شهدت الدورة الثالثة لمهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي على مدى عشرة
أيام 129 عرضًا سينمائيًا يمثل 49 دولة. وقد تميزت هذه الدورة بحضور جمهور
غفير الى معظم الأفلام التي عُرضت سواء داخل المسابقات الرسمية أم خارجها.
أما النتائج فقد كانت منصفة ومُرضية للجميع تقريبًا. إذ نال فيلم "عشاق
الصرعات"لفاليري تودوروفسكي جائزة أفضل فيلم روائي، كما نال فيلم "الزمن
الباقي" لايليا سليمان جائزة أفضل فيلم شرق أوسطي فيما ذهبت جائزة أفضل
ممثل لحامد بهداد، وأفضل ممثلة الى ايليشيا لاغونا وسونيا كووه.
أبو ظبي: عاشت العاصمة أبو ظبي عشرة أيام من الاحتفال بالفن السابع مؤكدة
من خلال فعاليات مهرجان الشرق الأوسط السينمائي على ما وصلت إليه هذه
المدينة من مكانة على مستوى استقطاب التجارب الثقافية والفنية والسينمائية
العربية والعالمية وما تؤكد عليه يوميًا من ريادة وفعل ارتقاء بالفن
والثقافة جعلها نجمة في عالم السينما تحتفي بضيوف السينما وعشاقها، كما
جعلها منارة للفن، وفاح منها مسك الختام مع الجوائز اللؤلؤلية التي أنارت
مسرح قصر الإمارات مساء السبت 17 أكتوبر 2009 بحضور سعادة محمد خلف
المزروعي مدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، نائب رئيس إدارة المهرجان
والسيد عيسى المزروعي مدير المهرجان وبيتر سكارليت المدير التنفيذي
للمهرجان، وسط حضور لامع لفنانين من مختلف أقطاب العالم مشوا على السجادة
الحمراء في الحفلة الختامية معلنين انتهاء سنة جديدة من عمر هذا المهرجان
الذي يمشي على رحلة الألف ميل لإثبات جهود هيئة أبوظبي للثقافة والتراث
وضمن استراتجيتها في جعل العاصمة أبوظبي منارة للفن والثقافة.
وكان مهرجان الشرق الأوسط السينمائي قد انطلق في 8 أكتوبر 2009 مستضيفاً
مجموعة كبيرة من النجوم والأسماء اللامعة في عالم الإخراج والتمثيل العالمي
والعربي، وحفل المهرجان في دورته الثالثة الحالية بالعديد من المحاور
الجديدة والبرامج الجاذبة لكل فئات المجتمع، كما شهدت الخيمة برامج
وفعاليات متعددة عكست أجواء السهرة الظبيانية من موسيقى وفن وغناء وأجواء
أسرية رائعة عكست حضارة وأصالة العاصمة أبوظبي في استقطاب كل ما هو جديد
وممتع في عالم الفن والثقافة، كما تضمن المهرجان عروض أفلام عالمية للمرة
الأولى وأغلبها يعرض للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط مما يؤكد على جهود
هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في الارتقاء بهذا المهرجان إلى العالمية وهذا
ما يتحقق سنة بعد سنة.
ومشى على السجادة الحمراء في الحفل الختامي أكثر من مئة فنان وممثل محلي
وعربي وعالمي أتوا إلى العاصمة أبوظبي ليشاركوها فرحتها واحتفالها بصناعة
الفن السابع لما أصبح هذا المهرجان يمثله من علامة بارزة في تاريخ صناعة
السينما ومهرجاناتها المتميزة عالميًا وعربيًا.
أمّا جوائز اللؤلؤة السوداء قد توزعت على الشكل التالي: جائزة أفضل فيلم
روائي 100,000$ فيلم "عشّاق الصرعات" للمخرج فاليري تودوروفسكي من روسيا،
وجائزة أفضل مخرج روائي جديد 50000$ غليندين ايفن عن فيلم "الجولة
الأخيرة"، وجائزة أفضل روائي شرق أوسطي 100000$ "الزمن الباقي" للمخرج
ايليا سليمان، وجائزة أفضل مخرج روائي شرق أوسطي جديد 50000$ بيلين أسمر عن
فيلمها "10 حتى 11"، وجائزة أفضل ممثل 25000$ لحامد بهداد عن دوره في فيلم
"لا أحد يعرف بأمر القطط الفارسية"، وجائزة أفضل ممثلة 25000$ ايليشيا
لاغونا وسونيا كووه، وحصل على جائزة أفضل فيلم وثائقي شرق أوسطي "في الطريق
إلى المدرسة"، وأفضل فيلم وثائقي في المهرجان "غاندي على الحدود"، كما حصل
على جائزة أفضل مخرج شرق أوسطي جديد محمد زرن عن فيلمه "زرزس"، وأفضل مخرج
وثائقي جديد يوهان غريمون بيرز"،
وعن مسابقة الأفلام القصيرة حصل على جائزة أحسن فيلم روائي قصير 25000$
فيلم "رجل ال6,50$" إخراج مارك البيستون ولويس سيزرلرلاند، وجائزة أفضل
فيلم وثائقي قصير 25000$ "وضاح" إخراج سوبريو سن ونجف بيلغرامي، وحصل على
جائزة أفضل فيلم شرق أوسطي قصير 25000$ "طرابلس علهدا" من إخراج رانيا عطية
ودانييال غارسيا، وجائزة أفضل فيلم طلبة قصير 15000$ "آنا" من إخراج رونار
رونارسون، واحتل المرتبة الثانية عن جائزة أفضل فيلم طلبة قصير 10000$
"كاسيا" للمخرجة اليزابيت ليادو" أمّا المرتبة الثالثة فحصل على جائزتها
5000$ فيلم "شوتاغ" لمخرجه مارفن كلين.
وختام مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في عروض أفلامه كان مسكًا
ومفاجأة انتظرها الجمهور من محبي وعشاق السينما بشكل عام، حيث عرض فيلم
"الرجال الذين يحدقون بالماعز" لمخرجه غرانت هيسلوف، الذي يعرض للمرة
الأولى في منطقة الشرق الأوسط، وتقع بعض أحداث الفيلم في الكويت وعلى
الطريق الصحراوي إلى العراق، هناك ذلك المشهد الذي يتعرف فيه والصحافي الذي
معه (إوان مكروغر) على عربي اسمه محمود (يؤديه اللبناني وحيد زعيتر) ويعتذر
له، وعلى الرغم من أن اللقطة بعيدة لكنها لا تحجب صدق انفعال جورج كلوني
وهو يعتذر لذلك العربي عن موقف بلاده وعما حدث في وطن محمود من خراب.
وواجه جورج كلوني في فيلمه هذا وضعًا صعبًا ومحرجًا للغاية حيث يؤدي شخصية
رجل يتمتع بموهبة خارقة للعادة، وفي الأفلام الأخرى، هذه الميزة تحول البطل
عادة إلى "سوبر هيرو" ولكن في هذا الفيلم لا تستطيع هذه الموهبة أن تساعده
في الخلاص من الأسر إذا ما وقع فيه، إلا إذا حدث أن الآسرين كانوا قطيعاً
من الماعز، في هذه الحالة ما عليه إلا أن يستخدم تلك الموهبة بأن ينظر إلى
الحيوانات (كل بدوره) إلى أن تسقط ميتة.
وفي هذه الكوميديا الخارقة للعادة بدورها يوجه المخرج رسالة وتساؤل "إذا
كان هذا الرجل قادرًا على قتل الماعز بالتحديق فيها، ألا يمكن له أن يقتل
الجنود الأعداء بالطريقة نفسها وبذلك يكون بالإمكان ربح المعارك من دون
سلاح؟"
ويذكر أن مهرجان السينما في دورته الحالية استضاف مجموعة كبيرة ومتنوعة من
الأفلام إذ بلغ العدد الكلي للأفلام التي عرضت في أبوظبي (129) فيلماً من (
49 ) دولة، منها 72 فيلماً طويلا من 40 دولة، كما ويبلغ عدد الأفلام
القصيرة المشاركة (57) فيلماً من (29) دولة، أمّا مجموع الأفلام التي ستعرض
بإخراج نسائي هو (21) فيلماً، كما يبلغ عدد الأفلام المشاركة في مسابقة
الأفلام الروائية الطويلة والتي تمثل دول الشـرق الأوسط ( 9 ) أفلام، ويبلغ
عدد الأفلام العائدة لمخرجين جدد (11 فيلمًا)، أما بالنسبة لعدد الأفلام
الوثائقيـة الطويلة المشاركة في المسابقة، والتي تمثل دول الشرق الأوسط،
فهي (8 ) أفلام، كما ويشارك المخرجون الجدد ب (8) أفلام في مسابقة الأفلام
الوثائقية الطويلة".
أما لجان التحكيم فتنقسم إلى لجان التحكيم الثلاث لمهرجان الشرق الأوسط
السينمائي الدولي والتي تضم مجتمعةً عدداً من أفضل المخرجين في العالم،
أكثر من نصفهم ينتمون إلى العالم العربي، كما تضم حكامًا من كندا، والصين،
وإيران، والهند، والولايات المتحدة، فمحكمو مسابقة الأفلام الروائية
الطويلة هم عباس كياروستامي، مخرج (الرئيس)، جوان تشين، ممثلة، سونيل دوشي،
منتج، محمد خان، مخرج، نايلة الخجا، مخرجة، مايكل فيتزغيرالد، منتج، ومحكمو
مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة جيمس لونغلي، مخرج (رئيس)، غونزالو
أريجيون، مخرج، جوسلين بارنز، منتج، رشيد مشهراوي، منتج ومخرج، هند صبري،
ممثلة، ومسابقة الأفلام القصيرة يسري نصرالله، مخرج (رئيس)، ديبا ميهتا،
مخرجة، غاري ميير، مدير المهرجان، منة شلبي، ممثلة، شادي زين الدين، مخرج.
الخليج الإماراتية
في
17/10/2009 |