اقترن اسم الفنان الشاب أسر ياسين في بدايته باسم الفنان الراحل أحمد
زكي، وهو الاسم الظل الذي سيرافقه لفترة ليست بالقصيرة. شبه البعض أسر بزكي
في موهبته وقدرته على التقمص وكان قيامه بدور "يحيى" في فيلم "رسائل بحر"
الذي كان المرشح له النجم الراحل جعل الكثيرين يعقدون المقارنات.
شارك أسر زكي في فيلمه الأخير "حليم" بدور "عازف" في الفرقة إلا أن
المشوار لم ينتهِ بل بدأ. فبعد سبع سنوات من كتابة المخرج الكبير داوود
عبدالسيد لفيلم "رسائل بحر"، وبرغم من كثرة الترشيحات للدور، إلا أن أسر
حصل على دور قادر على إظهار معدن الممثل.
"يحيى" دور مختلف عن أدوار أسر السابقة، طبيب شاب يرفضه المجتمع بسبب
تلعثمه في الكلام،يترك القاهرة ويعود إلى الإسكندرية ويحترف الصيد. يصبح
البحر بأسراره أمامه والمدينة بشخوصها وأحداثها وراءه.
أسر ياسين بدأ مشواره الاحترافي كنجم عام 2003 بعد تخرجه من الجامعة
بمسلسلات "ملح الأرض" و"قلب حبيبة" و"عمارة يعقوبيان" وتدرجت الأدوار في
أفلام "حليم" و"على جنب يا أسطى" ثم "الجزيرة" إلى أن حصل على البطولة في
أفلام "زي النهاردة" و"الجزيرة" و"احنا اتقابلنا قبل كده" و"الوعد" وأخيرا
"رسائل بحر".
هنا الحوار معه:
·
كيف تم اختيارك للقيام بدور
"يحيى" في "رسائل بحر"؟
ـ الفيلم مكتوب منذ 8 سنوات.أستاذ داوود كلمني عن مشروع ثانٍ حتى أنني
لا أعرف ما هو هذا المشروع حتى الآن لكنه أكد لي أنه لم يكن رسائل بحر.لأنه
كان المتفق عليه أن يقوم أحمد زكي بالبطولة بعد أن ينتهي من تصوير فيلم
حليم. ولم يحدث نصيب في المشروع الأول وقبل أن أبدأ تصوير فيلم "الوعد" كان
داوود عبد السيد كلمني عن فيلم رسائل بحر. قرأته ووافقت عليه وكنت أنتظر
الانتهاء من تصوير فيلم "الوعد" وفي اليوم الذي انتهيت فيه من التصوير
سافرت إلى الإسكندرية لتصوير فيلم "رسائل البحر". انتقلت من فيلم إلى فيلم
آخر ومن طاقم إلى آخر.
·
ترشيح نجم بحجم أحمد زكي لتمثيل
دور البطل "يحيى"، هل جعلك تخشى الدور؟
ـ اعتبر اختياري لتمثيل دور رشح له قبلي أحمد زكي ونجوم آخرون حاجة
شرفية جدا لكنها لم تخفني. والسؤال هو لماذا أخشى من القيام بالفيلم؟
"رسائل بحر" ليس إعادة لفيلم قام ببطولته أحمد زكي. لا وجه للمقارنة بيني
وبين زكي لأن هذا هو السؤال المكرر الذي يوجه إلي في جميع المقابلات
الصحافية. ما هو وجه المقارنة؟. هل تقارن بين أحمد زكي بعد أن أصبح نجماً
عملاقاً والممثل الشاب أسر ياسين؟ أنت تقارن أحمد زكي بحجمه فهل من المعقول
أو المنطقي أن تقارن أحمد زكي بأسر ياسين؟ لكن عندما نتحدث عن بدايتي
وبدايته أبدأ أن أفهم المقارنة. المقارنة بين الخطوات أو الاختيارات أو
الأفلام هذا شيء آخر. ولم يتناول أحد الموضوع من هذه الزاوية مطلقاً.
·
ولماذا ترفض هذه المقارنة؟
ـ لأني لم أقارن نفسي بأحد إطلاقاً لأن الزمن غير الزمن وكذلك تتنوع
المدارس والظروف والفرص.
·
هل أدخلت تعديلات الفيلم خاصة ان
النجوم الذين تم اختيارهم من قبل كانوا أكبر سناً بينما تم اختيار ممثلين
شباب فيما بعد؟
ـ الفيلم لم تدخل عليه تعديلات. ولكن على حد علمي أن الأستاذ داوود
عبد السيد كان سيدخل عليه تعديلات لو قام أحمد زكي ببطولته. لابد أن السن
مبدئياً ستكون عاملاً حاسماً في التغييرات التي كانت ستدخل على الفيلم.
والسؤال من مثلا كان سيجسد شخصية قابيل التي قام بتجسيدها الفنان محمد لطفي
خاصة أن شخصية بودي غارد ضخم ومخيف لاسيما وأن أحمد زكي كان قوي البنية
أيضا. وأعتقد أن فريق عمل الفيلم كان سيتغير وكانت البطلة ستكون مختلفة
وظروف الحكاية ستتغير. شخصية مثل فرانشيسكا التي جسدتها الفنانة نبيهة لطفي
كانت ستتغيير لأنها بالنسبة لي كبيرة السن الآن لكن بالنسبة لأحمد زكي ربما
كانت قد توفت.أعتقد أن الوضع كان سيكون مختلفاً لكن كانت ستتم معالجة هذه
التغييرات.
·
وما هي الإستعدادات التي قمت بها
لشخصية يحيى خاصة أنها تحمل سمات مميزة منها التلعثم في الكلام أمام الناس؟
بالتأكيد كانت الشخصية صعبة ومنفردة وبالتالي كان لا بد من الإعداد
الجيد والصحيح لها. يمكن أن أعمل هذا التلعثم في الكلام بطريقة سهلة
وستتقبلها الناس بسهولتها ويمكن أن أعملها صعبة وستتقبلها الناس بصعوبتها.
لكن كان لابد من الإستعداد من خلال التحدث إلى إخصائي تخاطب وفهمت كيف يمكن
أن تتشكل مشكلة في التخاطب بسبب مشاكل نفسية. وكذلك تحدثت إلى أشخاص لديهم
مشاكل تخاطب ومع أشخاص تعافوا من التلعثم في الكلام. وفي نفس الوقت أخذت مع
إيمان يونس كورس في الإلقاء، حاجة عكسية تماما حتى أستطيع التحكم في تنفسي
وطريقة إلقائي وحتى أستطيع أن أتحكم في الدور ولا أترك الأمور للظروف أو
للصدفة وكذلك حتى أتحكم في الطريقة التي أقوم بها. وإذا لم تعجب أستاذ
داوود أو لم يعجبني مشهداً سمعياً نستطيع أن نقوم به بطريقة أخرى بسرعة.
ولولا هذا الكورس لم أكن أستطيع أن أشكل بسهولة مع أستاذ داوود ما يناسب
النص الدرامي بطريقة سينمائية.
·
"رسائل بحر" يمكن تصنيفه على أنه
فيلم فلسفي، ألم تخش من تقديم هذا النوع من الأفلام خاصة وأن فيلمك الأخير
"الوعد" فيلم اكشن؟
ـ الفيلم فلسفته في إحساسه وأن المشاهد يخرج منه بالحالة الموجود
فيه.ومن وجهة نظري الفيلم يتحدث عن الإيمان والأمل. البحر شيء له دلالة
قوية. وليس معنى أن يتحدث البطل إلى البحر أنه قام بتأليه. بالطبع هذا منطق
عقيم. البحر مصدر رزق يحيى والرزق من عند الله ثم أنه يشتكي إليه الدنيا
دون أن يتلعثم في الكلام. رسالة الفيلم في الإحساس به.
·
"للكبار فقط" جملة وضعت على
ثلاثة من أفلامك، ما رأيك في هذه اللافتة خاصة بعد تصنيف "رسائل بحر" على
أنه مناف لمؤسسة الزواج ؟
ـ هي جملة رقابية. لكني لا أفهم لماذا تم وضعها على الفيلم خاصة أنه
لا توجد به مشاهد جنسية. ويقال إنه تم وضع هذه العبارة عليه لأنه يناهض أو
ينافي مؤسسة الزواج. لو الرقابة ترى أن هذا الزواج الذي قدمه الفيلم تصبح
هنا الكارثة. بالعكس الفيلم ضد المرأة التي تبيع نفسها لرجل كزوجة ثانية
وتضرب لدرجة أنها تشعر أنها عاهرة. الفيلم يهاجم ذلك والرقابة في الوقت
ذاته مشاركة إلى حد ما في الدفاع عن ذلك.
·
وماذا عن فيلمك الجديد "أسوار
القمر"؟
ـ لا أستطيع الحديث حالياً عن فيلم "أسوار القمر" لأننا لم ننتهِ حتى
الآن من التصوير والفيلم متوقف بسبب تجهيزات إنتاجية وإخراجية وعندما
ستنتهي سنواصل التصوير.
المستقبل اللبنانية في
05/03/2010 |