أثار ظهور الممثل خالد النبوي على السجادة الحمراء في مهرجان {كان}
السينمائيّ برفقة الممثلة الإسرائيلية إيريز بحر، أثناء عرض فيلم {اللعبة
العادلة}
الذي تشارك وإياها في بطولته مع ناعومي واتس، عاصفة من الاحتجاجات، علماً
أنه لم
يمر شهر بعد على أزمة مماثلة أثارها عرض {شبه طبيعي} للمخرجة الإسرائيلية
{كارين بن
رفاييل} في المركز الثقافي الفرنسي في القاهرة.
يذكر أن {إيريز بحر} ممثلة من أصول أميركية خدمت في الجيش الإسرائيلي
عامين،
وحصلت على رتبة {سيرجنت} قبل اتجاهها إلى التمثيل وتشارك في بطولة مجموعة
من
الأفلام الأميركية.
قبل مغادرة خالد النبوي فرنسا كانت الاتهامات بالتطبيع مع إسرائيل تنتظره
بسبب
هذه المشاركة، والغريب أن نقابة الممثلين المصريين لم تتخذ أي موقف،
إيجاباً أو
سلباً، تجاه النبوي، علماً أنها اتخذت سابقاً موقفاً حاسماً تجاه عمرو واكد
عندما
شارك في بطولة مسلسل {منزل صدام} مع الممثل الإسرائيلي إيجار ناؤو.
آنذاك، فتح الدكتور أشرف زكي ملف القضية وأجرى تحقيقاً رسمياً مع واكد حول
أسباب
مشاركته في مسلسل يضم ممثلاً إسرائيلياً. وعلى رغم إنكار واكد معرفته
بجنسية الممثل
الإسرائيلي، إلا أن ذلك لم يشفع به لدى مجلس النقابة وظلت التحقيقات جارية
فترة
طويلة.
أكد النبوي للنقاد الذين رافقوه في عروض المهرجان أنه سمع عن الضجة المثارة
حوله
في مصر، لكنه لا يعلم سبباً واضحاً لها. وأضاف أنه من طبيعي ألا يسأل
الممثلين عن
جنسياتهم قبل مشاركته معهم في بطولة أي عمل فني، بالتالي كان يجهل جنسية
الممثلة
الإسرائيلية.
افتعال المشاكل
توضح الناقدة ماجدة خير الله أن التدقيق في جنسية أفراد طاقم العمل ليس
إحدى
مهمات الممثل، خصوصاً إن كان دور الممثّل الإسرائيلي ثانوياً كما هي حال
الممثلة
إيريز بحر.
تتساءل خير الله: {لماذا نزايد على فنانينا ونرفض أي نجاح لهم ونبحث لهم عن
أي
فضيحة أو خطأ حتى وإن كان غير مقصود؟}.
تضيف خير الله: {علينا أن نتوقف عن تلك المزايدات المفتعلة فهي غير مفهومة
على
الإطلاق، وعلى كل منا الاهتمام بعمله بدل التركيز على الآخرين بهذا الشكل
المشين}.
بدوره، يشير الناقد الفني طارق الشناوي إلى أن {التطبيع مع إسرائيل هو
الورقة
الوحيدة التي يجب أن نتمسّك بها لاستعادة حقوقنا المنهوبة، خصوصاً أن وزير
الثقافة
المصري نفسه ليس له موقف واضح من هذا الاتجاه، فهو يحارب التطبيع بكل قوته
ويعلن في
الوقت نفسه أنه لا يجد مانعاً في عرض أفلام إسرائيلية خلال مهرجان القاهرة
السينمائي الدولي لولا خشيته من إحداث احتجاجات أمنية على ذلك}.
يضيف الشناوي أن الفيلم لا يحمل أي شبهة للتطبيع مع إسرائيل، بل هو فيلم
وطني
يفضح ممارسات جورج بوش البشعة ويؤدي فيه النبوي دور رجل وطني.
أين الحقيقة؟
يصرّح نقيب الممثلين الدكتور أشرف زكي بأنه لن يتخذ أي إجراء قانوني ضد
النبوي
إلا بعد عودته من فرنسا والتأكد مما إذا كان شارك في الفيلم على رغم علمه
بجنسية
الممثلة الإسرائيلية أم عن جهل بها.
في المقابل، يشير رئيس اتحاد نقابات المهن الفنية ممدوح الليثي، إلى أنه لا
بد
من فتح باب التحقيق مع النبوي لمعرفة الحقيقة التي لا بد من أن تتضح خلال
التحقيق
الذي يجب أن تقوم به نقابة الممثلين فوراً.
الجريدة الكويتية في
28/05/2010
وجهة نظر
مسافة
عبد الستار ناجي
يسألني صديق اعلامي عن واقع السينما
الخليجية والعربية بما عرض منذ ايام في مهرجان كان السينمائي، حيث كان لي
شرف تغطية
هذا الحدث السينمائي الاهم عالميا للمرة الثلاثين على التوالي.
ويبدو ان
حقائق الامور، وبعيدا عن اي مجاملة تعدو مسافة فلكية، بعيدة جدا، لان ما
قدم ويقدم
وسيقدم يمثل مرحلة بعيدة المنال، لن تبلغها السينما العربية الا بعد ردح من
الزمن
وعندها ستكون السينما العربية قد بلغت آفاقا أبعد بكثير مما هي عليه
الان.
والحديث هنا ليس على صعيد التقنيات والحرفيات الفنية، بل على مستوى
الفكر والمضامين.
ان الاشكالية الاكبر التي تعاني منها السينما في العالم
العربي، بشكل عام، هي موضوع الحريات، ومساحة الرقابة التي تتفنن في تحجيم
الفكر
والقضايا المطروحة، حتى تصل الى مرحلة، تأتي بها افلامنا بلا رائحة وبلا
طعم وبلا
سينما.
ولهذا نقول، ان المسافة تبدو فلكية. ومن اجل تقليص تلك المسافة، على
السينما واهلها، بان يعوا ان ذلك الفكر والطرح المحدد الذي يدورون في فلكه،
سيجعلهم
دائما محددين، ومؤطرين، والسينما لا تحب الفكر المؤطر، والقضايا الضيقة،
التي لا
تبعد عن الانسان وقضاياه.
ولهذا نؤكد ان المسافة بعيدة، جدا، بين ما شاهدناه
ونشاهده في كان وفي العالم العربي.
وعلى المحبة نلتقي
النهار الكويتية في
28/05/2010
ترميم
عبد الستار
ناجي
شاهدت في عرض خاص في مدينة «كان» الفرنسية
العرض الخاص بنسخة فيلم «الفلاح الفصيح» للراحل شادي عبدالسلام والمأخوذ عن
نص
لفلاح يتضمن شكواه المسجلة على نص أصلي على ورق البردى.
هذا الفيلم القصير
الذي تم ترميمه عرض أيضاً بحضور المخرج العالمي مارتن سكورسيوزي المسؤول عن
الصندوق
العالمي للسينما والذي أعلن عنه في كان منذ عامين، والذي باشر مهامه في
صيانة
الكثير من التحف السينمائية الخالدة.
ولعل مثل هذه التجربة الكبرى تؤكد
الحاجة لمزيد من الاهتمام من أجل حفظ ذاكرة الانسان في كل مكان من أنحاء
العالم
وبالذات العالم العربي الذي عانت به صناعة السينما من كثير من الاشكاليات
لعل من
أبرزها عمليات التخزين والتي ساهمت في تدمير عدد كبير من الأصول السينمائية
المهمة.
مثل هذا الأمر يجعلنا نعود الى موضوع ظل معلقاً سنوات بل عقوداً
طويلة وهو أمر مراقبة السينما والتلفزيون وكمية الأصول والأفلام التي تعود
الى مطلع
الستينيات ومن بينها «المجلة الإخبارية» التي توثق لعدد بارز من الأحداث
والمناسبات
المهمة من تاريخ الكويت الحديثة وغياب الترميم لتلك الأصول والأفلام
سيعرضها بشكل
أو بآخر الى التدمير والتلف، وبالتالي ضياع الذاكرة السينمائية المصورة
لكويتنا
الحبيبة.
ان قوائم الأفلام العالمية التي أعدها الصندوق العالمي للسينما من
أجل اعادة ترميمها تمثل خطوة لاعادة التواصل معها والاهتمام بها والاستمتاع
بمشاهدتها، وجملة تلك الأعمال ستجد طريقها الى المهرجانات الدولية وأيضاً
التلفزيونات العالمية.
وعلى المحبة نلتقي
Anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
18/05/2010 |