جاءنى صوته عبر الهاتف واهناً مغلفاً بغبار معركة المرض الشرسة، شكرنى على
مقال «مازال النيل يجرى يا أسامة»، «تشكرنى أنا التلميذ فى مدرستك الرحبة»،
إنه رد دين فى رقبتى لناظر مدرسة الإبداع الدرامى، بعدها دخل فى الغيبوبة
وانقطع الاتصال ولم ينقطع التواصل، فوجدانى وعقلى لايزالان يحتفظان بدقات
أزميل إبداع هذا العبقرى، نقوش لن تمحوها زحمة الحياة، مسلسلات ومعارك
ومقالات وجلسات حوار ورصد لرحلة تشكلت عبر سنوات من المعاناة، ليست دراما
أسامة أنور عكاشة هى التى أرخت لمصر فقط، ولكن رحلة كفاحه لإبراز هذه
الدراما إلى الوجود كتبت تاريخاً موازياً.
عندما كتب أسامة مسلسل «الشهد والدموع» رفض إنتاجه التليفزيون المصرى
فأنتجته شركة خاصة وعندما نجح المسلسل واكتسح، تنبه التليفزيون المصرى إلى
أن هناك كاتباً درامياً مختلفاً يولد من رحم الفلسفة والتاريخ وكتابة القصص
القصيرة والروايات، كان مفكراً برتبة كاتب سيناريو، قرر أن يدخل معركة
المؤلف النجم، نجح فى أن يجعل تليفزيونات الدول العربية تطلب مسلسل أسامة
أنور عكاشة لا مسلسل النجمة الفلانية أو النجم العلانى، وضع اسمه فى بداية
المسلسل ونهايته ليس من باب الغرور ولكن من باب صنع القيمة والمكانة للكاتب
الذى كان يعامل على أنه مجرد بتاع ورق، صار «الألفة» بعد «ليالى الحلمية».
مفتاح شخصيته الكرامة والعناد، دخل معركة ضد مؤسسة «أخبار اليوم» بكل
سطوتها وجبروتها الإعلامى، دخلها منفرداً عارى الصدر، كيف يكتب أسامة عن
حرب أكتوبر؟!، كانت الأخبار تفرد صفحتين أسبوعياً على شكل مدفعية هجوم
ثقيلة ومنصة إطلاق صواريخ لهدم هذا الكاتب الذى لا يملك إلا قلمه مستنكرة
أن يكتب أسامة الناصرى عن حرب أكتوبر!!
معركة أخرى كانت هذه المرة مع نفسه، راجع موقفه من الانتماء العربى
والعروبة ودخل معركة مع رفاق الدرب القدامى وتلقى هجوماً شرساً من بعض
أصدقائه الذين يفهمون مراجعة النفس والموقف على أنها خيانة!، خاض بعدها
معركة شرسة أخرى مع تيار أكثر تحجراً، معركة تقديس عمرو بن العاص، خدش
أسامه ثوابت راسخة وبديهيات مستقرة تمثل بالنسبة لهذا التيار أكل عيش فى
زمن البترودولار، جعلهم البيزنس يستخدمون أسلحة الدمار الشامل فى هجومهم
على أسامة ولكنه صمد ولم يؤثر السلامة ويستسلم لمبدأ التقية.
أرقته مشكلة الهوية المصرية، هل مصر فرعونية أم قبطية أم إسلامية أم
عربية؟، هل هى طبقات متراكمة من كل هذه المؤثرات؟، هل هى أرابيسك عاشق
ومعشوق؟، شغله هذا الأرابيسك التاريخى فى مسلسله العبقرى «أرابيسك» وانتهى
بالمونولوج الشهير الذى ألقاه الفنان صلاح السعدنى داخل البيت الأثرى
متسائلاً عن هوية مصر.
لم يكن أسامة أنور عكاشة «مسلواتى» أو «حكواتى» أو صاحب سامر أو تاجر شنطة
يبيع للخليجيين مسلسلات أو «ترزى» يفصل على مقاس النجوم، كان مفكراً
وفيلسوفاً وحلماً لم يكتمل.
info@khaledmontaser.com
المصري اليوم في
30/05/2010
اسماعيل عبدالحافظ: اسامة انور عكاشة كتب 10
حلقات فقط من تنابلة السلطان
خالد فؤاد - مصراوي
بالطبع اتمنى بل واحلم ان يخرج هذا المشروع للنور خاصة وانه عمل عظيم
ومتميز ولكن من الذى يمتلك القدرة على استكمالة بنفس اسلوب وقوة صديق العمر
اسامة انور عكاشة.
هكذا جاء تعليق المخرج الكبير اسماعيل عبدالحافظ حينما توجهنا له بالسؤال
عن مصير مسلسل (تنابلة السلطان) اخر ما كتب الكاتب الكبير الراحل اسامة
انور عكاشة.
وواصل المخرج الكبير قائلا: نعم قمنا بعقد اكثر من جلسة عمل بشأن هذا
المسلسل وكنت متحمسا بشدة له واعجبنى جدا الاسلوب الذى صاغ به صديقى الراحل
العشرة حلقات الاولى منه وكان من المقرر البدء فى تصويره بعد انتهاءه من
كتابة كل حلقاته الا ان القدر لم يمهله لاستكماله.
وتابع عبد الحافظ: اصبح الامر فى غاية الصعوبة لكون ما كتبه عكاشه يمثل
ثلث حلقات المسلسل فقط ومن ثم اعتقد انه من الصعب جدا الاستعانه بكاتب اخر
لاستكماله خاصة وان عكاشة كان يتميز باسلوب متفرد فى اعماله سواء التى
قدمها معى او مع غيرى من الزملاء المخرجين الاخرين.
وبتأثر شديد واصل كلامه قائلا: لم يكن هذا هو العمل الوحيد الذى كان من
المقرر ان يجمعنى بعكاشة فى الفترة القادمة فحسب بينما كان هناك مشروع
مسلسل اخر بعنوان (الطريق 2000) اعجبنى بشدة موضوعه وفكرته بالاضافة للجزء
الثالث من مسلسل (المصراوية) وغير هذا من المشروعات الاخرى التى لااستطيع
الان معرفة مصيرها فهذه كلها امور فى علم الغيب.
من المعروف ان الكاتب الكبير الراحل اسامة انور عكاشة ربطته صداقه قوية
باسماعيل عبدالحافظ منذ سن المراهقة والشباب تحديدا اثناء الدراسة الثانوية
ثم الجامعية اى قبل اتجاههما للفن بسنوات طويلة وقاما بتكوين ثنائى فنى
ناجح فى الكثير من المسلسلات مثل (الشهد والدموع) جزئين و(ليالي الحلمية)
خمسة اجزاء و(امرأة من زمن الحب) و(اهالينا) بالاضافة للمصراوية وغيرهم من
الاعمال المتميزة الاخرى.
موقع
"مصراوي" في
30/05/2010
جمال سليمان : عكاشة حفر اسمه من المحيط للخليج
البشاير:خاص
اعرب الكثير من الفنانين عن حزنهم لفقدان قيمة كبيرة مثل الكاتب أسامة أنور
عكاشة وقد نقل برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم "الفضائية مشاعرهم في
عدة مداخلات هاتفية.
فقال الفنان نبيل الحلفاوي في مداخلة هاتفية الاعلامية منى الشاذلي خلال
برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم "الفضائية انه كان رافضا الحديث في
البرنامج ثم تكلم بعد ذلك وقال انه كان يتردد في تقديم بعض الاعمال من اجل
اسامة انور عكاشة حتى لا ينتقده.
وقال ان الصدمات دائما تاخذ وقت وانه سياخذ وقت لاستيعاب ان اسامة لم يعد
موجودا بالفعل واكد انه لن يتكلم عنه بكلمة المرحوم لانه موجود في حياته
لانه مبدع وله اعمال باقية .
وكان يذكر الكاتب الراحل ان نبيل الحلفاوي من اول اصدقائه ومن يحب الحديث
معهم كما علقت الشاذلي واضافت الشاذلي: انت فنان كبير في الاداء والاخلاص
واخلاص لروح طائفة وليس للصداقة معنى اكبر من ذلك.
وفي مداخلة هاتفية اخري قال الفنان السوري جمال سليمان ان اسامة ظاهرة
تليفزيونية وادبية خاصة لابعد الحدود وقد حدث بينه وبين المخرج نجدت انزور
حوارات عن الدراما المصرية والسورية وكان يدافع اسامة عن النص والدراما
دائما .
واسامة عمل نقلة حقيقية في الكتابة التليفزيونية وحول المسلسل التليفزيونى
لرواية بصرية وعلي راس اعماله ليالي الحلمية وكان هناك لهفة شديدة علي
الحلقات في سوريا عند عرضها خلال شهر رمضان وحفر اسمه في وجدان المواطن
العربي من المحيط للخليج وكانت تقاس عليه الروايات.
كما قالت الفنانة فردوس عبد الحميد انه لم يكن مجرد كاتب تليفزيونى وكان
كاتب شامل واديب يكتب في كل المجالات وموهبته شاملة ومتدفقة واعماله كان
يكتبها لنفسه ويتركها في الدرج ولم يكن يكتب لتذاع وتنشر وكان مهموما
بقضايا وطنه .
واضافت ان مسلسل انا وانت وبابا في المشمش كان شكلا جديد في الدراما وكان
حوار غنائي وهو تجربة لم تتكرر في الدراما وقد صدمت الجماهير و النقاد منه
في البداية حتى تم استيعابه.
وعلقت الشاذلي ان هناك نقاد اعتذروا بعد ذلك عن نقد المسلسل .
وفي مداخلة اخرى اكدت الفنانة عفاف شعيب انها لم تحضر الدفن لان اخيها مريض
وقال صعب ان تجد شخصية مثل الكاتب أسامة أنور عكاشة وهو شخص محترم ومبدع
وعمل قامة وهامة للدراما المصرية والعربية وكتب عن الحارة المصرية وكل
اعماله ناجحة ومتقنة بفكر معين ورجل يقول الحق والناس تاثرت بشخصية زينب في
الشهد والدموع وربوا اولادهم ورفضوا الزواج.
وهو نجيب محفوظ التليفزيون المصري والعربي .
البشاير المصرية في
30/05/2010
منى الشاذلي ترثي أسامة أنور عكاشة
البشاير:خاص
قالت الاعلامية منى الشاذلي خلال برنامج" العاشرة مساء" علي قناة "دريم
"الفضائية ان حلقة الامس كانت حلقة وداع ومرثية غير حزينة وغير بكائية
للكاتب الصحفي والسيناريست الكبير أسامة أنور عكاشة، ويحق التقدير والوفاء
علي كل المستويات له وان عمره بالحلقات التى قدمها وابدعها يتجاوز عمره
بالسنين .
واضافت الشاذلي انه وداع محب وقوى لشخص احب بلده والمشاهدين والولاء لفكره
وعمله وحقه علينا احياء ذكراه من بعد ساعات من رحيله وقدر من الوفاء بدلا
من الزهايمر المبكر .
واوضحت الشاذلي ان علي الانترنت يمكن ان نرى كلام غريب الشكل عن اسامة
مؤكدة انه لم يتطاول علي الصحابة ولا يمكن ان يقع في مثل هذا الخطأ وانتقد
السياسي عمرو بن العاص فقط وقيل ما قيل عنه بشكل ظالم وغير حقيقي لمجرد
الهجوم عليه.
كما اوضحت الشاذلي انه كان شخص مبالغ في امتنانه واسير للمواقف وكان محظوظا
باصدقائه وتلاميذه وكان خياله بمثابة فراسة وممكن ان يحدث في الواقع.
كما علقت الشاذلي ان الكاتب الراحل عمل نقلة منذ عرض مسلسل الشهد والدموع
حيث ان الناس كانت تجلس في البيوت وترى الشوارع خالية من الناس كانه يعرض
مباريات في هذا الوقت علي شاشات التليفزيون.
واشارت ان من اهم ما يميز اعماله ان كان ينجم كل الاشخاص حتى الكومبارس وكل
الناس في اعماله نجوم.
البشاير المصرية في
30/05/2010 |