لم يكن
تصرّفها
مفاجئاً كثيراً، إذا انتبه المرء إلى المضمون الشعاراتي واللغة الخطابية
اللذين تضمّنهما فيلمها الروائي الطويل الأول. فالمخرجة الفلسطينية
الأميركية آن
ماري جاسر أرادت أن تميّز نفسها عن الفائزين الآخرين، في حفلة
توزيع جوائز »المهر«
للإبداع
السينمائي، في ختام الدورة الخامسة لـ»مهرجان دبي السينمائي الدولي«، مساء
أمس الأول الخميس. ولأنها فازت بجائزة أفضل سيناريو روائي طويل عن »ملح هذا
البحر«،
استغلّت المناسبة، وأعلنت بإنكليزيتها السليمة منح الجائزة لمن رمى بوش
بفردَتي
حذائه، لتؤكّد انسجامها المطلق والمناخ الشعبي الانفعالي
المباشر، إزاء سلوك لا شكّ
في
أنه انعكاس ما لمدى الغضب الإنساني، إزاء بحر الدم والعنف الذي أغرق العراق
والعالمين العربي والإسلامي، بسبب السياسة الرعناء لجورج دبليو بوش، كما
لأسباب
داخلية جمّة. لكن، أن يلتزم »مثقفون« و»مبدعون« عرب النَفَس
التعبوي/ الدوغمائي،
فهذا ما يستدعي طرح سؤال الإبداع الذي يصنعونه، ومدى قدرته على أن يكون
فناً صافياً
وتنويرياً وسجالياً، بدلاً من أن يُسرف في ابتذال المفردات واللقطات. ولأن
آن ماري
جاسر امتلكت، أقلّه في أعمال سينمائية قصيرة سابقة، حدّاً
معقولاً من العمل
الإبداعي الجميل؛ ولأن »ملح هذا البحر«، قابلٌ لنقاش نقدي، على الرغم من
خلل في
مستوياته البصرية والدرامية والتمثيلية؛ بدا تصرّفها مزعجاً، لوقوعه في
الخطابية
الفجّة، ولتناقضه والمناخ الأرحب والأجمل للسينما، ولابتعاده
عن مقوّمات الصناعة
السينمائية، التي يُمكنها مواجهة هذا الانحدار القاسي في الحياة اليومية
العربية/الإسلامية، أو تبيان مكامن السوء فيها على الأقلّ، بلغة سينمائية
حقّة.
لولا
التصرّف الاستعراضي الذي مارسته آن ماري جاسر في تلك الليلة، لظلّ
الاحتفال سينمائياً إلى حدّ كبير. فبعد مرور ستة أيام متتالية
من العروض السينمائية
المتنوّعة، أُعلنت النتائج النهائية للمسابقات الرسمية الخاصّة بالأفلام
العربية
والآسيوية/الأفريقية. وإذا سبق الاحتفال إعلان »الاتحاد الدولي
للنقّاد السينمائيين
(فيبريسكي)«
جائزته، ظهر اليوم نفسه، التي نالها فيلم »مسخرة« للجزائري لياس سالم؛
فإن النتائج النهائية أعلنت في الاحتفال المذكور: ثلاث جوائز تكريمية من
إدارة
المهرجان لـ»أفضل موهبة إماراتية« لمحمد حيدر و»أفضل مخرجة
إماراتية« لنجوم الغانم
و»أفضل مخرج إماراتي« لسعيد سالمين المري. كما فاز الألماني »قلب جنين«
للثنائي
ليون غيلر وماركوس فيتر بجائزة الجمهور. في »مسابقة المهر للإبداع
السينمائي
للأفلام الآسيوية/الأفريقية« في فئة الأفلام الروائية الطويلة،
فاز »جبل مقفر«
للكورية الجنوبية سو يونغ كيم بجائزة أفضل فيلم، و»إجازة« للياباني هاجيمي
كادوي
بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة، وآسكات كوتينتشيريكوف بجائزة أفضل ممثل عن
دوره في
»تولبان« لسيرغي دفورتسيفوي من كازاخستان، وأنْهِ هونغ بجائزة أفضل ممثلة عن
دورها
في »قمر
في قاع البئر« للفيتنامية فين سون نغوين، والهندية ديبا ميهتا بجائزة أفضل
سيناريو عن »جنة على الأرض« لمهيتا نفسها، وسريكار براساد بجائزة أفضل
مونتاج عن
»فراق« للهندية نانديتا داس، والثنائي يورغا ميسفن وفيجاي لير بجائزة أفضل
موسيقى
عن »تيزا«
للأثيوبي هايل جيريما، وريزا تيموري بجائزة أفضل تصوير عن »إهدأ وعدّ
للسبعة« للإيراني رامتن لافافيبور. في فئة »الأفلام الآسيوية/الأفريقية
الروائية
القصيرة«، فاز الفيلم الصيني »دماء جديدة« لهاولو شو بالجائزة
الأولى، و»كل شيء على
ما
يُرام« (كيرغيستان) لأكجولتوي بيكبولتوف بالجائزة الثانية، و»توقعات«
للتشاديّ
محمد صالح هارون بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة. وفي فئة الأفلام الوثائقية
الآسيوية/الأفريقية، فاز »جنون« للياباني كازوهيرو سودا
بالجائزة الأولى، و»تجارة
سوداء« للكاميرونية أوسفالد ليفات بالجائزة الثانية، و»أغنية النجاة«
للصيني غوانغي
يو بجائزة لجنة التحكيم الخاصّة.
في فئة
الأفلام الروائية العربية الطويلة، فاز
»مسخرة«
للجزائري لياس سالم بجائزة أفضل فيلم، ومُنحت جائزة لجنة التحكيم الخاصّة
لـ»آذان« للجزائري رباح عامر زعميش، الذي فاز أيضاً بجائزتي أفضل مونتاج
لنيكولاس
بانسيلون وأفضل موسيقى لسيلفان ريفلي. وحصل الفيلم المغربي »كازانكرا«
لنور الدين
لخماري على جائزتي أفضل تصوير للوكا كوسان وأفضل تمثيل، مناصفة للثنائي أنس
الباز
وعمر لطفي. وذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى آن ماري جاسر عن »ملح هذا البحر«،
وجائزة
أفضل ممثلة لحفصية حرزي عن دورها في »فرانسيس« (المغرب/ فرنسا)
لسعاد البوحاتي. في
فئة الأفلام الروائية العربية القصيرة، فاز »الطريق إلى الشمال« للّبناني
كارلوس
شاهين بالجائزة الأولى، و»ساعة عصاري« للمصري شريف البنداري بالجائزة
الثانية،
و»بنت مريم« للإماراتي سعيد سالمين المري بجائزة لجنة التحكيم
الخاصّة. وفي فئة
الأفلام الوثائقية العربية، فاز »ذاكرة الصبار: حكاية ثلاث قرى فلسطينية«
للفلسطيني
حنا مصلح بالجائزة الأولى، و»مارينا الزبّالين« للمصرية آنجي
واصف بالجائزة
الثانية، و»سمعان بالضيعة« للّبناني سيمون الهبر بجائزة لجنة التحكيم
الخاصّة.
السفير اللبنانية في 20
ديسمبر 2008
|