بحصول الفيلم السوري (مرة أخرى) على جائزتي لجنة التحكيم
الخاصة، وأفضل فيلم عربي، تكون السينما السورية قد حققت بعض الحضور في
مهرجان دمشق
السينمائي السابع عشر، الذي اختتم فعالياته في السابع من شهر تشرين الثاني
(نوفمبر)
الحالي، في ظل تراجع إنتاج السينما السورية كماً ونوعاً، وتزايد الانتقادات
لإدارة
المؤسسة العامة للسينما، حول ما أسماه بعض السينمائيين في بيانهم الذي
أعلنوا فيه
مقاطعة المهرجان: (الدجل السينمائي الذي تقيمه الإدارة الحالية
لتغطية العجز
والخراب السينمائي الذي لحق بحال السينما في البلاد) إلا أن فيلم (مرة
أخرى) يأتي
وسط هذا الجو المشحون كاستثناء يعيد بعض الأمل في جيل جديد للسينما
السورية، ناهيك
عن أنه يقترب من موضوع إشكالي وسياسي شائك هو الوجود العسكري
السوري، وإن بشكل
ملتبس وموارب وفيه الكثير من مساحات التأويل المفتوحة!
قصة حب لبنانية
سورية!
يسعى فيلم (مرة أخرى) إلى مقاربة الوجود العسكري السوري في لبنان،
بمعزل عن استعراض تاريخ الصدام مع المليشيات والأطراف المتصارعة على رقعة
الحرب
الأهلية التي عصفت بلبنان في سبعينيات القرن العشرين، وفتحت
الباب أمام دخول الجيش
السوري.
وباستثناء مشهد القناص الذي يحاول اغتيال مسؤول عسكري سوري كبير،
فيقتل
عوضاً عنه زوجته التي كانت تستقل السيارة هي وابنه الطفل، فإن الفيلم لا
يدخل
تفصيلياً في استقراء شكل الوجود العسكري السوري الذي كان قائماً في لبنان
والأخطاء
التي ارتكبها، وإن كان يوحي بوجود جبروت سلطة مسيطرة ذات هيبة
أمنية ونفوذ واسع على
كامل الرقعة اللبنانية.. وذات صرامة شديدة حتى في التعامل مع أبنائها
وجنودها من
العسكريين.
وعبر خطين متوازيين: الأول يعود إلى عام 1982، والثاني يستعرض
واقعاً جديداً انطلاقاً من عام 2005، تسير الأحداث الأساسية في الفيلم،
لتروي قصة
حب تجمع بين ابن مسؤول عسكري سابق في لبنان، وبين سيدة لبنانية
شابة تأتي إلى دمشق
بعد خروج الجيش السوري من لبنان، لتعمل مديرة إحدى البنوك الخاصة التي بدأت
تنتشر
في سورية، بعد كسر احتكار الدولة للعمل المصرفي منذ سنوات قليلة.
العودة بالزمن
ربع قرن إلى الوراء بالتوازي مع ما يحدث (الآن) تحقق للفيلم أكثر من هدف
درامي...
الأول استحضار الجو العام لشكل الوجود
السوري في لبنان في تلك الفترة، والثاني
إضاءة ماضي البطل (مجد) ابن الضابط الكبير الذي عاش طفولته في
كنف أبيه بعد مقتل
والدته، حيث عهد بتربيته إلى أحد مساعديه العسكر المقربين من أبناء ضيعته،
فانطبعت
طفـــولته بأجواء الحياة العسكرية، إلى الدرجة التي تحولت فيها الأسلحة إلى
ألعاب
مفضلة لديه... وهكذا في أثناء عبثه بإحداها تنطلق رصاصة من
فوهتها بالخطأ إلى
رأسه... ليرقـــد في غيبوبة طويلة في إحدى مستشفيات لبنان لمدة ثلاث سنوات،
قيـــل
إنه كان يعاني خلالها من فقدان ذاكرة. وبانتهاء الحرب اللبنانية، يشعر والد
(مجد)
بالسأم، فالعسكري الشديد الصرامة والقسوة لا يريد أن يتحول إلى شرطي، ولذلك
يقرر
الانتحار، فيما يتولى صديق آخر له، أمر رعاية ابنه الذي كان قد أرسل
للدراسة
والمزيد من العلاج في لندن!
صورة كل هذه الأحداث، تتقاطع بالتوازي مع صورة
(مجد)
الحالية، لنراه وقد أضحى مهندس اتصالات في بنك خاص يلمح الفيلم أن صديق
والده
الضابط العسكري الكبير له حصة أساسية فيه، ونراه يعيش حياة لاهية وباذخة
وشديدة
الترف، فهو يعامل كل من حوله باستهتار وفوقية، ويترجم هواه
القديم بالإدمان على
ألعاب فيديو عنيفة، قوامها الحروب والقتل والدماء... ويعيش حياة متقلبة مع
نساء
يعشقهن سريعاً ويمل منهن سريعاً، إلى أن تأتي مديرة البنك الجديدة
اللبنانية
الجنسية، فيحاول التعرف عليها بطريقة فظة لكنها تصده... فيقوم
بالتجسس على
اتصالاتها الشخصية من أجل معرفة كل شيء عنها، وينجح في كسر الحاجز معها،
بالتوازي
مع كسر حاجز الخوف الداخلي الذي كانت تعيشه كلبنانية تأتي إلى سورية لأول
مرة، في
الوقت الذي كانت تمر فيه العلاقات اللبنانية السورية بأقوى أزماتها بعد
خروج الجيش
السوري عام 2005!
لكن معرفة (جويس) اللبنانية بحقيقة أن (مجد) يتجسس عليها،
تدفعها إلى قطع علاقتها به، وتأتي حرب تموز(يوليو) عام 2006، لتخلق واقعاً
جديداً... حيث نرى أصداء الحرب في سورية، ونسمع خطابات حسن نصر
الله في المقاهي...
وبسبب الحاجة إلى مساعدته كي تصل إلى ابنتها وأمها اللتين كانتا تحاولان
القدوم إلى
دمشق هرباً من الحرب، ثم علقتا في الشمال اللبناني، تلجأ (جويس) مجدداً،
إلى (مجد)
فيقوم بمساعدتها بنبل، وتشعر بسبب شهامته معها بحبها الحقيقي له، إلا أن
الفيلم
يقفل على مشهد وداع رومانسي لا يخلو من دلالة، فوق جسر متحرك تعبر عليه (جويس)
نحو
لبنان، فيما يبقى فيه (مجد) إلى سورية!
رواسب الماضي ومشاعر الحاضر!
ثمة الكثير من الإشارات والدلالات التي تسعى دراما الفيلم لتشريح
العلاقة
السورية اللبنانية من خلالها، فالفيلم يركز بشكل حاد على صرامة الحياة
العسكرية حتى
بين الضباط والعسكر السوريين، لتوصيف نوع وشكل الوجود العسكري السوري الذي
كان
سائداً في لبنان، لكنه يتحاشى الحديث عن أخطاء وممارسات ارتكبت
بشكل واضح، وشكلت
مصدراً من مصادر الكراهية في أحيان كثيرة وللأسف... وإن كان لا يغفل بعضها،
كما نرى
حين يستيقظ ابن المسؤول العسكري من غيبوبته بعد ثلاث سنوات، فلا يكون من
العسكري
(أبو
سعيد) الذي يتولى رعايته، سوى أن يطلق وهو داخل المستشفى، عدة طلقات من
مسدسه
ابتهاجاً باتجاه نوافذ الغرفة متلذذاً بتهميش زجاجها!
وهكذا يبدو الوجود
العسكري الذي كان، هو الخلفية للحديث عن العلاقة الآنية التي نراها تنشأ
اليوم،
والتي حاول الفيلم أن يختزلها في شكل قصة حب، تنهار معها (لدى جويس على
الأقل) كل
الأفكار والمشاعر المسبقة عن الشام ، المخيفة التي يكتب فيها
الجميع التقارير
الأمنية، فإذا بها تكتشف أن السوريين يسمعون فيروز في كل الأوقات، وإن هم
أرادوا أن
يغيروا يسمعون قليلا لوديع الصافي، وأن الحياة في الشام كما رأتها، هي أشبه
بمسرحية
للأخوين رحباني!
لكن المشكلة الأساسية في معالجة هذه العلاقة درامياً، أن الفيلم
يبرر كل آثامها بمبررات الحاجة والضرورة... لقد اكتشفت (جويس) أن (مجد) كان
يتجسس
عليها وعلى اتصالاتها الشخصية بطريقة أمنية فيها اعتداء على
حريتها وخصوصيتها وتدخل
سافر في شوؤنها... فقررت إخراجه من حياتها، لكنها في النهاية قررت العودة
للجوء
إليه لأنها (بحاجة لمساعدته) وهكذا يمكن القول إن على اللبنانيين أن يغفروا
أخطاء
الماضي لأنهم بحاجة دائماً لمساعدة سورية... وما الجسر الذي رأيناه في
نهاية
الفيلم، إلا ترجمة لشكل الحاجة الطارئة إلى سورية، صحيح أن هذا
الجسر يبدو هشاً
ومتحركاً على الصعيد الرمزي، لكنه في النهاية هو جسر اضطراري في زمن حرب
وأزمة...
وأعتقد أن هذه القراءة لشكل العلاقة، تفتقد
لشرف الاعتراف بالأخطاء ونقد الذات قبل
الطلب من الآخرين نسيان صفحة الماضي... صحيح أن هناك أخطاء
لبنانية في المقابل،
يشير إليها الفيلم، كما حين يستحضر صوتياً تناقض موقف جنبلاط الذي كان
ينادي بالأمس
بأهمية التعاون والتحالف مع الشقيقة سورية من أجل هزيمة المخططات الأمريكية
في
لبنان (حسب نص المقتطف الصوتي الذي أورده الفيلم) لكن هذه
الأخطاء تبقى مسؤولية
اللبنانيين، وهم من يجب أن يصححوها ويعترفوا بها!
لكن خارج حساسية هذا الموضوع
الشائك والمعقد، قدم الفيلم للمواطن السوري صورة (صادمة
بصرياً) رغم أنها يعرفها
طبعاً، عن هذا البذخ والترف الذي يعيشه ابن مسؤول عسكري سابق... فالصورة
فيها كثير
من الجرأة في نقد حالة الثراء غير المشروع، وحالة السفه في تبديد أموال،
وتحويلات
بنكية، واعتبار سيارة المرسيدس التي يحلم بها ثلاثة أرباع
الشعب السوري (عجوز
كركمة) من المعيب ركوبها، كما يقول صديق والد (مجد) الذي تحول بدوره من
ضابط سابق
في لبنان، إلى ثري من أثرياء المال، وأصحاب الفيلات والقصور، والإدارة
الخفية
للبنوك... لكن الفيلم قدم هذه الإشارات في سياق منضبط وحذر
نقدياً، وحاول التخفيف
من وقعها الرقابي حين أضفى جاذبية فنية على ابن هذا المسؤول السابق، وجعله
في
النهاية (عاشقاً فارساً نبيلا) يستحق أن يعشق، بل وأن يتعاطف المشاهد
السوري
واللبناني معه!
جماليات لغة السينما!
في كل الأحوال... تبقى دراما
الفيلم ثرية بالدلالات إن في تشريح العلاقة السورية اللبنانية
وإبداء وجهة نظر ما
فيها، وإن في تشريح بعض صور الواقع الداخلي السوري أيضاً متمثلة في نمط
حياة أولاد
المسؤولين... ولعل هذا ما يجعل الفيلم عملاً هاماً كمشروع فني يحمل فكراً
خاصاً على
الأقل... ويريد أن يقول أفكاره بكثير من العمق والتأمل،
والقدرة على تقديمها في
سياق تحليلي يبتعد عن السطحية والمباشرة.
يعاني الفيلم على صعيد الإيقاع في شيء
من البطئ في البداية، وهو يرهق مشاهده بسبب المزج بين مستويين
زمنيين، يبدوان
متداخلين دون أي تمييز، حتى ليختلط السرد، قبل أن تتكشف لعبة تداخل الأزمنة
ويمضي
الفيلم في مساره نحو الزمن الحاضر... إلا أن ذلك لا يغفل المزايا الأخرى
التي تجعل
حتى من هذا السرد المرهق، شكلاً قــــادراً على إمتاع المشاهد وإثارة
رغبتـــه في
متابعة خيوط دراما الفيلم... ومما لا شك فيه أن لغــــة جود
سعيد الفنية، وهو مخرج
شاب لم يتم الثلاثين من العمر بعد (مواليد 1980 يحمل شهادة ماستر في
الإخراج
السينمائي من جامعة لويس لوميير ـ فرنسا) ساعدته على تقديم عمل فني متماسك
وجدير
بالاحترام، وخصوصاً على صعـــيد تقديم لـغة سينمائية أخاذة في
التصوير وبناء الكادر
السينمائي، وتحقيق جماليات عصرية تقودها عين نظيفة وذائقة متطلبة تعي
خصوصية
السينما كفن ولغة في آن معاً. ومن الغريب فعلاً أن مديرة التصوير (جود
كوراني) التي
بدت في فيلم (بوابة الجنة) ذات أداء متواضع، تحقق مع جود سعيد
هنا مستويات شديدة
التميز... تجعل من تعاونها المثمر مع مخرج (مرة أخرى) إحدى ملامح النجاح
البارزة.
وعلى العموم ثمة تكامل واضح في كافة عناصر الفيلم الفنية، من تصوير
وموسيقى
وديكور، ناهيك عن سوية عالية من الأداء التمثيلي لبطل الفيلم (قيس الشيخ
نجيب) في
واحد من أجمل أدواره... ومهندس الصوت المعروف (جوني كوموفيتش) الذي أدى دور
المسؤول
العسكري بإحساس داخلي عميق وشديد التناغم مع الحركة الخارجية،
والمخرج السينمائي (عبد
اللطيف عبد الحميد) في حضور شعبي ومتدفق بالروح الكوميدية إنما من دون
تهريج... إلى جانب الأداء المتوازن والمدروس للممثلة اللبنانية (بياريت
قطريب)
والحضور المقبول لكندة علوش!
وجه سينمائي جديد
إن فيلم (مرة أخرى)
يأتي منسجماً مع سياق السينما السورية التي طالما طرحت قضايا سياسية
واجتماعية
إشكالية بعمق على أيدي مخرجين كبار... لكن أهميته أن يحمل توقيع وجه جديد
على
السينما السورية ومخرج شاب، يحاول أن يقول ما لديه بلغة فنية
جيدة، وإحساس درامي
عميق... بعيداً عن الإنتاج الرديء والمتوسط الذي طبع أفلام المؤسسة العامة
للسينما
في السنوات العشر الأخيرة... ويبقى ما قدمه مجرد وجهة نظر تستحق الكثير من
التأمل
والسجال، في موضوع شائك ومحفوف بحساسيات رقابية لا يمكن
تجاوزها بسهولة في عمل فني
من انتاج مؤسسة حكومية سورية!
القدس
العربي
في
13/10/2009
“مرة
أخرى” دعوة لنسيان ماضي العلاقات
السورية – اللبنانية
لا تزال مسألة وجود القوات العسكرية والاستخبارية السورية قبل خروجها
من لبنان في 2006 تشكل مادة شهية ودسمة لكثير من الكتاب والمبدعين متابعي
العلاقة المشتركة بين الجانبين.
ولعل فيلم “مرة أخرى” الذي كتبه وأخرجه المخرج السوري الشاب جود سعيد
من إنتاج مؤسسة السينما السورية دليل اضافي على أن علاقات اللبنانيين
والسوريين ستبقى محل حوار بعد مرور بضع سنوات على خروج الجيش السوري من
لبنان.
ويقول جود سعيد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الفيلم الذي عرض
مساء أمس الأول في مسابقة الأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي “يروي
حكاية مجموعة من العسكريين السوريين وعلاقاتهم ببعضهم بعضاً وعلاقاتهم أيضا
مع اللبنانيين”.
وأضاف أن الفيلم يروي “كيف أثرت الحرب الماضية فيهم جميعا وامتد
تأثيرها إلى كل تفاصيل الحياة بما في ذلك أدق التفاصيل الحميمية وبالتالي
نجد ان الحرب الأخيرة تعيد إنتاج نفس دورة الحياة من التأثير السلبي في
الطرفين من أبناء البلدين”.
ويروي الفيلم الذي اجتذب مئات من الجمهور حيث غصت صالة السينما بهم
جلوسا ووقوفا قصة ضابط سوري كبير عانت حتى أسرته من صلابته وكيف حول حياته
الأسرية الى ما يشبه “ثكنة عسكرية” أثناء أدائه لخدمته في لبنان ثم تقتل
زوجته برصاص قناص بينما يصاب ولده الصغير الجالس في حضن والدته.
وبعد بضع سنوات يصيب الطفل نفسه برصاص من إحدى البنادق لأن ألعابه
كلها مجموعة من الأسلحة فهو كطفل لا يجد حوله إلا الأسلحة والعسكر في مشهد
يعكس صعوبة العيش لطفل فقد أمه ووالده بعيد عنه دائما وإن وجد فهو قاس على
طفله.
ويعهد الأب (الضابط) بمسألة تربية طفله لأحد مساعديه العسكر (المخرج
السوري المعروف عبداللطيف عبدالحميد في دور المساعد أبوسعيد) الذين يثق بهم
ويحسبون على دائرة مقربيه الصغرى.
لم يمت الطفل مجد(الممثل السوري قيس الشيخ نجيب) الذي أصاب نفسه
بالرصاص لكنه يدخل في غيبوبة لأكثر من ثلاث سنوات يرقد خلالها في مشفى
الراهبات المسيحيات في بيروت، ومع توالي مشهد الحياة اليومية للثكنة
العسكرية السورية في لبنان التي يشرف عليها والد مجد من تدريب واعمال
روتينية يومية تتخلل هذه المشاهد عودة الى مشاهد ماضية من حروب اشتبكت بها
القوات السورية مع الجيش “الإسرائيلي”، في اشارة الى ان الهدف الرئيس لوجود
الجيش السوري في لبنان يكمن في منع “اسرائيل” من احتلاله وليس كما اراد
البعض ان يروج لهذا الوجود على انه سلبي دوما.
والفيلم لا يبرر هذا الوجود بل يعتبره اصبح حالة من الماضي.
يقول المخرج جود سعيد “لا أحد ينكر الأخطاء التي حدثت في الماضي حتى
القيادة السورية تحدثت عن ذلك وأقرت بها ولكن السؤال الابرز برأيي في
الفيلم: هل نبقى أسيرين لذلك الماضي أم نتجه سويا لبناء علاقة مستقبلية
سليمة ومملوءة بالثقة بديلا عن سيطرة الشك المتبادل”؟
وأضاف: شارك في الفيلم عشرات الاشخاص من لبنان فبطلته الفنانة بياريت
قطريب لبنانية.
وأكد محمد الأحمد مدير مؤسسة السينما الجهة المنتجة، في كلمة مقتضبة
له قبيل افتتاح الفيلم إنه “يقدم رؤية الجيل الشاب للأشياء والأحداث
والمؤسسة سهلت عملية اخراجه للنور”.
وقال “أعرف أن هناك من سيحب الفيلم ومن سيرفض تقبله لكنني أستطيع
القول انه نبض مهم في السينما السورية لذلك أشجع جود في عمله المهم هذا”.
وبلغت تكلفة الفيلم حوالي نصف مليون دولار أمريكي وجرت كل عمليات التصوير
في سوريا حسبما أكدت مصادر رسمية في الفيلم ل(د.ب.أ)، مشيرة الى ان الفيلم
قد يعرض عروضا خاصة أو جماهيرية.
من ناحية اخرى، ربما يكون للفيلم الفرنسي “جدار في وجه الأطلسي”
والمأخوذ عن رواية للكاتبة الفرنسية مارجريت دورا عام 1950 والذي أخرجته
فالريثي في العام الماضي، دور كبير ومهم في تحديد سير جوائز مهرجان دمشق في
دورته الحالية.
الفيلم الذي عرض سابقا ولعدة مرات حتى الآن في الصالة الرئيسية لدار
الأسد للثقافة والفنون( دار الأوبرا) بدمشق يعيد المشاهد إلى الماضي،
وتحديداً إلى قرابة 90 عاماً، في الفترة التي كانت فيها فرنسا تحاول إقامة
مستعمرات حول العالم، حتى حط بها الرحال عند شواطئ الصين العتية.
.ويشير النجم السوري طلحت حمدي إلى أن الفيلم (حسب
القصة) سيكون له تواجد قوي مؤثر في عملية توزيع الجوائز، لا سيما أنه آت من
رواية مهمة كتبت في عصر الروايات الخالدة (خمسينات القرن الماضي).
ولعل ما يقرب بين الفيلم والجائزة (ربما لا تكون الذهبية) أن أفضل
عشرة أفلام في تاريخ السينما تنتمي إلى الفئة الآتية عن الروايات، لذا فليس
غريبا أن يحوز (جدار في وجه الأطلسي) على جائزة في مهرجان دمشق.
الخليج الإماراتية
في
07/11/2009 |