لم ترتسم علامات الرضا كثيرا على وجوه النقاد الموجودين في مهرجان «كان»
الدولي، لا قبل عرض فيلم كن لوتش الجديد «طريق أيرلندية»، ولا بعده.
بداية، الشعور بأنه ما كان المهرجان ليكتفي بثمانية عشر فيلما في المسابقة
قبل أن يضيف الفيلم التاسع عشر قبل ثلاثة أيام من بدايته، إلا دليلا على
الصعوبات التي واجهتها الإدارة هذه السنة لتأمين الأفلام المناسبة. وإذ بدأ
المهرجان أعماله قبل تسعة أيام، فإن معظم ما عرض جاء ليؤكد ذلك الشعور
وتحويله إلى حالة من خيبات أمل بمعدل فيلم أو فيلمين في كل يوم.
طبعا كانت هناك استثناءات، لكن سابقا ما استطاع المهرجان، وفي أكثر من
دورة، قلب المعادلة بحيث إن الاستثناء كان الفيلم المخيب للأمل وليس الفيلم
الجيد على عكس الحال الآن، حيث لا يزال فيلم «يوم آخر» للبريطاني مايك لي،
وهو الفيلم الذي عرض رابع أيام المهرجان، هو الفيلم الأفضل، يليه الفيلم
الفرنسي «عن الآلهات والرجال» لأكزافيير بيوفيز، وعرض قبل يومين، ثم، وعلى
مسافة بينة، فيلم «أميرة مونبونسييه» للفرنسي أيضا برتران تفارنييه.
بقية الأفلام حظيت بمعدلات معتدلة في القوائم النقدية لأكثر من مجموعة
نقدية عاكسة ذلك اليقين بأن الدورة لم تكن ذات أعمال مهمة أو رائعة، بل
مجرد جيدة ومقبولة. وفي حين يتصرف المدير العام للمهرجان تييري فريمو كحاكم
بأمره وراء الكواليس وكشخصية تلفزيونية على المسرح حين تستدعي الحالة تقديم
الضيوف، فإن الخلاف الذي كنا أشرنا إليه سابقا والذي وقع بينه وبين الرئيس
السابق جيل جاكوب، مر بامتحان قبول هذا اليوم: خمس ساعات وتسع عشرة دقيقة
من فيلم تلفزيوني أخرجه أوليفييه ساياس «كارلوس» تم استئصاله من نحو سبع
ساعات ونصف الساعة تلفزيونية كان الرئيس الخبير جاكوب قد رفضه لأنه لم يرد
أن يرضخ لطلب شركة إنتاجه «قنال بلوس» ولا السماح بتسلل فيلم تلفزيوني إلى
العروض الرسمية. هذا الموقف الذي أصر عليه فريمو وقراره، حسب عقده، هو
النهائي وعليه ارتفعت شاشة صالة ديبوسي الرئيسية عن الفيلم وشهدت أبوابها
خروج كثيرين كانت لديهم مشاغل أو أفلام أخرى.
فيلم كن لوتش، «طريق أيرلندية»، عرض أيضا في هذا اليوم التاسع، والصالة
الصغيرة التي استقبلته كانت حاشدة. السبب في أنه لم يعرض في الصالة
الرئيسية وفي توقيت معتاد لأفلام المسابقة الأخرى يعود إلى أنه إذ دخل
البرنامج في اللحظة الأخيرة لم يكن ممكنا تغيير برنامج العروض كما تم وضعه
سابقا فتم انتخاب عرض محشور له.
هذه المعاملة لا تخفي طرح الفيلم وموقعه بين الأفلام المتسابقة ولا بين
الأفلام التي تطرح موضوع الحرب العراقية بصفة أو بأخرى (نقد الفيلم في
زاوية أخرى هذا اليوم)، لكن ما تكشف عنه هو أن الفيلم بدا خروجا للسينمائي
البريطاني الفذ عن مألوفه، بحيث جاء في نهاية المطاف أقل وقعا مما تمناه
المشاهدون - هذا على الرغم من أهمية الفيلم ومن وقوفه مع معاناة الشعب
العراقي الحالية.
في نهايته صفق النقاد بحرارة أقل مما فعلوا حين عرض كن لوتش فيلمه السابق
«الريح التي هزت الشعير» حينما عرضه في «كان» سنة 2006 ونال عليه السعفة
الذهبية، علما بأنه لم يكن أفضل أفلام المخرج التي عرضها «كان» في تاريخ
العلاقة بينهما.
التصفيق المهذب والمتواضع صحب معظم الأفلام الأخرى لكنه لم يصاحب مثلا
مغامرة الإيراني عباس كياروستامي في الغرب التي تمثلت بفيلم «نسخة مصدقة».
مع نهاية العرض أول من أمس أطلق الكثير من الحاضرين «بووووووووو» دلالة
امتعاضهم من فيلم مثرثر وبلا قيمة سينمائية حقيقية.
على ذلك، فإن المرء دائما ما يستطيع استعراض الأفلام كحالات منفصلة بعضها
عن بعض. إلى جانب تلك التي تحدثت عن علاقات واهية أو قوية بين الآباء
والأبناء، هناك أفلام أخرى تعرضت للمواقف المصيرية التي عليها أن تضع
المعايير الأخلاقية في صلب قراراتها، كما الحال مع فيلم «عن الآلهات
والرجال»، وهناك الخيبة الشرق آسيوية التي تمثلت بمجموعة الأفلام الصينية
والكورية واليابانية. وما يبدو استمرارا لنهضة السينما الرومانية وغياب
أفلام من الرقعة الأوروبية الأكبر أو من أميركا اللاتينية أو - بالطبع - من
العالم العربي. لكن الوضع في جملته ليس بكامله من صنع المهرجان أو اختياره.
هو محكوم بما هو متوافر - أو هكذا يأمل المرء أن يكون الوضع عليه. لقد وضع
المهرجان في دورته الحالية نصب عينيه الإتيان بعدد من الأفلام التي إما لم
تكن جاهزة وإما تعتبر أن منصة «كان» الكبيرة قد تقضي عليها إذا ما أخفق
الفيلم في استحواذ جائزة. فالمعروف أن فيلم ترنس مالك الجديد «شجر الحياة»،
بطولة براد بت وشون بن وفيونا شو من بين آخرين، كان يريد إنجاز مراحل ما
بعد التصوير لكي يشترك في «كان» بعدما شاهد فريمو مقاطع منه وأخبر مخرجه
المقل أنه سيكون سعيدا بعرض الفيلم في المسابقة إذا ما تم إنجازه في الوقت
المناسب.
* سينما وسينمائيون
* بات واضحا أن معظم الأفلام التي لم تلحق بمهرجان «كان» في دورته الحالية
ستتوجه إلى مهرجان فينيسيا السينمائي الذي سيقام في الشهر التاسع من هذا
العام. إلى جانب أعمال من كوبولا ومالك وبيلا تار، هناك الفيلم الجديد
لكلينت ايستوود «الأبدية» وفيلم جوليان شنابل «ميرال».
* تغلق سوق الفيلم أبوابها غدا (الجمعة) بعدما شهدت إقبالا أعلى من المتوقع
قليلا. لكن ما هو لافت أن الإقبال على شراء حقوق توزيع الأفلام التي عرضت
في المسابقة لا يزال فاترا إلى حد ملحوظ دلالة على خلو المسابقة من الفيلم
الذي يمكن له أن يحدث رد فعل يشجع الموزعين السينمائيين على التسابق صوب
شرائه.
* باشر المخرج الإيراني المعارض جعفر باناهي إضرابا مفتوحا عن الطعام
احتجاجا على اعتقاله من دون ذنب أو حكم قضائي منذ نحو شهرين. المخرج الذي
كان سرد في فيلم قصير تسلل إلى شاشة «كان» في مطلع الدورة كيف تم التحقيق
معه قبل اعتقاله، واستوجب احتجاج عدد من السينمائيين العالميين، من بينهم
مارتن سكورسيزي وستيفن سبيلبرغ، مطالبين بإطلاق سراحه. الحكومة الإيرانية
تجاهلت هذا النداء حتى الآن.
* أعلن المخرج لارس فون تراييه، الذي هو من زبائن «كان» الدائمين، أنه
انتهى من الـ«كاستينغ» الخاص بفيلمه المقبل «ميلانكوليا» تمهيدا للبدء في
التصوير خلال أسابيع قليلة. الممثلون الذين يشتركون في هذا الفيلم هم:
كرستين دانست، وكيفر سذرلاند، وشارلوت رامبلينغ، والبريطاني جون هيرت.
* لدانيال ليكونت فيلم «كارلوس» الذي يتناول حياة وأفعال الشخصية الإرهابية
الشهيرة، يصر على أن الفيلم الذي قام جورج كلوني بإنتاجه وبطولته قبل خمس
سنوات، بعنوان «سيريانا» هو الدافع لفيلمه هذا، وذلك حسب تصريح له يقول
فيه: «حين شاهدت ذلك الفيلم أدركت أن هذا النوع من الأفلام التي تدور حول
الإرهاب في عصرنا هو ما أريد إنتاجه».
أفلام اليوم
*
Route Irish
«طريق أيرلندية»
* إخراج: كن لوتش تمثيل: مارك ووماك ونجوى نميري إنتاج بريطانيا
* فيلم كن لوتش الجديد «طريق أيرلندية» هو إضافة إلى جملة ما قامت بتحقيقه
السينما حول ما أفرزته الحرب في العراق من قضايا ومسائل تخص الغرب. مثل
مجموعة الأفلام الأميركية طوال السنوات الثلاث الماضية، تلك التي حوت في
الأشهر الأخيرة على «خزانة الألم» لكاثرين بيغلو و«المنطقة الخضراء» لبول
غرينغراس، فإن الأحداث وشخصياتها الرئيسية ليست عراقية، بل أميركية
وبريطانية في الأفلام السابقة وأيرلندية كما في هذا الفيلم. لكن نسبة
التعاطي هنا مع الخسارة الرجالية العراقية أعلى مما شهدته تلك الأفلام من
قبل.
سيناريو بول لافرتي الذي سبق له أن كتب عدة أعمال للمخرج لوتش، يتحدث عن
مؤسسة أمن بريطانية تورد رجالها إلى حيث تكمن الحروب وما الذي يحدث عندما
تعود جثة صديق لبطل الفيلم فرغيس (ووماك) فيصدم. فالفقيد كان من أعز
أصدقائه ومن أجله يقتحم الكنيسة ليلا ويكسر التابوت لينظر إلى وجه صديقه
للمرة الأخيرة. لا نرى ذلك الوجه لكننا نفهم أن الجثة مزقت بالرصاص.
التبريرات هي أن كمينا نصب له من قبل مقاومين عراقيين. لكن فرغيس غير راض
عن هذه الرواية ويبدأ بحثا عن الحقائق من تلك النقطة وحتى نهاية الفيلم.
وكلما مضى أبعد قليلا في تحقيقاته تبين أن المسألة لها علاقة بمحاولة
التستر على مذبحة أخرى قام بها رجال تلك المؤسسة قتلوا خلالها سائق تاكسي
وحمولته من الركاب الأبرياء. الواضح أن صديق فرغيس لم يكن ليرضى بأن يصمت
عما حدث مما يتطلب إخماده قبل أن يتسبب في فضيحة تضر بالمؤسسة وسمعتها التي
تساوي عشرات ملايين الدولارات على شكل مهام عسكرية.
الموضوع يمشي بوحي من المؤسسة الأمنية الأميركية التي طالتها فضيحة مماثلة
قبل بضعة أعوام والتي لا تزال على الرغم من ذلك تعمل داخل العراق متمتعة،
حسب وصف الفيلم، بحرية عمل تفوق تلك التي للجنود البريطانيين أو الأميركيين
أنفسهم. الفيلم بذلك يصبح مناسبة للنيل منها، كما من الحرب العراقية
بكاملها، وهذا ليس عجيبا أو غريبا من المخرج المعارض لوتش. الغريب هو كيف
أن الفيلم يكاد يفلت، في صلب حكايته، من بين أصابع مخرجه. صحيح أن الطرح
يبقى جادا للغاية، والمضمون يحمل رسالته المعادية للحرب وللأدوار الغربية
فيها بلا مواربة، لكن السيناريو لا يستطيع إلا أن يتحول إلى تحقيق يتكأ في
أكثر من مكان على لوازم هذا التحقيق: البحث عن الحقيقة، والقيادة الفردية
لهذا البحث، والمصاعب التي تواجهه، واحتدام الصراع مع محاولة ثني المحقق عن
هدفه أو تهديده، وتغلبه على المصاعب وكشفه عن الحقيقة في نهاية الفيلم على
الرغم من شراسة ذلك الصراع. الفيلم في هذا الشأن يبلغ نقاطا منخفضة تجعله
يبدو كما لو أنه قصة بوليسية لشخصيات معهودة في هذا الإطار تحاول أن تجد
الحقيقة بين طيات الأكاذيب. النقد العربي سيكتب كثيرا عن كيف أن فيلم لوتش
هذا أتاح مساحة أكبر لتقديم شخصيات عراقية. وهذا صحيح، فهناك شخصية رجل
عراقي يساعد في حل القضية معرضا حياته للخطر. هو أيضا مغن يسمح له الفيلم
بالغناء العراقي أمام جمهور يخاله المرء من المثقفين والمعارضين. ويعود
الفيلم إليه مرة أخرى حين تداهم شقته فرقة من المسلحين الذين يبحثون في
حوزته عن هاتف جوال يساعد في كشف حقيقة ما جرى حين قام رجال المؤسسة بفتح
النيران على التاكسي وركابه.
*
Bietiful
«جميل» إخراج: أليخندرو غونزاليس إياريتو.
تمثيل: خافييه باردم، وماريسل ألفاريز، وهناء بوشايب.
إنتاج المكسيك/ إسبانيا|
*
Beautiful
حين تسأله ابنته الصغيرة كيف يكتب كلمةBietiful
يأتي جوابه على هذا الشكل. وهذا الشكل يتخذه المخرج البارع إياريتو لوصف
الرجل بطل الفيلم من ناحية، ولوصف معاكس لما هي عليه حقيقة الأحداث والبيئة
التي تقع فيها. لا شيء جميل في هذه الصورة بل العكس: قاتم وداكن ومؤلم، هذا
باستثناء جمال هذا الرجل الذي تحركه عواطفه الإنسانية وسط ظروف لا يستطيع
معها سوى تحمل نتائجه ونتائج ما يفعله الآخرون.
مخرج «21 غرام» و«بابل»، يبدأ الفيلم برجل يرتدي خاتما ويد أنثوية تمر على
الخاتم في أصبعه. يخلع الخاتم ويهديه لصاحبة الأصابع الرقيقة، هذا مع حوار
شبه هامس. في نهاية الفيلم تعاد اللقطة لكننا الآن نعرف من هو صاحب الخاتم
(فعليا وليس من صوته فقط) ومن هي الأنثى التي تعجبها الهدية فتضعها في
أصبعها.
أكسبال (باردم) هو إنسان مصاب بالسرطان ولديه شهران على الأكثر ليعيشهما.
هو أيضا رجل متزوج ولديه ولدان صغيران. فتاة فوق العاشرة اسمها آنا (تقوم
بها هناء بوشايب ذات الوقع المؤثر بوجهها اللافت الحزين)، وصبي من دون
العاشرة اسمه ماتاو (غيلرمو استريللا)، وزوجته مارامبرا (ماريسل ألفاريز).
علاقته مع زوجته متوترة في أفضل الأحوال. إنها ترغب في أكثر مما يستطيع
الإيفاء به (جنسيا وعاطفيا وعلى صعد أخرى)، وهي ليست زوجة تعرف العناية
بالأولاد وبحاجة إلى من يرشدها (كما تعترف في النهاية). تحب أكسبال لكنها
لا تعرف كيف تحبه. دائما هي في المحور ومن دون أن تكون قادرة على التصرف
على هذا النحو.
على حسن مزايا أكسبال فإنه يعمل خارج القانون. لديه علاقة عمل مع سنغاليين
مهاجرين يتاجرون في المخدرات وعلاقة أخرى مع رئيس مصنع حلويات صيني ومدير
أعماله يستوردان مهاجرين صينيين بسبب رخص اليد العاملة. هؤلاء المهاجرون
لديهم قاعة تحت مستوى الأرض يعيشون فيها ومعهم أولادهم. يتعرضون لمعاملة
خشنة ونهر مستمر ويمضون حياتهم في عمل متواصل من الصباح الباكر حتى الليل
من دون رعاية. أكسبال على الرغم من ذلك، هو رجل يحب الإنصاف وينتفض غضبا
حين يضرب البوليس بريئا من السنغاليين (يقوم به الشيخ نيداي) وحين يكتشف
سوء المعاملة التي يتعرض إليها الصينيون. وكل هذا يحدث بينما يحاول سبر
حياته - أو ما تبقى منها - خافيا عن الجميع إصابته وقصر عمره.
الرحلة التي يأخذنا إليها إياريتو وكاتبا السيناريو أرماندو بو ونيكولاس
جياكوبوني منهكة من حيث مرورها على ما سبق وغيره من الشخصيات والطروحات
والمضامين الاجتماعية. لكن إياريتو يمنح الفيلم كل ما يطلبه ذاك من ثراء في
الصورة (تصوير رودريغو برييتو) تكوينا واختيارات. كذلك فإن الموسيقى (غوستاف
سانتاولالا) التي يختارها لافتة والمونتاج الذي يقوم به دقيق ومتآلف مع
الغاية. لا يكترث لصنع فيلم مشوق بل لفيلم حقيقي، لكن حينما يكون على
المخرج ومونتيره ستيفن ميروني استخدام التوليف لعكس إيقاع كما الحال في
مشهد مطاردة البوليس للسنغاليين، فإن ذلك يتم عبر تنفيذ من باب أول.
الشرق الأوسط في
20/05/2010
عرض فيلمه «كوبي كونفورمي» في {كان}
عباس كياروستامي: الفن معتدى عليه في إيران
كان-رويترز- قال المخرج السينمائي الايراني عباس كياروستامي ان حبس حكومة
طهران لزميله جعفر بناهي «غير مقبول» وان صناع الافلام والفن بشكل عام
معتدى عليهم في وطنه.
وقال كياروستامي في العرض الأول لفيلمه «كوبي كونفورمي» المشارك في
المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي ان مخرجي الافلام المستقلين في
ايران واجهوا على مدار عقود عقبات صنعتها حكومة تسعى للسيطرة على عملهم.
وقال كياروستامي في مؤتمر صحفي على هامش المهرجان - من خلال مترجم - «حقيقة
سجن صانع افلام واحد في حد ذاتها غير مقبولة».
واضاف «اتجه جعفر بناهي الى صنع فيلمه وفق ظروف سرية وغير قانونية ولكن هذه
ليست مسؤوليته وحده. المسؤولية تقع على السلطات التي منعته من القيام
بعمله».
وتابع قائلا «لذلك عندما يسجن صانع فيلم - فنان - فالفن كله هو الذي يتعرض
للاعتداء وهو يخالف ما يجب علينا فعله».
وكان بناهي - وهو صانع أفلام تتناول القضايا الاجتماعية في الجمهورية
الاسلامية - من انصار زعيم المعارضة الايرانية مير حسين موسوي في الخلاف
الذي دار بشأن انتخابات العام الماضي التي فاز فيها الرئيس محمود أحمدي
نجاد بفترة ولاية ثانية.
واعتقلت قوات الأمن الايرانية بناهي وأعضاء من عائلته في الأول من مارس في
منزله ومنذ ذلك الحين يقبع بناهي في السجن.
وأكد مسؤولون اعتقال بناهي ولكنهم قالوا ان الأمر ليس له دوافع سياسية الا
ان صحافيين قالوا انه كان يصنع فيلما مناهضا للحكومة وهو الأمر الذي نفاه
ابن بناهي.
وقال كياروستامي «اذا واصلت الحكومة الايرانية رفضها اطلاق سراح جعفر، واذا
بقي جعفر في السجن، فنحن نحتاج على الأقل الى تفسيرات».
واضاف «لأنني لا أفهم كيف يمكن اعتبار فيلم جريمة خاصة عندما لا يكون
الفيلم صنع بعد».
وناشد مخرجو أفلام بارزون أمثال ستيفن سبيلبرغ ومارتن سكورسيزي وآخرون
اطلاق سراح بناهي كما طلب وزراء فرنسيون اطلاق سراحه حتى يستطيع حضور
مهرجان كان.
القبس الكويتية في
20/05/2010 |