ببساطة وتلقائية تحدث نجم الكوميديا سعيد صالح في الحوار التالي عن سعادته
بحلول شهر رمضان وعن ذكرياته وطقوسه فيه.. كما لم يفته أن
يتكلم عن مجال
المسرح, أما المفاجأة فكانت اعلانه أنه سيتفرغ للمزيكا
·
رمضان كريم.. هل سبق أن قدمت مسرحيات خلال شهر رمضان ؟
** طبعا..
بل أحلي شغل وأحلي مسرحيات هي التي قدمتها في رمضان! وهذا العام ان شاء
الله
سأعيد تقديم مسرحية حلو الكلام التي قدمتها بنجاح كبير في
التسعينيات.
·
كيف
يختلف المسرح في رمضان عما سواه من الأوقات ؟
** المسرح هو المسرح.. لا
يختلف في موسم عن موسم لكن طبعا في رمضان نحاول تقليل الملابس العارية
والحاجات
الهبلة التي لا تتناسب مع هيبة الشهر الكريم.
·
هذا علي مستوي العمل.. كيف
يكون الاختلاف علي المستوي الشخصي ؟
** أنا أحب شهر رمضان جدا.. وأتمني لو
أن السنة كلها رمضان لانني أشاهد ناسا كثيرين لا يعملون ولا يلتزمون إلا في
رمضان
وأقول ياليت رمضان يستمر.. أما بالنسبة لي فرمضان يعني لي صلاة التراويح
التي
أحرص علي أدائها يوميا في مسجد الحامدية الشاذلية بالمهندسين
أو في جامع مصطفي
محمود لقربهما من سكني.. كما يعني لي أيضا أداء العمرة والتي تحمل
رقم30
بالنسبة لي هذا العام بإذن الله.
·
هذا العدد الكبير من العمرات
الرمضانية.. هل تعتبره تعويضا عن شيء ما ؟
** نعم.. هي تعويض عن سنوات
طويلة عشتها قبل دخولي السجن منذ حوالي ستة عشر عاما حيث مكثت به عاما
طويلا خرجت
بعده وأنا كلي لهفة علي تصحيح حياتي والاقتراب من الله فحججت أربع عشرة حجة
وقمت
بعشرات العمرات وأصبحت أكثر إلتزاما في كل شيء في حياتي..
وطبعا هذا الالتزام
يزيد في شهر رمضان الذي احرص علي قضائه في مصر حتي استطيع إسعاد الفقراء
والمساكين
وكل من حولي.
·
ماهي العزومة التي لا تستطيع
رفضها في رمضان ؟
** هي
عزومة سمير خفاجة.. فكل رمضان لابد أن يعزمني للافطار يوما في بيته..
ومهما
كانت انشغالاتي لابد أن ألبي هذه العزومة.
·
ومن الذي تحرص أنت علي دعوته
علي الافطار؟
** أختي كريمة وابنها.. لأنها الوحيدة التي تبقت علي قيد
الحياة من أخوتي جميعا لذلك أصبحت عزومتها من أهم طقوس شهر
رمضان.
·
لا يمكن
أن يتم حواري معك دون أن أسألك عن رأيك في حال المسرح
حاليا.. كيف تراه ؟
**
المسرح النهاردة بـ عافية لان كل الممثلين هربوا الي التليفزيون,
والأجيال
الجديدة لم تتعلم أن المسرح هو التربية الحقيقية للممثل,
لذلك أصبح عندنا أزمة في
الجنود رغم أننا لدينا مسارح وقاعات عرض كثيرة.
·
كيف تقول أن لدينا أزمة في
ممثلي المسرح.. ونحن لدينا عادل امام وصبحي وسمير غانم وغيرهم ؟
** لا أعترف
بأحد منهم باستثناء عادل إمام.. فمحمد صبحي لم يقدم لنا شيئا مبهرا وهو
يقدم عرضا
مسرحيا ثم يقفل عدة سنوات, أما سمير غانم فهو محدود لا يقدم
سوي كاراكتر واحد
ونوعية واحدة.. لذلك إذا أردنا إخراج المسرح من أزمته علينا اكتشاف أجيال
جديدة
وتدريبها تدريبا مسرحيا بتعليمهم أن الممثل الذي لا يمثل مسرحا فهو ليس
ممثلا
حقيقيا.
·
ربما تهرب الأجيال الجديدة من
المسرح لما هو معروف عن صعوبته..
أليس كذلك ؟
** المسرح ليس صعبا بل علي العكس.. أنا آعتبره متعة من ربنا أن
يتيح لنا نحن الممثلين الوقوف وجها لوجه أمام الجمهور, ثم من
قال ان الاستسهال
يؤدي الي النجاح ؟! استسهال الممثلين وهروبهم الي التليفزيون أضر
بالتليفزيون
الذي أصبح يلت ويعجن في موضوعات تافهة ومكررة.
·
ماسر نجاحك علي المسرح طوال
عشرات السنوات ؟
** السر هو أنني أعشق المسرح, واعتبر كل ليلة عرض هي ليلة
الافتتاح وهذا ماعلمته لكل من يعملون معي في أي مسرحية فأنا كل
يوم قبل العرض ألهب
حماسهم بعبارة: اعتبروها ليلة الافتتاح حتي لو كانت الليلة المائة!
·
لكنك
لم تحقق نفس النجاح علي شاشة السينما.. بدليل قبولك مشهدا
واحدا في فيلم
الزهايمر.. ماتفسيرك ؟
** صحيح أنني قبلت أداء مشهد واحد في فيلم عادل إمام
لكنه مشهد بطولة!! بل انني اعتبره أهم وأجمل مشهد قمت به في حياتي وأنا
متأكد من
أن الجمهور لن ينساه أبدا.
·
كيف يكون مشهدا بكل تلك
الأهمية ؟
**
لانني أقوم بدور أحد أصدقاء عادل إمام.. ويتذكرني بعد سنوات طويلة فيبحث
عني
ليجدني نزيل أحد المستشفيات ومصابا بـ الزهايمر فيمكث معي في
محاولة لإحياء
الذكريات.
وفي نهاية المشهد أتبول لا إراديا فيبكي عادل امام من التأثر..
وقد قبلت الدور بمجرد قراءته لما وجدت به من شحنة إنسانية
عالية وبالرغم من أنني
تقاضيت عنه أجرا كبيرا إلا إنني كنت مستعدا لأدائه ببلاش!!
·
قمت بالتلحين
في بعض مسرحياتك.. الي أين وصلت هوايتك الموسيقية ؟
** الذي لا يعرفه
الكثيرون هو أنني عضو نقابة الموسيقيين منذ عام1984, وقمت بالفعل بتلحين
معظم
مسرحياتي وأعشق شعر نجم وبيرم التونسي وفؤاد حداد.. وحاليا
انتهزت فرصة أن المسرح
والسينما والتليفزيون واقعين وبدأت في التركيز علي المزيكا والتلحين لإنها
أرقي
كثيرا من التمثيل.
·
مادمت تمتلك هذه الموهبة..
لماذا لا تقوم بالتلحين
للأصوات التي تمتليء بها ساحة الغناء حاليا ؟
** لانني لن أجري وراء أحد,
فأنا عندي مكتبي مفتوح لأي صوت يحب أن يغني غناء حقيقيا وكلاما ذا قيمة
وليس
الأغاني الهلس التي نسمعها حاليا, لكني لا أريد التكسب من وراء التلحين
ولا أنا
عندي ألحان أريد أن أقوم بتسويقها!
·
هل صحيح أنه كان هناك مشروع
غنائي بينك
وبين محمد منير لكنه فشل ؟!
** نعم هذا صحيح!.. فمنذ عدة سنوات عرضت علي
منير بعض الألحان.. وقمنا بجلسات عمل واخترنا
لها كلمات من اشعار فؤاد حداد..
ثم اختفي منير بدون إبداء أسباب.
·
ألم تفكر في أن تغني ألحانك
بنفسك
؟
** أنا لست مطربا.. لكنني غنيت قصيدة بلقيس من كلمات نزار قباني في
إحدي
مسرحياتي فأنا أعتبر نفسي ممثلا شاملا وأبحث لـ مزيكتي عن شكل
يمكنني من تقديمها
علي المسرح فجمهور المسرح يتقبل غنائي مثلما يتقبل تمثيلي.
·
أخيرا.. أين
ابنتك الوحيدة هند من كل أعمالك الفنية المتعددة ؟!
** هند درست في المعهد
العالي للسينما قسم مونتاج وهي حاليا مونتيرة جامدة.. أما التمثيل فهي
الحمد لله
لم تحبه لأنها شغلانة متعبة والتمثيل ليس بالوراثة والدليل أنه لا يوجد ابن
ممثل
فلح في التمثيل!!!
الأهرام المسائي في
19/08/2010
كتاب الدراما يطالبون بنصيب في
جوائز الدولة
كتب : عبد السلام فاروق
أوصي المشاركون في ندوة' أسامة أنور عكاشة والدراما السكندرية
المجهولة'
التي نظمها مختبر السرديات بمكتبة الإسكندرية, الذي يشرف
عليه الأديب منير
عتيبة, أمس الأول بضرورة اهتمام جوائز الدولة التشجيعية بكتاب الدراما
لأنهم لا يقلون إبداعا أو أهمية عن كتاب الرواية والقصة, مشيرين إلي أنه
عوضا
عن حجب بعض جوائز الدولة أحيانا في مجال القصة والرواية يمكن
أن تقدم لمبدع من كتاب
الدراما الإذاعية أو التليفزيونية.
ونوه الدكتور إسماعيل الشيخة; رئيس
القناة الخامسة, إلي وجود حالة واحدة لم تتكرر حتي الآن حصل فيها الأديب
يوسف عز
الدين عيسي علي جائزة الدولة التشجيعية عام1973 عن تأليفه لمسلسل
إذاعي,
متسائلا:' لماذا لم تتكرر هذه الجوائز؟'.
وكان الشيخة قد بدأ الحديث عن
أنواع الكتابة والوسائط التي تقدم من خلالها, مؤكدا أن اتحاد كتاب مصر ما
زال
قاصرا حتي الآن; حيث يضع ضمن شروطه لانتساب العضو للاتحاد وجود كتابين
مطبوعين,
بينما لم يعترف حتي الآن بأي وسيط آخر للكتابة.
وروي الشيخة أنه التقي أسامة
أنور عكاشة عدة مرات أثناء إعداده لرسالة الدكتوراه وتعرف علي كثير من
جوانب
حياته; فعكاشة بدأ بكتابة القصة القصيرة وطبع مجموعة قصصية وزع نسخها علي
أصدقائه, وعندما تحولت قصة من المجموعة إلي سهرة تلفزيونية
لفت نظره عدد الجماهير
التي شاهدتها ورد الفعل الإيجابي, فقرر أن يحول مساره إلي الدراما, ومن
ثم أصبح
نجم الشباك الأول في الدراما التليفزيونية.
وأضاف أن عكاشة اهتم بقضايا مصر
وهموم المواطن, وعرض لتحالف قوي الفساد ومحاولتهم السيطرة علي
المثقفين, كما
أنه اهتم بقضية مياه النيل في مسلسل' ما زال النيل يجري', كما أنه كان
جريئا
وصريحا عندما كان يقتبس أي فكرة فيكتب ذلك علي' التتر',
دون أن يري أن ذلك يقلل
من مكانته الفنية.
من جانبها, أكدت فيفيان محمود; السيناريست والمخرجة
الإذاعية, أن أسامة أنور عكاشة كان أحد أهم المؤلفين وكتاب
السيناريو للدراما
المصرية التليفزيونية والمسرحية والإذاعية والسينمائية, وإن كانت الدراما
التليفزيونية هي التي احتلت مكانة بارزة في سيرته الفنية وكانت الأكثر
متابعة في
مصر والعالم العربي; مثل: الراية البيضاء, وخماسية ليالي
الحلمية,
وأرابيسك, وعصفور النار, وزيزينيا بجزأيها, وقال البحر, وامرأة من
زمن
الحب, وضمير أبله حكمت, والمصراوية.
وأوضحت فيفيان أن عكاشة كانت له بصمة
أيضا في مجال الدراما الإذاعية; إذ لا يعلم الكثيرون أنه بدأ حياته
الفنية كمؤلف
إذاعي مع المخرج حسني غنيم من خلال برنامج' من القاتل' قبل أن يتجه إلي
الدراما
التليفزيونية ويشتهر من خلالها, لافتة إلي أنه كمؤلف إذاعي لم يكن بنفس
المستوي
والقوة التي كان عليها كمؤلف للدراما التليفزيونية.
وأشارت إلي أن المرتكز
الرئيسي لأعمال أسامة أنور عكاشة يدور حول الإصرار علي قول الحق وعدم الخوف
مهما
كان رد الفعل والتأكيد علي أن الفرد ليس بمأمن وحده بل قوته
تأتي من أهله وأنه علي
كل شخص أن يتصدي للظلم ويحاربه بكل أشكاله.
وقالت إنه يحسب لعكاشة أنه تصدي
ودافع عن المؤلف الدرامي ورد له الاعتبار في زمن أصبح فيه الممثل النجم هو
من له
الكلمة الأولي والأخيرة, إلا أن اسم أسامة أنور عكاشة كان كفيلا بإخضاع
النجوم
للعمل معه مثل فاتن حمامة, ومحمود مرسي, وسميرة أحمد, وغيرهم. كما
أنه كان
أيضا سببا في صنع نجومية الكثير من الممثلين مثل صلاح السعدني, ويحيي
الفخراني,
وممدوح عبد العليم, وخالد زكي, ولوسي.
ولفتت إلي أن قدرته ككاتب أدت به
إلي نقل الحارة المصرية إلي الشاشة الفضية والوقوف علي تفاصيل البنية
الاجتماعية
للحارة بتطورها التاريخي; بحيث استحق عن جدارة لقب' نجيب محفوظ
الشاشة',
مضيفة أنه كان عاشقا للإسكندرية رغم أنه ينتمي لمحافظة كفر الشيخ; حيث
ارتبط
بمدينة الثغر إبداعيا وأنجز فيها معظم أعماله.
وفي سياق متصل, عرض كاتب
السينارست محمد الدخاخني في كلمته لمحات عن أسامة أنور عكاشة وتناول الهجوم
الذي
تعرض له عكاشة عندما تكلم بسوء في حق الصحابي عمرو بن العاص
قائلا إنه لا يستحق أن
يمجد في عمل درامي من تأليفه, مشيرا إلي أن عكاشة أصر علي رأيه رغم
اعتراض النقاد
وقال:' هوه لما يكون دا رأينا في عمرو بن العاص أبقي خرجت عن الإسلام أو
أنكرت ما
هو معلوم من الدين؟'.
وأضاف الدخاخني أن عكاشة كان ممن يؤمنون بقيمة ومكانة
مصر فعمل علي إظهار الشخصية المصرية وكثيرا ما انتصر لمبادئ الديمقراطية
والمواطنة
والعلمانية وعرف عنه أنه ناصري التوجه اشتراكي المذهب وكان له مقال أسبوعي
بجريدة
الأهرام; حيث طالب في إحدي مقالاته بحل جامعة الدول العربية
مع إنشاء'
كومنولث' للدول الناطقة باللغة العربية مبني علي التعاون الاقتصادي.
الأهرام المسائي في
19/08/2010
محمد شرف:
رمضان بداية انطلاقي
وأعود للسينما بعد العيد مباشرة
حوار: طارق اسماعيل
تألق في العديد من الأعمال الكوميدية وأصبح عنصرا أساسيا فيها, ويشارك مع
مختلف النجوم مثل عادل امام, عمر الشريف, أحمد حلمي,
أحمد ادم, طلعت
زكريا, أشرف عبد الباقي وغيرهم في العديد من الأفلام. التقينا محمد شرف
وكان هذا الحوار:
·
بداية
أين محمد شرف حاليا؟
** ابتعدت فترة لظروف المرض واستعد بقوة للعودة
باعمال جديدة في السينما والتليفزيون.
·
هل تم
بالفعل الاتفاق علي هذه الأعمال؟
** نعم وبعد العيد سيكون هناك أكثر من
عمل نبدأ في تصويره.
·
وكيف تري الأعمال
الكوميدية في رمضان؟
* إلي حد كبير مقبولة في ظل زحام الأعمال
الدرامية, لكنني أري ان كثرة الأعمال والمسلسلات يمكن ان تهدر نجاح مسلسل
كوميدي
قوي.
·
إذن انت لا تميل للظهور في
رمضان؟
** في ظل هذه الأجواء تنعدم المنافسات تماما لأن الجمهور يفقد
التركيز والحكم الصحيح علي الأعمال وبالتالي يصعب ظهور نجوم
جدد.
·
تقول ذلك علي الرغم من بزوغ نجمك
في مثل هذا
الموسم؟
** نعم في مسلسل أرابيسك وكنت أؤدي دور سامبو, لكن وقتها كان
عدد الأعمال قليلا وبالتالي الكل يتابع ويستطيع الحكم علي
الأعمال, أما حاليا
فأكثر من50 عملا علي الشاشات المختلفة.
·
من
يعجبك من نجوم الكوميديا؟
** أحمد حلمي وقد عملت معه وأشعر بالسعادة في
العمل معه لأنه فنان رائع.
·
والفنان عادل
إمام؟
** أستاذ قدير
·
وعمر
الشريف؟
** هذا الرجل أكثر من رائع وهو نجم عالمي بمعني الكلمة في
أفلامه وتصرفاته وحبه لفريق العمل معه.
·
ونجوم الاسكندرية مثل طلعت زكريا
وأحمد ادم وغيرهما؟؟
** ممتازان وأشعر
بالسعادة لنجاحهما وتألقهما.
·
وكيف تقضي وقتك
في رمضان؟
** بالسهر مع الأصدقاء مثل أحمد السقا وعمرو عرفة وعاطف
عمار, وغيرهم من الاصدقاء والنجوم.
·
ومن
تحب العمل معه حاليا؟
** احب العمل مع أي فنان يضيف لي
·
من هم النجوم الذين كنت تعشقهم
من
الماضي؟
** توفيق الدقن واستيفان روستي فهما نجمان في تأدية أدوار
الشر
·
هل تميل لادء مثل هذه
النوعية؟
** حاليا لا... فقد أصبح الجميع ينتظر مني الكوميديا
الجميلة
·
ومن يعجبك من نجوم المسرح
الكوميدي؟
** الفنان وحيد سيف والفنان الكبير سمير غانم.
الأهرام المسائي في
19/08/2010
العرب أنفقوا 150 مليون دولار علي
مسلسلات رمضان
اتهم عدد من نقاد الفن والدراما مسلسلات رمضان هذا العام بأنها مسئولة عن
تغييب
المواطن العربي لابتعادها عن التوعية والتثقيف الاجتماعي وطرح
الحلول للمشاكل
والازمات الاجتماعية واتفقوا علي أن دراما رمضان لا تستحق مئات الملايين
التي تكلفتها, موضحين أنها
ساهمت بسطحيتها وافلاسها علي مدار سنوات في إفساد المجتمعات وتوجيههم نحو
ثقافة
استهلاكية ووصفوا أغلبها بـ المريض بالمط والتطويل لكسب مزيد من ساعات
العرض
والاعلانات والثمن الذي تدفعه الفضائيات في مقابل عرض
المسلسل.
وقال عدد من
النقاد المتابعين للدراما العربية إن أغلبها بلا فائدة وأن المال الذي ينفق
عليها
مهدر ولا يستفيد منه إلا عدد محدود من المنتجين والنجوم الكبار, ويبدو أن
قسما
أخر يؤكد أن الدراما التليفزيونية باتت طقسا رمضانيا لا يمكن
الاستغناء عنه وجزءا
من صناعة مهمة يتكسب منها مئات الآلاف من العاملين بحسب وكالة الأنباء
الالمانية,
وقد تجاوز ما يصرف علي الدراما في مصر وحدها ما يتعدي150 مليون دولار.
وقال
الناقد شريف عوض إن الدراما المصرية في عصر النايل سات والعرب سات اصبحت
تتبع سياسة
الكم بدلا من الكيف بعدما كانت القنوات في الماضي محدودة العدد وتقدم كل
منها
مسلسلا واحدا من15 حلقة تعد له العدة طوال العام ليخرج
بمستوي رفيع في كل
عناصره.
وأضاف أن المنتجين والكتاب والمخرجين انفسهم انغمسوا في الآداء
المستهلك الذي تتحكم فيه شركات الإعلان وأصبح للمسلسل حيز ضيق
يملأ دقائق قليلة بين
الحملات الإعلانية المستمرة, مطالبا الكتاب بالتوقف عن ضخ المزيد من
أعمال السيت
كوم أو دراسة كيفية صنعها أولا وكذا التوقف عن دراما السير الذاتية التي
تفتقر الي
التحري التاريخي.
وقال المنتج عمرو قورة إن الحل الوحيد لتقديم أعمال جيدة هو
الاهتمام بالنوعية والجودة قبل النجم مشيرا إلي أن النجوم في
رمضان اسعارهم
غيرمنطقية والموضوعات لا يتم الاهتمام بها والإنتاج لا يأخذ وقته لأنه ليس
هناك أي
تخطيط عند المنتجين.
وأضاف قورة أن المؤشرات الأولية لنسب المشاهدة تدل علي أن
اسم النجم وحده لم يعد يكفي وان النجوم الكبار لم يعودوا يجتذبون أموال
المعلنين,
وأعتقد أن معظم المنتجين سيعيدون النظر في طريقة إنتاج المسلسلات بعد
الخسائر التي
ستنالهم هذا العام علي حد قوله
وعن الانتاج الخليجي قال الناقد السعودي مشعل
العنزي إن نسبة الجيد من الانتاج الخليجي هذا العام لا تتجاوز30%. وأشار
العنزي
إلي أن المسلسلات الكويتية بدأت تجاوز القضايا المكررة بينما ظلت المسلسلات
السعودية في تيار الكوميديا الركيكة المعتمدة علي البطل رغم
النص المتواضع في حين
تدور أغلب الأعمال المصرية هذا العام حول قضية الزواج بأشكال مختلفة.
وأضاف
بينما كان الانتاج في سنوات ماضية يراعي كثيرا حرمة شهر رمضان اتجهت
الاعمال مؤخرا
إلي إثارة قضايا وموضوعات تاريخية ذات خلافات مذهبية وعقائدية
لا تفيد أحدا ولا
تسهم في رسم صورة إيجابية عن التاريخ الاسلامي بل تثير التشكيك والتناحر.
فيما
أكد الناقد أشرف البيومي أن الدراما المصرية لا تستحق ما أنفق عليها هذا
العام بسبب
استمرار المط والتطويل الذي نتج عنه العديد من الاعمال متوسطة
المستوي سواء من
الانتاج الحكومي أو الخاص.
وأضاف مع الاسف لا تقدم الاعمال التليفزيونية ما
ينتظره الجمهور من تثقيف وتوعية ويقتصر الأمر علي التسلية فقط بل ربما
يتجاوزها إلي
الافساد بالتركيز علي العري والخمور والمخدرات.
وأوضح البيومي أن التألق يمكن
أن يعود للدراما عندما يتخلص الجميع من عقدة العرض الرمضاني وتوزيع عرض
المسلسلات
علي أوقات مختلفة من العام لكنه اعتبر أن من أهم أسباب فسادها
دلع النجوم وعدم رغبة
الجهات الانتاجية المصرية في تقديم أجيال جديدة من الشباب.
ورصد الناقد محمد
قناوي حالة من البذخ الانتاجي هذا العام في الدراما العربية بصفة عامة
والدراما
المصرية بصفة خاصة حيث بلغ عدد ما أنتجته الاستوديوهات المصرية
في2010 ما يزيد
علي56 مسلسلا متنوعا بين الاجتماعي والتاريخي والكوميديا بميزانيات تزيد
علي150
مليون دولار وهو رقم مخيف مقارنة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية العربية
الراهنة.
وقال لوكالة الأنباء الألمانية رغم حالة البذخ تلك فإن المحصلة
النهائية للاعمال الدرامية ركزت في أغلبها علي التسلية فقط
واعتمدت في أغلبها علي
الثالوث المحرم وهو الدين والجنس والسياسة متجاهلة القضايا العربية الساخنة
وهموم
المواطن العربي حسب قوله.
وقال الكاتب السعودي عبدالله الهاجري إنه لا يمكن
إصدار أحكام نهائية مبكرة وحتي نكون منصفين في إطلاق احكامنا يجب أن ننتظر
لكن
النظرة الأولية تؤكد أن الجميع لا يزال يدور في نفس الفلك الساذج الذي
عرفناه
سابقا.
وأضاف أن الاعمال السعودية مجتهدة فقط في الكوميديا بينما الاعمال
الخليجية ما بين الكوميديا والاعمال الاجتماعية التي تقدم
الفروق في الأوساط
المختلفة والأعمال السورية لا تستطيع تقديم نفسها سوي في الاعمال الشعبية
والتاريخية أما الاعمال المصرية فركزت في الدراما الاجتماعية علي تقديم بعض
أعمال
صبغتها كوميدية.
وقالت الكاتبة الجزائرية المقيمة في الامارات حنين عمر علي
إنها انتظرت هذا العام أعمالا قوية ومختلفة بعد موجة الاعلانات التي بدأت
مبكرا علي
القنوات الفضائية لكن ما حدث أن خيبات كبيرة أصابتها بعد العرض حيث لم
تستطع
الاعمال معالجة الموضوعات التي تناولتها بشكل منطقي وفاضت
الكوميديا عن حدها واستمر
تفصيل الاعمال علي مقاس النجوم.
وأضافت أنها شعرت بالصدمة بسبب أعمال غادة
عبدالرازق ويسرا إضافة إلي الجزء الخامس من باب الحارة ومسلسل ذاكرة الجسد
الذي شكل
الخيبة الكبري للمعجبين بالرواية بينما
عاني مسلسل شر النفوس من الفقر في السيناريو
وحوارات تافهة بين الشخصيات مشيرة إلي أن الدراما لن تسعيد تألقها إلا
حينما يكف
صناعها عما وصفته بـ الاستعجال والاستهبال.
الأهرام المسائي في
19/08/2010 |