إذ ينطلق
اليوم
مهرجان برلين في دورة جديدة
نفحص
هنا ما آلت إليه المهرجانات عموماً من حال منذ أن أصبحت تنشد الهالـة
الإعلامية أولها، كما نستعرض بعض ما
سيعرضه المهرجان
من أفلام٠
اليوم،
الخامس من شهر شباط/ فبراير تنطلق الدورة التاسعة والخمسين
وفيها أفلام لا حصر لها
كالعادة٠
وبالنسبة
لكثيرين فإن افتتاح الدورة بفيلم »العالمي« (او »الدولي«) هو
افتتاح مثالي كما أوردت أكثر من مطبوعة. فالفيلم ألماني- ناطق بالإنكليزية
من بطولة
نجمين معروفين ومن تحقيق مخرج له سمعة معروفة٠ الى ذلك موضوعه
يدور -ولو بخطوط
عامّة- عن الإرهاب واستخدام المصارف لغسل الأموال والمؤسسات التي لها علاقة
بالفساد
طول وعرض هذا الكوكب المسكين الذي نعيش فوقه٠
لكن هل
هذا هو فن؟
قد يكون
الفيلم
جيّداً مليئاً بالحسنات التنفيذية. المخرج هو توم تيكوَر الذي أدهش سنة
1999
حين أنجز
Run Lola Run
وقسّم النقاد سنة 2006 حين حقق
Perfume: The
Story of a Murderer
ومن تصوير مدير تصويره المفضّل
Frank Griebe
ما يضمن ذلك
اللمعان الفني والصورة الجميلة التي تميّز أعماله٠ لكن هذا ليس ضماناً، ولا
وجود البريطاني كلايڤ أووَن ولا الأميركية ناوومي واتس ولا الألماني أرمين
مولر-شتول فيه
كفيل بتقديم أكثر من الإداء الجيّد المتوقّع منهم٠ لكن كل ما في الأمر أن
متطلّبات
المهرجانات الرئيسية اليوم تختلف عما كانت عليه حتى خمسة عشر
سنة ماضية حين كانت
الإجادة الفنية لا زالت المحك الأول في الإختيار. الآن لا زال على الفيلم
أن يكون
جيّداً (بحد أدنى) لكن من هم أبطاله وهل سيحضرون الإفتتاح ويهيّجون الصحافة
والإعلام وما هي عناصر الإنتاج التي تزيّن العمل ... هل تبدو
كما لو صُنعت خصيصاً
للمهرجانات- هي المعايير الرائدة في اختيارات اليوم٠
إن لم يكن
هذا صحيحاً، ماذا
يفعل فيلم مثل
Pink Panther
2
في المهرجان؟ ستيف مارتن، جان رينو، ألفرد
مولينا وآندي غارسيا ومخرج بإسم هاراد زوارتس سيتواجدون في
حفلة افتتاح الفيلم
وسيُحسب وجودهم كبريق اعلامي إضافي٠ لا يهم أن الفيلم ليس أبداً خليقاً
بالعرض لا
في
المسابقة ولا في أطرافها ولا في خارجها أيضاً٠
فيلم
الإفتتاح
يشترك
خارج المسابقة فيلم ستيفن دولدري »االقاريء«. فيلم متوسّط
القيمة الفنّية لكنه على
الأقل جاد بالنسبة لما طرحه حول عقدة الذنب لدى الألماني مما حدث خلال
الحرب
العالمية الثانية وتحديداً الهولوكوست٠
يتعامل
المخرج مع رواية وضعها الألماني
مستبعداً منها مواقف تعاطفية ومحافظاً بذلك على جدية الطرح ومنتهياً الى ما
يشبه
القول: كفى هولوكوست. لا أحد يستطيع أن يخرج من تلك المحنة رابحاً٠
في العروض
هناك
موضوع مشابه سنجد في فيلم
The
Messenger
لمخرج جديد أسمه أورِن موڤرمان.
هذا الفيلم المعروض داخل المسابقة يتناول حكاية جندي خلال الحرب العالمية
الثانية
يقع في حب زوجة ضابط ألماني ولا أدري ما يحدث بعد ذلك او إذا ما كان الفيلم
نافذة
أخرى على موضوع الهولوكوست او لا. البطولة لمجموعة لبن فوستر
(آخر مرّة فيلم
الرعب
30 Days of Night
ومن قبله فيلم الوسترن
3:10 to Yuma الفيلم
الجيّد لجيمس مانغولد) ووودي هارلسون وسامانتا مورتون٠
The Private
Life of Pippa Lee
وحسب »ذ هوليوود ريبورتر« فإن »الحياة الخاصة لبيبيا لي«٠
هو فيلم
من
النوع
الذي »يشبه مجلات الزينة٠ غلوسي«. هو من إخراج ربيكا ميلر وبطولة وينونا
رايدر، مونيكا بيلوتشي وماريا بيلو وجوليان مور وروبن رايت بن والرجل
الوحيد في دور
أساسي هو كيانو ريڤز٠
طبعاً
سيكون هناك أفلام فنيّة داخل وخارج المسابقة،
لكن المعيار الثابت لمعظم الإختيارات هي تلك المذكورة أعلاه. لذلك لا زال
المرء يجد
أن هناك من الأفلام الجيّدة وبل الممتازة ما لا يصل الى
المهرجانات الثلاث الرئيسية
(وأحياناً
لا يصل الى مهرجانات دونها عالمية). أعتقد أنني محظوظاً كوني عضو منتخب
لجوائز الغولدن غلوب لأن العديد من هذه الأفلام »المجهولة« تصب في هذه
القناة٠
مدونة
"ظلال وأشباح" في 5
فبراير 2009
|