في فيلم
الرعب المثير Zodiac
الذي أنتج
في السنة الماضية أظهر للجميع المخرج
ديفيد فنشر بامتياز ما يمكن للمخرج البارع أن يفعله إذا ما استخدم
التكنولوجيا
المتطورة المناسبة بالطريقة المناسبة. تدور أحداث الفيلم عن عملية مطاردة
القاتل
المتعدد "زودياك" وقد لجأ المخرج ديفيد فنشر إلى استخدام طريقة
التصوير بالفيديو
الفائقة التطور واستطاع أن يبتكر الكثير من الأساليب باستخدام وسائل
التصوير
السينمائي الذكية في تصوير أحداث القصة التي تدور في السبعينيات في مدينة
سان
فرانسيسكو الأمريكية.
يمكن أن
ينطبق هذا الكلام نفسه على الفيلم الجديد الذي أخرجه ديفيد فنشر
واختار له عنوان.The
Curious Case of Benjamin Butto
يلعب دور البطولة في هذا
الفيلم النجم براد بيت الذي يبدو على أنه طفل رضيع لكن في الثمانين من
عمره. إنه
فيلم مليئ بالرؤى والفنتازيا وخاصة في الساعة الأولى من هذا
العمل السينمائي الذي
يستغرق ساعتين و47 دقيقة بالتمام والكمال. في هذا الفيلم الطريف والمليء
بالمعاني
والدلالات تدور الأحداث حول رجل يشيخ بشكل عكسي. يندمج المشاهد في أحداث
الفيلم حتى
يشعر وكأنه يشيخ تارة ويستعيد شبابه ونضارته تارة أخرى. لقد
اقتبست قصة هذا الفيلم
من
رواية ثانوية كتبها الأديب الأمريكي سكوت فيتجيرالد غير أن كاتب السيناريو
طورها
وأعطاها أبعادا أكثر شمولية.
يلعب براد
بيت دور البطولة وهو يمثل رجلا ولد في
مدينة نيو أورليانز في فترة الحرب العالمية الأولى تقريبا ورغم أنه طفل
رضيع فقد
كان له وجه وهيئة شيخ في الثمانين من العمر. تخلى عنه والده
بعد أن أصيب بصدمة
عنيفة لهول ما أنجبت له زوجته وتركه عند باب مؤسسة خيرية تعنى بكبار السن.
أما
والدته فقد لفظت أنفاسها الأخيرة وهي تضعه ولم يتسن لها بالتالي رؤيته
فتولت مربية
سوداء تدعى كويني (تاراجي بي هنسون) تربيته والعناية به حتى
كبر تدريجيا واشتد
عوده. كلما تقدم قطار العمر ببنجامين باتن كلما أصبح شابا! فعندما كان في
الثانية
عشرة من عمره بدا بننجامين وكأنه في السبعين من عمره وقد تعلق بديزي وهي
حفيدة أحد
المقيمين في دار المسنين وكان شعرها يميل إلى الحمرة وهي في
مثل سنه. رغم أن
بنجامين باتن كان في هيئة الشيخ المسن فإن المخرج جعل علاقته بديزي بكامل
البراءة
والتلقائية التي تميز الأطفال..
اسم
الفتاة ديزي مستوحى من امرأة تدعى بنفس
الاسم في قصة جاتسبي العظيم وهي من تأليف نفس الأديب الأمريكي سكوت
فيتجيرالد
وعندما تكبر ويشتد عودها في الفيلم تتقمص دورها إلى جانب براد
بيت النجمة
الأسترالية الحسناء كايت بلانش. يعيش بنجامين باتن، الشيخ المراهق، العديد
من
المغامرات عندما يخرج إلى العالم الخارجي الواسع.
فقد التحق
بإحدى الفرق وفي
إحدى الفنادق الروسية تراوده امرأة أرستقراطية روسية تتقمص دورها الممثلة
تلدا
سوينتون. لدى عودته إلى مدينة نيو أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية
يستعيد
بنجامين باتن علاقته الحميمة بديزي (كايت بلانش) التي أصبحت
راقصة تعيش حياة
الغجر... فانتقل معها إلى نيويورك ثم تبعها إلى باريس لأنه هام بحبها ولم
يعد يقوى
على فراقها. في ذلك الوقت أصبحا في نفس السن تقريبا فبدأ الحب يقوى بينهما.
اصطدما
بالحقيقة المرة ذلك أن ديزي ستتقدم في العمر وتشيخ فيما يصبح
بنجامين بايت أكثر
شبابا رغم أن قطار العمر يتقدم به أيضا من دون أن تبدو ملامح الشيخوخة على
هيئته.
يالها من مفارقة. وهكذا فإن الفيلم يطرح نفس الإشكالية الأزلية المتعلقة
بفناء
الإنسان ونهاية شبابه.
إن فيلم The Curious Case of Benjamin Button
يذكرنا
بفيلم آخر بعنوان
Forrest Grump
علما أن
السيناريست إريك روث تولى كتابة سيناريو
الفيلمين وهو معروف بميله للجانب الأسطوري في كتابة السيناريو.
يقول
السيناريست
الفائز بجائزة الأوسكار إريك روث: "في سنة 1922 رزق الأديب سكوت فيتجيرالد
بابنة
أنثى وعندما بلغت الثالثة من عمرها قرر كتابة الرواية القصيرة
واختار لها عنوان The Curious Case of Benjamin Button
وهي تعكس
بعض أفكاره عن الحياة والموت والفناء و
حلم الإنسان في الخلود".
لقد حصل
المنتج الهوليودي المعروف راي ستارك (منتج
The Night of Iguana
على حقوق القصة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي واحتفظ بها
حتى الثمانينيات وقدم الكثير من كتاب السيناريو محاولات عدية
لتحويلها إلى فيلم
سينمائي ومن بينهم روبن سويكورد، مؤلف سيناريورLittle Women
لقد أبدى المخرج ستيفن
سبيلبرج أيضا اهتمامه بالقصة قبل أن يصرف عنها نظره واختار إخراج عدة أفلام
أخرى.
وفي الحقيقة فإن رواية
The Curious case of Benjamin Button
ليست من النوع السهل
الذي يمكن تحويله ببساطة إلى عمل سينمائي.
عندما بدأ
إريك روث يكتب السيناريو
تزامن ذلك مع وفاة والدته بمرض السرطان قبل
أن
يلحق بها والده حزنا عليها وهو ما
اوجد حالة من الشجن لدى السيناريست إريك روث وساعده على التفكر في عدة
قضايا وجودية
تطرحها الرواية على غرار الحياة التي لا تخلو من عبث وحتمية الموت
والفناء....
يقول إريك
روث: لقد استخدمت كثيرا من الكلام الذي كان يقال لأمي
وأبي وهما طريحان في فراش المرض في المستشفى علما أن القصة تروى بالكامل
عندما كانت
"ديزي" (كايت بلانش بدورها على فراش الموت. استمر تصوير الفيلم
الذي تكفلت بإنتاجه
استوديو
Paramount 150
يوما ما بين لويزيانا ومونتريال ولوس أنجيلوس وصولا إلى
فيرجين آيلاندز وكمبوديا.
إن فيلم The Curious Case of Bejamin Button
من نوع
الأفلام الملحمة ذات الأبعاد التراجيدية عدا ما امتاز به من
مؤثرات خاصة رائعة يعود
الفضل فيها إلى أحدث الأساليب التكنولوجية في التصوير الرقمي السينمائي.
لقد تم
ترشيح الفيلم أيضا لنيل 13 جائزة أوسكار وقد ضمن لنفسه بذلك مكانة مرموقة
في
التاريخ السينمائي إلى جانب أفلام كلاسيكية شهيرة مثل فيلم
Titanic
وفيلم
Gone with the Wind
أو فيلم. .Cleopatra
أخبار
الخليج البحرينية في 1
فبراير 2009
|