يختلف هذا المكان عن أي مكان آخر، إنه مفروش بسجاد أحمر فاخر ومليء بالعطور
الفرنسية الراقية جدا، وأينما تلتفت ترى أمامك فرسان صناعة السينما، في هذه
الأجواء الملبدة بالإبداع الفني السينمائي ومصطلحات الشاشة الكبيرة افتتح
مساء أمس الأول في قاعة سينما غراند في منطقة فيستيفال سيتي (مدينة
الاحتفالات) في دبي الدورة الثانية لمهرجان الخليج السينمائي الذي ترعاه
هيئة دبي للثقافة والفنون، ويعتبر الوليد الشرعي لمهرجان دبي السينمائي
السابق، وذلك وسط حضور كثيف من فنانين من الولايات المتحدة الأميركية
والوطن العربي، إلى جانب العديد من القنوات الفضائية العالمية والعربية
والأجنبية التي شاركت بصورة فاعلة في فعاليات الافتتاح.
عبر عبدالحميد جمعة رئيس المهرجان عن فرحته بتدشين الدورة الثانية
للمهرجان، وقال في كلمة افتتاح المهرجان إنه فرصة أمام صناعة السينما
الخليجية، وتحدث بعد ذلك مسعود أمر الله، مدير المهرجان، مفتتحا عروض أول
أيامه، وقال: إن المهرجانات ترتقي بالسينما الخليجية، وان الأعمال المشاركة
في المهرجان تعكس حال منطقة الخليج العربي.
كان في مقدمة الحضور الفنان الأميركي دنيس هايزبيرت بطل مسلسل «24» الشهيرن
وشارك في اليوم الأول حسين المنصور من الكويت، إلى جانب الكثير من نجوم
الخليج، والعديد من المخرجين والمؤلفين والسيناريست الشباب الخليجيين، مما
أعطى تفاؤلا جميلا لمستقبل هذه الصناعة الجميلة في منطقة الخليج، حيث بلغ
عدد الأفلام المشاركة في هذه الدورة 196 فيلما، موزعة بين 8 أفلام روائية
طويلة و27 فيلما وثائقيا، و 106 فيلما قصيرا، إضافة الى 28 فيلما تحريكيا
(كارتون)، وتصدرت الإمارات العربية المتحدة عدد المشاركات بـ 38 فيلما
مختلفا، ثم السعودية بـ27، وبعدها الكوييت بـ 16 فيلما، ثم العراق بـ 15
فيلما، والبحرين بـ 9 أفلام، و3 أفلام من عمان، ولقطر فيلمان، ولليمن فيلم
واحد.
كما شهد المهرجان في هذه الدورة 47 مشاركة دولية، منها 8 افلام تعرض لأول
مرة (عرض أول)، و 14 فيلما تعرض لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط، و21 فيلما
كعرض أول في منطقة الخليج العربي، و15 فيلما تعرض لأول مرة في الإمارات.
وتبلغ جائزة المركز الأول لهذا العام 50 ألف درهم (4 آلاف د.ك) للأفلام
الروائية الطويلة، و25 ألف درهم (1600د.ك) للأفلام الوثائقية، و 25 ألف
درهم (1600 د.ك) للأفلام القصيرة.
ومن المتوقع أن تكون المنافسة شديدة في مسابقة الأفلام القصيرة، نظرا
لتقارب المستوى الفني والتقني في ما بينها، بينما من الممكن أن تكون
المنافسة في الأفلام الوثائقية والتسجيلية أقل حدة، نظرا للفارق بين بعض
العروض تقنيا وموضوعا.
وشارك الفيلم الكويتي «مجرد إنسان» للمخرج عبدالله المعصب، وبطولة مساعد
المطيري، في عروض الافتتاح، ونسيت إدارة المهرجان إدراج اسمه ضمن العروض
التي افتتحت عرض الافتتاح، عندما تم إعلان أسماء مخرجيها لتحيي الجمهور من
على المسرح، وشارك في هذه التظاهرة الفنية السينمائية الجميلة أكثر من 16
مخرجا شابا كويتيا، بينما تشارك فيه فتاة واحدة فقط هي المخرجة ليلى معرفي
بفيلمها «ماما» الذي تقوم ببطولته إلى جانب إخراجه.
اتصال مفاجئ
غادر المخرج عامر الزهير المهرجان، وعاد إلى الكويت على عجل بعد أن تلقى
اتصالا هاتفيا، قال إنه مهم جدا، ويشارك الزهير في هذه الدورة بالجزء
الثاني من فيلمه التسجيلي «عندما يتكلم الشعب» وهو من الأفلام المتعلقة
بالحركة النيابية وانتخابات مجلس الأمة الكويتي، وكان الزهير قد حصل على
جائزة الدورة الأولى للمهرجان بالجزء الأول من الفيلم، وهو يتعلق بحركة
«نبيها خمس» التي كانت تطالب بخمسة دوائر في الانتخاببات الكويتية
النيابية.
ورشة عمل سينمائية
تقام على هامش المهرجان ورش عمل سينمائية متخصصة في مجالي «كتابة
السيناريو» و«الإنتاج السينمائي» لتقديم بعض المهارات التقنية العملية
للسينمائيين الخليجيين، ويقدم ورشة عمل المنتجين مؤسسة التدريب الأوروبية
للمشاريع السمعية والبصرية
EAVA، أما دورة كتابة السيناريو فتنظم بالتعاون مع شركتي سكريبت أند بيتش
وتورينو فيلم، وتخصص هاتين الدورتين للسينمائيين المشاركين في المهرجان
فقط.
تأجيل جلسات المشاهدة
أوقفت لجان التحكيم جلسات المشاهدة في يوم الجمعة صباحا، وأجلتها إلى
المساء، وذلك من أجل المشاركة في عزاء والد الفنان الإماراتي مرعي الحليان،
أحد أعضاء اللجنة، الذي توفي يوم الخميس، وشارك جميع أعضاء اللجان المشاركة
في مراسم الدفن، مما أعطى روح الأسرة الواحدة لأعضائها، وخلف أثرا طيبا في
نفسية أهله.
القبس الكويتية في
11/04/2010
فيلم ”80-82“ في
مهرجان الخليج السينمائي الثالث في دبي
بدعوة من مهرجان الخليج السينمائي الثالث الذي سيختتم يوم
غد الأربعاء، شارك الفنان السينمائي حميد حداد المقيم في هولندا بفيلمه
الوثائقي
المعنون (80-82)، والذي يسلط الضوء عبره عن مشكلة العراقيين "التبعية
والفيلية"
الذين هجرهم النظام الدكتاتوري السابق إلى إيران، بحجة تبعيتهم الفارسية،
والتي
جاءت مباشرة بعد الحرب العراقية الإيرانية التي أفتعلها النظام وأغرق
العراق
بأتونها المشتعل لمدة ثمانية أعوام، حيث جرت المأساة واستمرت
من يومها وحتى
الآن.
يعالج فيلم المخرج حميد حداد بمنطق الوثيقة التي لا يدحضها شئ، ويتتبع
بسلسلة تصويرية حاذقة شكل هذه الهجرة التعسفية التي لا يماثلها
في التاريخ سوى
محرقة النازيين وأضطهادهم لقسم من الشعب الالماني والاوروبي المتمثل
باليهود،
وغيرهم من المعارضين السياسيين.
تنقلنا الكاميرا في البدء إلى الطريق الجبلي
الوعر الواصل إلى الحدود الايرانية وحركة الشاحنات الصاخبة، في دلالة على
المفاجآت
القادمة التي ستعصف بآلاف المساكين من العراقيين الذين شاء الحظ أنهم
يمتلكون وثائق
تبعية ايرانية، والغالبية منهم لا علاقة لهم بايران، بل هو قانون الأحوال
المدنية
الذي وزع العراقيين بين التبعية العثمانية والفارسية، تلك الامبراطوريتين
اللتان
تناوبتا احتلال العراق، واعتبرتاه جزءا من غنائمهما ورعاياهما.
تتخطى بعدها
الكامرا لتنقلنا إلى الاجواء الحقيقية التي آوت العراقيين في الاهواز
وشيراز وطهران
ودولة آباد، والقسم الكبير منهم شاء الحظ وأنعدام فرص العمل والإنسجام في
ايران،
لينتقل إلى دول عربية واوربية أخرى حاملا معه همومه وأوجاع
حقوقه المهدورة وصور
أبنائه الشباب الذين غيبتهم سجون النظام المباد وأطبق التراب على جثثهم بعد
سنوات
من التعذيب في سجون نقرة السلمان وغيرها من سجون العراق السرية المنتشرة
على وسع
أراضيه ومدنه، مدعومة ببعض الصور ومقاطع من تصوير وثائقي فديوي
شخصي أرشف لتلك
المعسكرات التي ضمت اللاجئين وأوضاعهم الصعبة والمزرية التي عاشوها، بعد أن
كانوا
احرارا في وطنهم وبيوتهم وأعمالهم في مدن العراق المختلفة. ولأجل أن يعطي
للصورة
الموثقة أهميتها وحقيقتها الدامغة لجأ المخرج للالتقاء ببعض
الاشخاص والعوائل
المهجرة ليحكوا مأساتهم بأنفسهم، وباثبات عراقيتهم الأصيلة من خلال وثائقهم
القانونية القديمة واشغالهم الوظائف والأعمال الرسمية في الدولة العراقية،
وخدمتهم
في الجيش والشرطة العراقية كذلك.
كما يستعرض الفيلم لقطات من داخل المدن
العراقية (الكاظمية ومدينة كربلاء والنجف) ليلتقي كذلك ببعض المهجرين
العائدين بعد
تغيير النظام واستمرار معاناتهم لنيل حقوقهم الاعتبارية والوظيفية
والعقارية التي
صادرها نظام البعث.
يعد هذا الفيلم وثيقة دامغة لفئة مضطهدة من الشعب العراقي،
ولفترة قاسية جدا أهدرت فيها كرامة الإنسان على مذبح أحلام
الدكتاتور وجنونه. وصور
الفيلم في ايران والعراق وهولندا ومدته (50 دقيقة) بمجهود وانتاج شخصي
محدود
الامكانيات المادية من قبل المخرج حميد حداد، سوى بعض المساعدة والمساهمة
البسيطة
من شخص هولندي متعاطف مع هذه القضية الإنسانية الكبيرة، وقد
أستعرض الفيلم العديد
من الوثائق والأدلة القانونية على هذا الانتهاك الفاضح للكرامة والتصفية
العرقية.
ومن أفلام المخرج حميد حداد نذكر الفيلمين الوثائقيين (ليلة بيضاء) و
(بورتريت
الغائب) وكذلك سيناريو فيلم (الخوف من الضحية) و (ثيو فان كوخ) اللذان
يسعى للتفاهم مع جهة إنتاجية لإخراجهما.
يذكر أن الدورة السابقة عام 2009
لمهرجان الخليج السينمائي، أحتضن العديد من الأفلام الطويلة والوثائقية
لمخرجين
عراقيين فازوا بعدة جوائز من هذا المهرجان، ونذكر منهم الأفلام التالية:
الفيلم (فجر العالم) للمخرج عباس فاضل، ومدته (97
دقيقة).
الفيلم الوثائقي (جبر ألوان)
ومدته (45) للمخرج قيس الزبيدي.
الفيلم الوثائقي (حياة ما بعد السقوط) ومدته (100
دقيقة) للمخرج قاسم عبد.
والفيلم الوثائقي (مواطنو المنطقة الحمراء) ومدته
(57
دقيقة) للمخرج مناف شاكر.
الصباح الجديد في
12/04/2010 |