٢٤٠ حلقة فى ٨ أجزاء قدم خلالها أشرف عبدالباقى يوميات أسرة مصرية ومشاكلها
من خلال ست كوم «راجل وست ستات».
ويطرح أشرف فى مسلسله الجديد «مش ألف ليلة وليلة» الذى يعرض فى رمضان أزمة
الحاكم عندما ينسى شعبه وينشغل عنه، فينقلب عليه.
فى هذا الحوار يتحدث أشرف بصراحة عن رؤيته السياسية للبلد من خلال أعماله.
■ لماذا اخترت اسم مسلسلك الجديد «مش ألف ليلة
وليلة»؟
- لأن ألف ليلة وليلة عبارة عن حكايات شهرزاد لشهريار فى كل يوم حكاية لمدة
ألف ليلة وليلة، وطبعا الملك شهريار لا يعرف شيئا عن دولته غير أنه يسمع
حكاية من شهرزاد، ونحن نبدأ من حيث انتهت «ألف ليلة وليلة»، فالمسلسل لا
توجد به شخصيات خيالية ولا حكايات أو حواديت، ونبدأ من آخر حكاية لشهرزاد،
وبعدها بحلقتين تحلم شهرزاد بأن شهريار ينوى قطع رقبتها، فتقرر الانقلاب
عليه، وبالفعل تتبنى انقلابا يساعدها عليه الشعب الذى تجاهله شهريار،
ويحاول شهريار استعادة الحكم بعدما ضاع منه على يد شهرزاد، والدراما كلها
فى الانقلاب وكيفية استعادته الحكم من جديد، وهل تعلم الدرس، وماذا فعل مع
الناس.
■ إذن المسلسل كوميدى؟
- ليس كوميديا بالمعنى المعروف لكنه كوميديا بها جانب سياسى وآخر اجتماعى
لأنه يناقش عدة قضايا.
■ هذا يعنى أننا سنرى واقعنا الاجتماعى السياسى
بصورة كوميدية؟
- أعرض مشاكلنا الحالية مثل طوابير العيش والعلاج على نفقة الدولة وغيرها
من القضايا التى حدثت فى الفترة الأخيرة.
■ يحسب لك فى مسلسل «راجل وست ستات» استمرار
التجربة، فكيف نجح المسلسل طوال هذه المواسم رغم فشل غيره من الست كوم؟
- كانت هناك محاولات لتقديم الست كوم، لكن موضوعاتها كانت أجنبية تم
تمصيرها باستثناء «تامر وشوقية»، وفى «راجل وست ستات» الموضوع مصرى بحت،
فلا يوجد شخص فى العالم يقبل أن تعيش «مراته وبنته وحماته وأخت مراته وأخته
وأمه» معه فى مكان واحد إلا فى مصر، هذا إضافة إلى مواقف أخرى منطلقة من
حياتنا اليومية، والحمد لله نجحنا وعملنا بدل الجزء ٨.
■ وهل كان هذا النجاح سبب رفع فريق عمل المسلسل
أجورهم ٣ أضعاف فى الجزأين السابع والثامن؟
- لو المنتج خسر من العمل لن يرفع أجور الممثلين، وعموما، استمرار العمل لا
يكون برغبة منا ولا برغبة من الجهة الإنتاجية، نحن نقدم منتج لو عليه الطلب
أكيد الجهة الإنتاجية تستكمل طرحه فى السوق والمواضيع لا تنتهى.
■ لكن أغلب موضوعات «راجل وست ستات» تبتعد عن
الجانب السياسى؟
- لأن الجانب السياسى له «ناسه مش إحنا»، المسلسل ليس مكانه السياسة فهذه
عيلة عادية تمر بمواقف اجتماعية، وتعاملهم مع السياسة لا يخرج عن حيز
المواقف اليومية مثل طوابير العيش وكادر المعلمين وغيرهما من الموضوعات
الاجتماعية التى بها سياسة غير مباشرة، وفى الجزء السابع «عادل سعيد» يرشح
نفسه فى الانتخابات لكن لا نتحدث عن الانتخابات وما يحدث داخل المجلس.
■ إذن كيف تناولتم الانتخابات؟
- رصدنا الموضوع ببعض سلبياته، مثل المرشح الذى يشترى أصوات الناخبين
بزجاجات زيت وأكياس السكر، والناس لا يفرق معها مين المرشح ولا إيه اللى
بيقدمه بقدر ما يفرق معهم الكرتونة اللى بيوزعها عليهم.
■ لماذا لم تفكر فى تقديم سلبيات أخرى بشكل كوميدى
مثل الاعتصامات اليومية على رصيف مجلس الشعب؟
- هى مواقف محزنة ومشاهد صعبة، لكنها تشعرنى بالسعادة لأنه أخيرا أصبح
للمصريين وسيلة للتعبير عما بداخلهم، من قبل لم يكن هناك جرأة، صحيح أحيانا
الجرأة تتعدى وتصل إلى قلة الأدب، لكن الجرأة فى حد ذاتها اتجاه إيجابى
يجعل للمواطن حرية التعبير عن رأيه، لكن المؤسف هو التجاوز فيجب أن يكون
الحوار أكثر تهذيبا، وكم الصحف التى تكتب بحرية تامة يفرح ودليل أننا لدينا
مساحة كبيرة من الحرية لكن نحتاج إلى تنظيمها حتى يكون لها نتائج.
■ لماذا لم تطرح هذه السلبيات فى أى من برامجك التى
تقدمها؟
- أرفض ذلك، لأنى عشان أقرّب من السياسة لازم أكون دارسها، وحتى وجهة النظر
اللى باقولها دلوقتى دى وجهة نظر مواطن عادى جدا.
■ البعض يرى أن إسهام الفنانين سياسيا قل بالمقارنة
بفترات سابقة، هل تملك تفسيرا لذلك؟
- مافيش فينا اللى زى أم كلثوم التى عاصرت حروب مثل ٤٨ و٥٦ و٦٧ و٧٣، إحنا
بقى عاصرنا إيه؟ دور الفن يعبر عن نبض المجتمع أثناء الأحداث المؤثرة فى
المجتمع، والنهارده نقول الفنانون لا يقولون رأيهم، جيلنا بالكامل لم يعش
حروبا، لو أم كلثوم موجودة كانت ستقول العيش غلى ولا بنزين ٨٠ مش موجود،
ولا هتقول الأنبوبة بقت بـ١٥؟، خلينا منطقيين، لكن لما كانت بتقول «مصر
تتحدث عن نفسها» كانت بتشحن المجتمع كله من خلال أغنية، وعبدالحليم اتسمى
مطرب الثورة لأنه ظهر مع الثورة وقتها كان فيه حدث، دلوقتى شيرين ومنير
وعلى الحجار هاتلهم حدث يطلعوا يغنوا عنه، هل يغنون عن المعتصمين، ولا
هيغنوا عن الأراضى اللى بتتنهب، ولا عن الفساد، إحنا من ٧٣ لغاية ٢٠١٠
ماعندناش حدث واحد، الحدث الوحيد اللى مر علينا يوم ما مصر اتعادلت مع
هولندا ويوم ما مصر اتغلبت من الجزائر، كلها ماتشات كورة، أين دور الفن
فيها؟
■ هل يعوضك عملك التليفزيونى عن غيابك عن السينما
والمسرح؟
- النجاح فى أى مجال له متعة، سواء شغال فى الطب أو الهندسة، والنجاح فى حد
ذاته شىء جميل، كل هذا «يبسطنى»، خصوصا أنى أبذل مجهودا أثناء الشغل.
■ لكن نجاحك التليفزيونى سواء فى الدراما أو
البرامج أثر بالسلب على تواجدك فى السينما؟
- غير صحيح، أول ما بدأنا نشتغل كانوا بيخوفونا ويقولوا لنا التليفزيون
يحرق سينمائيا، وهذه جملة انتهت، وقدمت ٥٢ فيلم والناس بتفتح التليفزيون
تلاقينى فى برامج، واللى جاى عمرى ما حضرت له، وعمرى ما تخيلت أنى أصل إلى
ما أنا فيه ولم أحسبها.
■ عدم تحقيق أفلامك الأخيرة إيرادات فى السينما جعل
المنتجين يبتعدون عنك، هل هذا صحيح؟
- لو أنا منتج لن أنتج لنفسى فيلما، بل أنتج لواحد من اللى «بيجيبوا» فلوس،
بس ده لو أنا منتج ضعيف، أما لو منتج قوى هانتج لنفسى، والفرق بين الاتنين
أن المنتج القوى بيعمل ٣ أو ٤ أو ٥ أفلام وليس فيلما واحدا، ومافيش فيلم
بيخسر.
المصري اليوم في
12/07/2010 |