حديثي اليوم عن الخاسرين، وأُسرع فأقول قبل أن «يطفش» القارئ إنني لا
أقصد العرب والمسلمين، وإنما الذين خسروا جوائز الأوسكار بعد أن رشحوا لها،
فجريدتنا هذه وكل الصحف، وفضائيات العالم، ركزت على الرابحين، وليس عندي ما
أزيد على المنشور والمبثوث.
اهتمامي بالأفلام محدود وغالباً ما يقتصر على مهرجان كان، لأنني أحضره
مع أصدقاء، عادة من يخت في الميناء، غير أنني كنت أكثر اهتماماً هذه السنة
فأكاديمية السينما للفنون والعلوم رفعت رقم الأفلام المرشحة هذه السنة من
خمسة الى عشرة، ووجدت في رأس القائمة «أفاتار» الذي كنت في سبيل مقابلة
مخرجه جيمس كاميرون على هامش مؤتمر دافوس، وفيلم عن حرب إدارة بوش على
العراق، وآخر عن النازيين، وقررت أن أحضر ما أستطيع من أفلام بانتظار نتائج
تصويت 5777 عضواً في أكاديمية السينما.
في النهاية لم أحضر سوى «أفاتار» وقد كتبت عنه، و «أولاد زنى حقيرون»
وفاتني «خزانة
الألم» الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وأيضاً بجائزة أفضل مخرج ونالتها كاثرين
بيغلو لتصبح أول امرأة تفوز بجائزة الإخراج في 81 سنة من عمر
الأوسكار. وأعترف بأن
ترجمتي لاسم الفيلم ناقصة، فالأصل عبارة بالإنكليزية عن شخص يتعرض لأذى
فكأنه أرسل
الى خزانة أو علبة تعذيب. وكان محامون يعملون للشاويش الأميركي جيفري سارفر
أعلنوا
أنهم سيقاضون كاتب السيناريو مارك بوال لأنه «بنى جميع أحداث الفيلم
تقريباً» على
أحداث تعرَّض لها الشاويش. غير أن هناك خبراء يقولون إن العبارة مسجلة
ومعروفة منذ
سنة 1966، وهذا مع العلم أن مارك بوال كان ملحقاً بقوة أميركية في العراق
وشهد عمل
الخبراء في تعطيل الألغام والمتفجرات.
فاتني الفيلم الفائز فقد اخترت أن أحضر الفيلم عن النازيين، وأنا أخشى
أن يكون
مجرد دعاية عن المحرقة، إلا أنني قررت أن في بطله ومخرجه تعويضاً كافياً،
فالممثل
براد بيت وسيم جداً أعجبني أداؤه في أفلام كثيرة، والمخرج كوينتن تارانتينو
يخلط في
أفلامه العنف والجنس، والأول لا أعرف منه إلا ما يمارس ضدي كعربي والثاني
تزيد فيه
رغباتي عن قدراتي.
لم يكن الفيلم كما توقعت أبداً، فهو بدل أن يكون دعاية ضد النازيين
انتهى وشعوري
بأنه دعاية ضد اليهود، فقد كانوا ضحية النازيين، ومع ذلك فقصة الفيلم تدور
حول
عصابة انتقام يهودية يقودها ضابط من تنيسي، هو براد بيت، وهو غير يهودي من
ولاية لم
تشتهر بتأييد اليهود أو أي مجموعة اثنية خارج حدودها. واليهود من عصابة
الانتقام
يمارسون أعمالاً سادية وحشية ضد الجنود النازيين وكان يفترض أن
يُظهر الفيلم
النازيين وهم يرتكبونها ضد اليهود.
وفي حين قرأنا أن النازيين قتلوا اليهود في أفران الغاز ودفنوهم في
مقابر جماعية
فالفيلم يظهر الجنود اليهود والواحد منهم مكلف بقتل مئة جندي نازي وسلخ
فروة رأس كل
منهم، فكنت أغلق عيني أمام كل مشهد سلخ ودم، مع أنني صياد، ولا أعرف كيف
كان شعور
المتفرجين الذين لم يقتلوا شيئاً في حياتهم (برزان التكريتي
قال في محاكمته إنه لم
يقتل نملة في حياته، وقيل له إنه ليس متهماً بقتل نملة بل بقتل ألوف البشر).
نستطيع أن ندرج الفيلم «أولاد زنى حقيرون» في خانة الانتقام الخيالي،
غير أن
خيال تارانتينو أوسع كثيراً مما تصورت، والفيلم ينتهي بمشهد في دار للسينما
يعرض
فيها فيلم نازي عنوانه «فخر أمة» عن قناص نازي تكرمه القيادة على إنجازاته.
ويجتمع
في صالة العرض هتلر وجوزف غوبلز والقيادة النازية كلها وتوصد
الأبواب وتشعل صاحبة
الصالة، التي قتل النازيون أسرتها، النار في الأفلام وتحترق الصالة ويموت
قادة
النازيين اختناقاً أو حرقاً.
هذا تاريخ لم يحدث (مثل التاريخ التوراتي عن أرض الميعاد) ولكن يتمنى
اليهود
حدوثه، وكنت شخصياً أتمنى لو حدث وقُتِل النازيون قبل أن يقتلوا اليهود
فيرسل
الناجون لاستعمار بلادنا.
حكمي على الفيلم «أولاد زنى حقيرون» هو أنه فيلم عنف مريض، وشخصياً
أفضل
تارانتينو في أفلام عنف سابقة مثل «اقتلوا بيل»، ولا أجده يخدم اليهود أو
ضحايا
المحرقة، فهو يصور المنتقمين وحوشاً بشرية وعنفهم أمام
الكاميرا مخيف مقزز.
لو فاز هذا الفيلم لكانت علاقتي بجوائز الأوسكار انتهت، مكتفياً
بمهرجان كان،
إلا أنه لم يفز، فأفيد القارئ بما تعلمت على هامشه لأنه يستطيع أن يبحث في
الانترنت
وسيجد قوائم بأفشل أفلام فازت بالأوسكار، وبأفلام ممتازة جانبها الفوز،
وبالمفاجآت
بين الفائزين والذين تُوقِّع لهم الفوز وفشلوا، وأيضاً ذكريات
لا تنسى من حفلات
الأوسكار السابقة. وإذا كان القارئ ليس خبيراً في الانترنت فهو يستطيع أن
يحضر «افاتار» ويرى شعباً أزرق فيه ذكّرني
بالفلسطينيين وقضيتهم.
khazen@alhayat.com
الحياة اللندنية في
10/03/2010
بكاء ساندرا بولوك وخيبة أمل "أفاتار" في الأوسكار
الفن اونلاين – اسامة زكي
وسط سقوط الأمطار الغزيرة شهد حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته
الثانية والثمانين العديد من المفاجآت والصدمات بداية بفوز ساندرا بولوك
للمرة الأولي بجائزة أفضل ممثلة،ومرورا بفوز فيلم
the hurt Locker
بنصيب الأسد من الجوائز ، وانتهاءً باستحواذ جورج كلوني علي قلوب معجبيه
بدلا من الأوسكار حيث لم ينل الجائزة التي كان مرشح لها.
استطاع فيلم "ذا هارت لوكر"
The Hurt Locker
" أن يستحوذ على أكبر قدر من الجوائز حيث فاز بستة جوائز وهم جائزة أفضل
قصة للكاتب مارك بوال ، وجائزة أفضل هندسة صوتية لـ راي بيكيت و بول
أوتسون، وأفضل ميكساج صوت لـ بول أوتسون ، وجائزة أفضل مونتاج لـ بوب
مورويسكي و كريس إنيس وجائزة أفضل اخراج لـ كاثرين بيجلو لتكون أول سيدة
تحصل علي جائزة الأوسكار في مجال الإخراج.
كما حصل أيضا على جائزة أفضل فيلم لهذا العام وقام بتقديمها النجم
العالمي توم هانكس للمخرجة كاثرين بيجلو التي شكرت الأكاديمية الأمريكية
للعلوم والفنون السينمائية لإعطائها هذا التكريم وتحدثت عن فيلمها
والرسالة التي تود تقديمها من خلال الفيلم وهي أن توضح تأثير الحروب علي
جميع الأطراف والفوضى التي تسببها وتحدثت عن الجنود الأمريكيين الموجودين
في أفغانستان والعراق وتمنت أن يعودا سالمين لعائلاتهم قائلة: "انهم هناك
من أجلنا ونحن هنا من أجلهم ".
وحصدت الممثلة ساندرا بولوك أخيرا علي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في
فيلم "ذا بلايند سايد
the blind side
"، وفور صعودها على المسرح لاستلام الجائزة لم تتمالك بولوك نفسها حيث بكت
بشدة قائلة " هل فزت فعلا بالجائزة"، حيث تعد هذه المرة الأول التي ترشح
فيها للاوسكار وتحصل على جائزة.
وحصد الممثل جيف بريدجيز جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم"ذا كريزي
هارت
the crazy heart
“والتي
تسلمها من الممثلة كيت وينسلت، وكان ينافسه بشدة عليها النجم جورج كلوني.
وعكس ما هو متوقع لم يحصد "افاتار "avatarللمخرج
جيمس كاميرون سوي ثلاثة جوائز فقط وهم أفضل تصوير سنيمائي، وأفضل مؤثرات
بصرية، بالإضافة إلي جائزة أفضل اخراج فني , وجاءت جوائز "افاتار" مخيبة
للآمال حيث كان متوقع له أن يحصد العديد من الجوائز، ولكن مفاجاة الحفل هذا
العام هي تفوق المخرجة كاثرين بيجلو بفيلمها " ذا هارت لوكر
the hurt
locker
" لتحصد أهم جوائز الحفل لتتفوق بذلك علي زوجها السابق جيمس كاميرون مخرج "افاتار".
وذهبت جائزة أفضل ممثل مساعد للنمساوي كريستوف والتز عن دوره في فيلم
"أنجلوريس باسترد
Inglourious
Basterds" ليحصد أول جائزة أوسكار في تاريخه، وقدمت له الجائزة النجمة
بينلوبي كروز فعلق قائلا " اوسكار وبينولوبي كروز !!!! بينجو".
وحصد فيلم
" أب
up
"جائزتين, وهما أفضل فيلم رسوم متحركة وتسلم الجائزة المخرج بيتي دكتور و
أفضل موسيقي تصويرية لـ مايكل جيتشينو، بينما حصدت الممثلة مونيك جائزة
أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "بريشيوس
Precious" وكان الجميع يتوقع فوز مونيك بالجائزة.
وحصد فيلم "بريشيوس
Precious"
أيضا جائزة أفضل نص سنيمائي مأخوذ من رواية للكاتب جيفري فليتشر.
ونال الفيلم الأرجنتيني
El secreto de sus ojos جائزة أفضل فيلم أجنبي، بينما، حصل فيلم "ذا نيو
تايتنتس
The New Tenants " علي جائزة أفضل فيلم قصير و فيلم " ميوزيك باي برودينس “music by prudence
علي جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير وقدم الجائزتين الممثلة كاري موليجان
والممثلة وذوي سالدانا .
وحصدت أغنية" ذا ويري كايند
The Weary Kind" جائزة أفضل أغنية في فيلم
crazy heart
وقدمت الجائزة المغنية مايلي سايرس والممثلة أماندا سيفرد للمطرب
رايان بينجهام الذي كتب كلمات الأغنية وقام بأدائها في الفيلم.
وفاز فيلم " يانج فيكتوريا
The Young Victoria " بجائزة أفضل تصميم ملابس وتسلمت الجائزة مصممة الأزياء ساندي
باول، وحصد فيلم "ذا كوف
the cove " جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل وقام الممثل مات ديمون بتقديم
الجائزة.
بينما حصد فيلم "لوجوراما
Logorama
" جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة قصير، وفاز فيلم”
ستار تريك "star trek
بجائزة أفضل مكياج وتسلم الجائزة جو هارلو وبارني برومان.
أقر أيضا :
بالصور.."افاتار" و "خزانة الألم" يتصدران
الفائزين بـ"الأوسكار"
بالصور .. انطلاق حفل توزيع جوائز "الأوسكار"
الفن أنلاين في
10/03/2010 |