انتهت فعاليات الدورة الستين لمهرجان برلين السينمائي بعد أن اهدت
جائزتها الكبري »الدب الذهبي«
للفيلم الدرامي التركي
»عسل« الذي يروي قصة طفل صغير يعيش مع أمه في منطقة نائية علي البحر الاسود
في تركيا، ويبحث هذا الطفل عن والده مربي النحل الذي رحل دون أن يستدل أحد
علي مكان رحيله.
المثير أن الماراثون السينمائي السنوي الكبير فشل في ابهار مجموعة من
النقاد الذين يرون ان مستوي الاعمال المشاركة في المسابقة الرسمية لم يكن
بالقدر الذي كانوا يتوقعونه،
حيث ذكرت شبكة
ABC
الاخبارية أن العديد من النقاد السينمائيين الحاضرين للمهرجان
أجمعوا علي أن العشرين فيلما المتنافسة في المسابقة جعلوا منها مسابقة قوية
مشتعلة عن السنوات الماضية
، ولكنهم اعترفوا أيضا أن المسابقة عانت من نقص في
العلامات السينمائية الرنانة التي تميز مهرجان سينمائي ضخم بمكانة برلين.
الناقد ديريك ايلي صرح بمجلة
»فاريتي« الامريكية ان أفلام المسابقة الرسمية كانت علي مستوي جيد، ولكنه
ليس المستوي المتوقع أو المنتظر، فكان الأمر أشبه بمهرجان عملاق تتهادي خطواته
بالتصوير البطيء.
وأضاف ديريك إلي أن عددا قليلا من الاعمال استطاعت اثارة الانتباه
واشعال أروقة المهرجان.
مفاجأة
غير متوقعة
وكان فوز فيلم »عسل«
بجائزة أفضل فيلم مفاجأة غير متوقعة لأنه كان خارج التوقعات،
فكانت لجنة التحكيم برئاسة المخرج الالماني ويرنر هيرزوج ضد اهداء الجائزة
لأي عمل سياسي أو صادم، ومن هنا كان قرارها بمنح الدب الذهبي لقصة انسانية حول قصة حب طفل
لوالده الغائب.
وقد نجح الطفل »بورا التاس«
الذي جسد شخصية »يوسف«
الباحث عن والده في نيل تقدير واعجاب أفراد
الجمهور الذين شاهدوا الفيلم لادائه السلس الجميل والفطري.
وتعقيبا علي فوزه بالجائزة قال مخرج الفيلم
»سميح قبلان اوجلو«
أنه سعيد جدا بالجائزة التي لم يحصل عليها عمل تركي منذ عام
٤٦٩١ عندما حصل عليها المخرج التركي »ميتن ايرسكن«
عن فيلمه »كفاية بلا جدوي«
الذي حصد ذات الجائزة..
وأشار سميح إلي أنه أراد تقديم مشاعر الحب والعاطفة والأمل وكذلك متعة
الحياة في فيلمه.. وفوزه بالجائزة يعني نجاحه في تقديم رسالته لأعضاء لجنة
التحكيم.
رسالة تضامن
وكان المخرج البولندي الاصل الفرنسي الجنسية
»رومان بولانسكي«قد حصد جائزة أفضل مخرج عن فيلم »الكاتب الشبح« وهو الفوز
الذي وصف من قبل الكثيرين -
مع التأكيد علي استحقاق الأخير للجائزة
- بأنها مبادرة تضامن مع المخرج المحتجز حاليا قيد الاقامة الجبرية في
منزله في سويسرا بعد ان قبضت عليه في سبتمبر من العام الماضي عندما كان في
طريقه لزيورخ لحضور تكريمه من احد المهرجانات وذلك بتهمة عمرها أكثر من
ثلاثين عاما، عندما اتهمته السلطات الامريكية باغتصاب طفلة عمرها
٢١
عاما بعد تخديرها، وهو الاتهام الذي بسببه هرب المخرج من الولايات المتحدة
كلها يوم المحاكمة نفسها، وظل طوال حياته بعدها مقيما في فرنسا.
ومن المعروف أن بولانسكي حصد من قبل سعفة
»كان« عن فيمله الشهير »عازف البيانو«
والذي حصد منه أيضا جائزة أفضل مخرج في
منافسات الاوسكار عام
٣٠٠٢.
وقد علقت صحيفة »هوليوود ريبورتر«
الامريكية اليومية أن الجائزة تعتبر هي الاكثر اثارة للجدل لانها في ظاهرها
قد تكون مبادرة تضامن مع المخرج السينمائي، وقد عقبت احدي الصحف الالمانية علي ذلك الفوز
بانه موازنة لكفة رجحت من قبل، حيث أن مهرجانا قد ادخله السجن ومهرجانا آخر
قد يحسن من موقفه ويدفعه خارجه في اشارة الي أن بولانسكي سجن بينما كان في
طريقه الي تكريم مهرجان ومن المعروف أن هذه ليست المشاركة الاولي لـ
»بولانسكي« في برلين، التي كان قد رشح لها ثلاث مرات من قبل بدأها عام
٥٦٩١
بفيلمه »تنافر« الذي قامت ببطولته الفرنسية »كاترين دي نيف«
وحصد الفيلم جائزة الدب الفضي لأفضل مخرج »نفس الجائزة التي حصدها بولانسكي هذا العام«.
وحصد عن نفس الفيلم جائزة اتحاد النقاد تلي بعد ذلك مشاركة بولانسكي
في العام الذي يليه مباشرة حيث نافس عام
٦٦٩١ بفيلمه »زقاق الكيس«
الذي يقوده تمثيلا طاقم تمثيل فرنسي بالكامل -
وهي سمة أفلام
»بولانسكي في هذه المرحلة
ثم تلت بعد ذلك مشاركات
»بولانسكي« بفيلم تسجيلي هو »afternoon of chanfion«
أو »خفوت نجم البطل«
والذي حصد عنه جائزة
»التنويه الخاص«
وقد تسلم الجائزة عن بولانسكي المنتج »الان
سارد« الذي قال انه اتصل بـ »بولانسكي«
بعد الفوز مباشرة وقد أعلن انه كان سعيدا
للغاية وانه ليس حزينا لغيابه عن المهرجان لانه
- حسب قوله - لن يحضر مهرجانات بعد ذلك ابدا في اشارة منه لحادثة القبض
عليه التي تمت في زيورخ.
أخبار النجوم المصرية في
25/02/2010 |