البذخ يخيم على مهرجان دبي بعد استقدام أبرز مشاهير العالم
بمن فيهم نجوم هوليوود والسينما العربية والعالمية.
كما كان يحكى في
كواليس المهرجانات العربية التي تابعناها مؤخراً، انه تفشت ظاهرة
المهرجانات على
حساب ظاهرة الانتاج نفسه.
وهذا الامر لم يعد مقتصراً على بلد عربي واحد، فعدا عن مصر رائدة
الانتاج
السينمائي، نجد سوريا التي ما زالت تنتج افلاماً في اطار ميزانيات مؤسسة
السينما
المحدودة، والذي ايضا يشكو منها صناع الافلام لقلتها بداية، وثانياً
للمجاملات التي
تحكمها فتتيح فرصة لمخرجين دون غيرهم، وذلك بتقديري خوفا من انتاج افلام
لمخرجين لا
تستطيع مؤسسة السينما بحكم خبرتها المغامرة معهم، لذلك تعمل
على مبدأ "الذي تعرفه
أحسن من الذي لاتعرفه".
واليوم يفتتح مهرجان دبي السينمائي الدولي دورته السادسة والتي ستستمر
من 9
ولغاية 16 من شهرديسمبر/كانون الأول الجاري، برعاية فخرية من الشيخ أحمد بن
سعيد آل
مكتوم الرئيس الأعلى لمجموعة الإمارات، ورغم كل ما قيل في الاسابيع
المنصرمة عن
الازمة الاقتصادية التي طالت دبي ووضعتها على حافة الانهيار،
نجد بالمقابل بذخأ
عالياً في مهرجان دبي بدءاً من استقدام أبرز مشاهير العالم، بما فيهم نجوم
من
هوليوود، والسينما العربية والإفريقية والآسيوية والهندية، انتهاء بالاقامة
الفاخرة
والهدايا العينية.
وتتضمن قائمة مشاهير هوليوود المرتقبين لهذه الدورة، كلاً من مات
ديلون،
وكريستينا ريتشي، وماندي مور، وكريستوفر لامبير، وجيسون فليمينغ، وناتالي
دورمر،
ولويس هومار، إضافة إلى رسائل مسجّلة لنجوم فيلم "تسعة" يتم عرضها في حفل
الافتتاح.
كما سيستضيف المهرجان أسطورة السينما الهندية أميتاب باتشان، الذي
سيتلقى "جائزة
تكريم إنجازات الفنانين" من مهرجان دبي السينمائي الدولي 2009، يصحبه ابنه
الممثل
أبيشيك باتشان.
وتتضمن قائمة نجوم بوليوود الآخرين في حفل الافتتاح، كلاً من رانبير
كابور،
والممثل القدير ماموتي، الحائز على العديد من الجوائز، والفنان والمخرج
إم.إف.حسين،
وشيميت أمين، ومانيشا كويرالا، وبومان إيراني، وسمير داتاني، وسونو سود،
وجافيد
جفري، ومينيشا لامبا.
وهذا كله ليس موضوعنا، فالموضوع الاساسي والذي بدا واضحاً عند قراءة
برنامج
العروض الخاصه بالمهرجان، يلفت النظر الى انه ما من فيلم انتج بطريقة عربية
صرفه،
فيما لو استثنينا الفيلمين المصريين "عصافير النيل" و"واحد صفر" المنتج
ايضا باموال
مصرية، والفيلم المغربي "الرجل الذي باع العالم" إخراج: سويل نوري، عماد
نوري، ولكن
باقي ما تبقى من الافلام نجد ان ايادي كثيرة شاركت في تنفيذها نذكر منها.
وفيلم "أميركا" للمخرجة شيرين دعيبس من انتاج الولايات المتحدة، كندا،
الكويت
وهو أحد مشاريع ملتقى دبي السينمائي.
وفيلم "زهر"من إخراج فاطمة الزهراء زعموم وانتاج مشترك بين الجزائر،
فرنسا.
وفيلم "كل يوم عيد" إخراج: ديما الحر ومن انتاج فرنسا، ألمانيا.
و"حراقة" انتاج فرنسا/إخراج مرزاق علواش.
و"زنديق" انتاج فلسطين، المملكة المتحدة، الإمارات العربية
المتحدة/إخراج ميشيل
خليفي.
و"ضربة البداية"انتاج اليابان، العراق/إخراج شوكت أمين كوركي.
و"صداع" انتاج فلسطين، فرنسا، سويسرا/إخراج: رائد أنضوني.
والفيلم الوثائقي "غزة مباشر" انتاج مصر، فلسطين، فرنسا/إخراج: سمير
عبدالله،
وغيرها من افلام.
ورغم ان هذا الامر اقصد الانتاج المشترك، هو سمة غالبة في انتاج
الافلام في
اوروبا تحديدا وشمال افريقيا خصوصا كونها قريبه من أوروبا نسبيا، الا انه
لا يمكن
ان يطبق بنفس الاريحية وحسن النيه عند انتاج الافلام ذات القضية والمضمون
العربي
والتي ستحمل في طياتها هموم وانعكاسات ومشاعر الشارع العربي
بحلوه ومره، بصدق وعدم
مواراه للحقيقة.
فهل يا ترى هذا المشاركة جاءت فعلا بهدف دعم السينما العربية
والمنتجين
والمخرجين؟ ام انها سلاح ذو حدين، احدهما سيقف وراء توجهات خاصة ستدير النص
وتحرفه
وتميله الى جانبها؟
وفيلم اميركا على سبيل المثال لا الحصر والذي شارك مؤخراً في مهرجان
القاهرة
السينمائي الدورة 33 والذي حظي باكبر مبلغ مالي يحصده فيلم عربي في مهرجان
القاهرة، 100
ألف جنيه مصري للسيناريو و100 الف جنيه مصري للاخراج والانتاج، وصنف حينها
على
رأي ادارة المهرجان سواء في برنامج العروض الذي اعدت سابقاً او
في حفل توزيع
الجوائز عل انه فيلم فلسطيني، نجده في مهرجان دبي السينمائي يتبرأ من هذا
الجنسية
ليتبناه آباء جدد هم كندا والكويت بالاضافة الى الام الحنون اميركا.
وغيره الكثير من الافلام المشابهة، فإلى متى سنطلق على هذه المهرجانات
صفة
مهرجانات عربية بالدرجة الاولى، دوليه من حيث العروض والاهمية؟
وهل فعلا جائزة المهر الذهبي للافلام العربية هي جائزة ستمنح لافلام
عربية؟ ام
سنطرح التساؤل الذي طرحه قبل أيام الناقد المصري سمير فريد في المصري اليوم
تحت
عنوان "لماذا تعتبر جنسية كل فيلم هي جنسية شركة منشأ الانتاج؟.. مؤكداً في
معرض
كلامه الى أن القاعدة العلمية تقول،أن جنسية كل فيلم منذ
اختراع السينما كانت، وسوف
تظل، هي جنسية شركة منشأ الإنتاج، حتى لو كان الفيلم من الإنتاج المشترك مع
شركات
أخرى فى بلدان أخرى".
هذه المشكلة الازلية التي كانت تلاحق المخرج السوري مصطفى العقاد في
بحثة الدائم
عن جهة انتاجية عربية لديها القدرة على المغامرة معه، دفعته سابقاً للعمل
في اميركا
فانتج سلسلة افلام "هالويين" ولكن لم يذكر قط انها افلام عربية او من اخراج
مخرج
عربي لانه العقاد كان يحمل الجنسية الاميركية، وهذه الافلام كانت دافعه
ومحمسه في
كل مره للعوده للانتاج العربي الهام الذي يعالج قضايا الامه
العربية، ولكنه كان
دائماً يحظى بالردود السلبية.اليوم اصبح الحل الوحيد ليظهر انتاجنا العربي
الى
العلنية ولو عن طريق الافراد من خلال الدعم الغربي لنا.
لمى طيارة: دمشق
lamasumer@gmail.com
ميدل
إيست أنلاين
في
09/12/2009 |