تتواصل
الفعاليات الغزيرة للدورة الثانية من
مهرجان الخليج السينمائي المقام في دبي حالياً
وسط إقبال جماهيري شديد.
وقد دأت أمس السبت عروض الأفلام القصيرة التي كان
من بينها فيلم "الحارس" للمخرج العماني خالد الكلباني، وهو الفيلم الثالث
لهذا
المخرج الشاب بعد "الحافلة" و"بياض" الذي فاز بجائزة لجنة
التحكيم الخاصة لأفضل
فيلم روائي قصير في مهرجان مسقط السينمائي
الثاني للأفلام التسجيلية والقصيرة. كتب
سيناريو الفيلم قيصر الهنائي، وصوَّره محمود الحسيني، وأدى أدوار بطولته
منيرة
الحاج وأنور الرزيقي.
والفيلم رمزي يتكئ إلى ماضٍ قاسٍ ومرير يطارد حارس
قلعة لا يجد بداً من الدخول في عذابات متواصلة وكوابيس تلاحقه باستمرار،
مما أدى
إلى هروب زوجته منه ثم فصله من عمله، وقد أدى الدور هنا باقتدار أنور
الرزيقي. وبعد
العرض أجرى حوارا بين المخرج والجمهور عقَّب فيه الأول حول ما أثير عن غموض
نهاية
الفيلم وسيطرة الموسيقى التصويرية على مناخه وعدم تناسقها مع أجواء الصمت
والهجير
والعزلة التي تحيط بالمكان قائلاً إنه يرى على العكس من ذلك؛ إذ إن
الموسيقى
التصويرية هنا لعبت دوراً في توضيح أعمق لآلام وعذابات الحارس موضوع
الفيلم، فضلاً
عن أن جمالياتها تناغمت وجماليات المكان.
وفي فئة الأفلام القصيرة عرض
أيضاً الفيلم السعودي "عايش" للمخرج عبدالله آل عيَّاف وممثله القدير
إبراهيم
الحساوي ذو الخبرة الطويلة في تمثيل تلفزيوني ومسرحي بأسلوب خاص. وقد عالج
الفيلم
بشعريَّة وشفافيَّة ثيمة الحياة والموت وانعكاسهما على رجل يعيش وحيداً
ويعمل
حارساً لثلاجة الموتى. أما العروض الأخرى في هذه الفئة فقد جاءت متفاوتة
المستوى
وإن كان قد تميز منها فيلم "صولو" الذي كتبه الروائي البحريني المعروف فريد
رمضان
وأخرجه الإماراتي علي الجابري في مثال "تعاونيٍّ" جدير
بالإكبار.
الأفلام
الروائية الطويلة: "حنين" كما تم عرض ثاني
الأفلام الروائية الخليجية الطويلة لهذه
الدورة من المهرجان في كبرى صالات العروض التي امتلأت بالجمهور، وهو فيلم
"حنين"
للمخرج البحريني حسين الحليبي الذي كان قد أخرج فيلماً روائياً آخر من قبل
وهو "أربع بنات" حصد به ثالث جوائز الدورة الأولى من المهرجان. كتب سيناريو
الفيلم
الكاتب خالد الرويعي، وممن مثل فيه علي
الغرير، وصاعدة النجم هيفاء حسين، وخالد
فؤاد، والقديرة مريم زيمان.
ويعتبر الفيلم خطوة مهمة نحو تعزيز السينما
السياسية في الخليج (والسينما في البحرين خاصة معروفة بهذه النزعة) حيث
يعالج
الفيلم بجرأة بالغة الاشكالات المؤسفة الناجمة عن مرض العصر في المجتمعات
العربية
والإسلامية والخليجية خاصة؛ أي الطائفية البغيضة التي تعد ظاهرة مَرَضيَّة
دخيلة
ونتوءاً نشازاً على أصالة المجتمع البحريني المتعدد، وذلك نتيجة لانحسار
تيارات
التيارات القومية والعقلانية والحداثية واليسارية وتعطيل الحريات المدنية.
وعلى الرغم مما شاب الفيلم من تسيِّب في الزمن، وثغرات واضحة في
السيناريو،
واستدراج عاطفي مكشوف لمشاعر المُشاهد عبر اللجوء القسري إلى
عدد من الأغاني
العاطفية تصل إلى درجة البكائيات
الميلودرامية والرومانسية الساذجة الشائعة في
السينما التجارية في مصر والهند، والتي تُضحِك أكثر مما تطعن القلب أو
الروح، إلا
أن الفيلم يظل في النهاية ضرورياً من حيث التفاته إلى مرض الطائفية
المستزرع في
البحرين والخليج؛ وهو مرض قد يتحول إلى داء عضال ووباء قاصم ما لم تقم
الثقافة بشكل
عام والسينما بصورة خاصة بتقويض جدرانه قبل أن يفتك بنا وبخليجنا؛ إذ هو في
نهاية
المطاف أداة الاستعمار (بمختلف أشكاله القديمة والجديدة، المحليَّة
والأجنبيَّة)
وقوى السلفية والظلام (التي ليس لديها سوى شكل واحد وتأويل واحد للنصوص)
على حد
سواء. كما أن الفيلم يثبت ضرورة وجود مناخ حر لا يمكن بدونه أن تنتعش
السينما في
الخليج إذا كان لها أن تلامس الأسئلة والقضايا التي تمس حياة مواطنيها.
غير
أن أكثر مما يؤخذ على الفيلم بخاصة لأنه
يريد بإصرار أن يكون فيلماً "سياسياً" من
دون التوافر على رؤية كاملة وعميقة تؤهله لأن يكون كذلك، ولأنه لم يكن
حذراً في
رؤية الشعرة الدقيقة التي تفصل ما هو سياسي عما هو إبداعي – هو الوجه
الحضاري الذي
قدمه المخرج لرجال الأمن "رمز السلطة"، والذين ظهروا أبرياء من عملية نزف
الندم
باسم الدين منقسماً في أجنحة شيعية وسنيَّة وزيديَّة وغيرها من
تقسيمات غريبة لا
نعتقد أن السلطات عبر التاريخ كانت بمنأى
منها وتطويعها لصالح أغراضها.
الندوة النقدية الأولى وعلى هامش المهرجان عقدت الندوة النقدية الأولى
بعنوان "مهرجان الخليج السينمائي: تساؤلات" التي استمرت حتى
الثانية من صباح أمس
تحدث فيها مدير المهرجان مسعود أمر الله
عبد الحميد عن الثمار الإيجابية التي جناها
السينمائيون الخليجيون بعد ثلاث دورات من المهرجان. وأهم تلك الثمار ان
المهرجان قد
أصبح بيتاً لكل سينمائي خليجي؛ فهو يضم فنانين من مختلف الأقطار ومختلف
الأجيال
أيضاً.
كما تحدث عن الصعوبات والعوائق التي تعترض المهرجان، بل وعن ضرورة
التغلب عليها بالتأكيد على أهمية الاستمرارية حفاظاً على تأسيس وتطوير
صناعة
سينمائية متقدمة
في الخليج. كما تحدث عما يحمله الأمل من ولادة جيل جديد من
السينمائيين في الخليج في مختلف التخصصات التقنية وبصورة متضافرة، وعن
ضرورة نشر
الثقافة البصرية بشكل عام في الخليج.
الشبيبة العمانية في
11/04/2010
المنتج فهد غازولي:
انتظروا عرض "الشر الخفي" على الفضائيات قريبا
قال المنتج د. فهد غازولي إنه يشارك بمهرجان الخليج السينمائي في
السنة الثالثة على التوالي بالفيلم السعودي "الشر الخفي"، كأول تجربة
سينمائية حقيقية لفيلم سينمائي سعودي رعب، كاشفا أن العرض الأول للفيلم
سيكون ضمن فعاليات المهرجان يوم الثلاثاء المقبل 13 إبريل/نيسان الجاري،
مؤكدا أنه يسعى لعرضه عبر القنوات الفضائية بعد انتهاء المهرجان، كما توجد
خطة لتسويقه وعرضه على
dvd.
وأكد "غازولي" -لبرنامج صباح الخير يا عرب يوم الأحد 11 إبريل/نيسان
الجاري- أنه حرص على أن يكون فيلم العمل السعودي مغايرا هذه المرة عما تم
تقديمه من قبل في السنوات السابقة، حتى تم الانتهاء من فيلم "الشر الخفي"
بالاتفاق مع مخرج العمل وصاحب الفكرة "محمد هلال"، مشيرا إلى أن ورشة عمل
الفيلم استغرقت 9 شهور ليتم إخراجه بالشكل المناسب، موضحا أن الفيلم يختلف
بذلك عما يعرض بمهرجان الخليج السينمائي.
وأشار إلى أن إنتاج الفيلم فردي، ولكن لديه خطة لتسويق هذا الفيلم،
ليشاهده الجمهور خارج حدود مهرجان الخليج السينمائي.
وأكد مخرج الفيلم "محمد هلال" أن هذا الفيلم هو العمل الثاني الذي
يشارك به في المهرجانات، مشيرا إلى الصعوبات التي واجهته أثناء تصوير
الفيلم، قائلا إن فريق العمل كان من الكوادر الجديدة في مجال التمثيل،
والفيلم يتطلب أن يكون الأشخاص المشاركون فيه لديهم ملامح مميزة وقدرة على
توصيل تعبيراتهم إلى الآخرين؛ حتى يتأثر المشاهد بأحداث الفيلم، الأمر الذي
يتطلب منه جهدا إضافيا لإبراز هذا الجانب.
وأضاف أنه وجد مرونة في التعامل مع الممثلين الذي تعامل معهم في أعمال
سابقة، إلا أنه بذل جهدا كبيرا مع الممثلين الجدد، مشيدا بكاتب سيناريو
الفيلم "بندر باجبع" موجها له التحية؛ باعتبار أن هذا الفيلم هو أول تجربة
سينمائية بالنسبة له، لأن أعماله كانت منحصرة على كتابة النصوص المسرحية.
وقال الممثل السعودي "جاسر الجهني" -الذي يشارك في فيلم الشر الخفي-
إنه يتواجد في الفيلم أمام الكاميرا وأيضا خلف الكاميرا، مشيرا إلى عدم
وجود صناعة للسينما بالمملكة، إلا أنه تمنى أن يكون "الشر الخفي" بمثابة
تجهيز أرض خصبة للجيل القادم لتقديم المزيد من الأعمال السينمائية
السعودية، والهدف من وراء الفيلم أن يكون وسيلة تعبير لطرح مشاكل اجتماعية.
وأشار منتج الفيلم إلى التأثيرات الصوتية المركبة التي استخدمها
"هلال" وكيفية دمجه بين وظيفته كمخرج واهتمامه بالتفاصيل الأخرى المتمثلة
في استخدام أحدث تقنيات التصوير طبقا لإحساسه بالعمل.
وأعرب "هلال" عن سعادته وافتخاره بترشيح فيلمه لعرضه ضمن فعاليات
مهرجان الخليج السينمائي ضمن 800 فيلم، متمنيا أن يفوز الفيلم بجائزة في
المهرجان.
وقال "جاسر" إنه يتمنى أن يصل إلى القمة بشكل تدريجي، معتبرا أن
المشاركة في المهرجان في حد ذاتها شرف لفريق العمل.
ويشار إلى أن قصة فيلم "الشر الخفي" تدور حول فيلا في حي راقٍ يواجه
كل من يسكنها مجموعة من الحالات الغريبة، ويستفيد من هروب المستأجرين صاحب
العقار الاستغلالي الذي لا يسكن في قلبه سوى الشر؛ الذي يتجسد في دور
العفريت المفزع الموجود داخل الفيلا، وتنكشف الأسرار الغامضة في نهاية
الفيلم عن طريق شاب يسكن "الفيلا" مع عائلته، وتبلغ مدة الفيلم ساعة
وأربعين دقيقة.
ويشارك في بطولة الفيلم صالح خلاقي وفهد غزولي ومشاري هلال وبندر
باجبع وأشرف اليافعي وماجد الكعبي وجاسر الجهني وأحمد بادوري ودعاء ونورة
وسارة وهوازن ومؤيد مغربي وسالم شحبل وطاهر مدني ومحمد العديني ومجموعة من
الشباب الموهوبين.
الـ
mbc.net في
11/04/2010 |