الخوف والجرأة والمغامرة والجبن والاستسلام، لا تزال عناصر
أساسية في حراك المجتمع المصري.
ثلاث مراحل من تاريخ مصر المعاصر حملها فيلم "المسافر" الذي افتتح به
مهرجان
الشرق الأوسط السينمائي الدولي في نسخته الثالثة، مرحلة 1948 عام أول
مواجهة حربية
ضد دولة إسرائيل الناشئة ـ إذا جاز ذلك ـ وبدء ظهور نشاط
الإسلام السياسي على
السطح، و1973 عام حرب وأيضا ظهور العشوائيات ليس على مستوى المكان وحده
وإنما على
مستوى الشخصية، و2001 عام طغيان المد الأصولي الإسلامي في الشارع المصري،
والتدين
الشكلاني وافتقاره لأصول العيش الصحيح.
ليس مديحا لفنان كبير شهد له العالم بأدائه المتميز، القول بأن المرحلة
الثالثة
التي لعبها الفنان عمر الشريف تكاد تكون الأقوى فنيا بامتياز،
لقد استطاع الشريف أن
يمسك بتلابيب الشخصية في مرحلتيها الأولى والثانية فضلا عن الثالثة بجدارة
فنان
يؤكد أصالته الفنية العالمية، هذه العفوية الفذة لأداء دور العجوز الذي
أرهقته
السنين والوحدة والخوف، لذا تمثل المرحلة
الثالثة 2001 جوهر الفيلم عينه.
الفيلم ليس مصر ومجتمعها الذي تراجع عن قيمه اللبرإلية تحت وطأة المد
الديني
المسيس، والتدين الإخواني/ الوهابي، لكنه فيلم يواجه الفعل
الزمني والذات الإنسانية
في تقلباتها، فالخوف والجرأة والمغامرة وأيضا الجبن والاستسلام كانت ولا
تزال عناصر
أساسية في حراك المجتمع المصري.
لقد لعبت سيرين عبد النور دورها في هذا الفيلم باقتدار، ففي المرحلة الأولى
جسدت
فيها الفتاة إليونانية التي تتوق للجرأة، هذه الجرأة التي جلبت
إليها اغتصابا، وفي
المرحلة الثانية حملت جينات الشخصيتين إليونانية، الجمال والرقة والشفافية،
والمصرية، الاستسلام والخوف.
أم خالد النبوي فلا أعرف ما الذي أصابه في هذا الفيلم وهل هذه إمكانياته،
فهو لا
يكاد يمثل أمام الكاميرا، لا يحمل أي شحنة تعبيرية لا في صوته
ولا حركته ولا وجهه،
كان كمن يمثل خلف ميكروفون إذاعة، حتى المشهد الذي يفترض فيه القوة والذي
تجلت فيه
جرأته فقبل ثم اغتصب سيرين عبد النور لم تكن به أي حرارة أو قوة.
الفنان محمد شومان أكد بدوره القصير أنه فنان موهوب موهبة أصيلة، فقد لعب
"العبيط" فاقد الأهلية الذي" يتهتهه" في الكلام كما في الحركة، كل ما
فيه وما يحمل
من أداء وحركة وكلام حتى ملابسه تم بفنية عالية.
إن أداء محمد شومان في المرحلة الثالثة تجلت فيه مصر، التي كانت تستعد
للدخول في
مرحلة مختلفة من تاريخها بعد أن فقدت جرأتها التي تمثلت في موت
"علي" الابن.
وتأتي المرحلة الثالثة ـ جوهر رسالة الفيلم ـ ليؤدي عمر الشريف دورا لا
نظير له
في أعماله السابقة، العجوز المتهالك من الوحدة، الجريء الباحث
عن الجرأة، يلتقي
بحفيده غير المؤكد، حفيده من العبيط "جابر" ـ محمد شومان ـ لتتكشف لنا
المتغيرات
التي أسقطت المجتمع المصري، مجتمع يسيطر عليه التدين الشكلاني والعنف
والأنانية.
ترى ماذا يكون نتاج "العبيط" إلا الجبن والخوف والاستسلام؟ هذا الذي مثله
شريف
رمزي بفنية عالية، لكن تظل الرؤية البصرية والدور الذي لعبته الكاميرا بطلا
أساسيا
في هذا الفيلم، فمنذ المشهد الأول لنافذة القطار التي حملت
الحرب والهزيمة والفقر
إلى آخر مشاهد الفيلم، الكاميرا تتحدث في مرورها بالمشاهد، إن مشهد جلوس
عمر الشريف
ليلة العيد على كرسيه في شقته محاولا أن يأكل الكعك وتهالكه انتظارا لحفيده
الذي
خرج ولن يعود إليه، حتى سقوط علبة الكعك من يده، تجلت فيه فنية
عمر الشريف وقدرة
الكاميرا الرائعة على النفاذ إلى الذات الإنسانية.
أيضا تكشفت عبقرية الكاميرا والفنان في مشهد عمر الشريف على قضبان السكك
الحديدية التي بين فتحاتها يطل النيل، وجرأته أن ينتظر حتى
يقترب القطار منه، فينزل
إلى النيل محققا حلمه القديم الجديد في الجرأة، وقوله "أنا مش فوق ولا
تحت"، "أنا
مش خايف من النار، اللي فوق ولا الميه اللي تحت".
هذا المشهد حمل رؤية الفيلم ورسالته، أن مصر ينبغي لها الخروج من خوفها
الذي
يتلبسها على مدار ما يقرب من نصف قرن، وأن تتجرأ لتعيش.
ويظل الفيلم قابلا لتأويلات ودلالات كثيرة، فهو محمل بالرموز والشفرات
العميقة
البسيطة في آن، إنه يسأل سؤالا صعبا ومعقدا: إلى أين تمضي مصر
بأبنائها؟.
ميدل
إيست أنلاين
في
11/10/2009
الحوار
الحميمي
السينما لا تجلب للمرأة رجلاً!
أبوظبي – من محمد
الحمامصي
أبوظبي تطلق بيانات عن مواقع لتصوير الافلام على أرضها
لتستقطب عدسات العالم.
تميزت جلسة النقاش التي أقيمت في مؤتمر ذي سيركل من مهرجان الشرق الأوسط في
نسخته الثالثة حول المرأة في صناعة الأفلام برئاسة المديرة
التنفيذية لشركة
بيراميديا Pyramedia
نشوى الرويني بوجود صناع الأفلام من النساء من حول العالم وهنّ
نائلة الخاجة والشيخة الزين الصباح والمنتجة باربرا ديفينا
والمخرجة ديبا ميثا
وممثلة عن هيئة النساء في الأفلام شيفون أوشونسي، حيث تشاركن في التعرف على
خبراتهن
ومعرفتهن بالسوق والصناعة العالمية، في محاولة لتشجيع موجة جديدة من صناع
الأفلام
من السيدات الإماراتيات للدخول في صناعة الأفلام والتليفزيون.
وقد رأت نائلة الخاجة أن عمل المرأة بصناعة السينما يتطلب طموحا واضحا
وموهبة
أصيلة، وقالت: "بالشغف يمكنك تحقيق المستحيل، فالكاميرا لا ترى
العرق أو الجنس أو
الدين، وعلينا ألا نسمح لأنفسنا أن يتم تعريفنا بهذه الصفات".
وأضافت الخاجة: "تعد صناعة السينما جديدة إلى حد كبير في المنطقة، وهناك
فرصة
للنساء ليكنّ رائدات بالنظر إلى ما حدث في الثلاثين عاماً الماضية، هذه
مدينة
متحضرة جديدة "تقصد أبو ظبي"، وبما أن الإمارات العربية
المتحدة استطاعت بناء أعلى
مبنى في العالم، فلنفكر فيما يستطيعون فعله في المجال الثقافي والفني".
وأشارت المنتجة باربرا ديفينا بأنه في بعض الأحيان تطرح التحديات على
المرأة
لمجرد كونها امرأة، ولكن الكلمة الرئيسية التي استخدمتها
لتعريف ما يلزم هي كلمة
"المثابرة".
وتحدثت باربرا عن باكورة أيامها في مهنتها عندما عارضت
DGA (نقابة المخرجين
الأميركية) قبولها كعضو لأن لديها خبرة كمنسقة إنتاج، "الأمر الذي نظروا
إليه على
أنه دور للمرأة، ولم يكونوا راغبين بفتح أبواب العضوية أمام النساء، وهو
مثال حي عن
كيفية تغير الأمور، على النساء ألا يقبلن بالهزيمة، والمثابرة هي المفتاح".
وأثارت طالبات التحقن بدورات تعليمية حول صناعة الافلام والتلفزة في "هيئة
النساء في الأفلام شيفون أوشونسي"، موضوع ضياع فرصهن في
الزواج، وقالت إحداهن: "لقد
أضاعت هؤلاء الطالبات فرصتهن في الزواج، إن الذين يلتحقون بالدورة يحصلون
على دعوات
للزواج شريطة أن ينسحبن من الدورة ".
وتساءلت عن النصيحة في هذا الأمر؟
فأجابت المخرجة ديبا ميثا: "اصنعوا فيلماً حول الموضوع!".
وأعلن في الجلسة التي أعقبتها وناقشت "مواقع التصوير" إطلاق قاعدة بيانات
لجنة
أبوظبي للأفلام لمواقع التصوير الإقليمية على الإنترنت، والتي تعتبر أحد
المبادرات
الرئيسية للجنة أبو ظبي للأفلام
(ADFC)
لترويج البنية التحتية الإقليمية، وتتضمن
معلومات عن آلاف مواقع التصوير والتي تتراوح بين مركز مدينة
أبوظبي إلى الجزر
النائية والكثبان والواحات.
وقال مدير لجنة أبوظبي للأفلام ديفيد شيبيرد: "من خلال اطلاق قاعدة بيانات
مواقع
التصوير الخاصة بنا، وضعنا بين يدي مجتمع صناعة الأفلام العالمي على مدار
24 ساعة
مكتبة واسعة من المواقع في المنطقة، وهذه الخدمة ستكون مساعدة
قيمة في جذب المشاريع
الى المنطقة وسترفع أكثر من شأن أبوظبي كمركز حيوي لصناعة الأفلام والتلفزة".
ميدل
إيست أنلاين
في
11/10/2009 |