عروس ليلة افتتاح مهرجان كان غداً «الأربعاء» هي النجمة
الأسترالية الأصل كيت بلانشيت.. ستعبر السجادة المخملية علي سلالم سينما
لوميمير
ومدخل السينما الرئيسي للمهرجان مسنودة بذراعي المخرج ريدلي سكوت والنجم
راسل كرو،
مخرج ونجم فيلم الافتتاح «روبن هود» التي تقوم فيه كيت بدور البطولة.. تزف
كيت إلي
ليلة عرس «كان» وهي تحمل علي كتفيها تاريخاً سينمائياً طائلاً.. فهي وهي في
التاسعة
والثلاثين ومن مواليد مدينة ملبورن الاسترالية، نالت جائزتي أوسكار.. أحسن
ممثلة عن
دور الملكة إليزابيث في «إليزابيث والعصر الذهبي».. وأحسن ممثلة مساعدة عن
دورها في
فيلم «الطيار» وهو المأخوذ من سيرة المليونير الأمريكي الغامض روبرت هيوز.
أسند إليها المخرج مارتن سكورسيزي دور الممثلة الكبيرة كاترين هيبورن،
ويومها أصابها رعب قاتل من إمكانية المقارنة بين أدائها لدور رمز كبير بارز
في حياة
هوليود هي كاترين هيبور، وكان الفوز بالأوسكار هو ترجمة الإجادة بلا شك..
وقبل
الفيلمين كان في حصيلتها فيلم «الملكة إليزابيث الأولي» التي لعبت دور
«ملكة
إنجلترا العذراء» كما لقبوها، وقد رفضت كل عروض الزواج التي تلقتها وهي في
شبابها،
ووقفت علي صخور بحر الشمال لتشاهد الأسطول الانجليزي وهو يدمر «الأرمادا»
الإسباني
وينتصر عليه، وربما لا يكون لدي المجال الآن للتعمق في خلفية وثقافة وواقع
حياة كيت
بلانشيت، لكنني أستطيع الإشارة السريعة إلي أنها قد رشحت أيضاً للأوسكار عن
فيلميها
«اللص»
و«فرونيكا جورين».. فضلاً عن ظهور بارز في فيلم «بابل» الذي مثلت فيه دور
سائحة أمريكية في المغرب مع زوجها النجم براد بيت يحاولان أن يبرآ من
جراحهما
العاطفية، وتنقلت مع أحداث الفيلم من المغرب إلي اليابان، وأدهشت كيت
بلانشيت
الجميع عندما قبلت بطولة فيلم أصر مخرجه علي أن يصوره أبيض وأسود، لأن
أحداثه تجري
في برلين في أعقاب الحرب العالمية الثانية تحت عنوان «الألمانية الطيبة»
وهو يحكي
عن صحفي أمريكي مثل دوره النجم جورج كلوني، عاد إلي ألمانيا ليبحث بين حطام
برلين
عن حبيبته الألمانية التي فقدها.. تلميذاً في الخامسة عشرة من عمره في فيلم «ملاحظات
علي فضيحة» والصراع- في الفيلم طبعاً- بينها وبين المخضرمة الانجليزية
جودي دنش.
برجيت.. خلق الله المرأة!
لا أريد أن
أبتعد كثيراً عن «عرائس» مهرجان كان، اللواتي بدأت شهرتهن وصعودهن درجات
المجد علي
سلم قاعة سينما لوميمير.. كانت النجمة الشهيرة بريجيت باردو مجرد فتاة
مراهقة طموحة
باحثة عن الشهرة عندما قدمتها مجلة «ال» علي أحد أغلفتها وعثر عليها المخرج
الفرنسي
روجيه فاديم ليصنع منها بعد أن تزوجها بطلة لأول أفلامه المثيرة «وخلق الله
المرأة».. أحدث الفيلم صدمة داخل أروقة مهرجان كان، فقد احتوي ولأول مرة في
فيلم
فرنسي مشاهد لبريجيت باردو عارية كما ولدتها أمها.. لكنها كانت تقف أمام
المصورين
ببراءة بنت صغيرة تخطو إلي أعتاب الشهرة.. وتكتب بريجيت تاريخاً حافلاً
كملكة
للإغراء علي الشاشة حتي اختصر اسمها إلي «ب.ب» مما جعل الرئيس الفرنسي
الأشهر «شارل
ديجول» يعتبرها «ثروة قومية فرنسية».. علي أن روجيه فاديم بعد أن طلقته
بريجيت
باردو بعد أن انطلقت إلي القمة، لم ينس المجد الذي صنعته له في «كان»
فانطلق يبحث
عن بديلة يعود بها.. اكتشف «آنييت فاديم» وتزوجها وتزوج النجمة الأمريكية
المقيمة
في فرنسا جين فوندا، لكن أي منهما لم تعوضه عن بطلة «وخلق الله المرأة» وإن
حققت
جين فوندا بعد طلاقها منه وعودتها إلي هوليود شهرة متفوقة.
جريس..
أميرة موناكو
قصة الحب والزواج بين النجمة الأمريكية جريس كيلي
والأمير رينيه أمير موناكو بدأت بزيارة للقصر الملكي في موناكو لتصوير
لقطات سريعة
من فيلمها «أمسك اللص» أمام النجم كاري جرانت.. وتلقت «جريس كيلي» عرضاً
بالزواج من
الأمير رينيه وفكرت جدياً في أن تحمل لقب أميرة موناكو وتوقفت مسيرتها
الفنية أمام
الكاميرا، لكنها كانت لصيقة دائماً وأبداً بمهرجان كان السينمائي الدولي
إلي حد
أنها ترأست المهرجان وهي أميرة في أكثر من دورة من دوراته، وكانت ضيفة
دائمة علي
حفلاته حتي تعرضت وهي متجهة علي الطريق الهابط إلي «الكوت دازير» إلي حادث
أودي
بحياتها.. ولازلت أذكر المخرج الياباني الكبير أكيرا ليرساوا، ليلة توزيع
الجوائز
وفاز فيلمه «ظل المحارب» (كيجا موشا) بالسعفة الذهبية وإصراره علي أن يقبل
يد جريس
كيلي التي كانت تسلم جوائز المهرجان.
كلهن كن أميرات مهرجان كان.. قائمة
النجوم اللامعات طويلة طويلة.. نجمات إيطاليا البارزات.. آنا مانيافي
ومونيكا فيتي
وسلفانا مانجانو وصوفيا لورين وجينا لولو بريجيدا.. ونجمات فرنسا بالطبع من
ميشيل
مورجان وسيمون سينوريه وجان مورو ورومي شتيدر وكاترين دينيف، وجولييت
بينوشي
وإيزابيل أدجاني.
ملكة «كان» المتوجة
جميلة
السينما الفرنسية كاترين دينيف هي اليوم «ملكة كان» المتوجه.. منحوها اللقب
منذ
عامين في الدورة 61 للمهرجان.. لقد جاءت إلي شاطئ الكوت دازير في كان أول
مرة عام 1964،
وفاز فيلمها «مظلات شاربورج» بسعفة كان الذهبية، ومنذ ذلك التاريخ لم تنفصل
كاترين الجميلة عن مهرجان كان سواء في أفلامها مثل «رجل وامرأة» لكلود
ليلوش، أو
نجمة للمهرجان تسلم جوائزه إلي عباقرة من المخرجين وموهوبين من النجوم
وكانت آخر
مشاركة لها في قائمة المهرجان فيلم «بين نظرتين» الذي صوره مخرجان هما
جوانا هايدي
توماس وخليل جيرويج في الجنوب اللبناني بعد الحرب الإسرائيلية علي لبنان،
وقد كانت
أكثر النجوم ظهوراً مع نجوم العالم الوافدين علي كان مثل كياما ستروياني
وفرنسواز
ديلوراك والمطربة بيجورك ومانويل أوليفيرا وجون مالكوفيتش وفرانسيس فورد
كيولا
وفولكر شلوندورف وترينتينو وميكاكلوف وكونج لي وديبوردو ونوريه.. ومن أبرز
أفلامها
التي عرضت في «كان».. «المترو الأخير» لفرانسو تريفو وأسمع وأري «لهوجو
سانيتاجو»
وآنسات راشفورد لراؤل ريز و«رجل وامرأة بعد 20 عاماً» لكلود شايرول.
انطلاقة شارون ستون
وإذا كان النجم المنتج الممثل
مايكل دوجلاس عائدا الآن إلي الدورة 63 للمهرجان يتأبط ذراع زوجته الجميلة
ونجمته «كاترين
زيتا جونز» ليحضرا عرض الفيلم الأخير للمخرج الأمريكي «أوليفر ستون» وول
ستريت المال لا ينام أبداً المعروض خارج مسابقة المهرجان.. إن مايكل دوجلاس
لا ينسي
أبداً أن شهرته العالمية قد بدأت في ليلة من ليالي افتتاح كان عندما اختير
فيلمه
«غريزة
أساسية» أمام شارون ستون النجمة الجديدة التي كانت تتمثل أمام مايكل دوجلاس
دور امرأة معقدة نفسياً وجنسياً.. وأحدثت صدمة بين نجوم المهرجان، وعادت
إلي هوليود
تسبقها هذه الصدمة التي أحدثتها في أروقته ورفعتها هوليود إلي مصاف نجمات
الصف
الأول.
والجزء الأول من فيلم «وول ستريت» عرض عام 1987 وقدم فيه مايكل
دوجلاس واحداً من أهم أدواره ونال عنه جائزة أوسكار ومثل فيه دور رجل أعمال
شرس
يجمع المال بالطرق المشروعة وغير المشروعة، ويقوم بإغراء شاب طموح يعمل في
بورصة
نيويورك ليبيع له أسرار شركة طيران يعمل فيها والده حتي يتمكن من شراء
أسهمها في
البورصة ويضع يده عليها ويبيعها ويشرد أكثر من ألفي موظف وعامل، لكن الشاب
يستيقظ
ضميره ويفضح تآمر رجل الأعمال وتنتهي القضية إلي المحكمة.
ويعود أوليفر ستون
لكي يخرج الجزء الثاني الذي يتابع فيه تكملة الصدام بين رجل الأعمال الفاسد
ونظيره
الشاب ذو الضمير الحي.. وقد اختار أوليفر ستون النجمة الإنجليزية الشابة
كاري
موليجان لتلعب دور البطولة أمام مايكل دوجلاس، وقد كانت تنافس بدورها في
فيلم «تعليم»
علي جائزة أوسكار أحسن ممثلة بعد أن أكسبها الدور جائزة أحسن ممثلة في
جوائز البفتا «الأوسكار الإنجليزي» وخسرت الأوسكار، فقد فازت به ساندرا
بولوك.
الوجه الأمريكي الأغلب في «كان»
وإذا كان الوجود
الأمريكي في الدورة 63 مقصورا علي فيلم واحد هو «اللعبة العادلة» بطله كاتب
سياسي
يفضح إدعاء جورج بوش عام 2003 قبل الحرب علي العراق بوجود أسلحة دمار شامل
لتبرير
عملية الغزو، وتحدث أزمة بين الكاتب وزوجته التي تعمل عميلة للمخابرات
الأمريكية
وتجسد الدور ممثلة استرالية أخري وافدة علي كان بعد نيكول كيدمان وكيت
بلانشيت هي
نعومي كاتس، وفي الفيلم يمثل الممثل المصري خالد النبوي دور رجل أعمال
عراقي.. وإلي
جانب وجود نعومي وكاتس داخل المسابقة، فلها فيلم ثانٍ خارجها، إذ أعطاها
المخرج
الأمريكي الشهير بطولة آخر أفلامه «سوف تلتقي برجل غريب أسمر» الذي يعرضه
كالعادة
خارج المسابقة ويشاركها بطولته الممثل المخضرم أنتوني بيركنز والنجم
الأسباني
أنطونيو بانداريس والنجمة الهندية الجديدة فريدابنتو نجمة فيلم «المليونير
المتشرد».. ونعومي كاتس زحفت إلي القمة ببطء وقوة بعد أن أشرك بيتر جاكسون
في سلسلة
أفلامه «الخاتم» ثم أعطاها البطولة المطلقة في فيلمه «كنج كونج».
وعند
الحديث عن «الوجه الأمريكي» في مهرجان كان، لا يمكن أن ننسي التواجد النمطي
للنجمة
إليزابيث تايلور، وحفلاتها لجمع التبرعات من أجل مرضي الإيدز، وهي عملية
شاركتها
فيها أخيراً شارون ستون، ولاتزال شواطئ الكوت دازير تذكر مجيء نجمة البوب
الأمريكية
مادونا عندما قامت ببطولة فيلم «إيفيتا» وأصرت علي أن تقيم علي سطح يخت
فاخر في
ميناء كان في مقابل قصر المهرجان.. القائمة تطول بدءاً من جوان كراوفورد
وجوان
فونتين وبيتي ريفز وآفا جاردنر ولانا تيرنر ولورين باكال ولانا تيريز نيل
وريتا
هيوارث ومن عبروا المحيط إلي الجانب الآخر مثل سوزان سراندون وجوليا روبرتس
وإيما
ثرومان.
الوجه القبيح للسياسة
قبل أن تبدأ دورة
مهرجان كان غداً.. الدورة 63. بدأت إطلالة الوجه القبيح للسياسة والمشكلات
السياسية
التي تدور حول عروض الأفلام في المهرجان، ففي مرات قليلة سابقة كانت
الممرات
المحيطة بقصر المهرجان تشهد تظاهرات عنيفة، كأن يتظاهر طلبة الطب ويقذفون
جدران
القصر بكرات البلازما، أو أن تحتج إحدي دول العالم مثل الصين الشعبية علي
اختيار
فيلم لمخرج منشق مثل زانج ييمو وتطلب إبعاده عن المسابقة أو منع إيران
لمخرج اختير
لكي يمثلها في لجنة التحكيم الدولية وتضعه في السجن.. لكن هذه الدورة توشك
أن تشهد
تجمعاً فرنسياً يمينياً ضخماً يقف ضد عرض فيلم المخرج الجزائري رشيد بوشارب
«خارج
علي القانون» وهي دعوي منافية تماماً لما استقبل به فيلمه «أيام المجد» منذ
عامين،
عن جنود جزائريين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي- رغم المعاملة العنصرية-
ليساهموا
في تحقيق النصر علي النازية، لقد رحب بفيلم «أيام المجد» أيما ترحيب داخل
فرنسا
وحصد الجوائز في كان، بل وغير النظرة العنصرية إلي هؤلاء الأبطال الذين
حاربوا في
صف فرنسا.. ووصل حد معارضة اليمين الفرنسي للفيلم الجديد الذي يعرض داخل
المسابقة،
إلي إصدار البيانات وحشد التجمعات في محاولة لمنع عرض الفيلم الذي يحكي عن
ثلاثة من
الجزائريين ينجون من المذبحة التي ارتكبها الفرنسيون في بلدة ستيف
الجزائرية عام 1945
ويهربون إلي فرنسا ليحاربوا الاستعمار الفرنسي من باريس نفسها.
صباح
الخير المصرية في
11/05/2010
الحكومة الإيطالية تحتج علي فيلم وثائقي في «كان» ينتقد«بيرلسكوني»
كتب
هاشم عبد
الحميد
أكد وزير الثقافة الإيطالي «ساندرو بوندي» أنه سيتوجه الأسبوع
المقبل إلي مدينة «كان» الفرنسية للإعراب عن احتجاج الحكومة الإيطالية لدي
القائمين
علي المهرجان بسبب عرض فيلم وثائقي في المهرجان الشهير ينتقد بعنف رئيس
الوزراء «سيلفيو
بيرلسكوني» ومعالجته لكارثة زلزال «لاكويلا» الذي تسبب في مقتل 300 شخص في
الإقليم الإيطالي في شهر أبريل من العام الماضي.
ووصفت صحيفة أل باييس
الإسبانية في تقريرها وزير الثقافة الإيطالي «بوندي» بأنه أحد الأشخاص
المقربين من «بيرلسكوني»
والمخلصين له في إيطاليا خاصة بعد تصريحاته التي أكد فيها أن الفيلم
يسيء إلي الحقيقة وإلي الشعب الإيطالي بأسره.
الفيلم الذي حمل عنوان «ماذا
يمكن أن تشاهده من مقطورة إيطاليا» يصور الدمار الذي خلفه الزلزال في «لاكويلا»
والارتباك الحكومي في التعامل مع الأزمة كما يحقق الفيلم في جهود إعادة
الإعمار
الحكومية وينتقدها بشدة، أما النقطة الأكثر إثارة للجدل في الفيلم الإيطالي
فهي
إظهاره لمحاولات بيرلسكوني لزيادة شعبيته واستغلاله للأزمة وهو الأمر الذي
أثار غضب
بيرلسكوني وحلفائه بحسب الصحيفة الإسبانية.
روز
اليوسف اليومية في
11/05/2010
فيلم إسباني عن «طنجة» المغربية يمثل «مدريد» في مهرجان
«كان»
كتب
هاشم عبد
الحميد
«جميعنا
سادة» هو الفيلم الوحيد الذي سوف يمثل إسبانيا في مهرجان
كان هذا العام، الغريب أنه لمخرج فرنسي غير معروف يسمي أوليفر لاكتشي بالغ
من العمر
28
عامًا الفيلم ينافس للحصول علي جائزة الكاميرا الذهبية في أسبوع المخرجين.
الفيلم الإسباني هو وثائقي تكلف ثلاثين ألف يورو فقط وهو ناطق باللغات
العربية والفرنسية بالاضافة للإسبانية وتدور أحداثه في مدينة «طنجة»
المغربية حول
حياة الأطفال بأحد ملاجئ المدينة المغربية الشهيرة، وبحسب صحيفة آل باييس
الإسبانية
بدأ المخرج ورشة العمل قبل عام في طنجة واستعان بالأطفال لتصوير بعض
المشاهد
بكاميرا صغيرة حملوها بأنفسهم قاموا فيها بتصوير بعض السائحين كرؤية جديدة
لأطفال
يرفضون حياة البؤس والسلب والتسول ويأملون في حياة أفضل.
وقد نقلت الصحيفة
الإسبانية إشادات واسعة من النقاد حول الفيلم والرؤية الجديدة التي يقدمها
المخرج
الإسباني الشاب للأفلام الوثائقية، وقد شهدت الأيام الأخيرة اهتماما غير
مسبوق من
الصحافة المدريدية بالمخرج لشاب أوليفر وأفردت له صفحاتها حيث تنبأت له
بمستقبل
باهر لرؤيته المتميزة في الفيلم المشارك في كان والرسالة السامية التي
يحملها.
روز
اليوسف اليومية في
12/05/2010 |