استاء عدد من مشاهدي فيلم «أفاتار»، الذي يعرض حالياً في دور
السينما المحلية، من عدم توافر نظارات البعد الثلاثي في معظم دور العرض، ما
قلل من
قيمة فهم الصورة، والانزعاج منها بسبب النوعية العالية التي لا
تتحملها العين
المجردة، على الرغم من أن البعض قال إن أهمية الفيلم بالنسبة لهم كانت بسبب
الحملة
الإعلامية له، واحترامهم للرؤية الاخراجية لمخرج فيلم «تايتانيك» جيمس
كاميرون،
الذي يتميز باستخدامه تقنية الابعاد الثلاثية، وهذا يوضح حسب
تعبير البعض الآخر
قدرته على الدمج بين الأداء البشري والأداء الذي قدمته مجسمات ثلاثية
الأبعاد كادت
تقارب الواقع، وتفوق بأدائها أداء الممثلين، مؤكدين أن «أفاتار» هو واحد من
الأفلام
الكثيرة الأميركية التي تستشرف المستقبل، إلا أن الاختلاف فيه هو في قيمة
الفكرة
نفسها، ولو كانت خيالية، بالبحث عن كوكب اخر لا حروب فيه،
واخرون وصفوا الفيلم
بالكافر وبالذي يتحدى الدين بالتنبؤ بالمستقبل.
فالفيلم الذي منحه المشاهدون
علامة تراوحت بين خمس وثماني درجات، يحكي الحياة التي سيكون
عليها البشر في عام 2154 ،حيث يزيد الطمع لديهم، ما يجعلهم يقصدون كوكباً عرفه المخرج باسم (باندورا)،
ويحاولون طرد السكان الاصليين ليحلوا مكانهم، في اشارة من
المخرج للسكان الأصليين
المرغمين على الخروج من بقعة عيشهم، التي تحتوي على الكثير من الثروات في
نظر
البشرية، تماما كماً حدث سابقاً في أميركا، وما يحدث اليوم في العراق،
وأفغانستان،
وأماكــن أخــرى. فالمخـرج يفترض أناساً أشـكالهم قريبة من
البشر، إلا أنهم خيّرون
ولا يريدون إلا التمسك بمكان عيشهم، ويساعدهم على ذلك بطل الفيلم جايك
سولي، البشري
الذي يؤمن بقضيتهم ويقف الى جانبهم للدفاع عن كوكبهم وارضهم، في قالب مليء
بالحركة
والمغامرة، اضافة الى الموسيقى التصويرية التي أسهمت في دعم
حبكة الفيلم الذي كان
العرض الأول له عالمياً في مهرجان دبي السينمائي السادس.
يأس من
البشر
شذى برقاوي (23 عاماً) فلسطينية، رأت أن هذا الفيلم ما هو إلا
دلالة من قبل صانعيه على يأسهم من البشر، موضحة أن المخرج لم يستعن بنجوم
هوليووديين لإنجاح فكرته، بل قام بتصميم شخصيات من خلال تقنية
الـ«غرافيك»، وأعطاهم
البطولة المطلقة، وهذه الحركة بحد ذاتها حسب وصفها «تكمل فكرة الفيلم الذي
يؤكد جشع
البشر بشكل عام، وضرورة وجود كوكب اخر، فيه مخلوقات اخرى، ليعم السلام على
الارض
وباقي الكواكب»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
وفي المقابل، عبر كمال لطفي، (21
عاماً) سوري، عن استيائه من عدم توافر النظارات الخاصة بمشاهدة
تقنية الفيلم بشكل
ادق «لأنني سمعت عن الفيلم كثيراً واعجبت بفكرته، إلا أنني لم استمتع
بالصورة
ابداً، والتي كانت مزعجة بالنسبة لي وسببت لي الصداع»، مؤكداً «على الرغم
من ذالك
الا انني ملت لوجوب وجود كوكب اخر خال من الحروب والدماء»،
مانحاً إياه خمس درجات،
«لأنني
لم استمتع بمشاهدته».
ووافقه الرأي حمود يسير (20 عاماً) سوري، حيث
قال «شعرت بصداع كبير لأن الصورة وحجمها كان اكبر من قدرة عيني
المجردة على
احتمالها، بسبب غياب النظارات الخاصة برؤية الافلام التي تعتمد على مجسدات
ثلاثية
الابعاد»، واضاف «لكن الفكرة نفسها كانت جميلة وفيها الكثير من الامان»،
مانحاً
الفيلم سبع درجات.
ولم يختلف رأي شيماء حسن، (27 عاماً) اماراتية، كثيراً،
فهي لم تتحمل اكمال الفيلم بسبب شعورها بالصداع الناتج عن عدم وجود نظارات
خاصة،
وشعرت بنوع من تحدي الدين في الفكرة، مما اشعرها بالضيق، رافضة
إعطاءه أي
درجة.
وبدورها قالت نيرة احمد (33 عاماً) مصرية، «هذا فيلم كافر، حيث انه
يتحدى المستقبل ويبحث وراء الغيبيات ويلغي الديانات كلها في طرحه لكوكب
جديد»،
رافضة هي الأخرى منحه اي درجة.
تفوق
الخيال
ووجدت منال عيسي (25عاماً) كويتية، ان افاتار «فيلم خطير من عدة
جوانب اهمها برأيي الشخصي هو البدء بالاستغناء عن البطولة البشرية
والاستعانة بصور
متحركة ذات جودة عالية»، واضافت أن «الفكرة بحد ذاتها فكرة حالمة يتمناها
كل من ذاق
مرارة الحرب»، مؤكدة ان الخيال في هذا الفيلم «يتفوق على
الواقع الذي نقمت عليه
بطريقة مضاعفة بعد مشاهدتي الفيلم»، مانحة الفيلم ثماني درجات.
ورأى صهيب
المندوسي (34 عاماً) ان قيمة الفيلم «في عدم اعتماده على أداء الممثلين
البشريين
بقدر اعتماده على اظهار ابطال سينما المستقبل المرسومين وغير الحقيقيين»،
والذين
فاق اداؤهم حسب المندوسي اداء البشر، وهذه هي النقطة الرئيسة «ان
اي شيء في الخيال
هو اهم من الواقع»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.
ووافقه الرأي طارق حمد (40
عاماً) اماراتي، الذي قال «افاتار لم يشهد وجود نجوم مشهورين،
بل اعتمد على خلق
نجوم من خلال الغرافيك، اضافة الى المكان الجميل الذي يعد المكان البديل عن
كوكب
الارض»، مشيرا الى ان «اكثر شيء شدني يكمن في الانذار الذي حاول المخرج ان
يوصله
للناس من خلال فيلمه، والذي يرتكز على تحذير البشر من ان
المستقبل مظلم اذا استمر
السكوت عن الظلم والحروب المنتشرة في انحاء العالم»، مانحاً الفيلم سبع
درجات.
تغيير الفكرة
وفي سياق مختلف، ذهب فيه بعض
المشاهدين الى الامل في ان يغير الفيلم فكرة العالم بالنسبة
لاميركا وهي سبب الحروب
على حد تعبير محمد النيادي (33 عاماً) اماراتي، الذي قال ان الشعب الاميركي
«يؤمن
بالصورة كثيراً، وبما ان صورنا التي نلتقطها بكاميراتنا لا تصل إليهم لتثبت
الظلم
الواقع على فلسطين والعراق وبعض الدول الاسلامية، فمن الممكن
ان يساهم «أفاتار»
بتغيير الفكرة، من خلال تسليط ضوئه على ان الحرب ما هي إلا دمار لكوكب
الأرض على
المدى القريب»، مانحاً الفيلم ثماني درجات. ووافقه الرأي صديقه بشير ناظم
(35
عاماً) لبناني، قائلاً «من الممكن ان يغير الفيلم شيئاً ويجعل
المشاهد الغربي يعي
خطورة الحرب، وأن مستقبلنا بالفعل سيكون مظلماً إذا استمرت الحروب واستمر
الطمع»،
مانحاً الفيلم سبع درجات.
قالوا عن الفيلم
n
كريستوفر سميث: الفيلم يعتبر
مفتاحاً لجميع من يطمح
لمستقبل خالٍ من الحروب.
n
ربيكا نيكيلسون من «سنداي تايمز»:
فيلم يستحق
الأوسكار لكل من عمل فيه حتى أشباه البشر.
n
بوب دالن من «تيكسون ويكلي»:
شعرت بضيق في صدري لأن أميركا هي السبب
الرئيس في مستقبلنا الذي سيكون مظلماً بلا
شك.
n
مارك ديفيد من «بوسطن نيوز»:
فيلم يجعلنا نقف أمام أنفسنا ونحاسبها
على ما فعلت على كوكب الأرض.
n
داني مينتون من «سن وييك»: هو
فيلم الخيال
الذي يلامس الواقع.
الفيلم كُتب في أسبوعين فقط!
قال المخرج جيمس كاميرون في حوار خاص أجرته معه الشركة المنتجة
للفيلم، إن فكرة الفيلم مكتملة في رأسه منذ كان طفلاً، ما جعل عملية كتابة
القصة
تستغرق أسبوعين فقط في عام ،1995 ولكنه قام بإضافة بعض التفاصيل عندما بدأ
في تنفيذ
الفيلم، لم تكن موجودة عند كتابة القصة مثل الغابات المضيئة
وبعض السيارات وأشياء
أخرى مماثلة.
وعن مشاهد الحركة والمعارك في الفيلم يعلق المخرج قائلاً أنه
قدم في هذا الفيلم وعلى سطح كوكب «باندورا» أضخم مشاهد الحروب، بالمقارنة
مع أفلامه
السابقة، فهناك القليل من المشاهد التي تدور أحداثها في
الفضاء، وهي بالتحديد في
بداية الفيلم أثناء رحلتهم إلى كوكب «باندورا»، والمعارك متنوعة جداً منها
ما يقع
في السماء والأرض وعلى ظهر الخيل ووجهاً لوجه و«هو بكل تأكيد أكبر عمل أقوم
بتنفيذه».
وعن قيامه بابتكار نظام جديد للتصوير ثلاثي الأبعاد، استخدمه من
قبل في فيلم وثائقي عام ،2003 واستخدمه في فيلم (أفاتار) مع إضافة بعض
التعديلات،
قال كاميرون «أعتقد أن هذا هو التطور الطبيعي لاستخدام الرسوم
المتحركة في التصوير
السينمائي والتسجيل الحركي، كما أعتقد أننا نستطيع عمل المزيد اليوم مع
التحديث
المستمر في التكنولوجيا، بل وأكثر مما كنا قادرين على فعله عندما بدأنا في
عمل هذا
الفيلم، فتقنية البعد الثالث تعتبر ثورة جديدة في عالم
السينما، وفيلم (أفاتار)
سيكون له دور في هذه الثورة، وأعتقد أنه سيتميز بمشاهد الحركة والرسوم
المتحركة
المستخدمة فيه، وهذا ما
يتحدث عنه الخبراء في هوليوود الآن».
الإمارات اليوم في
27/12/2009 |