شهدت عروض
وفعاليات الأسبوع الأول من مهرجان برلين السينمائي الدولي في دورته التاسعة
والخمسين حضورا جماهيريا واسعا, ومنافسة قوية بين أفلام المسابقة,
والتي أتت لتتسابق علي الفوز بـ'الدب الذهبي', أحد أهم وأشهر الجوائز
في عالم المهرجانات السينمائية.
أفلام
كثيرة تتنافس هذا العام لحصد جوائز المهرجان بينما تفرض السياسة نفسها بقوة
علي شاشة المهرجان وندواته.. ويبحث منتجون وموزعون آخرون عن طريق للنجاة
من الأزمة الاقتصادية العالمية.. إلي جانب تسابق عدد كبير من شباب
المخرجين في البحث عن فرصة لاثبات ذاتهم.. فعاليات كثيرة وأنشطة متلاحقة
ومتزامنة, وما يزيد من أهميته هذا العام عدم وضوح رؤية أو هامش توقعات
بفوز فيلم بعينه, خاصة مع اختيار إدارة المهرجان لرئيس وأعضاء لجنة تحكيم
مسابقته الدولية بعيدون تماما عن الشهرة والأضواء, ومعظمهم من الشباب,
مما يضفي طابعا وشكلا مختلفا, وكذلك روحا جديدة مليئة بالحيوية.
ومنذ
الساعات الأولي نجحت مجموعة من الأفلام في جذب أنظار النقاد والصحفيين ونيل
استحسان جمهور المهرجان, يأتي في مقدمتها الفيلم الايراني' بخصوص إيلي',
والفيلم الأمريكي الدانماركي' القاريء' بطولة كيت وينسلت وكذلك الفيلم
الألماني الدانماركي النرويجي المشترك' العاصفة', وإن كان هذا الفيلم
الأخير أقلهم من حيث المستوي الفني, وهو ما أكده غياب الكثير من النقاد
والصحفيين عن الندوة التي أعقبت عرض الفيلم.. ولعل من أهم نقاط ضعف
الفيلم سطحية معالجة المخرج للفكرة والتي تدور حول العرب وكيفية المعاملة
معهم في دول الغرب.. في حين شهدت ندوة فيلم' القاريء' حضورا قويا مع
حضور بطلة الفيلم كيت وينسلت.
وقد تضمنت
أنشطة الأسبوع الأول ندوة حول' السينما الفلسطينية وأراضي الحكم
الذاتي' من خلال تحليل أعمال المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي, وكذلك
فيلم' الجنة الآن' للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد.. وقد ناقشت
الندوة كيفية صناعة السينما ومقوماتها في فلسطين وأراضي الحكم الذاتي في ظل
الأوضاع السياسية والاقتصادية المفروضة علي الأراضي الفلسطينية.
وتأتي هذه
الندوة لتمثل الحضور العربي الوحيد في فعاليات وندوات المهرجان, بينما
تمثل الحضور المصري في دورة هذا العام من خلال تواجد نخبة من المنتجين
والموزعين المصريين ضمن أنشطة سوق الفيلم بالتعاون مع مركز تحديث الصناعة
لفتح آفاق إنتاج مشترك وتوسيع شبكة توزيع الفيلم المصري بشكل أكبر.
وإذا كانت
السياسة قد فرضت لغتها وإيقاعها خلال الأيام الأولي فذلك لم يقتصر فقط علي
ندوة السينما الفلسطينية وعرض فيلم' العاصفة', ولكنه جاء أيضا من خلال
عرض فيلم' وجهة نظر علي كشمير, كابول, باكستان', والذي يتعرض
لطبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية في هذه المنطقة من العالم, بينما
جاء فيلم' النرويج' ليناقش الوضع السياسي والاجتماعي لدول البلقان.
من
جانبها, كان للأزمة المالية العالمية تواجدها الواضح أيضا ضمن فعاليات
المهرجان, وذلك من خلال إقامة ندوة رئيسية لسوق الفيلم حول أثر هذه
الازمة علي صناعة السينما وكيفية مواجهتها وتطويرها بأقل تكلفة ممكنة.
ولكن
بعيدا عن السياسة وأزمات الاقتصاد, يأخذ قسما' الأجيال' و'الفوروم'
علي عاتقهما تقديم سينما مختلفة عن قسم الأفلام القصيرة الذي تتنافس علي
جوائزه28 فيلما. ويأتي57 فيلما من بين عروض قسم أفلام' الأجيال'
لتتناول هموم ومشكلات الشباب وقضايا حياتهم اليومية, إلي جانب مجموعة من
أفلام التحريك.. أما قسم' الفوروم' فيقدم48 فيلما معظمها من
الأفلام ذات الطابع التجريبي أو التجارب الأولي لعدد من المخرجين الجدد..
بينما يشهد قسم البانوراما بأقسامه الثلاث مشاركة عدد ضخم من الأفلام
العالمية حيث يعرض28 فيلما في البانوراما العامة بينما يعرض158 فيلما
في البانوراما الخاصة بالإضافة إلي16 فيلما آخرين في بانوراما الأفلام
التسجيلية.
الأهرام
اليومي في 12
فبراير 2009
|