الذين يزدادون فقرا،وهنا يظهر روبين هوود الذي كان يعتبر أمهر من
يستخدم الرمح في زمنه ،وينحاز للفقراء ويدافع عنهم ،ويكون منهم جيشا يتصدي
لمفاسد الملك الجديد وأتباعه! شخصية روبين هوود قدمتها السينما العالمية في
مجموعه من الأفلام، كما ظهرت في أكثر من مسلسل تليفزيوني، وقدم عنها ريدلي
سكوت نفسه فيلما تليفزيونيا باسم روبين هوود الحقيقي وهو فيلم تسجيلي إنتاج
أمريكا واليابان وقدم من خلاله سكوت،الشخصيات الشعبية المشابهة
ريدلي سكوت
لروبين هوود في الأدب الشعبي العالمي، سواء في امريكا أو اليابان أو
إنجلترا، وقد بدأت شهرة ريدلي سكوت من خلال مهرجان كان ،عندما قدم في عام
1977 فيلمه التاريخي "المبارزون"المأخوذ عن رواية لجوزيف كونراد ،أخذها
بدوره من خلال عدة اسطر كانت منشورة في إحدي الجرائد الفرنسية القديمة،
يعود تاريخها إلي عصر نابليون!!عن اثنين من أكثر الجنود مهارة في المبارزة
بالسيف،تدور بينهما معارك طاحنة أثناء الحرب،عندما تنشأ بينهما حالة غيرة
وتحدي أثناء وجودهما ضمن كتيبة ضخمه في مينه ستراسبورج،فيلم المبارزون حصل
علي جائزة العمل الأول لمخرجه ريدلي سكوت وحصل أيضا علي السعفة الذهبية في
نفس العام ! وفي عام 1991 قدم ريدلي سكوت فيلمه الرائع" تيلما ولويز " خارج
المسابقة وهو مأخوذ عن سيناريو ل"كالي خوري " ونالت عنه جائزة أوسكار
أفضل سيناريو مكتوب مباشرة للشاشة،كما رشحت بطلتاه سوزان ساراندون، وجينا
ديفيز لأوسكار أفضل ممثلة، وتدور أحداث الفيلم حول امرأتين من الطبقات
المتوسطة إحداهما زوجة تعاني من القهر، ومعاملة زوجها السيئة لها،والثانية
مضيفة في كافيتريا متواضعة، وتقرر المرأتان الفرار من حياتهما المملة،
ووتقومان برحلة بالسيارة،ولكن يحدث أن تتعرض إحداهما لمحاولة إغتصاب ،من
شاب تلتقي به، فتقوم بالدفاع عن نفسها وقتله،وتصبحان مطاردتان من كل
الدنيا، فيلم تيلما ولويز شهد أول ظهور للنجم الامريكي "براد بيت" حيث لعب
شخصية الشاب المغتصب!
تكريمات
ويكرم المهرجان هذا العام المخرج الهندي المخضرم "مارينال سين" 86
سنة، الذي يعتبر واحدًا من أهم رموز السينما الهندية الجادة، التي تميل
للتيار الواقعي وتبعد فراسخ عن السينما التجارية التي يسيطر عليها
الميلودراما والرقص والغناء، ويقوم المهرجان بترميم نسخة فيلم "الأطلال "
أو كانداهار التي قدمها مارينال سين في عام 1981 ،بصوت "مونو" وقد اضيفت
بعض التقنيات الحديثه لتحسين الصوت وإعادة تصحيح الألوان، والفيلم كان من
بطولة نجمة السينما الهندية في السبعينات "شبانة عزمي" وقد وعدت بحضور عرض
النسخة الجديدة من الفيلم ،بينما رهن المخرج مارينال سين حضوره،بتحسن حالته
الصحية!ويقوم مهرجان هذا العام بالاحتفاء ببعض كلاسيكيات السينما العالمية
وتقديم مجموعة من أفلام المخرج ألفريد هيتشكوك، بينها فيلمه الرائع "سايكو"،كما
يتم تكريم المخرج الفرنسي لويس بونويل، ومن مفاجآت هذه الدورة، ترميم فيلم
"شكاوي الفلاح الفصيح" للمخرج المصري الراحل شادي عبد السلام، وهو ثاني
فيلم مصري يتم ترميمه بعد "المومياء"!
أما فيلم المخرج أوليفر ستون "شارع وول ستريت - المال لاينام مطلقا"
فيعرض يوم الجمعة القادم خارج المسابقة،ومواقيت عرضه الثامنة والنصف صباحا
للنقاد، ويعاد عرضه في الثانية والنصف بعد الظهر للنقاد المتميزين الذين
يحملون الكارنيه الابيض أو الروز ذا النجمة الذهبية بالإضافة للجمهور
العادي ،أما حفل السواريه الذي يحضره المخرج مع أبطال الفيلم " مايكل
دوجلاس،وشيا لابوف ، وفرانك لانجيلا،وكاري موليجان "فيقام في السابعة
والنصف مساء، وفيلم المال لاينام مطلقا هو الجزء الثاني لفيلم شارع المال
وول ستريت الذي قدمه أوليفر ستون في عام 1987، وانتهت أحداثه بمحاكمة رجل
الأعمال الشهير"جوردن جيكو" بتهمة الفساد، ودخوله السجن لقضاء مدة عقوبة
تزيد علي عشرة أعوام،أما الجزء الثاني الذي يحمل عنوان المال لاينام
مطلقا،وهي الجملة التي كان يرددها جوردون جيكو في الجزء الأول،فهو يبدأ بعد
خروجه من السجن،وإصراره علي استرجاع مكانته في عالم الاقتصاد والمال،ولكنه
يقع في حيرة بين ابنته الشابة "كاري موليجان" التي تحاول بشتي الطرق أن
تبعد خطيبها "شيا لابوف" عن قبضة والدها الذي يحاول ان يخلق منه نسخة
مشابهة له !
أما يوم الخميس 13 مايو فسوف يشهد افتتاح قسم "نظرة ما " بعرض أحدث
أفلام المخرج البرتغالي العجوز "102 سنة" مانويل دي أوليفيرا ،ويحمل اسم
القضية الغريبه لانجيليكا، وتدور أحداثه في عام 1950 من خلال المصورة
الصحفيةأنجيليكا التي يطلب منها أصحاب فندق كانت تنزل فيه، أن تلتقط عدة
صور لابنتهما الوحيدة التي ماتت لتوها في ظروف غامضة، الفيلم من بطولة
الممثلة الاسبانية الشابة"بيلار لوبيز دي أيالا"، ويقدم المخرج الجزائري
الاصل رشيد بوشارب فيلمه "الخارجون عن القانون" وتدور أحداثه بعد الحرب
العالمية الثانية ،حيث تبدأ حركات التحرر من خلال أنشطة الفدائيين ضد
معسكرات الجيش الفرنسي،وهو الأمر الذي يشعل نيران المواجهة ويزيد المستعمر
الفرنسي ضراوة،وينتج عن تلك المعارك سقوط مايزيد علي مليون شهيد من شعب
الجزائر،ويسافر ثلاثة من الاشقاء لمواصلة الكفاح في قلب مدينة باريس نفسها!
وبمجرد قبول الفيلم "إنتاج فرنسي" داخل المسابقة الرسمية، ظهرت أصوات تندد
بهذا الاختيار،وخاصة وأن نفس المخرج سبق له تقديم فيلم "البلديون" في عام
2006 ،ورشح للسعفة الذهبية ،وفاز نجومه جميعا بجائزة التمثيل،وكانت قصته
تدور حول مجموعه من الجزائريين ينضمون للجيش الفرنسي ،للحرب ضد النازيين
،بعد ان وعدتهم السلطات الفرنسية بمنح الجزائر الاستقلال في حالة فوزها
الحرب، ولكن بعد أن ضحي الجنود الجزائريون بأرواحهم نكصت فرنسا عهدها!!
والفيلم يذكر الشعب الفرنسي بما قدمه الشعب الجزائري من تضحيات في سبيل
الحرية،وهو الأمر الذي يبدو أن معظم الفرنسيين يسعون لنسيانه الآن!!
جريدة القاهرة في
11/05/2010 |