يترقب جميع عشاق السينما في العالم نتائج حفل توزيع جوائز الأوسكار ال
،82 والذي أعلن سيد جانيس رئيس أكاديمية الفنون السينمائية والعلوم (أوسكار)
من بيفلر هيلز في ولاية كاليفورنيا أنه سيبدأ غداً الساعة الخامسة (مساء
اليوم بتوقيت الولايات المتحدة)، وقال إن 10 أفلام تتنافس على جائزة أفضل
فيلم، وإنه بعد أكثر من 6 عقود تعود احتفالات توزيع جوائز الأكاديمية إلى
سابق عهدها، إذ تتسع رقعة التنافس بين الأفلام، ولكن السباق إلى خط النهاية
سينتهي بعشرة أفلام وليس بخمسة كما حدث في احتفال العام الماضي .
وكانت احتفالات توزيع جوائز الأكاديمية ال 16 في العام 1943 الأخيرة
التي توزع فيها الجوائز على هذا العدد الكبير من الأفلام .
وخلال وصول النجوم إلى موقع الاحتفال سيفتح الباب أمام الجمهور لتوجيه
أسئلة إلى الممثلين والمخرجين والمنتجين على الهواء، ويتزامن المهرجان مع
قيام 50 جمعية خيرية في أنحاء الولايات المتحدة بتنظيم حفلات خيرية .
ويتصدر أفلام “أفاتار” و”بلايند سايد” أو “الجانب الأعمى” و”ذا هرت
لوكر” أو “خزانة الألم” قائمة الأفلام المرشحة للفوز بالأوسكار، ومن بين
أفضل الممثلات المرشحات للحصول على جوائز أفضل أداء ساندرا بولوك عن (ذا
بلايند سايد)، وهيلين ميرين عن دور البطولة في فيلم (ذا لاست ستيشن) أو
“المحطة الأخيرة” وكاري موليجان عن دورها في فيلم (آن إديوكيشن) أو “تعليم”
وجابوري سيديبي (بريشس) وميرل ستريب (جولي آند جوليا) ومن بين المرشحات
أيضاً بينيلوبي كروز وفيرا بارمجا وماجي جيلينهال وآنا كينبريك، وستوزع
جوائز أيضاً على المخرجين .
وهناك جوائز أفضل تصوير سينمائي والأفلام المرشحة لها هي: “أفاتار”
و”هاري بوتر آند ذا هالف بلودت برينس” و”ذا هرت لوكر” و”أنجلوريوس باستيرز”
و”وايت روبن”، وهناك جوائز أخرى ستوزع على أفضل افلام صور متحركة وأفضل
الأزياء، ورشحت خمسة أفلام وثائقية للحصول على جائزة الأوسكار وهي (بورما
في جيه) و(ذا كوف) و(فود، أنك) و(ذا موست دينجرس مان إن أمريكا) و(ويتش ويه
هوم) . كما ستختار أفلام وثائقية من النوع القصير .
وسيطل على المسرح لتقديم النجوم والأفلام الحاصلة على الجوائز 24
مقدماً ومقدمة منهم ستيف كاريل وبرادلي كوبر ومايلي سايرو وتين فيه وتوم
فورد وكوين لطيفة وبن ستيللر .
وخلال الحفل يحظر على من لا يملكون تصاريح الدخول إلى مناطق في
هوليوود وهاي لاند سنتر بما فيها المنطقة التي ستشهد وصول النجوم .
أثار نقاشاً حول استخدام الشخصيات الاصطناعية
تقنيات "أفاتار" تحرم ممثليه من الجوائز
لدى جيمس كاميرون مخرج فيلم “أفاتار” الكثير من الأسباب التي تجعله
يشعر بالسعادة وهو ينتظر إعلان ترشيحات الأوسكار للعام الحالي، وأقلها فوزه
بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج ولكنه شعر بالفزع بأن أحدا من ممثليه من بينهم
زو سالدانا وسام ورثنجتون وسيجورني ويفر لم يظهروا في قوائم المرشحين للفوز
بلقب أفضل ممثل وممثلة . وبالمقابل اذا سألنا النقاد السينمائيين عن أفضل
فيلم لهذا العام فإن إجابتهم الفورية تكون، وبالاجماع، أن فيلم كاثرين
بيجيلو “خزانة الألم” هو المرشح للفوز . وأما اذا سألنا عامة الناس الذين
شاهدوا الفيلم فهم بلا شك سيقولون ان “أفاتار” هو الأفضل من ناحية
الاستفادة من التقنيات الرفيعة، وهو اصبح أكثر حصاداً من حيث الأرباح التي
حصل عليها .
وعلى خلاف االأغلبية العظمى للأفلام المرشحة للقب أفضل أفلام سينمائية
فإن ممثلي “أفاتار” لم يحصلوا على أية جوائز كبيرة خلال مهرجان النقاد أو
حتى جائزة نقابة الممثلين السينمائيين . ويعكس ذلك التناقض الذي يقع فيه
مجتمع السينما، خاصة ما يتعلق باستبعاد ممثلي “أفاتار” والتركيز على نحو
خاص على الاستخدام الثوري في عملية تحريك الشخوص وهي تقنية حديثة جدا جمعت
ما بين الشخوص البشرية من الممثلين مع شخوص خيالية متحركة طورها الكمبيوتر
للحصول على مخلوقات طولها يربو على عشرة أقدام، وهؤلاء كانوا في وسط وبؤرة
الحركة في الفيلم . ويثير ذلك أسئلة رئيسية منها “هل هذا تمثيل أو هو
أفلام كرتونية؟ وهل يقترح ذلك أن تلغى الشخوص السينمائية البشرية مستقبلا
وتتم الاستعاضة عنهم بشخوص من صنع الكمبيوتر؟ وأثار ذلك الطرح ردوداً حادة
من شخصيات مهمة في مدينة صناعة السينما الأمريكية ومن أفضل الممثلين
المرشحين للفوز بجوائز الأوسكار ومنهم جيف بريدج وجيرمي رينر كما أدلى كل
من المخرج كاميرون وستيفن سبيلبيرج بدلوهما . وقال بريدج لصحيفة “لوس
أنجلوس تايمز” الأمريكية، في اليوم الذي أعلنت فيه الترشيحات “أعتقد أن
باستطاعتهم فعل ذلك الآن اذا ما توفرت لديهم الارادة . وسيكون الممثلون
البشريون من الماضي، فإذا رغبت في سمات شبيهة بكلوني، بنسبة 60 في المائة،
وأعطني 10 في المائة من بريدجيز وأضف بعض الملامح من تشارلز برونسون،
وستكتمل الصورة وسنحصل على كائن جديد لن يشبه أحداً، وبالطبع ستكون هذه
شخصية عظيمة” .
أما رينر المرشح كأفضل ممثل لفيلم “خزانة الألم” فله منظور آخر
بالنسبة للشخوص الكمبيوترية، ويرى أن “بعض الأفلام يكون فيها الممثل
تجسيداً للأفلام وفي بعض الأفلام الأخرى يكون فيها الفيلم مرآة عاكسة
للمخرجين” وأرى أن “أفاتار” فيلم مذهل . وتجربة جميلة جداً ولكنه ليس فيلم
ممثلين، فهو لم يسمح بالفعل للمثل أن يحكي قصة الفيلم . وهنا نجد أن
المخرج هو الذي يحكي القصة وليس أحد سواه .والواقع فهو تجربة رائعة
فكاميرون يحشد ممثلي “أفاتار” بقوة ليخلق توازناً بين نجاح الفيلم كتقنية
والممثلين البشريين في الفيلم” .
وقال عدد من أقطاب صناعة السينما، بينهم المخرج الشهير سيتفن
سبيلبيرج، “ألم يكفهم تلك الشخوص البشرية حتى يستخدموا شخوصاً اصطناعية
يسعى كاميرون للفوز بها بجائزة الأوسكار”؟ .
وقال كاميرون “هناك منحنى تعليمي بالنسبة لمجموعات الممثلين، ومن غير
المتوقع أن تتسارع فكرة إدخال شخوص اصطناعية أو متحركة في الأفلام . وكل ما
عملناه كان إثارة الوعي . وليس عليهم أن يخشوا من ذلك فقط، بل عليهم أن
يشحنوا بالاثارة والحماس، والآن تتوافر سلسلة من الامكانات بعد قرن من بدء
صناعة السينما، والتمثيل بطريقة تقليدية” .
ووصف كاميرون ذلك بأنه أشبه “بعملية تحريك الممثل . ان ما يهمني ليس
القيام بصناعة أفلام متحركة، ما أقوم به مخاطبة الممثلين” .
سبيلبيرج “يميل الى التفكير بذلك باعتبار مثل تلك الأفلام صنيعة
الأجهزة الرقمية وليس أفلاماً كرتونية معززة بشخوص بشرية” وقال انه سيستخدم
تقنيات “أفاتار” في أفلامه الجديدة: “مغامرات تيتان”، و”سر اليونيكورن” .
ويرى كل من سبيلبيرج وكاميرون أن صناعة فيلم بالباس الشخوص الاصطناعية
الصوت والقشرة البشرية أو الشبيهة بالبشرية هو أقرب الى الأداء المسرحي .
وحسب سبيلبيرج فإن “عملية تسجيل الحركات وترجمة ذلك بحركة يتم اسقاطها على
نموذج بالحركة والصوت يعيد المخرج الى نوع من الحميمية التي لا يعرفها سوى
الممثلين والمخرجين أثناء العمل المباشر على خشبة المسرح” .
وتتم عملية التصوير على مسرح تسجيلي للحركة والصوت من خلال ما يطلق
عليه “ذا فوليوم” وهنا يرتدي الممثلون ملابس لاصقة بأجسامهم ورسم عليها
علامات عاكسة، ففي كل حركة يؤديها الممثل تقوم مجموعة ضخمة من الكاميرات
برصدها ويتجاوز عدد تلك الكاميرات المائة . وهناك أيضا آلة تصوير رئيسية
على منصة لرصد وجه وعيني الممثل .
ويوضح جون لاندو منتج فيلم “أفاتار” انه: “تنشط الكاميرا الافتراضية
دائما، وليست تلك الأيام التي نحتاج فيها الى نصب الكاميرات والاضاءة
ولمسات الماكياج وقياس الألبسة، فالمشاهد لا تحتاج الى تصوير متكرر من
زوايا مختلفة للكاميرا . وبدلا من ذلك يتم تزويد بيانات الكاميرا للكمبيوتر
الذي يسجل نسخا بثلاثة أبعاد لحركة كل ممثل ويمكن للمخرج أن يضيف حركات
كاميرته من منظور رقمي .
ويعتقد اندي سيركيس وهو ممثل مسرحي بريطاني مخضرم لعب دور جولوم في
فيلم بيتر جاكسون “ملك الخواتم” بالحركة والصوت، “هناك نقاء في هذه
التقنية، ولن تستطيع الاعتماد على أي شيء آخر سوى مهاراتك الشخصية كممثل .
وتمنح التقنية الرقمية الممثل تصوير المشهد في لقطة من دون أن يخشى من موقع
آلة التصوير”,
وبالنسبة لفيلم “أفاتار” هناك شكوى من أن كاميرون بالغ في التركيز على
البعد الأحادي لشخوصه وهو ما سيعيق ممثليه من الحصول على جوائز، ولكن آخرين
يعتقدون أن نجمة “أفاتار” زوي، على نحو خاص، تؤدي كل لحظة على الشاشة وهي
ملتزمة بتسجيل الحركة والصوت، وأنها أغمطت حقها بعدم ترشيحها .
بعض مشاهدي “أفاتار” و”خزانة الألم” الفيلمين الرئيسين المتنافسين على
جائزة أفضل فيلم، يقول ان الأول عمل جيد، لكن الثاني ينبغي أن يحصد أفضل
الجوائز “لأنه في اعتقادهم فيلم يمثل الواقعية على الأرض بينما “افاتار” لا
يمت للواقع بأي صلة، ويمكن اعتبار أنه فيلم خيال علمي” .
وقالت زوجة رقيب عامل مع القوات الأمريكية في العراق ان “خزانة الألم”
يمثل الواقع وما يحدث في العراق أمر لا يصدق . ورأى آخرون أن ما يقوم به
الجنود في الفيلم مناف للواقع وعار على الجيش الأمريكي “ولا يستحق حتى
جائزة واحدة” .
بولوك الأوفر حظاً لكنها تخشى ميريل
ستريب
يتوقع حصول النجمة السينمائية الأمريكية ساندرا بولوك على جائزة
الأوسكار بعد ترشيحها كأفضل ممثلة عن دورها في فيلم “ذا بلايند سايد” .
ينظر الى بولوك على أنها نجمة هوليود المتألقة، وواحدة من الممثلات
الأمريكيات الأكثر شعبية في عالم السينما . وبولوك نجمة لها جاذبية خاصة
عند المخرجين والمنتجين وفقا لحساباتهم بخصوص شباك التذاكر . ومن الممثلات
المنافسات لها هيلين ميرين التي تألقت بقوة في فيلم “المحطة الأخيرة” الذي
جمع أرباحا بلغت 360 مليون دولار مقابل مليار و600 مليون دولار حصاد أفلام
لمعت فيها بولوك .
وكما يقال في شباك التذاكر، فان الممثلة والمناضلة الكبيرة تنجح دائما
في التغلب على مناضلة جيدة صغيرة . ووفقا لمصطلحات السينما الأمريكية فان
ثقل بولوك يوازي ثقل مايك تايسون على شباك التذاكر في مباريات الملاكمة
الكبرى . وعلى الرغم من أن المال ليس كل شيء ونعني بذلك الأرباح التي جناها
فيلما “ذي دارك نايت” و”ماي بيغ فات جريك ويدينغ” فان المنتجين الذين
يحصدون دائما أرباحا كبيرة في شباك التذاكر لم يتم ترشيحهم لجائزة أفضل
فيلم . ولا شك في أن جائزة الفنون السينمائية والعلوم تميل الى قبول أولئك
المنتجين الذين يقدمون أعمالا سينمائية يمكن أن تعرف على أنها مناسبة
وتستحق جائزة الأوسكار كما الحال بالنسبة لنيكول كيدمان في فيلم “ذي أورز”
(The Hours)
و جورج كلوني في فيلم “سيريانا” (Syriana) الذي فاز بالأوسكار مرتين .
وبالطبع لا تخشى بولوك منافسة ميرين بل ميريل ستريب في فيلم “جولي آند
جوليا” (Julie &Julia)
حيث بدا دورها في شخصية جوليا تشايلد محبوبة كما بطلة القصة ذاتها . وبعد
أن فازت بجوائز النقاد في نيويورك وفي بوسطن وسان فرانسيسكو فان ستريب حملت
معها الى بيتها جائزة الكرة الذهبية هذا العام كأفضل ممثلة لعمل سينمائي
منوع وكوميدي . وهي على الدوام منافسة لأي ممثلة ترشح للفوز بأية جائزة
سينمائية، ويعرف أعضاء الأكاديمية من هي ستريب وما هو وزنها السينمائي
الحقيقي . وهي ميزة لا تمتلكها بالضرورة اثنتان من الممثلات الشابات
الخارقات مثل كاريه موليجان في فيلم (ايديوكيشن) و جابوريه سيديبي في
(بريشس) .
حققت بولوك نجاحا استثنائيا في فيلمها الذي تلتقي فيه ببج مايك أوهر
(كوينتون آرون)، الصبي العملاق المشرد الذي يمتلك موهبة رياضية وتحضره الى
منزلها على الفور وتمنحه ملابس جديدة وتطعمه وتتأكد من أنه يذهب الى مدرسة
أطفالها . ويحدثنا الفيلم بصورة متكررة عن العمل الخيري الكبير الذي قامت
به . على الرغم من أن الفكرة لا تنحصر بهذا الاتجاه كما يود الفيلم أن يقول
أو يجعلنا نعتقد به .
من الناحية الدرامية لا يبدو أداء بولوك يمتلك أكثر من بعدين، فالنجمة
ايفا لونجوريا تقوم بنفس الشيء كل أسبوع في فيلم “ديسبيريت هاوس وايف” أو
(ربات بيوت يائسات) وقامت جوليا روبرتس بنفس الشيء في “ايرين بروكوفيتش”
الذي أتاح لها فرصة الفوز بجائزة أوسكار، ولكن بولوك، مثل روبرتس، أمضت
شطراً طويلاً من حياتها السينمائية وهي حبيبة جمهور السينما في أمريكا .
ولم تتقمص بولوك دور ماري تيلر مور (وهي شخصية مخالفة لشخصية بولوك بنسبة
360 درجة) كما في فيلم “أناس عاديون” ولكن كانت شبه لي آن كونها امرأة
مخضرمة بلغت سن النضج الكامل . وهي تجاوزت الخامسة والأربعين من عمرها
لكنها تبدو أصغر من سنها الحقيقي، ويرجع الفضل في ذلك لمدربها ولحملات
الريجيم التي تواصلها . وينبغي ألا نغفل البنية البدنية التي تتمتع بها
بولوك، وهو ما يساعدها كثيرا في تقديم أفضل أداء تمثيلي .
بطلات جيمس كاميرون قويات
وعاطفيات
أصبح جيمس كاميرون مخرج “أفاتار” من أشد المدافعين عن حقوق المرأة
والصوت القوي الذي يقف وراءها في السينما المعاصرة . اذ لم يكتف بأن جند
لأفلامه أقوى الشخصيات النسائية، بل أصبحت المرأة في معظم أفلامه تحتل
مكاناً بارزاً .
وبدت بطلاته مسخرات لانقاذ العالم منذ أن أخرج أول فيلم خيال علمي في
1978 بعنوان: “جينوجينيسيس”، وهو ما جعله قوة دعم للمرأة حتى في أسلوبه
الخاص بتأرجح طبيعته المزاجية وتنظيراته للموجات الثانية والثالثة للحركة
النسائية .
وفي كل ذلك يسعى لاستكشاف ما ترمي اليه المرأة أو ترغب فيه، وكذلك
التعرف إلى كيفية تعريفها نفسها فضلاً عن القيمة الحقيقية التي يمنحها
المجتمع لها حتى في المستقبل .
ومن السهل جدا أيضا التعرف إلى حقيقة أن الهاجس الأكبر لكاميرون هو في
الواقع استغلال الامكانات التقنية في الأفلام وبصفة خاصة في “آفاتار” وهو
تجربة قدم فيها جنسا من المخلوقات أطلق عليه “نافي”، وهو ما كلفه 310
مليارات دولار أمريكي . وكان اتخذ قراراً بتأجيل انتاج واخراج الفيلم حتى
حدوث نضوج وتطور معين في “برامج الكمبيوتر” حتى يرقى الى مستوى خياله . ولم
تكن التقنية سوى الفرشاة التي يستخدمها في طلاء اللوحات، فاليد التي تصنع
تلك الشخوص النسائية في أفلامه قد يرفضها أرنولد شوارزينجر ويصفها بأنها
“امرأة متشبهة بالرجال” .
وقصته في “أفاتار” تتركز حول علاقة ما بين المرأة والرجل مع تركيز
الأضواء على المرأة بصفتها أنثى تمتلك من القوى الكثير . والحقيقة فإن
العلاقة العاطفية الرومانسية في أفلام كاميرون هي التي تنتصر دائما .
لننظر بعمق الى مسلسل “تيمينيدر أو المدمر” الذي يعود اخراجه الى
العام 1984 . وخلاصة المسلسل أن نجاة الانسانية مرتبط بشخصية الأم .
والمرأة في أفلامه مستقلة لها عقليتها الخاصة، وليست شبيهة بشخصيات مغرية
مثل مادونا وليست ليندا هاميلتون التي تلعب دور مضيفة مغرية عازبة . وفي
فيلم “تيرمينيتر” يتم ارسال شوارزينجر من العوالم البعيدة لتدمير الشريرة
وهي امرأة آلية و يرسل صديقها الآلي أيضا لتوفير الحماية لها .
ونرى شخصياته النسائية في أحيان كثيرة مفعمة بالحيوية تواجه المواقف
وتتغلب عليها بفضل عضلاتها المفتولة ولكنه في الوقت نفسه ييسر لبطلاته
احتياجاتهن مثل الحياة العاطفية والعلاقة الرومانسية كأي امرأة أخرى وميل
أيضا لتحقيق رغباتهن، كما باقي النساء بأن تكون لهن عضلاتهن المفتولة . وفي
أفلام أخرى يجعل كاميرون البطلة تتقمص سلوكا ذكورياً ونموذجاً للمحاربة
والحامية التي تحمل السلاح الآلي على جنب وتحمل طفلا أنقذته على الجانب
الآخر .
في فيلم “أكاذيب حقيقية” لدينا قضية الزوج السكير الذي يحاول تغيير
نمط حياته بجعل مسؤولية اقامة العلاقة تنتقل بالكامل لتصبح على كاهل الرجل
. والحقيقة أن الزوجة هيلين تشعر بالتعاسة وخيبة الأمل ازاء عملها الممل
وزوجها الذي يعمل مسؤولا عن مبيعات الكمبيوتر (شوارزينجر) .
في “تايتانيك” أعطى كاميرون المرأة ضوءا ساطعا وأدوارا متميزة في
أفلامه وهو ما قامت به “كيت وينسليت” فتاة المجتمع الجميلة التي تظهر رغبة
قوية في كسر كل القيود الاجتماعية لتقف مع حبيبها على مقدمة السفينة يجلدها
الهواء الصقيعي ورذاذ الماء المشبع بالملح من أجل عيون الشاب الرسام الذي
يتضور جوعا (ليو ديكابريو) . مثل هذه الحالة الرومانسية جداً، هي لب القصة
وجوهرها، وهي الرغبة الجامحة التي تسعى اليها أغلبية الفتيات، وهو ما عاد
على كاميرون بمئات الملايين من الدولارات .
من خلال أعماله التلفزيونية، أن يطلق النجمة جيسيكا آلبا في فيلم
“دارك انجيل” وتحولت آلبا الى فتاة صغيرة معدلة جينيا تفضل المعاطف الجلدية
والجري على الأسطح في عالم ما بعد الكوارث، وبقي صامتاً بعد ذلك حتى قام
باخراج فيلم “أفاتار” .
ولكن ماذا يمكننا أن نفهم من أحدث إناثه أي من نيتيري التي تقمصت
دورها زو سالدانا، والأمير المقاتل الذي يعيش في كوكب بندورة وهو كوكب
يتعرض للغزو من مخلوقات بشرية جشعة، وصورة طبق الأصل عما يحدث في شارع
المال “وول ستريت”، وهم الذين يسعون للكسب بأي ثمن حتى على حساب أهالي
الكوكب .
ومن خلال شخصية نيتيري يلطف من صورة مثالية الأنثى، وتحقيق ذاتها، وهي
امرأة يصعب الضحك عليها، وهي تسعى للحصول على شريك يكون ندا لها . وهي توحي
برغبتها العاطفية ولكنها لا تكترث بها عندما تنطلق دفاعا عن بيئتها وشعبها،
على الرغم من أن الأفضلية بالنسبة لها هو تحقيق السلام . ويعيد لونها
الأزرق وطولها الفارع الى تحديد مواصفات جمالها بأساليب غير تقليدية .
وعلى الرغم من أنها تبدو أنها قد تتسوق كباقي النساء، لكن غرائزها وذكاءها
الطبيعي يسعيان دائما لطلب الاحترام .
في غضون ذلك يمضي سام ورثنغتون (جيك سلي) الشطر الأكبر من الفيلم
يحاول أن يبقى قريباً منها . وهي تحبه لكنها ترفض أن تخسر ذاتها في هذه
العملية وفي النهاية يضحي بكل شيء، بما في ذلك شكله البشري ليبقى معها .
الخليج الإماراتية في
06/03/2010 |