد حظي بإشادة شعبية في
جزئه الأول، لأنه استطاع بجرأة انتقاد مؤسسات حكومية ومسؤولين
في البلد، الأمر الذي
جعله يوصف حينها بأنه أجرأ عمل درامي ينتجه التلفزيون الحكومي. ويخرج العمل
المخرج
السوري محمد وقاف الذي عرف سابقا بأنه مخرج أفلام وثائقية.
وترى الفنانة شمعة
محمد 'أن أسباب ضعف العمل هذا العام تعود إلى ضعف بعض النصوص، وعدم اهتمام
الممثلين
بتطوير أعمالهم'، وأضافت لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :'الذين ينتقدون
المسلسل
في المنتديات الحوارية يطالبوننا بنقد عميق جدا ونحن ما زلنا
مجتمعا لا يتقبل النقد
العميق'.
وتضيف شمعة 'هناك ممثلون يشاركون في الدراما العمانية من أجل الظهور
فقط، فهم لا يملكون موهبة حقيقية ولا يشتغلون من أجل تطوير أنفسهم'.
ويتحدث
الكاتب والروائي محمد سيف الرحبي، الذي دخل مؤخرا غمار الكتابة الدرامية عن
تعامل
الرقيب مع مسلسل درايش بالقول: 'الرقابة حاصرتنا بقوة في بدايات الاشتغال
بهذا
المسلسل، وفي الجزء الثالث تحسن الوضع إلى حد كبير، رغم أن مقص
الرقيب عمل بصورة
واضحة، خاصة باتجاه النقد الموجه للجهات الرسمية، لكن مررت بعض الأفكار
الجريئة
التي عرضت للمرة الأولى في الدراما العمانية كصراع الأعيان في المدن والقرى
على
توزيع الأراضي الجيدة في ما بينهم والحديث عن الوالي وانتخابات
مجلس الشورى وما
يحدث فيها من جوانب سلبية'.
ويستدرك الرحبي بالقول 'طلبت من وزير الإعلام وفي
وجود مسؤول الرقابة أن يخفف الرقيب يده عن أعمالنا، ودافعنا عما كتبناه
وكان هناك
تفهم كبير منهم'.
ورأى الرحبي أن مشكلة المسلسل تكون في النصوص أحيانا، وقال :'أحيانا يكون ضعف العمل بسبب النصوص وعدم
وجود كتاب محترفين للأعمال الدرامية،
والقوة تبدأ من النص الجيد ليكتمل مع المخرج والممثل المؤدي
لهذه الأدوار وكلها
تكاملية، وللأسف هناك خلل في التمثيل يضعف بعض الحلقات ويحيد بها عن طريق
التألق'.
من جانبه، يتحدث النجم العماني سعود الدرمكي أحد المشاركين في المسلسل
عن
الهجمة التي يتعرض لها المسلسل في المنتديات الحوارية فيقول 'نقد المنتديات
نقد
هدام بالضرورة'. ورغم أن الدرمكي يرى أن هناك حلقات عرضها المسلسل كانت
جيدة إلى حد
ما إلا أنه يقر بضعف الحلقات الأخرى، منتقدا حتى معالجة
المسلسل لبعض القضايا التي
تناولتها الحلقات.
ويطالب الدرمكي بوجود مشرف عام يتابع ما يمثل قبل عرضه،
مشيرا إلى أن الرقابة غالبا ما تبحث عن نقاط بعينها ولا يعنيها ضعف العمل
من قوته.
ويقول الدرمكي 'بعض الحلقات تسيء فعلا للمواطن العماني فهي تشوه صورته
وتحصره
في قالب كاريكاتيري لا يمثله'. ويرجع الدرمكي ضعف أداء الممثلين إلى
الاعتماد على
أسماء جديدة لا تملك الكثير من الموهبة، فيما لم يتم استدعاء أسماء لها
مكانتها،
والبعض طلب في الوقت الذي كان قد وقع عقودا مع فضائيات خليجية
أخرى.
ويتريث
الفنان صالح زعل الذي شارك في بعض حلقات المسلسل في الحكم على المسلسل قبل
نهايته
فيقول:'أفضل أن أشاهد العمل كاملا وبعد ذلك يمكن لي أن أتحدث عن تقييمه'،
في وقت لا
يبدو أن الأمر سيستمر فيه حتى نهاية العمل في وقت انتقل فيه النقد من
المنتديات
الحوارية على الشبكة إلى الصحف الحكومية والخاصة.
القدس العربي في
25/08/2010 |