ما بين بداية ألمانية - ختام إيطالي ضمت فاعليات الدورة التاسعة للمهرجان
الدولي للفيلم بمراكش مئات الأفلام التي عرضت في اقسام مختلفة تنافس خلالها
15 فيلماً روائياً طويلاً من 15 دولة على جوائز المهرجان الاربع التي
منحتها اللجنة المشكلة من 10 أعضاء ضمت المنتج والمخرج الفلسطيني (إيليا
سليمان) والمخرج المغربي (لحسن زينون) والممثلة الفرنسية( فاني أردان)
والهندية (ناديتا داس) والإيطالية (إيزابيلا فيراري) والبريطاني (مايكل
فيكيس) والأرجنتيني (بابلو طرابيرو) والفرنسي (كريستوف هونور) والأسبانية (ماريسا
باريديس) ورأسها المخرج الإيراني (عباس كياروستامي) الذي جاء إختياره
لرئاسة اللجنة متماشيا مع توجه وانحياز المهرجان هذا العام للتجريب
واعتماده الصمت لغة سينمائية خالصة ومعبرة وحرصه على اختيار الأفلام الأولى
والثانية لمخرجيها من أجل تقديم رؤى تجريبية مختلفة لمخرجين جدد من شتى
بقاع الأرض لأول مرة لعالم السينما. وهو دور يتصدى له القائمون على مهرجان
مراكش حاليا باعتبار المهرجان منبرا دوليا لسينما عالمية على ارض مغربية
أكثر من كونه مهرجانا عربيا أو مغاربيا خاصة في ظل تراجع مهرجانات كثيرة عن
لعب ذلك الدور الهام سينمائيا وعالميا مثل مهرجان نانت الفرنسي للقارات
الثلاث والذي قدم من قبل مخرجين لأول مره هم حاليا نجوم وصناع السينما
العالمية من أمثال (مخملباف) و(كياروستامي) المنشغل دوما في أفلامه بالبحث
في الذات وهموم النفس والاستغراق في التفاصيل الحياتية اليومية التي تعكس
عمق الوجود الانساني بثرائه وتناقضاته وتعقيده وهي تيمات سينمائية إنسانية
خالصة ظهرت في جميع أفلام الدورة الـ9 للمهرجان وبالتالي كان إختيار
كياروستامي رئيسا للجنة اختيارا موفقا ومبررا فتلك هي السينما التي يحبها
كيارستامي ويفهمها وينحاز اليها ولقد أفصح كياروستامي في حفل الافتتاح
البسيط الانيق عن طريقة عمل لجنة التحكيم المشكلة من أعضاء لهم بطبيعة
الحال أمزجة مختلفة بل ومتناقضة أن الأفلام التي سيقع عليها إختيار اللجنة
ليست بالضرورة هي الافضل والعكس فالزمن وحدة كفيل بالحكم على تلك الرؤى وفي
ختام المهرجان أيضا تحدث كياروستامي قبل اعلان النتيجة النهائية قائلا ان
هنالك افلاماً إنحاز لها الكثير منا ورغم ذلك ليست في قائمة الأفلام
الفائزة.
وكان الارتياح هو الوصف الدقيق لحال الحاضرين لحفل ختام المهرجان بعد إعلان
النتائج ومنح الفيلم المكسيكي الروائي الأول (شمالا) لمخرجه الشاب (ريكو
بيرتو بيريز كانو) النجمة الذهبية (الجائزة الكبرى للمهرجان) وهو فيلم يصور
سعي شاب مكسيكي لعبور الحدود الشمالية لبلاده للوصول لأرض الأحلام (أميركا)
لتحسين أحواله المعيشية وينتهي الفيلم بالفعل عند الحدود بين المكسيك
وأمريكا ليبقى السؤال مطروحا حول جدوى الهجرة غير الشرعيه بين هذين
العالمين المختلفين وغير المتجانسين، أما جائزة لجنة التحكيم فمنحت لفيلمين
اولهما البلجيكي (البارونات) لمخرجة المغربي الأصل (نبيل بن يادير) الذي
قدم في فيلمه الروائي الأول تجربة سينمائية إستثنائية من حيث الاتقان
والطرح صور من خلالها نماذج لحيوات المغتربين المغاربة في بروكسيل ممن
يرغبون في فعل لاشيء بوصفهم بارونات في تلك الحياة وبالتالي يجب أن تكون
حركتهم أقل بل وطموحهم معدوماً يتلخص أحيانا في جعل الآخرالطموح يضحك من
خيباتهم وخيباته ولكن أن تكون مضحكا أو أضحوكة للآخرين فذلك لا يمثل عملا
ولا يمكن أن تظل بارونا على الدوام لذلك ولكي تنجح يجب أن تغادر قديمك أو
أن تهرب منه. أما الجائزة الثانية فذهبت للفيلم الماليزي الأول أيضا
لمخرجته (شارلوت كوين) وعنوانه ( ابنتي) ويحكي أزمة فتاة مراهقة تحاصرها
الشائعات التي التصقت بأمها المحبة للحياة والجمال والتي يعتبرها سكان
البلدة امرأة سيئة السمعة، ورغم كون الفتاه هي البطلة الرئيسية للأحداث
التي أظهرت كم المشاعر المتناقضة التي تكنها تلك الفتاه لأمها ما بين
القبول والرفض، الحب والكراهية إلا أن عنوان العمل يدل على أن الراوية
الأساسية للفيلم هي الأم وانها حكت لنا قبل موتها العبثي المفاجئ في حادث
طريق حكاية ابنتها وما عاشته من حيرة وتخبط في حياتها وما ستختاره فيما بعد
إختفائها من حياتها ويتنهي الفيلم والفتاه تحاول بالفعل لعب نفس دور الأم
بل وتقمص أسلوبها في الحياه، فيلم شديد الخصوصية والعذوبة أنجز ببساطة
متناهية واعتمد على الكادرات الخاصة التي تعكس رؤية فنية وجمالية واعدة
لمخرجة تقف لأول مرة على خشبة المسرح لتتسلم جائزتها من يد المخرج الأميركي
(جيم جارموش) لذلك طلبت المخرجة أن تتحدث للجمهور وقالت : لا أصدق انني أقف
الآن على المسرح وبجانبي (جيم جارموش) يسلمني جائزة عن فيلمي الأول الصغير
البسيط ثم التفتت للمخرج الكبير قائلة : (أنا أحبك) وسط تصفيق الحضور
وتعاطفهم الشديد مع المخرجة في تلك اللحظة الاستثنائية والفاصلة في حياتها
وهي تحصد جائزة عن فيلمها الأول من مهرجان كبير في حجم مهرجان مراكش.
أما الجائزة الثالثة والرابعة في المهرجان فهي جائزة التمثيل التي منحت
لبطل الفيلم الدنماركي (حب وغضب) والذي جسد فيه الممثل (سيرون ميلفيل) دور
المراهق ذي الموهبه الفذة في العزف على البيانو والذي كما ورث عن والده
المنتحر عبقريته الموسيقية ورث عنه أيضا جنونه والذي دفعه في النهاية لقتل
استاذه بدافع الشك والغيرة على أمه، نفس الهواجس التي دفعت والده للإنتحار
حيث استطاع الممثل أن يصور انفعالات الإبن غير السوية وغيرته القاتله على
أمه على طريقة أوديب.
أما أحسن ممثلة فكانت البولونية (لوت فيربيك) عن فيلم (لاشيء خصوصي) وجسدت
البطله من خلاله دور فتاه اختارت أن تحيا حياة العزلة والتشرد على الحدود
ما بين هولندا وأيرلندا تعمل لدى شاب زاهد يسكن في كوخ على الحدود أيضا
مقابل إطعامها فقط شريطة أن يتفادى الإثنان أي حوار بينهما.
رتابة
وكما بدأ أول عروض المسابقة الرسمية للمهرجان بفيلم إسباني ( امرأة بدون
بيانو) الذي صور حالة امرأة آثرت الإستئناس بعتمة الليل والغرباء على
احتمال روتين حياتها ووجدت في ذلك سلواها الوحيد رغم الإنكسارات والحالات
النفسية والنماذج الانسانية الأكثر ضياعا التي إلتقطها في الحافلة وفي
الطريق لتعود أدراجها لبيتها وحياتها وزوجها بعد قضائها ليلة مختلفة بكل
المقاييس. وإعتبار البعض أن تلك البداية غير موفقه نظرا لرتابتها وإغراقها
في التفاصيل لكن سرعان ما يتأكد للجميع أن تلك النوعية الخاصة والمختلفة من
الأفلام هي التيمة الرئيسية المختارة عن قصد والمحتفى بها في فعاليات
الدورة التاسعة التي تنتصر لسينما الوقائع اليومية بتفاصيلها ورتابتها وبطء
إيقاعها وإستغراقها في البحث داخل الذات والميل لأنسنة الأشياء وإعطائها
بعدا أكثر شمولية. ولهذا السبب إختار المهرجان فيلما من طاجيكستان (ظهيرة
حقيقية) وآخر من أيسلاندا (القلب الجيد) و(رمز) من اليابان و(طوكيو تاكسي)
من كوريا التي كرمت في هذه الدورة بعرض 44 فيلماً بمناسبة مرور أكثر من
خمسين عاما على السينما الكورية الجنوبية إلى جانب إطلالة على السينما
التايلاندية عرض خلالها 12 فيلماً مختلف عن السائد العربي لذلك جاء إختيار
الفيلم المغربي (الرجل الذي باع العالم) لمخرجيه (سهيل وعماد النوري) في
تجربة إخراجية ثانية لهما بعد فيلمهما الأول (أبواب الجنه) 2006 واللذين
قدما من خلاله اقتباسا خاصا لرواية ديستويفيسكي) (قلب ضعيف) والذي أحدث
صدمة للمشاهدين لا تختلف كثيرا عن صدمة فيلمهما الأول وهي صدمة جمالية
لرؤية ولغة سينمائية مغايرة يمكن إعتبارها مجددة تعتمد على التفكيك لتعطي
مناخات أقرب لتكون مسرحية أو تشكيلية أكثر منها سينمائية لكنها في النهاية
تعبر عن قدرة بصرية مؤسسة بشكل سليم ولافت للنظر لا تخلو من حدة وتوتر
وعصبية وغرابه بل وتعقيد لا يخلو من جمال بصري وتمكن من كافة الأدوات
السينمائية خاصة التصوير والمونتاج، ويبدو أنه تيار جديد بدأ يظهر في
السينما المغربية أكده فيلم المخرج المغربي الشاب (هشام عيوش) الذي عرض في
اطار قسم نبضة قلب الذي ضم 7 أفلام منها ذلك الفيلم المغربي الثاني في
فعاليات الدورة وهو فيلم (شقوق) الذي قال عنه مخرج الفيلم أنه صوره بلا
سيناريو مكتوب بشكل مسبق وظهرت فيه نفس الرؤية المختلفة وتجولت الكاميرا
فيه بين الشخوص والأمكنة بحرية وإضطراب وبلا ثبات لتعطي في النهاية نتيجة
مغايرة تعكس رؤية بصرية وجمالية خالصة الصورة فيها هي البطل لا السيناريو
ولا الحوار ولا ما يصطلح على تسميته مورال أو رسالة الفيلم.
ولذلك اختير الفيلم العربي الوحيد المشارك في مسابقة المهرجان -إن إعتبرنا
الفيلم المغربي هو فيلم الدولة المضيفة - وهو الفيلم المصري (هليوبوليس)
الذي ينتمي أيضا إلى المختلف في السينما المصرية التي يصنعها مخرجون شباب
منهم (أحمد عبد الله) مخرج الفيلم الذي قضى نحو 10 سنوات يعمل في مونتاج
أفلام الغير ويتصدى اليوم لفيلمه الأول الذي صور فيه - ما بين الدراما
والتسجيلي- حياً من أحياء القاهرة بعد أن أصابته رياح التغيير البطيئة
فغيرت من هويته وبالتالي هوية قاطنيه، فبدا المكان (هليوبوليس ) أو (حي مصر
الجديدة) وكأنه شخصية سينمائية قائمة وسط شخصيات الفيلم المحطمة والمنهارة
بل المأزومة المهزومة نتيجة للتغيرات الكبرى التي أصابت بنية المجتمع
المصري الحديث بعد ثورة يوليو وأزمة الطبقة المتوسطة المصرية التي تشكلت
بعد الثورة الناصرية وأطاحت بالملكية وبالبرجوازية ذات الأصول الأجنبية
لتعاني بعد حرب االخليج وأحداث 11 سبتمبر من هموم صارت معروفة الآن لجيل
بعد 2001 وعلاقة تلك الطبقة المتوسطة العربية بالعالم المترنح أمامها، جميع
شخصيات الفيلم تعاني ذات الأزمة وتتحرك في نفس الحيز الجغرافي وتقف عند
الأشياء نفسها دون أن تتقابل أو تتقاطع أو تعرف بعضها بعضا وكأن الفيلم
سمفونية حزينة طويلة موسيقاها آتية من مذياع متهالك قديم يشبه مذياع جندي
الحراسة في الفيلم ولا يهم أبدا متى بدأ العزف أو حتى متى سينتهي أو إلى ما
سينتهي المهم هو البكاء والحسرة على زمن صار بعيدا ويستحيل ربما استعادته.
مراكش عاصمة نجوم العالم
ولم تكن المسابقة بأفلامها الـ15 هي عنصر التميز الوحيد في المهرجان بل أن
التكريمات اللافته التي يحرص عليها المهرجان سنوياً كانت بطبيعة الحال
عنصراً أخاذاً وجاذباً لعدسات المصورين وكاميرات التليفزيون وجمهور مراكش
-العاصمة الثقافية والسياحة للمغرب- ا لتي يلتف حولها أهلها دائما في مثل
هذا التظاهرات الكبيرة، وعلى نفس المنصة التي وقف عليها نجوم عالميون خلال
الدورات السابقة أمثال (سيجور ني ويفر) ( سوزان سارندون) (شون كونري)
(ليوناردو دي كابريو) (عمر الشريف) (مارتن سكورسيزي) (رومان بولانسكي)
(يوسف شاهين)، وقف في أول ليلة تكريم في المهرجان نجم نيويورك النجم
الاميركي (كريستوفر والكن) ليتسلم من الممثل الفرنسي (فاني أردان) عضو لجنة
التحكيم نجمة التكريم وبعد الحفل عرض الفيم التايلاندي (سواسدي بانكوك) ثم
كرم المهرجان أيضا المخرج البوسني (أمير كوستاريكا) وسط إحتفاء وتصفيق كبير
من الحاضرين وكلمات قليلة شكر خلالها المخرج الكبير مهرجان السينما في
مراكش الذي ينحاز للسينما الفنية التي تحتضر الآن في أغلب بلدان العالم
وبعد تكريمه عرض فيلما هنديا بعنوان ( الأزلي) وفي اليوم التالي شارك
كوستاريكا في إعطاء درس في السينما لجمهور المهرجان وهو تقليد متبع بعد
الدرس الذي قدمه (مارتن سكورسيزي) عام 2007 لجمهور مراكش ولم يكن المخرج
البوسني هو المعلم الوحيد في دروس السينما هذا العام بل ضمت لائحة الأساتذة
كل من المخرج والسيناريست المكسيكي (ألفونسو كوارون) والمخرج الإسترالي
(كريستوفر دويل) وأخيرا المخرج الأميركي (جيم جارموش) الذي عرض له المهرجان
خارج المسابقة فيلمه الأخير (حدود التحكم). التكريم الثالث في المهرجان كان
من نصيب الفرنسي المغربي الأصل (سعيد تغماوي) الذي أستقبل بحفاوة من أهل
مراكش ومد يده لمصافحة كل يد امتدت إليه بالسلام بل ومال ليقبل أيادي
الأمهات المغربيات خلف الحاجز الموضوع ما بين السجادة الحمراء وأهل المدينة
وعندما وقف على مسرح قاعة المؤتمرات تحدث بالمغربية وشكر الحاضرين وتمنى
للسينما المغربية أن تخترق حاجز المحلية وتصل للأوسكار وطالب بإهتمام أكبر
بأبناء الجالية المغربية من المغتربين في الخارج ثم أفصح عن إعتزامه
المشاركة في أكثر من فيلم مغربي قادم منها مشروع فيلم مع المخرج المغربي
(نور الدين لخماري) بعد أن أحدث آخر أفلامه (كزانيجرا) جدلاً واسعاً في
المغرب وحاز صيتا كبيرا في الخارج، لذلك ظهر الممثل العالمي سعيد تغماري في
أكثر من مكان وهو يحتضن بطل الفيلم المغربي الشاب (عمر لطفي) وبعد التكريم
عرض الفيلم المصري الثاني المشارك في المهرجان خارج المسابقة وهو فيلم
(إحكي يا شهرزاد) بحضور مخرجه (يسري نصر الله) وبطله (حسن الرزاز).
آخر التكريمات كانت للنجم البريطاني الهندي الأصل (السير بن كنسنجلى) الذي
صور ستة أفلام بالمغرب ووقف على مسرح مدينة مراكش ليتسلم درع تكريمه من
الممثلة الهندية عضو لجنة التحكيم (ناديتا داس) والتي تحدثت عن دور الممثل
الكبير في تجسيد شخصية الماهاتما غاندي وأشارت إلى جذوره الهندية التي
أمدته بطاقة روحية ظهرت على الشاشة وهو يتقمص دور الزعيم والأب الروحي لشعب
الهند حتى يومنا هذا، وفي نهاية التكريم عرض فيلم الامريكية الألمانية
الأصل (شيري هورمان) (زهرة الصحراء) أو (زهرة المهرجان ) كما أحب أن أنعته
نظرا لحساسية وأهمية موضوعه وتعرضه بشكل صريح لقضية ختان الإناث في أفريقيا
السوداء من خلال السيرة الذاتية لعارضة الأزياء الأكثر شهرة في العالم
الصومالية (واريس ديري).
جامع الفنا
وكما ضمت قاعات مراكش الثلاث عروض المهرجان تحولت ساحة جامع الفنا - التي
صنفتها منظمة اليونسكو بإعتبارها تراثا أنسانيا شفهيا- إلى قاعة سينمائية
مفتوحة في الهواء الطلق يتلاحم فيها كل شيء ليشكل سيمفونية مغربية خالصة
تمتزج فيها رائحة المشويات بالأهازيج الشعبية بالموسيقى التصويرية للأفلام
المعروضة وكأن الساحة فاترينه عرض بشرية لا للسينما فقط بل للدنيا بأسرها.
ثم جاء يوم 6 ديسمبر ليكون يوما للبيئة عرضت خلاله ثلاثة أفلام وثائقية
بساحة جامع الفنا منها الفيلم الفرنسي الكبير
HOME الذي صور في جميع أنحاء العالم بواسطة
طائرة هليكوبتر ليرينا الحالة التي آلت إليها الكرة الأرضية والتغيرات
المناخية التي حدثت بسبب إستغلال الانسان المفرط للموارد الطبيعية وعدم
مراعاته للتوازنات البيئية ومن ثم تدميره لبيته (عالمه) لذلك إختار المخرج
الفرنسي (يان أرتوس بير تراند) عنوان
HOME
لفيلمه الكبير.
السينما في المغرب للجميع
بعد نجاح تجربة ما أطلق عليه في العام الماضي (السينما بتقنية الوصف السمعي
للمكفوفين وضعاف البصر) نظمت إدارة المهرجان للعام التالي على التوالي
عروضا للمكفوفين رغبة منها في التواصل مع الجميع وتسخير التقنيات لخدمة
المعرفة بوصفها حقاً بشرياً يتساوى فيه المبصر والضرير فالسينما للجميع
تذهب إلى من يحبها بنفس الشغف الذي يدفع بالمحبين إليها.
أما جديد هذا العام فكان معرض للصور الفوتوغرافية التي إلتقطها المكفوفون
بأنفسهم عنوانه (اللمس بالعين والمشاهدة باليد).
فمن كفت أبصارهم لم تكف بصائرهم، وهو مشروع أطلقه طالب فرنسي ضرير شغوف
بالتصوير يدعى (جيروم بوكيون) الذي أنجز بمفرده منذ عام 2007 سلسة من
المعارض الفوتوغرافية خلال اسفاره، وبناء عليه نظمت إدارة المهرجان معرضا
استثنائيا مماثلا ضم 12 صورة لإثنين مغاربة ومجموعة من الفرنسيين ممن أكدوا
أن البصر غير البصيرة وأن بإستطاعتهم أن يلمسوا بأعينهم الجمال ويشاهدوه
بأيديهم.
المستقبل اللبنانية
في
29/12/2009 |