عارف الطويل مخرج سوري بدأ ممثلا ثم اتجه للإخراج وكانت أول تجاربه في
المسلسل التاريخي “زمان الوصل”، ثم عمل مخرجاً للعديد من المسلسلات
الاماراتية . وفي رمضان الماضي قدم “دروب المطايا” الذي وصفه بأنه أول عمل
يؤرخ لتاريخ الامارات .
التقته “الخليج” على هامش المهرجان ليتحدث عن كيفية اسهامها في صناعة سينما
اماراتية، وتحضيره لفيلم اماراتي طويل .
·
بداية كيف يسهم المهرجان في
صناعة سينما اماراتية؟
نحن نذهب الى حلمنا جميعا وأنا شخصيا أحلم بالسينما الاماراتية المحترفة،
فصناعة السينما يجب أن تتم بمفرداتها الصحيحة وذلك لا يحصل من خلال
المهرجانات فقط، وإنما من خلال اعداد الكوادر الوطنية الاماراتية الشابة
وتأهيلها وتدريبها على عناصر صناعة الفن السينمائي كالسيناريو والاخراج
والتصوير، وعندما يتم بناء هذه القاعدة المسلحة بالمفردات الاكاديمية
السينمائية عندها نقول إن لدينا سينما اماراتية، والمهرجان يفيد
السينمائيين الاماراتيين من خلال اطلاعهم على ما يقدمه السينمائيون من
مختلف الدول ومختلف الألوان والأطياف، وهذا يفيد أي مهتم بصناعة السينما
الإماراتية لتكوين ذاكرة بصرية .
·
وجدناك في الدراما المحلية
كمخرج، هل سنجدك في السينما الاماراتية؟
هذا حلمي، ومشروع فيلم اماراتي موجود عندي وعند أصدقائي هنا منذ سنوات،
وتكلمت مع سلطان النيادي وجمال سالم وآخرين عن هذا المشروع وأعتقد أن ولادة
الفيلم قريبة جدا، نحن الآن اشترينا معدات وتقنيات التصوير والانتاج ونعمل
الآن على صياغة الافكار وتحديد السيناريوهات . وسيكون الفيلم اماراتياً بكل
المقاييس وآمل أن يرى النور خلال سنة، ويشرفني العمل في هذا الفيلم وأنا
اعتبر نفسي اماراتيا وهذا شرف كبير لي خصوصا أن 90 في المائة من انتاجي
الفني نفذ في هذا البلد .
·
هل أثر التوسع في انتاج الأعمال
الدرامية سلبياً في السينما؟
انتشار الدراما له أسباب اقتصادية، فالمعلن يبحث عن الدراما ليضع فيها
اعلانه وهذا ما يدفع القنوات للعرض، وبذلك يحقق المعلن انتشاره . وضعف
السينما العربية نابع من عدم وجود صناعة سينمائية قوية على المستوى العربي
باستثناء مصر نوعا ما، ويدل على ذلك محدودية انتشار دور العرض السينمائية
في العالم العربي بشكل عام، وأيضا باستثناء مصر التي تنتج الكثير من
الافلام مكتفية بالسوق المحلي . بينما مثلا في سوريا لا يوجد أكثر من عدة
سينمات تعد على أصابع اليد، فلماذا تنتج فيلماً ولا يوجد له سوق، هذا ما
أدى لتفوق الدراما على السينما لدينا .
·
مسلسلك “دروب المطايا” الذي عرض
مؤخراً، هل حقق النجاح الذي كنت تتوقعه؟
بالطبع، أعتبر مسلسل دروب المطايا عبارة عن 30 فيلماً قصيراً وصور أساسا
بطريقة سينمائية لذلك فكل حلقة هي فيلم برأيي، وهو أول دراما اماراتية
ملحمية تؤرخ للامارات للأهل والاجداد الذين عاشوا على هذه الأرض الطيبة قبل
80 عاما وتحملوا الظروف المعيشية القاسية والصعبة للغاية وتشبثوا بأرضهم
رغم ضنك الحياة وقتها، ووصولا إلى اكتشاف النفط الذي كان له دور كبير في
تحسين الظروف المعيشية . من خلال هذا العمل رصدنا ثلاث بيئات محلية بيئة
البحر والصيادين وبيئة واحات النخيل وبيئة البدو في الصحراء، العمل دون
أدنى شك مهم جدا وهو عمل تأسيسي لم يسبقه عمل آخر يؤرخ للامارات بكل
تفاصيلها من حيث العادات والتقاليد واللهجات واللباس ولم نغفل أي شيء فيه،
والحقيقة لسلطان النيادي دور كبير في نجاح العمل ومراجعته تاريخيا .
·
وماذا عن مسلسل “أم البنات”؟
“أم البنات” حظي بمشاهدة كبيرة ليس على مستوى المنطقة فحسب، وانما على
المستوى العربي أيضا، ورأيت ذلك في سوريا حيث عرفت أن المسلسل محبوب من
الجمهور السوري ويتابعه بشغف ويتفاعل معه، وهذا أمر طبيعي فجميعنا لدينا
نفس الهموم ونفس الاحلام وتركيبة الأسرة العربية أينما كانت متشابهة .
·
كانت لك تجربة “سيت كوم” أيضا في
“عجيب غريب” هل حققت أهدافها؟
يشرفني أنا وجمال سالم وأحمد الجسمي أن نتصدى لأول عمل “سيت كوم” اماراتي
يتم تصويره بثلاث كاميرات في الاستيديو، وحقق العمل النجاح المنشود وتتجه
قناة دبي الفضائية لإنتاج أكثر من ستين حلقة منه .
·
كيف ترى الدراما الاماراتية في
ظل التنافس الشديد بين الدراما المصرية والسورية؟
الدراما الاماراتية شابة وحديثة وتتقدم بقوة في ساحة الدراما العربية،
وأعتقد أنها خلال عشر سنوات ستكون من الدراما العربية المحبوبة جدا من
المحيط للخليج وسيحسب لها حساب، وسيكون لها حضورها في كل الفضائيات
والمحطات، وبرغم الدعم الذي تتلقاه الآن فإنها بحاجة إلى دعم أكبر من خلال
تأهيل الكوادر المحلية واعدادهم على كل الصعد للدخول إلى عالم الدراما .
ومؤخراً فهم تصريح لي بشكل خاطئ حول الدراما الاماراتية وبعض الشخصيات
الرائدة التي تعمل فيها، وأنا بطبيعة الحال مقل في الظهور الاعلامي سواء في
التلفزيون أو الصحافة، وأقول كل ما أريده من خلال أعمالي، لكني فوجئت
بعبارة وردت في حديث لي، كشفت أن ما قلته فهم خطأ وحدث سوء تفاهم . وشعرت
أنني ظلمت بتصريح لا يمكن أن أقوله .
·
ما تاريخ تعرفك إلى الوسط الفني
الاماراتي؟
من تعاونت معهم في الإمارات اعتبرهم زملاء الحلم الذي يمتد من تسعينات
القرن الماضي . البداية كانت من خلال التواصل عبر الأيام المسرحية، فأنا
ابن المسرح قبل كل شيء، والبداية كانت مع مهرجان الشارقة المسرحي والذي
أتيته مشاهداً وممثلاً ومحاضراً ومحكماً، ومن خلاله تعرفت إلى جمال سالم
وسلطان النيادي وحبيب غلوم وسميرة أحمد وأحمد الجسمي وابراهيم سالم ومرعي
الحليان وحسن رجب ومنصور الفيلي، هؤلاء بالنسبة لي يمثلون أبناء جيلي ونحن
ننتمي لجيل الستينات، وكلنا نحمل نفس الحلم ونفس التطلعات من أجل الدراما
الاماراتية، ومنهم من أصبحوا منتجين للدراما كأحمد الجسمي وجمال السالم
وسلطان النيادي وسميرة أحمد، وهؤلاء سبب نجاح الدراما الاماراتية لأنهم
ليسوا تجارا، وانما فنانون حقيقيون يقدمون دراما تحترم الناس وطالما هي بين
أيديهم ستكون بخير .
الخليج الإماراتية
في
13/10/2009
'جيران'
لتهاني راشد: فيلم وثائقي مصري عن السفارة الأمريكية
بالقاهرة
حواجز الشرطة واعدادهم دفعت السكان لتشبيه
حي 'غاردن سيتي' بقطاع غزة
أبوظبي رويترز:
في فيلم وثائقي لمصرية مقيمة في كندا تصف
دبلوماسية أمريكية سفارة بلادها بالقاهرة بأنها ' قلعة أمريكية' في حين
ينبه الكاتب
الماركسي الراحل محمود أمين العالم مخرجة الفيلم إلى النظر للسفارة من
نافذة بيته
حتى لا يصيبها الرصاص بعد أن تضرر سكان الحي من الإجراءات
الأمنية التي يرونها
مبالغا فيها حتى إنها جعلت العصافير تكف عن التغريد.
وتسجل تهاني راشد في فيلم (جيران)
كيف كان حي غاردن سيتي هو الأرقى في مصر قبل ثورة 23 تموز/يوليو 1952 التي
أنهت النظام الملكي والاحتلال البريطاني للبلاد. وكان سكان
الحي من الأجانب
والمتمصرين وصفوة الطبقة العليا من المصريين وكانوا يجنبون أبناءهم
الاقتراب من
شارع قصر العيني وهو الحد الغربي للحي حتى لا يختلطوا بالشعب الذي كانوا
يرونه 'من
النافذة أو من السيارة' على حد قول بعضهم في الفيلم.
ويضم الحي سفارات بريطانيا
والولايات المتحدة وكندا وغيرها. ومنذ سنوات زادت أعداد قوات الشرطة في
الشوارع
المؤدية للسفارة الأمريكية كما وضعت حواجز حديدية دفعت البعض لتشبيه الحي
بقطاع غزة
حتى إن الروائي المصري صنع الله إبراهيم رفض جائزة ملتقى القاهرة للإبداع
الروائي
العربي عام 2003 أمام نحو 200 من الكتاب العرب والأجانب في دار
الأوبرا بحضور وزير
الثقافة فاروق حسني احتجاجا على ما اعتبره ترديا لأحوال البلاد ومنها أن
السفير
الأمريكي 'يحتل حيا بأكمله' في إشارة إلى غاردن سيتي.
ويسجل الفيلم استياء أهالي
الحي من الإجراءات الأمنية التي يقولون إنها أدت إلى ركود في المحال
الواقعة في
المكان حتى إن بعضهم ماتوا 'كمدا بعد تراكم الديون.. (هذا) الحديد كثير.
رعب' في
إشارة إلى الحواجز الحديدية.
ويضيف أحدهم ساخرا 'كنا نسمع صوت العصافير (فوق
الشجر الذي تتميز به المنطقة). منعوها (من التغريد)'. ويقول آخر إن السفارة
'مزعجة'
وإنهم أرسلوا شكاوى إلى السفارة وإلى
وزارتي الخارجية والداخلية المصريتين دون
فائدة.
ويسجل الفيلم جانبا من احتفال في السفارة دعا إليه السفير الأمريكي
السابق فرنسيس ريتشاردوني بعض الجيران قائلا إنه يريد التعرف
عليهم مضيفا أنه يخطط
لمشروع لتجميل الشوارع ولكن مواطنا سخر من هذا الكلام قائلا إن التجميل
الذي فعله
السفير هو أنه وضع عددا من الشجيرات بجوار الحواجز الحديدية.
ومن 'جيران' السفير
الذين كانوا ضيوف الحفل هشام طلعت مصطفى رجل الأعمال المصري الذي حكم عليه
قبل أشهر
بالإعدام بتهمة التحريض على قتل المغنية اللبنانية سوزان تميم
في دبي وقال في
الفيلم إنه مستعد للاستثمار في مشروع التجميل.
ويسخر الكاتب علاء الأسواني من
هذا الحضور الأمني الكثيف الذي لا يوجد إلا 'في البلاد المحتلة' مضيفا أن
السفراء
لم يطلبوا هذه الإجراءات ولكن وزارة الداخلية مسؤولة عن ذلك.
أما محمود أمين
العالم فأشار إلى السفارة من نافذة بيته قائلا للمخرجة إنه يمكنها أن تراها
وعليها
ألا تطيل النظر حتى لا يصيبها الرصاص.
ويتنافس الفيلم في مسابقة الأفلام
التسجيلية في مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي في أبوظبي الذي يختتم
السبت
القادم ويشارك في دورته الثالثة 129 فيلما من 49 دولة. وتنظم المهرجان
تنظمه هيئة
أبوظبي للثقافة والتراث.
وقدمت تهاني راشد قبل سنوات فيلم (أربع نساء من مصر) عن
صداقة تجمع كلا من صافيناز كاظم وأمينة رشيد ووداد متري وشاهندة مقلد.
وبعده قدمت
فيلم (البنات دول).
القدس
العربي
في
13/10/2009 |