دخل الفنان الكويتي غانم الصالح قلوب الناس عبر عشرات الأعمال التلفزيونية
التي قدمها خلال تاريخه الفني العريق، ويعتبر أبرز الممثلين الخليجيين
اليوم، عرفه الناس من خلال مسلسلات عديدة أحدثها “أم البنات” الذي عرض في
رمضان الماضي. الصالح الذي التقيناه على هامش المهرجان، أكد أن السينما
الخليجية تعاني من مشاكل عديدة لم تنجح المهرجانات السينمائية التي تقام في
دول خليجية من إخراجها من المأزق الذي تعيشه، وسحب كلامه على عموم السينما
العربية حيث اعتبر أن ما تشهده مصر سينما شبابية لا تعالج قضايا المجتمع
الكبرى.
·
بداية هل ترى أن إقامة
المهرجانات يساهم في دعم صناعة السينما الخليجية وتطويرها؟
- لا توجد سينما خليجية، وإنما بكلام أدق يمكننا التحدث عن محاولات
سينمائية تعتمد على اجتهاد أصحابها، وهي أفلام يمكن ان لا تتجاوز أصابع
اليد، وهناك محاولات من خريجين جدد في مجال السينما يحضرون بأفلامهم إلى
المهرجانات لكن تبقى محصورة ضمن الجهود الفردية ولا تصنف ضمن الفكر
السينمائي، وغالباً كل شخص يقدم أشياء تخصه أو يكون ملماً بها وتظهر كنوع
من استعراض العضلات لا أكثر.
·
الأزمة التي تتحدث عنها، هل تكمن
في النص أم في أدوات الانتاج برمته؟
- نحن لا نعاني أزمة نص سينمائي على مستوى الخليج فقط، بل على المستوى
العربي كاملا، وتكمن المسألة في غياب مقومات عملية صناعة الفيلم السينمائي
وليس مجرد نص. المهرجانات لا تصنع سينما بل فرصة للاطلاع على آخر ما توصلت
إليه السينما العالمية والعربية والخليجية على مستوى الاخراج والنص
والأداء. تبقى للسينما مقوماتها الخاصة غير المرتبطة بالمهرجانات. لكنها
تشكل فرصة لأصحاب الاختصاص الاستفادة من التطور الحاصل في هذا المجال
عالميا.
·
لك تجربة سينمائية، هل ترى أن
العمل في التلفزيون أكثر جدوى؟
- في الكويت عملت في فيلم “الفخ” في السبعينات من القرن الماضي وكان 16
ملم، عرض عدة مرات لكن لا يصلح للعرض في دور السينما حاليا بسبب ان تقنية
التصوير أصبحت قديمة، وكانت مدته قرابة الساعة، وكان مضمونه اجتماعيا
موجها، لأن السينما يمكن ان تخدم المجتمع عندما تكون هادفة. عموما
التلفزيون أسرع في الوصول إلى الناس، فحتى تشاهد فيلما عليك ان تذهب
للسينما بينما التلفزيون هو الذي يأتي إليك وانت جالس في بيتك.
·
يبدو أنك غير متفائل بمستقبل
السينما الخليجية؟
- حتى تكون لدينا صناعة سينمائية يجب أن تكون مدعومة قبل كل شيء من
المؤسسات الرسمية، لكن هذه المؤسسات لا تغامر لأنه لا مردود لهذه الأفلام،
والجمهور يتقلص لصالح التلفزيون. إضافة إلى ذلك، فإن دور العرض مشكلة كبيرة
لعدم توفرها على نطاق جماهيري. والمزاج السائد حاليا في الانتاج الفني
عموما شبابي، وأكبر دليل على ذلك موجة السينما الشبابية في مصر والتي تكتسح
الساحة حاليا، حيث مضامينها تدور حول عدة شباب وبنات والمشاكل التي
يواجهونها ولا تمت بصلة للمشاكل الحقيقية التي يواجهها المجتمع، فينتهي
الفيلم ولا نعرف الذي يريد أن يقوله، باختصار هذا عصر السينما الشبابية.
·
ما الذي تقترحه على إدارة
المهرجانات التي تقام في الدول الخليجية؟
- حتى لو كانت هناك فائدة للمهرجانات، علينا أن ننتظر زمنا لنرى نتائجها،
لأنها لا تقام منذ سنوات قريبة، عدا ذلك فإنها فرصة للتعارف بين المشاركين
لا أكثر. ولنستفيد يجب التركيز على توصيات المهرجانات، أين هي؟ أين هي خطة
العمل السنوية التي يطرحها كل مهرجان؟ وما الذي تحقق منه؟ نحن بحاجة الى ان
تتبنى هذه الفعاليات الضخمة أفلاما من بدايتها حتى نهايتها وأن تكون سخية،
لأن صناعة الفيلم مكلفة جدا.
الخليج الإماراتية
في
14/10/2009
عرض 6 اعمال قصيرة في 94
دقيقة
"أفلام
من الإمارات" مشاريع فنية من
الواقع
أبوظبي - فدوى إبراهيم
انطلقت ظهر أمس الأول عروض الأفلام المشاركة في مسابقة “أفلام من الإمارات”
عن فئة الأفلام القصيرة، حيث تواصل المسابقة جهودها في الانطلاق بصناعة
السينما المحلية إلى العالمية، بخاصة أنها تقام ضمن فعاليات المهرجان الذي
يشهد حضوراً عربياً وعالمياً، ويحرص القائمون عليه على مشاركة العديد من
الفنانين الإماراتيين المتميزين، بما يعمل على توفير الخبرة اللازمة لهم
والتفاعل مع التجارب العالمية، كونهم الرواد في التعبير عن واقع وأحلام
وطموحات المجتمع الإماراتي والخليجي.
وتنقسم المسابقة إلى فروع “الأفلام القصيرة من الإمارات”، الأفلام القصيرة
من دول مجلس التعاون الخليجي، “الأفلام الطويلة من الإمارات”، ويشارك في
تصفياتها النهائية 14 فيلماً من أصل 142 فيلماً ما بين أفلام قصيرة وطويلة
من كل من: الإمارات العربية المتحدة والكويت والبحرين والمملكة العربية
السعودية وسلطنة عُمان.
وشهدت صالات “سيني ستار 3” في مارينا مول أبوظبي، ولمدة 94 دقيقة عروض
أفلام “عبور” لعلي جمال، “أحزان صغيرة” لهاني الشيباني، “الجزيرة الحمراء
في عيون السينمائيين الإماراتيين” لأحمد الزين وأحمد عرشي، “مفتاح” لأحمد
الزين، “جفاف مؤقت” لياسر سعيد النيادي، “مساء الجنة” لجمعة السهلي.
واستمتع الجمهور بالأفلام المعروضة، والتي تمثل البيئة المحلية وتعكس أصالة
هذه البيئة ناقلةً الموروث المحلي الشعبي وأنماط المعيشة بما تخبئه من
مشاعر إنسانية وهموم اجتماعية.
وبحضور عدد كبير من طالبات جامعة الإمارات وكلية التقنية العليا ومخرجي
الأفلام وعدد كبير من الفنانين الإمارتيين، بدأ عرض الأفلام القصيرة
الإماراتية وسط ترقب من الجمهور الذي ملأ قاعة العرض ليبدأ عرض الفيلم
الوثائقي الوحيد ضمن فئة الأفلام القصيرة “الجزيرة الحمراء في عيون
السينمائيين” للمخرجين أحمد عرشي وأحمد زين، ويقدم الفيلم تصويراً لمنطقة
الجزيرة الحمراء” الأثرية في رأس الخيمة من خلال سرد تجربة السينمائيين من
مخرجين ومصممي ديكور من خلال الحديث مع كل منهم على حدة، حيث يشارك عدد من
المخرجين في السرد الوثائقي منهم عبدالله حسن، فاضل المهيري، ومنال بن
عمرو، وغيرهم، بالإضافة إلى محمد الزعابي وهو المنظم لعملية اعانة
السينمائيين في توفير مستلزمات التصوير في الجزيرة ومساهمته في الأمر،
ويقدم الفيلم الجزيرة بتصويرها عن قرب ومن الخارج مع استعانته بالموسيقا
التصويرية، وينقل رسالة من المخرجين وصناع السينما الإماراتيين مفادها أن
الجزيرة الحمراء مكان يهم الجميع ويجب الاحتفاظ به في ظل المدنية والعمران
الذي تزخر به الإمارات، لذا يجب تطوير المكان بشكل يجعله مقصد السينمائيين
واستثمارها لهذا الغرض، وهي رسالة استطاع المخرجان ايصالها بالشكل الصحيح،
خلال الفيلم على مدى 25 دقيقة.
“ما أصعب أن تكون ضعيفاً في هذا العالم” بهذه العبارة يبدأ الفيلم الثاني
“أحزان صغيرة” للمخرج هاني الشيباني، حيث يحكي الفيلم قصة طفل يصحو من
النوم على مفاجأة غير سارة ترهبه وتجعل حياته تتغير فجأة، يفقد هذا الطفل
جزءاً من شعر رأسه فتتدهور حالته النفسية ويعيش حالة من القلق والخوف من
المواجهة فيتغيب عن مدرسته ويظل يعاني في وقت يتعامل معه والداه من دون
تفهم الحالة ويضعان له حلولاً لن توصله إلى نتيجة إلى أن يصل إلى حالة من
اليأس من الحل فيقدم على سلوك يعتبره تأقلماً أو شجاعة، حيث يدعو الأولاد
في صفه المدرسي إلى ضربه على رأسه، وينتهي الفيلم بعبارة يقولها الطفل “هل
أنا مغفل إلى هذه الدرجة؟”، الفيلم يعالج قضية نفسية لطفل لكن في اطار
كوميدي.
“مساء الجنة” هو عنوان الفيلم الثالث وهو للمخرج جمعة السهلي، وتدور أحداثه
خلال حرب الخليج سنة 1990 إذ يخوض جنديان إماراتيان (يوسف وجمعة) تجربة في
الصحراء تختلط لديهما فيها مشاعر الحزن والخوف والفكاهة والذكريات في ظل
ظروف صعبة يمران بها وحدهما، فيجتمع حب الوطن لديهما مع حب الأهل ويشعران
في كل لحظة أن الموت يداهمهما لكن تختلط لديهما الدموع بالابتسامة ويعيش
المشاهد معهما مشاعر الخوف والأمل، وفي أحد المشاهد يسمع “يوسف” صوت شخص ما
قريب منهما يصرخ أو ينوح فلا يستطيع النوم ويقول لصديقه جمعة إنه يريد
الذهاب لتتبع الصوت فيقرر خوض تجربة البحث عن صاحب الصوت وحده، فيلقى حتفه
ويموت شهيداً، وعلى الرغم من مأساوية القصة إلا أنها لا تخلو من الحس
الفكاهي الذي حرر المشاهد من قيود الانجراف إلى مشاعر الألم.
أقصر الأفلام المشاركة “عبور” للمخرج علي جمال، ويروي فكرة عميقة بالصورة
والصوت دون حوار وخلال 4 دقائق يدخل المخرج إلى نفوس المشاهدين ليجعلهم في
ترقب كل ثانية يمكن أن تقودهم إلى حل اللغز الذي يحمله العمل.
الفيلم صور في الصحراء ويظهر جسماً غريباً يطير في الهواء ليرتطم بشجرة بها
عش بنته حمامة ووضعت فيه بيضتين ونتيجة ارتطام الجسم الغريب تقع إحداها
لتنكسر على الأرض فتأتي الحمامة لتنظر بحزن وألم إلى البيضة المكسورة التي
فقدت فيها فرخها.
كان تصوير الفيلم يحمل تقنية عالية ويتضح أنه يحمل مجهوداً كبيراً لإلتقاط
مثل هذا المشهد الذي أكد أن الصورة قادرة على حمل معاني أكبر بكثير من كثير
من الحوارات، إلا أن المخرج ينوه في آخر الفيلم أن أي حيوان لم يتضرر في
هذا المشهد وحفاظاً منه على قيمة العمل الفني ومشاعر المشاهدين، وبالطبع
فإن الفيلم يحمل مدلولاً عظيماً لدخول الغريب إلى الوطن وتخريبه عبثاً لما
بناه المواطن.
“مفتاح” هو الفيلم الخامس ضمن الأفلام القصيرة، للمخرج أحمد زين، وقصة
الفيلم تدور حول جدة وحفيدتها، وهي بعمر 10 سنوات تدور بينهما قصه غريبة،
حيث تكون الطفلة في غرفة مغلقة والجدة في غرفة أخرى، وعلى ملابسهما آثار
دماء، يخلو الفيلم من الحوار في جزئه الأول ثم يبدأ الحوار في الجزء
الثاني، الفيلم في بدايته يوحي بالغموض والعلاقة بين الجدة والحفيدة تبدو
غير قوية إلى أن ينفك الغموض في آخر الفيلم ويحدث التواصل بين الجدة
والحفيدة من خلال توضيح المواقف بينهما في إشارة إلى مفتاح معلق على أحد
الجدران تحتفظ به الجدة وكأنه يوحي بإنه مفتاح العلاقة بينهما أو التوصل
إلى ذلك الطابع الحنون حيث تحتضن الجدة الحفيدة.
الفيلم الأخير “جفاف مؤقت” هو للمخرج ياسر النيادي، يحكي قصة ممثل يشعر
بجفاف المشاعر فلم يعد يشعر بأي شيء من حوله ولا يستطيع التعبير عن أي شيء
وهذا ناتج عن أدائه التمثيلي لعدة أدوار تختلف وتتشابك فيما بينها لتترك في
نفسه أثراً عميقاً يؤثر في شخصيته وتجعله غير قادر على التفاعل مع الآخرين
ومشاعرهم الفرحة والحزينة، وفي إطار كوميدي رائع يأخذنا المخرج ليوصل فكرة
الفيلم “جمود المشاعر المؤقت”، حتى يستعيد الممثل مشاعره ليتواصل من جديد
فيعود إلى حياته بشكل طبيعي، وحمل الفيلم أداءً تمثيلياً عفوياً وكوميديا
واضحة على الرغم من جمود المشاعر.
وبنظرة إلى الأفلام الإماراتية المعروضة نجد أنها باستثناء “الجزيرة
الحمراء” و”عبور” تحمل طابعاً كوميدياً رغم معالجتها لقضايا اجتماعية
وانسانية بحتة وأفكار عميقة، ولعل رغبة المخرجين بتفاعل المشاهد مع هذه
الأفلام وعدم حصره في قالب من الدراما جعلهم يلجؤون إلى الكوميديا في طرح
الأفلام، خاصة وإن الأداء التمثيلي في أغلبه يحمل الكثير من المصداقية
والعفوية القريبة من احساس المشاهد والتي تجعله يشعر وكأنه أمام واقع، ولعل
هذه التجارب وغيرها كفيلة بإن تصنع سينما إماراتية لها استقلاليتها وطابعها
الخاص.
الخليج الإماراتية
في
14/10/2009
حاضرة بأكثر من فيلم
السينما المصرية تعيد اكتشاف
نفسها
أبوظبي فدوى ابراهيم
تعتبر مصر رائدة الفن السابع في المنطقة العربية بشهادة أصحاب المهنة
والجمهور والنقاد في الوطن العربي، واختلف المؤرخون حول تحديد بداية
السينما المصرية إذ يرى البعض أن البداية كانت مع تصوير أول فيلم تسجيلي
أوائل القرن العشرين عن زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني إلى الاسكندرية،
وبعده توالت الأفلام وكانت وما زالت السينما المصرية سفيرة للسينما
العربية، فدخلت كل بيت وما زالت على الرغم من تزايد الإنتاج وتعدده في
انحاء الوطن العربي.
والسينما المصرية حاضرة بقوة في المهرجان من خلال 6 أفلام إذ يدخل كل من
فيلمي (المسافر واحكِ يا شهرزاد) ضمن أفلام الاحتفاليات بعرض أول في الشرق
الأوسط وفيلمي (هليوبوليس وبالألوان الطبيعية) ضمن مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة، بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية والقصيرة، بخلاف فيلم الافتتاح
“المسافر” من سيناريو واخراج أحمد ماهر.
الناقد السينمائي المصري طارق الشناوي تحدث عن الجديد الذي طرأ على السينما
المصرية وأهم ما يميز الأعمال المقدمة للمهرجان قائلاً: “أعتقد أن الفترة
التي أوحت ببوادر السوء للسينما المصرية هي التي شكلت بحسب إرادة النجوم من
الفنانين إذ أصبحت الأفلام تصنع لممثل دون الالتفات إلى قيمة العمل كعمل
فني، ولكني أجد اليوم عودة إلى صناعة فيلم المخرج وليس فيلم النجم، ولعل
الأفلام المشاركة في المهرجان كالمسافر وهيلوبوليس وبالألوان الطبيعية خير
دليل على ما أقول”.
وأرجع الشناوي “انخفاض مستوى بعض الأفلام السينمائية المصرية إلى أن بعض
المخرجين المصريين لا يتابعون السينما العالمية لأن ذلك إذا حدث سيؤدي إلى
تراكم الخبرات التي تخلق لديهم القدرة على اختلاق الأفكار الجديدة
والإبداع، إذ ان اللغة السينمائية في تطور دائم وعندما نفقد تطور هذه اللغة
والاستقبال فإننا نفقد طزاجة الإرسال، ففي “المسافر” يقدم الفيلم فكرة من
أجمل الأفكار السينمائية ومعالجة سينمائية على ثلاث مراحل للأعوام 1948
و1973 و،2001 إلا أن المخرج أسرف في التفاصيل في العام 1973 وكان المشاهد
قد تلقى ما فيه الكفاية، وأخذت هذه الفترة 50% من مساحة الفيلم مما جعل
المشاهد يفقد حميميته للشاشة في الفترة الثالثة ،2001 وأرى أن أداء الممثل
خالد النبوي جاء مفتعلاً مشابهاً لأداء عمر الشريف، أما فيلم “بالألوان
الطبيعية” فيمثل ما أقصده في الاتجاه الجديد للسينما المصرية حيث استطيع
القول إن المخرج أسامة فوزي يعرف جيداً ماذا يقدم وهذا يتضح من الأسماء
الجديدة المشاركة في الفيلم فهو يراهن على فكرة ومضمون وليس أسماء لامعة.
كما أن فيلم “هليوبوليس” يعتبر أيضاً من المشروعات الجديدة للمخرج أحمد
عبدالله الذي اختار من خلاله أن يقدم بانوراما لمصر، واعتقد أن الأفلام
الوثائقية أيضاً تقدم قيمة فنية عالية في اختياراتها، فنجد فيلم “كاريوكا”
اختياراً موفقاً للمخرجة نبيهة لطفي التي استطاعت أن تختار الشخصية
الملائمة للعمل لأن شخصية وحياة الفنانة تحية كاريوكا حافلة بالتداخلات
السياسية والاقتصادية والاجتماعية وليست الفنية فقط، واعتقد أن الأفلام
الوثائقية في مصر لم تأخذ حقها إلى الآن ولا بد أن نتدارك الأمر”.
الناقد السينمائي المصري كمال رمزي تحدث عن الأفلام المصرية المتقدمة
للمهرجان قائلاً: “الأفلام المصرية المشاركة لا تعبر عن اتجاه سينمائي
واحد، فلكل منها خصوصيته، الأمر الذي يعني أن السينما المصرية لم تعد مجرد
كوميديا تجارية ولكن هناك نوعيات متباينة ومختلفة وأحياناً متناقضة،
والدليل على ذلك الأفلام الأربعة المتقدمة ضمن الاحتفاليات والمسابقة التي
تعرض في المهرجان، فنجد (احكِ يا شهرزاد) يناقش قضايا مهمة وحاضرة
وبالتحديد مشكلات المرأة المصرية فيعتمد في بنائه وسرده على حكايات (ألف
ليلة وليلة) حيث الحكاية في داخل الحكاية وكسر وحدة الزمن والخيال الجامح
والحلم والكابوس والانتقال من مكان لمكان والعودة إلى الماضي وما إلى ذلك،
وتحرر الفيلم من حبكة البداية والوسط والنهاية وربما يحتوي على بعض القصص
المبتسرة.
وحول الانتقادات التي وجهت للفيلم من تضمنه مشاهد خارجه قال: الفيلم لا
يحتوي أي نوع من الابتذال إلا أن مشكلتنا أننا ننغمس سراً فيما نهاجمه
علناً، أما فيلم (المسافر) فينتمي إلى ما يمكن تسميته الواقعية السحرية وهي
التي تحلق فوق الواقع لتراه في شموله واتساعه، هنا اطلالة تاريخ وجغرافيا
ونفوس بشرية وأقدار متوافقة أحياناً ومتصادمة أحياناً أخرى، ويركز الفيلم
على فكرة الأقدار التي تسهم في صنع مصائرنا، فلا أحد يعلم كيف ستسير
الأمور، فهناك سيناريو يتخيله المرء عن نفسه والتحولات ولكن عوامل عدة
تتدخل لتغير المسارات وتحدد المصائر.
ولعل بوادر انتقال السينما المصرية إلى الأفضل تتجسد من خلال أفلام شباب
المخرجين أمثال أحمد عبدالله بفيلمه “هيلوبوليس” وأحمد ماهر ب “المسافر”
إضافة إلى أعمال المخرجات التي تبلغ درجة كبيرة من الأهمية، وأعتقد أن جيل
الشباب من المخرجين سيقومون بالتغيير من خلال الحداثة الفنية ويقظة
الكاميرا وسرعة الحركة وإمكانية التقيد بمكان واحد مع التوغل في النفوس
البشرية والعلاقات الاجتماعية.
الخليج الإماراتية
في
14/10/2009 |