يرسل المملوك «بظلم» رجاله للقبض علي الفلاحين وعقابهم علي ما لم
يسددوه من طاعة وضرائب له وللسلطة، وحين يتصدي له الفلاح الشاب
«نصر» ويرفض أن يكون
عبدا وبظلم سيده، يأمر بتأديبه، فتنبري زوجته «زليخة» للدفاع عنه وقول ما
في الصدور
تجاه المماليك وحكمهم وحكامهم البغضاء.
وبدلا من إقرار العدل، فإن بظلم يقرر
تأديب المصريين كلهم بحملات بوليسية شرسة.. وليصعد زمن «البهاليل» من
الناس،
الهائمين علي وجوههم يحكون عن الظلم والظالمين.. وهو ما تؤدي إليه الحلقة
الخامسة
من مسلسل «السائرون نياما» التي نري فيها، ربما لأول مرة،
ممثلة نجمة بحجم فردوس
عبدالحميد تمثل وهي حليقة الشعر تماما في دور «زليخة» التي ضجت من الظلم
وتحولت إلي
بهلولة تجوب المدن والقري لتحكي عما يحدث للناس، «السائرون نياما» رواية
للكاتب سعد
مكاوي صدرت في النصف الأول من الستينات عن نهاية عصر المماليك في مصر وكيف
ساءت
الأوضاع فيه لدرجة بدا فيها وكأن الجميع لا يدركون أنهم مقبلون
علي كارثة تعصف
بالحكام والمحكومين معا، وفي تقديمها كعمل تليفزيوني بدأ عرضه مع بداية
رمضان
استطاع الكاتب مصطفي إبراهيم الذي قام بكتابة المعالجة الدرامية والسيناريو
والحوار
لها أن يحافظ علي روح القضية التي طرحها مكاوي، وقام المخرج محمد فاضل بخلق
وإبداع
صورة معبرة عن زمن ومناخ في الماضي، تحسبه أحيانا وكأنه في
الحاضر، فما بين حياة
المماليك وهيئتهم بكل ما فيها من مفردات الماضي يتوازن معه هذه الملامح
لفقراء
وصعاليك المصريين في القري المظلمة، وفي النجوع وفي كل الأماكن التي يلجأ
إليها
البهاليل الذين ما زالوا موجودين بيننا، البعض منا يعتبرهم
مباريك - جمع مبروك من
البركة - والبعض يراهم منذرين برسائل الحق، والبعض يطاردهم.. وتلعب الإضاءة
مع
التصوير دورا مهما في العمل الذي يميزه عن غيره من كل أعمال رمضان واحتفاؤه
بالغناء
في كل أشكاله المستخدمة ضمن نسيج الحياة المصرية الممتدة من خلال قصائد
وأغنيات
صاغها الشاعر جمال بخيت ويؤديها الفنان الكبير علي الحجار الذي
يعود هنا للتمثيل في
دور بهلول أفقده التعذيب بصره كما تؤدي فردوس عبدالحميد جزءا من الغناء
بالعمل
والذي يستخدم داخل الرؤية الدرامية ونسيجها وليس خارجها.
سقوط السلاطين
تباعاً
وفي موقع آخر من التاريخ، يأتي مسلسل «سقوط الخلافة» للكاتب الكبير يسري
الجندي ليحلل جزءا من حقبة صعبة وصلت فيها الإمبراطورية
العثمانية الكبري إلي مشارف
سقوطها فأصبحت مطمعا للجميع، كما أصبحت أطرافها صيدا شهيا للقوي الناهضة
الأوروبية
وقتها، تبدأ أحداث المسلسل بالدخول في الصراع السياسي علي الخلافة نفسها
ومن داخلها
حين يقتل السلطان عبدالعزيز في الحلقة الثانية علي يد «عوني بك» وجماعته
ليتم إجلاس
شقيقه علي العرش بعد حبسه وإذلاله، ويصبح «مراد» سلطانا قبل أن يقتل هو
الآخر في
الحلقة الرابعة علي يد «مدحت بك» وأعوانه، وحيث لا يجدون مفرا
من تولي ثالث، هو ابن
أخ عبدالعزيز ليصبح السلطان عبدالحميد في نهاية الحلقة الخامسة ويبدأ بعدها
مسيرة
مختلفة عن سابقيه يرفع فيها سياسة حقن الدماء أمام تحريض المحيطين به
والقواد
المتآمرين علي الهجوم وإرسال الجنود للقتال بديلا عن التفاهم،
يطرح الجندي من خلال
العمل الصراعات الكبري والصغري التي أثرت علي هذه الإمبراطورية الكبري وعلي
توابعها
السابقين واللاحقين ومن بينهم مصر، وحيث تزور والدة «الخديو إسماعيل»
السلطان
عبدالحميد فتسمع منه ما لا تعرفه عن الأخطار التي يلمحها عن
بعد ومنها تكبيل
إسماعيل بالديون، في الحلقات أيضا تبدو أهمية التصدي لهذا النوع من الأعمال
إنتاجيا
من خلال ثراء مفردات الصورة في القصور وملامحها وأجوائها وتوابعها من حدائق
وممرات
وبشر وخيول إلخ.. وفي الملابس التاريخية ومقدرة مخرج العمل - محمد عزيزية -
علي
التعبير عن زمن وعصر مختلف بكل ما فيه وأيضا اختيارات الممثلين
لهذه النوعيات من
الدراما التي تحتاج لممثل قادر تعبيريا ولغويا وإن كان يسري الجندي هنا قد
وضع نصه
بلغة عربية سلسة بعيدة عن التقعر، يقوم بدور السلطان عبدالحميد الممثل
السوري
القدير عباس النوري بطل العديد من الأعمال المهمة ومنها
الجزءان الأول والثاني من
«باب
الحارة» ويقوم ممثل سوري قدير آخر بدور مدحت بك هو جهاد عقل العقل المدبر
للمؤامرات في البلاط العثماني، وبدور السلطان عبدالعزيز الفنان غسان مطر
وبدور
القائد جلال باشا الممثل الكبير عبدالرحمن أبوزهرة وفي أدوار
الملكات ممثلات كبيرات
مثل سميحة أيوب وعايدة عبدالعزيز وممثلون مقتدرون مثل خليل مرسي «السعادي»
وحلمي
فودة «عوني» وغيرهم ممن تنتظرهم في الحلقات القادمة.
..
وبطليموس يفقد
عرشه
وفي مكان أبعد، تاريخيا، من أزمنة العثمانيين والمماليك، يتوقف مسلسل ثالث
نراه الآن علي الشاشة في رمضان هو «كليوباترا» الذي كتبه قمر
الزمان علوش، وهو كاتب
قدير وله أعمال درامية مهمة سابقة، وأخرجه وائل رمضان، الممثل أيضا، وتقوم
ببطولته
الممثلة سلاف فواخرجي في دور كليوباترا ملكة مصر، والثلاثة سوريون، ولكن
الإنتاج
سوري خليجي ومصري «قطاع الإنتاج» وبرغم الغضب الذي أعلنه البعض
هنا في مصر لأن
ملكتنا التاريخية المحبوبة كليوباترا صارت صناعة سورية، فإن للحقيقة وجها
آخر، بل
وجهان، الوجه الأول أنه لا أحد من مصر فكر في تقديم عمل درامي عنها وعن هذا
العصر
المتأخر (38 سنة قبل الميلاد) وبالتالي فإن لهذا الفريق الفني
العربي السوري الفضل
في إنتاج عمل كهذا، أما الأمر أو الوجه الثاني فهو أن الإبداع ليس له وطن،
خاصة إذا
تناساه المبدعون في الوطن، ولا ننسي أن السينما الأمريكية كانت سباقة في
هذا حين
قدمت الفيلم الكبير «كليوباترا» بإخراج جوزيف مانكيفيتش عام
1963 وقامت بدور
البطولة اليزابيث تايلور مع عدد من كبار نجوم التمثيل في العالم..
كليوباترا التي
نراها الآن علي الشاشة تبدأ أحداثها بقلق الملك بطليموس الثاني عشر حاكم
مصر «يوسف
شعبان» علي ملكه بسبب تحركات روما وأسطولها البحري وتهديده
للعالم وقتها، وهو ما
يدفع بطليموس إلي القيام برحلة إلي روما ومعه هداياه وذهبه لتقديم فروض
المحبة
والصداقة وهو ما يحدث في الحلقتين الثالثة والرابعة، وإن كان يرفض أن يكون
تابعا
وهو ما يحدث في الحلقتين الثالثة والرابعة، وإن كان يرفض أن
يكون تابعا وهو ما
يجعله موضع صدام مع يوليوس قيصر «محيي إسماعيل» أحد حكام روما الأشداء
الثلاثة،
وحين يعود بطليموس من رحلته التي رافقته فيها ابنته الصغري المحبوبة
«كليوباترا»
يبدأ في اكتشاف المؤامرات التي بدأت في تدبيرها ابنته الكبري الحاقدة
بيرنيس «فرح
بسيسو» مع بعض قادة البلاط الذين استغلوا غضبها من أبيها وشقيقتها لإسقاط
الملك
والوثوب إلي مقعده وأمام أبواب الجحيم الذي يكتشفه بطليموس
وكان جاهلا به، غارقا في
ترفه وملذاته، لا يجد مفرا من الرحيل إلي روما من جديد ومعه ابنته
المحبوبة، ليتم
خلعه فورا في مجلس عسكري سريع يجتمع حول الابنة الكبري وهو ما تصل إليه
الحلقات
اليوم من خلال إيقاع سريع وإخراج قادر علي جذبنا لهذا الزمن
البعيد ليس فقط من خلال
الأماكن التاريخية الحقيقية التي صورت فيها المشاهد، وإنما من خلال حيوية
العلاقة
بين الحكام والمحكومين، والتوازن بين «دراما الشخصية» ودراما الموضوع وتلك
العين
الواعية علي العلاقة بين الماضي والحاضر في منظور يتجاوز الزمن
التاريخي إلي رؤية
أشمل.
كذلك اختيارات الممثلين بداية من يوسف شعبان الذي يبدو هنا في دور بطليموس
نموذجا للبطل التراجيدي المنهار الذي يصرخ حتي يسكت ما بداخله
من
إحباط وفشل عظيم،
بينما تقوم سولاف فواخرجي بدور كليوباترا بنعومة بالغة ومقدرة علي الإمساك
بملامح
شخصية صعبة، ومثلها فتحي عبدالوهاب في دور «كاري» الصعلوك المصري المغامر
الذي
استطاع أن يشغل الأميرة بقدرته الخارقة علي فعل ما لا يتوقعه
أحد، أيضا الممثلة
السورية فرح بسيسو في دور بيرنيس المراوغة القوية الغيورة والممثل اللبناني
انطوان
كرياج في دور حكيم البلاط وحمدي هيكل في دور قائد حرس بطليموس وبهاء ثروت
مشعل
النيران الفوضوي وحمدي السخاوي «حاكم بومبي» وغيرهم كثيرون
وكثيرات يشاركون في
تقديم عمل مبشر يستحق المشاهدة حتي الآن لأن الحكم النهائي مؤجل حتي نهاية
هذه
الأعمال التي أخذتها لأنها الأكثر إثارة للجدل في بحثها عن كل ما يحلم به
الإنسان
من عدالة وحرية من خلال أزمنة سابقة.
أما الأعمال التي تقدم ما يحدث الآن من
خلال بانوراما درامية واسعة تعبر عن كل ألوان الطيف فتحتاج إلي حديث آخر،
سواء كان «الحارة» لأحمد عبدالله وسامح عبدالعزيز أو
«بالشمع الأحمر» مسلسل يسرا الذي يدور
في أروقة مهنة الطب الشرعي والبحث عن الإدانة أو «حكايات
وبنعيشها» الذي يطرح من
خلال بطلته ليلي علوي قصة أم توفي زوجها فبدأت البحث عن عمل بمؤهلها لتعول
ثلاثة
أبناء، أو «بره الدنيا» الذي يطرح قضية الشاب المتعلم حين يصبح عاطلا ويجبر
علي
التخلي عن قيمه، وهناك أيضا في جعبة رمضان هذا العام مسلسل مهم
ومنفرد هو «الجماعة»
عن الإخوان المسلمين وربما هو المسلسل الأول في تاريخ الدراما المصرية الذي
يحكي عن
جماعة سياسية ويعتبرها البطل المحوري للدراما.. بداية من عنوانه.. وهو ما
نتابعه في
الأسابيع القادمة
الأهالي المصرية في
19/08/2010
أمهات رمضان علي الشاشة الصغيرة »صــوت الضـميــر«
كريمة مختار: «الفرح» شجعني أعمل «الحارة»
لقربه من الناس
تحقيق:نسمة تليمة
الأم علي الشاشة دائما تحمل معها ملامح الطيبة والحب
والأمل، لهذا اهتم الكتاب بوصفها خلال السطورووضع مواصفات خاصة جدا
للفنانات اللاتي
يقدمن دور الأم، واهتمت أيضا عدسة الكاميرا بالتركيز عن قرب مع تلك الملامح
وتصوير
أهم نظراتها وارتباط النظرة بدعوات شجية تفتح باب السماء للبطل
أو البطلة فيطمئن
قلب المشاهد لسير الأحداث في صالحه أو في صالح نهاية سعيدة للعمل الفني.
لم
يختلف الأمر كثيرا ولكن بدأت ملامح الأم علي الشاشة الصغيرة تتبلور بشكل
أكبر كأم
إيجابية دائما هي صوت ضمير ابنها وابنتها خلال الأحداث ليعود
لها المشاهد دائما
ليقيس بها صحة الأحداث من عدمها.. وهذا العام تأتي في رمضان وجوه كثيرة
لأمهات علي
شاشة رمضان تحمل جميعها سمة الطيبة والحب وتختلف في سلوك التوجيه.
الفنانة
الكبيرة كريمة مختار تقوم بدورين في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» وتجسد أم
غادة
عبدالرازق وأيضا مسلسل «الحارة» لتجسد أما مختلفة المكان واحدة
السمات.. تقول إن
دور الأم أساسي علي الشاشة ولا يمكن الاستغناء عنه أو تبديله خاصة أننا في
الفترة
الأخيرة كما تري أغفلناها كثيرا لينال الشباب وحدهم كل التركيز خلال العمل
الفني
ليكونوا متصدرين للأحداث علي الرغم من أهمية وجود الأم والأب في العمل وفي
مسار
الأحداث، تؤكد مختار أنها لا تهتم بحجم الدور بقدر أهمية
فاعليته في الأحداث
والقصة.
فتقول عن مسلسل «الحارة» إن اشتراكها في فيلم «الفرح» وتجاوب الناس معه
شجعها علي قبول المسلسل خاصة لتناوله للأعمال الشعبية ذات
التأثير علي المشاهد
بجانب اجتهاد المخرج سامح عبدالعزيز فلم تحاول مناقشته في المسلسل وتؤدي
كريمة
مختار دور الأم التي تتمني أن تحج وباستمرار تدعي بهذا خلال أحداث المسلسل
حتي تحدث
مفاجأة في النهاية.
وتؤكد كريمة مختار أن مثل هذه الأعمال لها تأثير قوي علي
المشاهدين، خاصة المشاهد البسيط لقرب ملامح الشخصية ممن يعيشون حول فيلمها
بصدق وهو
ما تحاول أن يحدث، أما عن مسلسلها الثاني «زهرة» فتقول إن الكاتب مصطفي
محرم
سيناريست لا يرفض له عمل بجانب إعجابها الشديد بالدور فهي الأم
التي تقف مع ابنتها
في ظروف منقلبة وتعتبر صمام أمان لها في كل المشكلات والابنة تقاوم الحياة
من خلال
وجود الأم مؤكدة أننا في حاجة إلي الرموز العائلية علي الشاشة والعودة إلي
تسليط
الضوء علي العلاقات الأسرية لزيادة الخروج عن التقاليد الموجود
الآن.
أما
الفنانة سميرة عبدالعزيز، صاحبة الأدوار الجميلة للأم القوية تارة والحازمة
تارة
أخري فلها علي الشاشة في رمضان مسلسل «برة الدنيا» حيث تقوم بدور أم نسرين
وأيضا
مسلسل «سامحني يا زمن» وتقوم فيه بدور أم لصابرين تقول عن
الدوري رغم أنها نفس
مشاعر الأمومة ولكن التعبير عنها مختلف فالأم في «برة الدنيا» هي صوت
الضمير
لابنتها فتصر علي ألا تسلك الخطأ وحتي بعد تزوجها ومحاولة إثبات نسب ابنتها
ترفض
الأم منطق الفلوس الذي تختاره الابنة وتنبهها لهذا، أما مسلسل
«سامحني يا زمن» فمنذ
الحلقة الأولي تعلن سميرة عبدالعزيز عن قوتها وتضارب مشاعرها تجاه الابنة
التي
تختفي لمدة 12 سنة وتغيب عن منزلها وينتهي الغياب في الحلقة الأولي لتعود
لأمها
التي تصف المشهد كأصعب مشهد في المسلسل بعدما تستقبلها وهي
تبكي وتضرب الابنة
وتحضنها في نفس الوقت مرددة علي لسانها «كسفتيني كنتي فين؟» لينتهي المشهد
والابنة
في حضن الأم بعد كل هذه الصعوبة.
وتقول عبدالعزيز إن المخرج طلب منها تنفيذ
المشهد كما تراه وتشعر به لهذا خرج بهذه الواقعية فقد استحضرت سميرة
عبدالعزيز
مشهدا قديما لوالدتها عند سفر أخيها لأمريكا وعودته واستقبالها له، وقد
صوره المخرج «وان شوت» بلغة الكاميرا من المشهد الأول
دون إعادة وبعدها أشاد الجميع به وخرج في
الحلقة الأولي من المسلسل ولهذا تضيف أن الإحساس بالمشهد أهم
شيء ليصدقه المشاهد
ويتلقاه جيدا.
وتؤكد سميرة عشقها لشخصية الأم المصرية والتي غالبا ما يتم
تصويرها بمنتهي الضعف رغم قوتها.
أما الفنانة عفاف شعيب فلها أيضا نصيب كبير في
أدوار الأم في رمضان من خلال مسلسلي «الحارة » و«العار» فتقول دور الأم ليس
شرطا أن
يكون مثاليا فهو يحمل القوة والحنان والصلاح لهذا فهي تعد المشاهد بمفاجآت
خاصة في
المسلسلين خاصة «العار» والذي يناقش قضية الحلال والحرام
ونصيحة الأم لأبنائها رغم
كبر سنهم وعدم سماعهم لنصيحتها المؤدي إلي نهاية غير سعيدة، أما عن
«الحارة» فهي أم
تغدق حنانها علي الحارة بأكملها مظهرها لا يتغير طوال الحلقات فترتدي
«الخمار
والعباية» الملائمين للمكان وبساطته وتؤكد أن الكاتب أحمد
عبدالله كتب حوارا ممتعا
كل جملة تعطي معني لحياتنا الآن.
ورغم المشكلات والمطبات التي مر بها المسلسل
لكن التصوير انتهي ومازال المخرج في مرحلة المونتاج للحلقات، وتؤكد شعيب
أهمية دور
الأم الإيجابية علي الشاشة وليست السلبية فلابد أن يخلق لها الكاتب دورا في
الأحداث، وهو ما قدمته في «العار» والذي تعتبر أصعب مشاهدها
فيه مشهد النهاية
وابنها يقبض علي أخيه وكانت تتمني تغيير النهاية.
الأهالي المصرية في
19/08/2010
ملامح علي الورق .. ونبض علي الشاشةأگثر من 15
عملاً درامياً عن المرأة
تحقيق: نسمة تليمة
لفترات طويلة ظلت البطولة النسائية بعيدة عن شاشة
التليفزيون لتحل محلها البطولة الذكورية المعتادة وتعد المرأة علي الشاشة
في أقصي
طموحها «سنيدة» للرجل صاحب الفكرة والأحداث المثيرة أو حتي «المملة» وتبقي
هي في
الهامش.
لكن تغيير الحال منذ عدة سنوات لتأتي قصص تحمل معها ملامح المرأة علي
الورق ونبض علي الشاشة، ويصبح العمل الدرامي محور أحداثه
المرأة وبطلته لتجذب معها
المنتجين إلي الفكرة وتستقطب الكتاب وأصحاب الأقلام إلي هذا ويصبح الناتج
هذا العام
أكثر من 15 عملا فنيا بطولة نسائية منفردة ومحور الأحداث يكون حول المرأة
ما بين
قصص اجتماعية وتاريخية المرأة هي البطل الأوحد وما حولها سنيدة
لها لتسطر الأحداث
معاناة المرأة في مجتمعنا المصري الآن وما يمر بها من أحداث ومواجهتها
لمشكلات
الحياة كعنصر مهم يعيد لنفسه بريقه المفقود سابقا، وبين أحداث أخري تاريخية.
حول
شخصيات نسائية خلدت اسمها في التاريخ، من هذه الأعمال الدرامية «كليوباترا»
لسولاف
فواخرجي، و«امرأة في ورطة» لإلهام شاهين، و«حكايات وبنعيشها» لليلي علوي،
و«الملكة
نازلي» لنادية الجندي و«زهرة وأزواجها الخمسة» لغادة عبدالرازق، و«القطة
العميا»
لحنان ترك، و«الشمع الأحمر» ليسرا، و«ماما في القسم» لسميرة أحمد، و«جوز
ماما»
لهالة صدقي، و«عايزة أتجوز» لهند صبري
رصدنا الظاهرة أو هذا الاتجاه الجديد محاولين
معرفة تحليل النقاد له في ظل أعمال رمضانية كثيرة علي شاشة
رمضان.
الرجال طرف
آخر
تقول الناقدة ماجدة خيرالله إن بطلات هذه الأعمال الدرامية كن موجودات
دائما
ولهذاما حدث من زيادة الأعمال الفنية الخاصة بالمرأة كمحور
أحداث هو اتجاه جديد علي
الشاشة الصغيرة تفسره بإدراك المنتجين بعدم استقامة الدراما الذكورية علي
الشاشة
لأن النسبة الأكبر من مشاهدي التليفزيون هي النساء، والرجال دائما طرف
مشاهدة ثاني
خاصة في شهر رمضان وخروجهم بعد الإفطار، وبالتالي تري خيرالله
أن المستهلك الرئيسي
للمسلسلات هو «المرأة» ولهذا يزيد الاهتمام بها في حين أن ما كان سابقا من
وجود
وسيطرة الرجال علي الأعمال الدرامية غير طبيعي، هذا بخلاف السينما التي
مازالت هذه
السيطرة قائمة بها، وتضيف أن مستويات هذه الأعمال الرمضانية المهتمة
بالمرأة
متفاوتة بين الجيد والضعيف ولكنها خطوة مهمة تستحق الملاحظة.
مثيرة
فيما يري
الناقد طارق الشناوي أن المرأة علي شاشة التليفزيون دخلت بجرأة علي عكس
السينما
ويرجع السبب في الكتابة لها إلي أن الشخصيات النسائية غالبا ما
تكون مثيرة أكثر
بتفاصيلها في الكتابة وهو ما اكتشفه الكتاب فزاد عدد الأعمال المقدمة عن
المرأة
ولكنه يعود ليؤكد أنه في حالة فقد هؤلاء البطلات الإعلانات قد تعود البطولة
مرة
أخري للرجل وفي نفس الوقت يؤكد الشناوي ملاحظة استمرار بعض
الأعمال الأخري كبطولة
ذكورية مثل مسلسل «بره الدنيا» لشريف منير، و«موعد مع الوحوش» لخالد صالح،
وغيرهما
ولهذا يري أن هناك توازنا الآن في الوجود علي الشاشة بين الرجل والمرأة
ويضرب مثالا
بمسلسل «زهرة» ووجوده بسبب أن غادة عبدالرازق أثبتت نفسها العام الماضي في
الإعلانات من خلال مسلسل «الباطنية».
بجانب أسباب أخري لنجاحها علي المستوي
الشعبي لطبيعة الشخصية وبيئتها ولهذا يربطها بالجانب التجاري أكثر من
التقديم أما
مسلسل ليلي علوي فيراه أقرب للتحليل النفسي للمرأة المسئولة عن المنزل
والأسرة.
بينما يقول الكاتب والسيناريست مصطفي محرم وصاحب أحد الأعمال المهمة في
رمضان التي تتناول شخصية المرأة من خلال مسلسل «زهرة وأزواجها
الخمسة» أنه كتب
القصة بالمصادفة ولم يقصد تناول شخصية نسائية علي وجه التحديد مؤكدا أن
أكثرة
الأعمال عن المرأة علي الشاشة لا يلزم أن تكون مقصودة ولكن قد تعود إلي
وجود
النجمات بشكل غالب مما يساعد علي التسويق لأعمالهن.
ويضيف أن مسلسله يتعرض لسيدة
عادية تمر بظروف سيئة خلال حياتها تكون فيها ضحية ويوافقه الرأي الناقد
محمود قاسم
حيث يري أن وجود سمة عامة في الدراما يكون بمحض المصادفة ولو أنه يكشف في
نفس الوقت
عن ظاهرة مهمة في مجتمعنا المصري وهي الالتفات للمرأة كمحور حقيقي للحياة
وأنها
نجمة يمكن تشبيك الكثير من الأحداث حولها لأنها بطلة مطلقة مثل مسلسلي
«الملكة
نازلي» و«زهرة» وغيرهما من المسلسلات التي تلقي الضوء علي
المرأة.. ويضيف قاسم أن
فترة ازدهار العنصر النسائي في الأعمال الدرامية اختفي لطغيان الأفكار
الشرقية علي
فكر المجتمع والذي لا يقبل محورا أساسيا له سوي الرجل وفي نفس الوقت لا
يعول قاسم
علي التفات المشاهد لهذا التغيير الآن لأنه مجرد متلق.
الأهالي المصرية في
19/08/2010 |