هو الفيلم الوثائقي الأول لمايا عبد الملك، وهو يحكي قصتها الشخصية مع
لبنان، البلد الذي ولدت فيه ثم غادرته مع أهلها أثناء العدوان الإسرائيلي
عليه في الثمانينات والذي تزامن مع إحدى أكثر الحروب الأهلية اللبنانية
دموية وشراسة. بعد أن درست مايا الآداب المعاصرة واشتغلت كمدرسة في البلاد
التي آوتها وأهلها (فرنسا)، حنت من خلال ألفاظ عربية سمعتها في إحدى حانات
باريس إلى بلدها الأم وفكرت في تجديد العلاقة به. وقد كان الناطق بتلك
الكلمات العربية شاب لبناني أنيق في كل شيء، يحسن مثل مايا تكلم العربية
والفرنسية ويعشق مثلها السينما.
كانت مايا تقول لأمها في بيتهم في باريس أن سبب تفكيرها في الرجوع إلى
لبنان هو رغبتها في البحث في جذورها وأن سماع "ماهر" وهو يتكلم العربية، هو
ما خلق فيها هذا الإحساس، فـ"اللغة" والإحساس بها هو ما حرك عناصر الهوية
في ذاتها، إلا أن الأم كانت تحاول في حديثها وبلطف جم أن تنبه إبنتها أنه
لابد أن هناك مع اللغة عشق لمن نطق بها، الأم كانت متريثة أمام إصرار
ابنتها على أن اللغة هي أساس رجوعها على مسألة الهوية، وقد استحيت أن تقول
لها أن على طول ذلك كان هناك العشق أي عشق المرأة للرجل، الأم لم تستطع قول
هذا بشكل مباشر إنما قالته بهذه الطريقة: "وربما يكون اهتمامك بماهر كونه
يحب السينما مثلك ويصنعه". لم نسمع مايا ولو في لقطة واحدة من الفيلم تعرب
بشكل صريح عن حبها لماهر، رغم أن كل الفيلم كان توثيقا لهذا الشعور بالحب
بين مايا وماهر وخاصة منها إليه.
يتكون الفيلم أساسا من ثلاث مشاهد إضافة إلى مشهدين آخرين صورت
خلالهما المخرجة بيروت في الخارج، المشاهد الثلاثة كانت تنقسم إلى مشهد مع
أم مايا في باريس ومشهد مع ماهر في بيروت ومشهد أخير مع جدة مايا في إحدى
ضواحي بيروت المسيحية، وجرى في المكان الذي كانت عائلة مايا تأوي إليه حين
يحمى وطيس الحرب في شرق بيروت وبينها وبين غربها. ويتميز المكان الأخير أو
البيت الأخير الذي صورت فيه مايا مع جدتها في كونه يحتوي أثاث البيت القديم
والذي تركته عائلتها حين غادرت نهائيا إلى فرنسا. قلنا هذا لنشير إلى أنه
رغم أن مايا كانت قريبة ممن كانت تستجوبهم وهم أمها وجدتها وماهر إلا أنها
كانت أثناء التصوير أقرب إلى هذا الأخير من غيره، فقد كانت لصيقة به، وذلك
سواء على مستوى موقفها منه أو على مستوى لقطة الكلاوز آب التي كانت هي
الغالبة في تصوير ماهر بالتحديد.
الحب بين هذه المسيحية وذلك المسلم انعكس في سرد أم مايا وجدتها لحرب
الثمانينات دون اتهامات للشق المسلم، بل إن الاتهامات قد اتجهت دائما إلى
أطراف من داخل العائلة المسيحية، حيث سمعنا في إحدى تصريحات الجدة الحزينة
إلى الآن على موت ابنها البار والمتواضع، كما تصفه، أثناء الحرب الأهلية،
سمعنا هذه الجدة تتهم في قتل ابنها القوات اللبنانية التي وصفتها بأبشع
الأوصاف، في الحقيقة هذه هي المناسبة الثانية التي يتطرق فيها الحوار في
الفيلم إلى ذكر أطراف سياسية، المرة الثانية كانت في الشق الإسلامي من
بيروت في بيت ماهر الذي في إجابته عن سؤال لمايا عن وجود عدد من الحمائم
البيضاء في سماء بيروت، قال ماهر أن من جاء بها هو رفيق الحريري، ربما من
أجل التفاؤل بالسلام، ثم مستدركا مع ابتسامة لم نفهم إن كانت ناقدة أو
مصدقة قال "الشهيد".
أردنا أن نشير من وراء هذا إلى أن فيلم "تلك البلاد التي تشبك" لمايا
عبد الملك كان يخوض في مسألة الهوية ويبحث في ماضي مايا الذي اتفق أن إحدى
نقاطه المحورية هي الحرب اللبنانية التي تقاتل فيها الإخوان فيما بينهم
واعتدى فيها بعضهم على بعض، ولكن الفيلم تجاوز كل ذلك عن إرادة متعلقة
أساسا بخلفية كل شيء في الفيلم وحتى في بحث مايا عن هويتها وعودتها إلى
بيروت، وتلك الخلفية هي الحب، الذي حين يأتي بالحمائم البيضاء ليس في
السماء الخارجية وإنما في السماء الداخلية للنفوس والقلوب يصنع السلام
الفعلي.
فنيا، اختارت مايا عبد الملك أن تصور داخل البيوت وضمن فضاء المطبخ،
فللطبخ اللبناني سمعته وقيمته وموقعه في نفوس اللبنانيين و"هويتهم"، كما أن
في المطبخ ديكورات جاهزة تجعلها مناسبة في تصوير الأفلام، أقصى ما قامت به
مايا هو أنها جعلت شخوص فيلمها بمن فيهم هي نفسها بين كاميرا مديرة تصويرها
المبدعة والمرهفة كلير ماثون وبين النافذة المطلة على إضاءة جميلة ومدروسة.
في بعض المشاهد خرجت مايا بماهر إلى الشرفة وبجدتها إلى الرواق المطل
على حديقة بيتها، هذا لم يغير مكان كل عنصر من عناصر الفيلم، فالحديقة في
الخلفية والشخوص أمامها والكاميرا جهة الداخل.
تصوير الخارج عكس وعيا جميلا بالضوء في بيروت وأظهر انشدادا من مايا
إلى فوق حيث السماء الزرقاء وأحيانا الشفقية، وذلك دون السقوط في إعادة
إنتاج تلك الألوان الغامقة أو المباشرة. ألوان الفيلم كانت عموما مدروسة
وحسية.
لا ننسى أن نشير إلى أن تصوير الخارج كان مركزا أكثر على تصوير
الأشياء والبلاد منه على العباد والوجوه التي تركت مايا تصويرها إلى الداخل
وفي شكل بورتريهات تقريبا. وتصوير الخارج بدأ به الفيلم في حركة للكاميرا
بين جدران العمائر وبين ما عكسته نوافذ السيارات والحافلات، وكانت الكاميرا
في تنقلها تنزع دائما نحو الأعلى حيث انتهت في مشهد الشارع في وسط بيروت
القديمة بين الخيوط الكهربائية والسلكية التي كانت تقسم سماء بيروت مثل
لوحة تجريدية، هذا التقسيم بالخطوط هو ما شاهدناه أيضا آخر الفيلم في مشهد
الشاطئ، ولكن لم تكن الخطوط في هذا المشهد ناتجة عن خيوط الكهرباء وإنما عن
قصبات سنارات الصيادين للسمك، وحين اصَّعَّدت الكاميرا أكثر إلى فوق رأينا
السماء والنوارس وبعض رؤوس القصبات. ولأن التصوير كان في آخر اليوم أي بعد
غروب الشمس مباشرة أمكننا أن نرى تلك الخطوط الداكنة على خلفية السماء
الفاتحة.
على مستوى الصوت لم تعتمد المخرجة مايا على أي موسيقى تصويرية إنما هو
صوت الخارج وحديث الناس، وهم غالبا الأم وماهر والجدة، كما كانت هناك
مشاركة مقتضبة للجد حين المكالمة التلفونية مع ابنته -أم مايا- من باريس،
إذن كان كلام المتحدثين هو ما لون بكرة الصوت في الفيلم، كما كانت
المتكلمات منهم صاحبات أفكار مسترسلة ومتتابعة وألسنة طليقة لا تهجع،
ولكنها ألسنة فيها البركة وتعكس لهجة بيروتية جميلة ذات ثقافة عربية
لبنانية عريقة. أكثر من كان يسكت بين المتكلمين، في الحقيقة، هو ماهر الذي
كانت لقطة الكلاوز آب المسلطة على وجهه تأخذ من عينيه ونظراته المستفهمة
إلى مايا تعبيرات أكثر عمقا من الكلام، كما أن سكوت ماهر كثيرا ما كنا
نأوله على أنه من نوع المسكوت عنه في قصص الحب الجميلة...
في الختام نقول أنه من الواضح أن في جعبة مايا السينمائية ذوقا وحسا
كبيرين جاءت بهما من أجواء الآداب الفرنسية التي درستها في فرنسا وأن جانبا
منها جاءها من "هويتها" العربية اللبنانية المسيحية التي تذكرنا بأدباء
المهجر اللبنانيين الذين على رأسهم جبران خليل جبران وكتابه "النبي".
موقع ـ
Visionary FX
في
12/04/2010
خديجة السلامي تستعد لإنتاج فليم وثائقي عن الفساد
دبي – سبأنت : أحمد الأغبري
كشفت المخرجة خديجة السلامي
عن انتهائها قريباً من فيلم وثائقي جديد باسم "الوحش الكاسر"
يتناول الفساد في
اليمن .
وأوضحت السلامي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الفيلم يتناول
قضية الفساد من أبعاد كثيرة ،لكنه لن يكون استقصائياً ،وذلك لطبيعة تعقيد
قضية
الفساد ، وصعوبة الحصول عن وثائق تجعل من الفيلم أشبه
بالمحاكمة .
وأشارت
السلامي، وهي مخرجة قدمت حتى اليوم 20 فيلما وثائقياً تهتم بقضايا النساء
وهموم
الظلم الاجتماعي، أن اهتمامها بقضية الفساد ،وهي قضية ذات بعد اقتصادي في
الغالب،لا
يمثل تحولاً في تجربتها بقدر ما هو تكريساً لاهتماماتها وتعزيزا لتوجهاتها
في تبني
قضايا مجتمعها أي كانت..موضحة أنها تتناول هذه القضية من زاوية
اجتماعية ايضا من
خلال دور المجتمع في تكريس الفساد
.
كما لفتت إلى أن هذا الفيلم سيُعرض في
اليمن باعتباره يتناول قضية يمنية بالدرجة الأولى ،بينما كانت
أفلامها السابقة ذات
أبعاد أنسانية تستدعي اهتماما دوليا
.
وكانت السلامي صرحت في حديث سابق
أنها تستعد لإخراج أول أفلامها الروائية ،ألا أنها كشفت أيضا
في هذا الحديث لوكالة
الإنباء اليمنية (سبأ) على هامش مشاركتها مؤخراً في لجان تحكيم مهرجان
الخليج
السينمائي الثالث ، انها تعمل حاليا على فيلمين روائيين وانتهت من معظم
ترتيبات
الفيلم الروائي الأول الذي تصرَّ على تصويره باليمن بطاقم
ممثليين يمنيين مئة
بالمئة وإن كان المنتج يصرَّ على تصويره خارج اليمن تجنباً لأي مشاكل يعتقد
أنها قد
تعترض أعمال التصوير في اليمن حسب تصور المنتج.
واكتفت بالإفصاح عن أن
كلفة أنتاج الفيلم تتجاوز مليون يورو.
وتعد السلامي أول مخرجة سينمائية
يمنية ، وسبق أن شاركت في لجان تحكيم مهرجان سينمائية دولية
،وهي مشاركات تمثل
إضافات نوعية إلى رصيد تجربتها السينمائية التي تواصل تألقها في عدد من
المحافل
السينمائية ،وبالذات من خلال أفلامها التسجيلية التي نالت بها عدداً من
الجوائز
،وبالذات فلمي"الغريبة في مدينتها "
والسجينة "أمينة"
.
سبأ
نت اليمنية
في
13/04/2010
يشهد مشاركة نسائية قوية لـ15 مخرجة خليجية
قضايا المجتمع وهموم الحياة تهيمن على
مهرجان الخليج السينمائي
دبي: «الشرق
الأوسط»
يستعرض مهرجان الخليج السينمائي في دورته الثالثة 194 فيلما، بينها 81
فيلما في عرضها العالمي الأول، و11 فيلما في عرضها الدولي الأول، و33 فيلما
في عرضها الأول بمنطقة الشرق الأوسط، و17 فيلما في عرضها الأول بمنطقة
الخليج، وتسعة أفلام في عرضها الأول بدولة الإمارات العربية المتحدة. ومن
خلال المشاركات المتنوعة، تبرز مجموعة من الأعمال السينمائية التي أبدعتها
سينمائيات خليجيات بشكل قوي.
وعلى الرغم من صغر عمر غالبية هؤلاء المخرجات، ومعظمهن في المرحلة
الجامعية، فإن حضورهن كان قويا، ولافتا بالقضايا الشائكة والجريئة التي
طرحنها في أفلامهن، ولعل أبرزها أسرار الحياة الخاصة للفتاة الخليجية،
وغلاء المهور حسب ما ذكرت وكالة «د.ب.أ» أمس.
وتشارك 15 مخرجة شابة بـ29 فيلما يجري عرضها بالمهرجان، ويتنافسن
للفوز بجوائز الأفلام الوثائقية والقصيرة.
ويتصدر الأفلام التي تحمل التوقيع النسائي، الفيلم القصير «نقاب»،
للمخرجة مزنة المسافر، التي تدرس الاتصال الجماهيري والعلوم السياسية في
جامعة الكويت.
ويتناول الفيلم صراعات وأفكار امرأة منتقبة، تستعد للتزين أمام
المرآة، ويركز الفيلم، وهو عماني، الضوء على لحظات خاصة تعيشها المرأة
المنتقبة أمام المرآة وخلالها، ترقص، تحلم، تفكر، تعبر، تتأمل.
ويسلط فيلم «مهر المهيرة» للمخرجة ميثاء حمدان، الضوء على قضية غلاء
المهور، ويستعرض آراء العزاب والمتزوجين في المجتمع الإماراتي، بأسلوب خفيف
يهدف إلى إيصال وجهة نظر المجتمع لمن يهمه الأمر.
أما حفصة المطوع وشمسة أبو نواس، وهما طالبتان تدرسان الإنتاج
الإعلامي وتقنيات الإعلام في كلية دبي للطالبات، فتتناولان في فيلمهما «إششش»
قصة أربع صديقات، تجمعهن الدراسة وحياة المغامرة، وتعيش كل واحدة منهن في
عالمها الخاص، وما يخفيه من أسرار ومشكلات وعقبات وتحديات، ويسلط الفيلم
الضوء على التعقيدات ومشاعر الغيرة والحقد التي تحيط علاقة الصداقة.
ولا تقتصر المشاركة الإخراجية النسائية على تلك القضايا، بل تعدتها
للسخرية من الواقع الخليجي، ففي فيلم «الزوجة الثانية»، للمخرجة موزة
الشريف، وهي طالبة في قسم الإعلام والاتصال الجماهيري بكلية دبي للطالبات.
تدور الأحداث حول حب الإماراتي لسيارته، وعلاقته بها، وذلك بأسلوب طريف،
يسلط الضوء على كيفية اختيار السيارة، ومستوى حب الرجال سياراتهم الذي يفوق
حبهم زوجاتهم.
وتتضمن قائمة الأفلام التي تنافس على جوائز الأفلام الوثائقية، فيلم
«أشعل الطرب 2»، للمخرجة الإماراتية شيخة عوض العيالي، وهي طالبة في كلية
دبي للطالبات.
وتدور أحداثه حول شقيقين قاما بتأسيس أول فرقة للهيب هوب في الإمارات،
ويستعرض الفيلم رحلتهما الموسيقية، والدوافع وراء هذا الشغف.
وينتقد فيلم «إعادة تشكيل»، للمخرجة عايشة السويدي، وهي طالبة في كلية
دبي للطالبات، عمليات التجميل في الإمارات، التي تجذب الرجال والنساء.
ويتحدث فيلم «أنا عربي»، للمخرجتين جمانة الغانم وأحلام البناي، وهما
طالبتان في كلية دبي للطالبات، حول وضع اللغة العربية دول الخليج، ويستطلع
آراء جيل الشباب، في محاولة لإيجاد حلول تمنع اندثارها بطريقة شيقة وممتعة.
ويدور فيلم «صيادو الجن» للمخرجتين لطيفة الكراني وشمسة أحمد، حول
فتاتين لا تعرفان شيئا عن عالم الجن، تنطلقان في رحلة تطرحان من خلالها
أسئلة تفتح أبوابا كثيرة.
وتطرح المخرجات على شاشة المهرجان قضايا اجتماعية تزايدت الشكوى منها
في المجتمعات الخليجية خلال الفترة الأخيرة، ومنها فيلم «في العزلة»
للمخرجة السعودية ملاك قوتة، التي تواصل حاليا دراساتها العليا في مجال
التحريك في جامعة جنوب كاليفورنيا، حول امرأة طاعنة في السن تعيش في معاناة
ويأس وعزلة.
والى جانبه، يعرض فيلم «عقدة حبل»، للمخرجة مريم محمد الغيلاني، وهي
طالبة بجامعة السلطان قابوس، الذي يتناول معاناة امرأة لا تنجب، ويضم نخبة
من الممثلين المشهورين في عمان.
يشار إلى أن المهرجان يقدم جوائز مالية يزيد مجموعها على 500 ألف
درهم، ويعرض في دورته الثالثة 194 فيلما من 41 دولة، ومن المقرر أن تختتم
فعالياته يوم الأربعاء المقبل. و من جانب آخر، استضاف المهرجان ثالث أمسيات
«ليالي الخليج»، التي ركزت على مناقشة آفاق السينما العراقية، وشدد
المشاركون في الجلسة على أهمية استفادة المخرجين الخليجيين من وجودهم في
المنطقة لتنفيذ أفلام تعبر عن رؤاهم الخاصة حول هذه المواضيع وتقديم قصص
قوية تحكي عن واقع الحياة في هذه الأرض المضطربة.
وتولى إدارة الجلسة الثالثة من أمسيات «ليالي الخليج» المخرج العراقي
المقيم بإيطاليا عرفان رشيد، ومشاركة كل من المخرج العراقي محمد الدراجي؛
والخبيرة السينمائية اللبنانية المقيمة بفرنسا هدى إبراهيم؛ مع نادر عدلي
من مصر.
وناقش الحضور الوضع في العراق الذي لا يمتلك في المرحلة الراهنة صناعة
سينمائية قوية، بل مجرد جهود فردية من مخرجين معدودين. ويفتقر القطاع
السينمائي في العراق للدعم المالي، مما حدا بالمشاركين في الجلسة إلى
الدعوة لتأسيس صندوق خاص لدعم السينما العراقية والمساهمة في إعادة بناء
البنية التحتية السينمائية في البلاد. وعلى الرغم من الحضور اللافت الذي
حققته السينما العراقية خلال مهرجان الخليج السينمائي، عبر عرض 24 فيلما،
فإن هذه الأعمال ما زالت تعاني نقصا في الدعم وخدمات التوزيع. وتمحورت
النقاشات حول تيارين سينمائيين منفصلين، يمثل أولهما الأفلام التي يقدمها
المخرجون العراقيون المقيمون بالعراق، في حين يمثل الثاني أفلاما نفذها
مخرجون عالميون تم تصويرها خارج العراق، وتتناول الأوضاع السياسية المتقلبة
التي تشهدها البلاد. كما ناقش المشاركون في الجلسة المقاربة التي تتبعها
الأفلام الغربية في معالجة الوضع في العراق باعتباره مادة سينمائية ثرية.
وقال عرفان رشيد: «لقد أثرت الأفلام التي تدور حبكتها حول العراق في ضمائر
المشاهدين في مختلف أنحاء العالم. لكن، هناك فرق جذري بين مقاربة المخرجين
العراقيين للموضوع وبين نظرة السينمائيين الأجانب الذين غالبا ما يميلون
إلى تقديم صورة نمطية في أفلامهم». وكان للنقاشات التي جرت في الجلسة أهمية
كبيرة لا سيما بعد فوز فيلم «ذا هيرت لوكر»، الذي يروي قصة فرقة مكافحة
متفجرات في العراق، بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم. كما تناول الكثير من
الأفلام، التي أنتِجت في هوليوود مؤخرا، واقع الحياة المعاصرة في العراق.
ومن السعودية، يشهد المهرجان عرض 24 فيلما، تناقش عددا من المواضيع المهمة
والمرتبطة بالحياة اليومية، فيقدم المخرج حمزة طرزان فيلم «ديون» الذي يسلط
الضوء على عدد من القضايا والهموم التي يواجهها المجتمع السعودي؛ أما فيلم
«القندرجي» لعهد كامل، فيروي قصة صابر الإسكافي العراقي، الذي يعود إلى
عائلته بعد أن أسرته قوات الاحتلال ظلما لعامين كاملين.
وتناقش المخرجة ريم البيات في فيلمها «دمية» موضوع زواج القاصرات؛ في
حين يروي فيلم «نهاية شاب على حافة الهاوية: الجزء الأخير» للمخرج عبد
المحسن المطيري قصة عادية لشاب ستنهار حياته في القريب العاجل؛ ويناقش فيلم
«الوقائع غير المكتملة لحكاية شعبية» قصة سلسلة جرائم ارتكبت في الماضي،
ولا تزال انعكاساتها ماثلة حتى يومنا هذا، وهو من إخراج عبد المحسن
الضبعان. وفي فيلمه القصير «عايش»، يروي المخرج عبد الله آل عياف قصة رجل
وحيد، يتغيّر روتين حياته وينقلب في عشر دقائق رأسا على عقب؛ أما «المغزى
أو كيف نظرت إلى نفسي في المرآة» للمخرج عبد الله الأحمد فهو فيلم تجريبي
حول نظرة الشخص لنفسه ونظرة الناس له؛ ومن جهة أخرى، يتناول فيلم «انتظار»
للمخرج سمير عارف موضوع الخيارات التي يواجهها رجل يستيقظ من غيبوبة دامت
ستة أشهر. وفي فيلمه «عودة»، يقدم المخرج حسين الحلوة قصة رجل يعود لمنزله
ليجد زوجته قد أخذت الأولاد وغادرت؛ أما فيلم «خروج» للمخرج توفيق الزايدي
فيناقش موضوع عائلتين مختلفتين، تلتقيان بحدث واحد، ويدور الفيلم حول توتر
العلاقات الزوجية، وتأثيرها المباشر على الأطفال؛ ويحكي فيلم «داكن» للمخرج
بدر الحمود قصة شاب يقع أسيرا لماضيه الذي يصارعه من أجل حبه والغد الذي
ينتظره؛ أما «تجربة في الطابق السابع» للمخرج فهد الأسطا، فيصف الصعوبات
التي تواجه المخرجين عند التصوير في أماكن مغلقة؛ إضافة إلى فيلم «أر رياض»
للمخرج طلال عايل الذي يروي حكاية شاب وعلاقته بمدينته.
الشرق الأوسط في
12/04/2010 |