اختتم مساء السبت الماضي فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الشرق الأوسط
السينمائي بقصر الامارات بمدينة أبوظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة تحت
رعاية هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وذلك بعد مضي عشرة أيام متواصلة من عروض
للافلام القوية وندوات ومسابقات لاقت اقبالا جماهيريا واعلاميا واسعا.
شهدت السجادة الحمراء للمهرجان مرور عدد كبير من نجوم المنطقة والعالم
عليها ومنهم الممثلة البريطانية ناعومي واطسي وايفا منديس وأورلاند وبلوم
ومن الشرق الأوسط الايرانية كلشيفته فراهاني والمخرجان بهمن غوبادي وأصغر
فرهادي, ومن العرب محمود حميدة وخالد أبوالنجا وسوسن بدر من مصر, ومن
سوريا مني واصف وعارف الطويل ورشيد عساف وعابد فهد ومن الخليج داود حسين
ومن لبنان مي نصري ومي الحريري, ومن فلسطين ايليا سليمان هذا بالاضافة
لأبطال الافلام المشاركة في المهرجان.
وقد بدأت الاحتفالية بإلقاء كلمة من بيتر سكارليت مدير المهرجان التنفيذي
يشكر جميع رواد السينما الذين حضروا العروض والبرامج التي تضمنتها
الدورة.. كما خص الجمهور الذي ذهب الي العروض وكان عامل نجاح
للمهرجان.. كما رحب بوجود محمد خلف المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي
للثقافة والتراث ونائب رئيس مجلس إدارة المهرجان. ثم اعلن عن جوائز
اللؤلؤة السوداء في مختلف المسابقات.. وجدير بالذكر أن هذه اللؤلؤة قد
قام بتصميمها مصممو المجوهرات عزة فهمي من مصر وعزة قبيسي من الامارات ومن
انتاج روبرت وان رائد الانجاح في اللآلئ السوداء.
في مسابقة الافلام الروائية الطويلة: نالها الفيلم الروسي عشاق
الصراعات(100 ألف دولار) للمخرج فاليري تودورونكسي وقد حاز عليها
لتجسيده من خلال الموسيقي احداث الظلم القمعي في الخمسينيات من القرن
الماضي.. أفضل فيلم روائي طويل من الشرق الأوسط الزمن الباقي ايليا
سليمان(100 ألف دولار) افضل مخرج جدد لغليندين ألفين عن الجولة
الجديدة(50 ألف دولار).. أفضل مخرج شرق أوسطي للتركية تيلين اسمرعن10
ـ11(50 ألف دولار), أفضل ممثل: الايراني حامد بهداد عن القطط
الفارسية(25 ألف دولار),
أفضل ممثلة جاءت مناصفة بين صوفيا غوه واليشيالا غونا عن دورها في بلا شمال
من المكسيك(25 ألف دولار). مسابقة الافلام الوثائقية الطويلة: جائزة
أفضل فيلم غاندي الحدود من اخراج تي سي وهو يحكي عن حرب الحدود بين الهند
وباكستان وأفغانستان.. أفضل مخرج جديد للبلجيكي يوهان غريمونبير اللقطة
المزدوجة(50 ألف دولار), أفضل فيلم وثائقي للشرق الأوسط الطريق الي
المدرسة لغورهان اسكبكوي من تركيا(100 ألف دولار).. أفضل مخرج جديد من
الشرق الأوسط للمخرج الفرنسي محمد زين عن فيلم زدريس.. جائزة الجمهور لا
أحد يعرف عن القطط الفارسية للمخرج الكردي بهمن غوباي.. أما مسابقة
الافلام القصيرة: أفضل فيلم روائي قصير ستة دولارات ونصف للمخرجين مارك
ألبستون ولويس سذرلاند من نيوزيلندا(25 ألف دولار), وأفضل فيلم وثائقي
قصير واجاه(25 ألف دولار).. أفضل فيلم شرق أوسطي طرابلس عالهدا
للبنانية دانيا عطية ودافييل غريسا(25 ألف دولار).. وكان هناك جوائز
للطلبة قيمة كل منها15 ألف دولار.
أما مصر هذا العام فلم تحصد أي جوائز في المسابقة, وسحب فيلم الألوان
الطبيعية لرداءة النسخة.
وعقب حفل توزيع الجوائز أعلن مدير المهرجان أنه سوف يتم عرض فيلم الختام
الرجال الذين يحدقون في الماعز للمخرج غرانت هيلسوف وبطولة جورج كولوني وهو
عن كوميديا سوداء مستوحاة من قصة واقعية حول جناح عسكري أمريكي فائق السرية
تظهر الي العلن بصحفي( ايوان مفريغور).. وفي لافتة طريفة حضر الي
المسرح مجموعة من الماعز كأنهم هم بدلاء عن أبطال الفيلم الذين اعتذروا عن
عدم الحضورر.
أخيرا نجد أنفسنا أمام مهرجان دولي يحاول أن يجد طريقه من بين المهرجانات
عام تلو الآخر.. فيمتاز المهرجان هذا العام بدقة اختيار الأفلام الجيدة
ويأمل الجميع مزيد من النجاح خاصة عندما ثبتت نفسها الإدارة الجديدة التي
تسلمت مهامها هذه الدورة قبل بدئها بأشهر قليلة.
الأهرام اليومي
في
21/10/2009
عروض
أفلام تزاوج بين السياسي الواقعي والفني المتخيل
'إحكي
يا شهرزاد' و 'لا أحد يعرف بأمر القطط الفارسية' أفلام
مثيرة للجدل تشكل مادة دسمة لنقاد الفن السابع
ابوظبي ـ من جمال المجايدة
شهدت قاعات عرض مسرح قصر الإمارات
وسيني ستار في المارينا مول بأبو ظبي عروض أفلام 'لا أحد يعرف بأمر القطط
الفارسية'، و'احكي يا شهرزاد'، بحضور حشد كبير ازدحمت به القاعة من محبي
السينما
ونقادها ومتابعي آخر مستجدات إنتاجها من الأفلام، وذلك مساء
الخميس 15 تشرين
الاول/أكتوبر 2009.
'لا
أحد يعرف بأمر القطط الفارسية'
وفيلم 'لا أحد يعرف
بأمر القطط الفارسية' في عرضه الأول في الشرق الأوسط ، من إخراج وإنتاج
بهمان
قبادي، وشاركت في كتابة نصوصه الصحافية روكسانا صابري التي
اتهمتها السلطات
الايرانية بالتجسس عن واقع الرقابة الفنية في ايران وانتشار الفساد في
المؤسسات
الادارية، وتمثيل كل من نيغار شغاغي، أشكان كوشانيجاد، حامد بهداد، بابك
ميرزاخاني،
كوروش مزراي وبويا حسيني. ويحكي الفيلم قصة نيغار وأشكان وهما
موسيقيان شابان
يكتشفان أن ممارسة فنهما في وطنهما إيران تكاد تكون مستحيلةً لذا يعدان خطة
للهرب.
وقد سعى قبادي صاحب الفيلم الأكثر شهرة 'زمن الجياد المخمورة' والذي حقق
نجاحاً باهراً في كان، في فيلم 'لا أحد يعرف بأمر القطط
الفارسية' الذي استغرق
تصويره سبعة عشر يوما وصورت مشاهده خلسة بكاميرا رقمية، سعى إلى تقديم صورة
عن
ايران تختلف عن تلك التي يعرفها الناس عنها، ففي الفيلم يلجأ الأبطال من
المتعاطين
مع الموسيقى الغربية الممنوعة في ايران الى أساليب ملتوية من
الكذب والتزوير
للإفلات من قبضة الرقابة والهروب الى باطن الأرض للعزف على أوتار ممنوعة،
وفي لقطة
مثيرة يقول أحد الشبان انه قرر ان يؤدي اغانيه الممنوعة فوق عمارة شاهقة
لان
الموسيقى التي تعزف تحت الأرض يقدر لها أن تبقى مدفونة تحت
الأرض.
يذكر أن
نهمان قبادي من أهم المخرجين الإيرانيين على الساحة اليوم، وهو رائد
السينما
الكردية، فاز فيلمه الأول 'وقت للخيول المخمورة' العام 2000
بجائزة الكاميرا
الذهبية في مهرجان كان السينمائي، ومن أعماله الأخرى 'السلاحف تستطيع
الطيران'
العام 2004، و'نصف قمر' العام 2006.
'غاندي
الحدود'
كما عرض فيلم 'غاندي
الحدود' لمخرجته تي سي ماكلوهان، تصوير سينمائي سانجيه أغزاوال، مونتاج
أليكس شوبر،
موسيقى ديفيد أمرام، ورواية أوم بوري.
ويسرد فيلم 'غاندي الحدود' قصة حياة
يجهلها كثيرون هي قصة سيرة بادشاه خان، المقاتل الباشتوني المناهض للعنف
والذي أصبح
النظير الباكستاني للمهاتما غاندي.
الفيلم يحيي ذكراه في سياق سرد وثائقي مميز
جرى تصويره في أفغانستان وباكستان والهند، ويتضمن الفيلم الذي يقوم فيه أوم
بوري،
أسطورة التمثيل الهندية بدور الراوي، مقابلات مع الرئيس الباكستاني السابق
برويز
مشرف والرئيس الأفغاني الحالي حامد كرزاي ليتحدثا عن باديشاه
خان الذي ناهض العنف
إلى جانب غيرهما من الشخصيات السياسية البارزة في جنوب آسيا، إذ أجرت
المخرجة
الكندية تي سي ماكلوهان مقارنة بينه وبين غاندي في الميل لنبذ العنف
نهائيا.
'إحكي
يا شهرزاد'
كما تم عرض فيلم 'إحكي يا شهرزاد' للمخرج يسري
نصرالله، من إنتاج كمال أبو علي، وتصوير سمير بهران، ومونتاج منى ربيع،
موسيقى تامر
كروان وتمثيل منى زكي، محمود حميدة، حسن الرداد، سوسن بدر، رحاب الجمل
وسناء عكرود.
ويعالج فيلم 'احكي يا شهرزاد' الذي يعرض للمرة الأولى في الخليج العربي،
أوضاع
المرأة من خلال حكايات تقدم عبر برنامج اسبوعي تلفزيوني تختار
المواضيع له وتقدمه
مذيعة عنيدة وواثقة تقوم بدورها منى زكي، تريد تغيير الواقع الذي تعيشه
المرأة
المصرية في مجتمع اليوم، وتتضارب رغبة هبة (منى زكي) الساعية الى كشف الظلم
اللاحق
بالمرأة والتنديد به عبر فضحه واثارته في برنامجها التلفزيوني،
مع مصالح الزوج كريم
(حسن
الرداد) الصحافي الناجح والساعي لتولي منصب اعلى وان كلفه ذلك التخلي عن
الكثير من المبادئ التي يفرضها عليه واجبه المهني، ولا تساعد التنازلات
التي لا تكف
هبة عن تقديمها لزوجها كي يحصل على منصبه على حل الخلافات
بينهما فيما تتوالى
حكايات النساء اللواتي تستنطقهن المذيعة على الشاشة وتمر حكاياتهن مرفوقة
بتجسيدها
المصور ما يضفي على الفيلم طابعا تقليديا شائعا وشكلا طالما استخدمته
السينما، اما
هبة فتكتشف انها رغم ارادتها الابتعاد عن السياسة فهي كلما اثارت قضية
تقودها الى
قلب السياسة سواء حين تتكلم عن الفقر اوالقهر اوالظلم المنتشر
في انحاء المجتمع
المصري.
ويطرح الفيلم بالفعل هذه القضايا سريعا ملامسا لها من خلال شخصية الزوج
الطموح والذي رغم تنازلاته المتواصلة وتعريضه علاقته بزوجته
للخطر، يفشل في النهاية
في تحقيق هدفه بينما تستمر هي في رواية حكايات النساء وآخرها حكايتها
الخاصة التي
ينتهي الفيلم بها.
يشار إلى أن المخرج يسري نصر الله بدأ حياته المهنية كمساعد
للمخرجين فولكر شلوندورف ويوسف شاهين، ويخرج اليوم أفلاما مشحونة بالدلالات
السياسية حول الأصولية الإسلامية والاغتراب، من بينها 'باب الشمس' العام
2004،
و'جنينة الأسماك' العام 2007.
'مع
السلامة، كيف حالك؟'
مع السلامة، كيف
حالك؟' للمخرج بوريس ميتيتش، صربيا، 2009، 60 دقيقة، عرض أول في الشرق
الأوسط،
يتطرق الفيلم إلى أكثر الطروحات السياسية الساخرة والسوداوية
في العصر الحديث حيث
يدرس هذا العمل الصربي كيفية استخدام مواطني الدول للغاتهم من أجل نقد
ومقاومة
الجنون السياسي.
الفيلم هو دراسة مدهشة من مدرسة كريس ماركر وجان لوك غودارد
السينمائية، وهو أول عمل من نوعه يتطرق إلى الحياة الفكرية
والمقاومة والتاريخ في
البلقان.
'شيوعيين
كنا'
'شيوعيون
كنا' للمخرج ماهر أبي سمرة، لبناني فرنسي،
2009،
90
دقيقة في عرضه العالمي الأول يمثل نظرة حاضرة وسابقة على مصائر مجموعة من
الرفاق الذين سبق وأن جمعتهم القيم والمثل نفسها حيث يدرس الفيلم تركة
الحرب
الأهلية في لبنان على حاضر البلد الذي خلفته الحرب وراءها.
فيلم أبي سمرة الجريء
فنياً وسياسياً يتنقل بعمق وخفة في واقع لبنان المخيف ليصف الانقسامات في
البلد
التي خلفتها الحرب الأهلية.
القدس
العربي
في
21/10/2009 |