بعد دخول »أخبار النجوم«
المطبعة، أعلنت أكاديمية علوم وفنون السينما المنظمة لجوائز الأوسكار
أسماء الأفلام المرشحة، هذا الأسبوع نواصل وضع الأفلام التي رشحها
النقاد لهذه الجائزة العالمية ونرصد حواديتها أمام الكاميرا وما حدث في
الكواليس، واعتبارا من الأسبوع القادم نستأنف المرحلة
اعتمادا علي الأسماء التي تم الاعلان عنها بالفعل.
هذا الأسبوع نرصد فيلم »الجانب الخفي«
الذي تألقت فيه بطلته ساندرا بولوك.
كتب - أحمد بيومي
لم يعد أمام ساندرا بولوك سوي الفوز بالأوسكار..
هذه الجملة تتردد علي ألسنة جميع متابعي السينما الأمريكية. وخاصة بعد
فوزها بالجولدن جلوب،
وحصدها للاعجاب النقدي والجماهيري.
ساندرا بولوك التي تخوض سباق الأوسكار بفيلم
the blindside
أو الجانب الخفي، المأخوذ عن كتاب لقصة حقيقية لأحد الأبطال الرياضيين للكاتب مايكل
لويس وكتابه »الجانب الخفي:
ثورة اللعبة«.
ساندرا التي تجسد دور الأم الغنية -
بيضاء البشرة بطبيعة الحال
- التي تنتشل أحد الأولاد الفقراء -
أسود البشرة
- والذي يتمتع بلياقة بدنية هائلة تجعل منه
هدفا من جميع الجامعات الأميريكية لضمه الي صفوف فريقها.
مجلة »فاريتي«
في تقريرها عن الفيلم أكدت أنه بعيدا عن كون الفيلم يتناول -
بشكل أو بآخر - العنصرية في المجتمع الأمريكي،
استطاعت ساندرا أن تمسك بالخيط الدرامي لشخصيتها
وأثبتت قدرة تمثيلية فائقة، وخاصة مع الزيارات التحضيرية التي قامت بها
لعدد من المدارس في مدينة ممفيس لتري عن قرب الكيفية التي يتم بها التعامل
مع الطلاب في المراحل الثانوية وخاصة أصحاب الاحتياجات الخاصة.
المجلة أشادت أيضا بالبطل الشاب كونتين آرون الذي لعب دور مايكل أوير
وقالت عنه: »رغم مشواره السينمائي القصي،
الذي بدأ فقط عام
٦٠٠٢
وبمشاهد صغيرة،
إلا أنه استطاع أن يلعب دور البطولة أمام ممثلة مخضرمة مثل ساندرا بولوك«.
وتساءلت المجلة عن المستقبل الذي ينتظر كونتين خاصة مع اعجاب صحيفة
the newyorker
ارتكزت علي نقطة أساسية في الفيلم وهي خلو ساحة هوليوود الآن
من الأفلام العائلية البسيطة والتي يلعب بطولتها نجوم كبار.
وقالت الصحيفة: »المخرج جون لي هانكوك،
استطاع أن يقدم فيلما يدور في الأساس عن عالم الرياضة وتحديدا كرة القدم
الأمريكية بعيدا عن الأكلاشيهات النمطية التي تميز أغلب هذه النوعية من
الأفلام«. وأضافت الصحيفة: »داخل المستطيل الأخضر لم نر نفس المشاهد التي اعتدنا
رؤيتها في سابق الأفلام التي تناولت كرة القدم،
حيث ابتعد المخرج عن الحركات الاستعراضية التي يقوم بها اللاعبون وركز علي
العامل النفسي عند أبطاله، فكرة كرة القدم عند من يمارسها لا تعتمد علي
العامل البدني أو الخططي قدر اعتمادها علي الجانب النفسي«.
صحيفة نيويورك تايمز تناولت في تقريرها الفيلم من زاوية مختلفة تماما
وهي نظام التعليم الأمريكي، حيث يجب علي المتفوقين رياضيا التميز أيضا في
المجال العلمي الأمر الذي قد يقف عائقا بين هؤلاء الطلاب وبين تحقيق
أحلامهم علي المستوي الرياضي،
حيث تعتبر أبواب الجامعات الأمريكية هي المفتاح
الرئيسي -
إن لم يكن الوحيد -
من أجل اللعب الاحترافي في مختلف
اللعبات.
كتبت ــ انجي ماجد:
يعد فيلم »الجانب الخفي«
من أجمل وأمتع الأعمال السينمائية الاجتماعية التي عرضت خلال عام ٩٠٠٢ وخير
دليل علي ذلك هو تحقيقه لايرادات ساحقة تجاوزت المائتي مليون دولار؛ فهذا
العمل لم يجمع كل النقاد علي تميزه ولكنه مع ذلك نجح في نيل تقدير واعجاب
معظم من شاهده من أفراد الجمهور الأمريكي وكان لبطولة النجمة المحبوبة
ساندرا بولوك للفيلم أثر كبير في تحقيق شعبية وجماهيرية كبيرة له.
وكانت كلمة السر التي اتفق عليها معظم المعجبين بالفيلم والمقتنعين
بتميزه أنه يقدم قصة انسانية تمس القلب وتجعله يتعاطف مع كل تفاصيلها وهو
ما ترتب عليه أنه أصبح عملا مناسبا لجميع فئات الجمهور من المراهقين
والشباب؛ كما أنه حظي بنسبة مشاهدة عالية من قبل الأسر المختلفة.
كما أن معرفة الجمهور بأن الفيلم مقتبس عن قصة واقعية اقتنعت خلالها
أسرة أمريكية باستضافة فتي غريب ليعيش وسطها موفرة له الأمان والاستقرار؛
أثر كبير في تسرب شعور للمشاهد بأن المشاعر الانسانية والرحمة والعاطفة
لازالت موجودة في النفوس البشرية رغم سيطرة المادة علي جميع التعاملات في
العالم.
والفيلم مأخوذ عن قصة »الجانب الخفي:
ثورة لعبة« للمؤلف مايكل لويس وهو الكتاب الذي يتتبع قصة حياة نجم الكرة
الأمريكي مايكل أوير والتي بدأت بطفولة قاسية صعبة نظرا لظروف الفقر التي
أحاطت بنشأته واهمال والديه لرعايته وتنشئته؛ حتي تظهر في حياته عائلة »تووهي«
تلك العائلة التي تتحدي جميع الظروف المسيطرة علي المجتمع وتقرر استضافة
فتي زنجي ليعيش معها وهي أسرة جميع أفرادها من البيض؛ فتقف العائلة بجانب
مايكل وتساعده في تغيير اتجاه حياته بعد أن تعرف علي هدفه الذي يطمح اليه
في الحياة.
جسد الممثل الشاب كوينتون أرون شخصية مايكل ذلك الفتي المتشرد الذي لا
مأوي له ويعيش حبيسا لطفولته القاسية التي خلت من أي ذكريات جميلة؛ فيساعده
صديق لأبويه في الالتحاق بمدرسة خاصة بعد أن توسم في بنيانه القوي أن يكون
له دور في احترافه للرياضة وخلال وجوده بالمدرسة شعر مايكل بأنه منبوذ نظرا
للونه الأسمر وضخامة جسده ولم يكن لديه أصدقاء؛ ومن بين جميع الطلاب
بالمدرسة نجح طفل وحيد في التعرف عليه حتي شعر مايكل بالاندماج والارتياح
تجاهه؛ لينتقل الأمر الي والدة الطفل -
والتي تلعب شخصيتها ساندرا بولوك
- عندما تراه في احدي المرات أثناء ذهابها لاصطحاب ابنها من المدرسة وتشعر
بحالة قوية من التعاطف تجاهه فتدعوه للاقامة مع
زوجها وابنهما في منزلهما، ليصبح مايكل جزءا من الأسرة بعد أن أهدته
الشيء الذي كان يفتقده في حياته وهو حضن العائلة.
عدد قليل جدا من الأفلام التي تشعرك بالرقي وتجعلك حزينا في نفس الوقت
وينتمي »الجانب الأعمي«
الي تلك الأفلام؛ فالفيلم يأسر ويخطف قلب
المشاهد ولكن مع ذلك يشعره بالاكتئاب والحزن.
فالفيلم يوجه سؤالا غاية في الأهمية للمجتمع الأمريكي وهو كيف يساعد المواطن الأمريكي في
تخفيف آلام وعذاب المشردين؟ وهل يستقطع المواطن جزءا من وقته لسماع مشاكل
المشردين والاهتمام بحلها كما يفعل مع مشاكله الخاصة؟ فصناع الفيلم أرادوا
التطرق لتلك القضية بكشف النقاب عن قصة بطولة لامرأة أمريكية بيضاء اللون
تلعب دورا مصيريا فعالا في وصول مايكل اوير للنجاح والنجومية.
ورغم أن أحداث الفيلم تدور حول لعبة كرة القدم ولكنه ليس فيلما
رياضيا؛ ورغم أنه يتناول قيام امرأة بيضاء اللون برعاية فتي أمريكي من أصل
افريقي إلا أنه لا يدعو الي القيام بالأعمال الخيرية.
هو ببساطة عمل يمس القلب ويتناول القيم الانسانية الأسرية المفقودة من خلال
أحداث درامية ولكن كوميدية
في نفس الوقت.
ونالت بولوك عن أدائها لهذا الدور جائزة الجولدن جلوب لأفضل ممثلة بعد
اجماع كل النقاد الذين شاهدوا الفيلم علي براعة تجسيدها للشخصية وانه لا
توجد من هي أصلح منها لتقديم تلك الشخصية.
وقد علق عدد من النقاد علي أن ساندرا تأثرت بشخصية
»ايرين بروكوفيتش«
التي لعبتها زميلتها النجمة جوليا روبرتس في فيلمها الشهير
الذي يحمل نفس الاسم وحاولت منحها ملمحا انسانيا علي شخصيتها في الفيلم.
ومع استياء هؤلاء النقاد من
ذلك؛ لم يتأثر النجاح النقدي والجماهيري الذي حصدته بولوك من الفيلم.
أخبار النجوم المصرية في
04/02/2010 |