منذ العام
1998 استطاع مهرجان
''كان''
السينمائي جس نبض أسواق السينما العالمية من خلال تقديمه كتيب (تحت الضوء
-
مستجدات سوق السينما العالمية)، والذي كان يقتصر على جميع دور العرض في دول
العالم
باستثناء الدول العربية، لكن مهرجان دبي السينمائي الدولي جاء
هذه المرة بمفاجأة
جديدة وهو توسيع نطاق قراء هذا الكتيب مع إصدار نسخته الإنجليزية والعربية،
متضمنا
ملحقا مهماً عن العالم العربي، ويأتي هذا الإصدار بحسب القائمين على الكتيب
ليؤسس
معايير جديدة فيما يتعلق بمحتوى المعلومات، حيث قام المهرجان
بتكليف شركة ''نيلسن''
بعمل بحث
موسع على سوق السينما في العالم العربي ليضاف إلى الكتاب الأصلي. يتناول
الملحق الجديد كلاً من الإمارات، البحرين، الأردن، لبنان، فلسطين، مصر،
المغرب،
وتونس.
المديرون
التنفيذيون لمهرجان ''كان'' والمرصد الأوروبي للمواد السمعية
-
البصرية (جيروم بيلارد ووولفغانغ كلوس) أكدا أن تقديم هذا الإصدار يتيح
للمهتمين
بقطاع السينما نظرة لا غنى عنها على صناعة السينما التي تشهد تغييرات كبيرة
ومستمر،
وذلك من أجل مساعدة السينمائيين على فهم الأسواق بشكل أعمق.
أما
المدير الفني
لمهرجان دبي مسعود أمر الله، فيشير إلى أهمية هذا الكتيب من حيث إن الخارطة
العربية
ظلت عائمة ومشوشة ومغيبة ومن دون شك سيعد هذا الجهد البحثي مساهمة في فهم
حركة
السوق العربية وموقعها وسط الأسواق العالمية، لكن مسعود يؤكد ناحية مهمة
وهي أنه
مازالت السوق العربية تعتمد الإنتاج الهوليوودي أو الإنتاج
المصري - باستثناء مصر
التي تعتمد على إنتاجها المحلي بسبب القيود الحكومية، والتي من ناحية أخرى
تشجع
الإنتاج المحلي - وهو سبب مهم لفهم مسألة عدم تصدر أي إنتاج محلي عربي
لشباك
التذاكر.
ورغم أن
الكتيب يحتوي على 69 صفحة، إلا أن المفارقة الغريبة هي حصر
تقرير الدول العربية في 12 صفحة فقط، وهو جهد بحثي قامت به
شركة نيلسن، لكن هذا
القصور لا تتحمله الشركة نهائيا، فمن الواضح أن السوق العربية لم تشهد أي
تحسن في
أدائها الإنتاجي، وهذا يشمل تحديدا في عدم القدرة على خلق سوق عربية تعتمد
على
التوزيع بشكل احترافي داخل المنظومة العربية، وربما هذا الرهان
هو ما يعتقد به
مهرجان دبي السينمائي.
فالمهرجان
وعبر تخصيصه سوق الأفلام والدعم وتخصيص فسحة
لإنتاج الأفلام إنما يأتي ضمن إعادة هندسة خريطة السوق السينمائي داخل
البلدان
العربية، ليس مهماً نجاح التجربة؛ لأن هذا النجاح مقرون بمدى
تفاعل شركات التوزيع
والإنتاج السينمائي وتحرير السوق من التعقيدات الحكومية والدفع باتجاه
اتخاذ دور
ايجابي ومسؤول من جانب الحكومات.
محليا -
تبدو صيغة التصريح الذي قامت به شركة
البحرين للسينما مخجلة، فالبحرين هي الدول الوحيدة التي رفضت التصريح
بقائمة عدد
الجمهور والإيرادات مما يعني أن ثمة خللا في البناء العام
للتعاطي مع فهم سوق
السينما، وهو مؤشر خطير ضد سياسات الشفافية الحاصلة الآن في دول العالم،
وبحسب
التقرير الذي يشير إلى أن شركة البحرين للسينما رفضت الإفصاح، فإن الأفلام
الأولى
لأفضل 10 أفلام في شباك التذاكر البحريني لعامي 2007 و2008 هما
من إنتاج مصري، وهذه
الجردة رغم سذاجتها، إلا أنها تشير بشكل لافت إلى رواج الفيلم المصري داخل
السوق
البحرينية، وهي بخلاف دولة الكويت أو الإمارات العربية المتحدة مثلا اللتين
يسيطر
فيهما الفيلم الأجنبي.
العرّاب والحوذي أيهما
«العرّاب»؟
وأيهما «الحوذي»؟
ليس مهماً..
لكن رئيس
المهرجان عبدالحميد جمعة والمدير الفني مسعود
أمرالله قد يتبادلان الأدوار وحدهما من دون الحاجة إلى توصيف آخر، فهاذين
الرجلين
قد
يكونا نجمي المهرجان من دون منازع.. فهما صاحبا الابتسامات العريضة في أي
وقت
كان، قد تكون ضمن التزاماتهما أن يكونا كذلك، لكن الأروقة
والأحاديث الجانبية قد
تكون أكثر إثارة إذا ما علمنا بأنهما يتواجدان في المهرجان أكثر من تواجد
الأفلام
أو
النجوم أنفسهم ولو بقدر قليل من المبالغة.
لكن ربما
هي عادتهما في صراع
الإنجاز، وما يراهن عليه عبدالحميد سيراه مال الله تحدياً، لكن انجازاً
كهذا لم يكن
ليرى النور لو انهم أغلقوا مكاتبهم وتركوا (القرعة ترعى)، لديهم إجابات لكل
شيء..
وإن لم يكن.. فإن الطريق معروف لاستيعاب كل شيء.
الهدوء في
انجاز العمل يبدو سمة
مهمة في كواليس المهرجان، وهي سمة ربما لا تعرفها إلا القليل من المهرجانات
الأخرى،
إنهما يعرفان بمن يستعينان ويعرفان كيف يهندسان الضوء.. إذ أن رهانهما على
السينما
لم يكن ليخيب آمالهم والمنجز خلف جدران المهرجان أهم بكثير من
السجادات الحمراء وهي
الطريقة المثلى في كيفية صناعة الأحلام.
مسعود أمر
الله في أحاديث معلنة وجانبية
يتمنى حركة نقدية لواقع السينما، وعبدالحميد يعالج القلق بإمعان العقل
والحرص على
الاستمرارية.
ولكن
أيهما (العراب)؟ وأيهما (الحوذي)؟
بالتأكيد
هذا ليس
مهماً.
الوقت البحرينية في 22
ديسمبر 2008
«الوقت»
في أروقة مهرجان دبي السينمائي الدولي « 1
»
كيف
تبني الشراكات حلماً واحداً
الوقت - دبي - خالد الرويعي:
مفردات
«الشرق» و«الغرب» لم تعد مهمة الآن في السينما.. ربما سيكون
اختصارها الآن يسيراً فتصبح «دبي». لكن ما الذي يجعل من السينما مهمة إلى
إمارة
دبي؟ فعوضا عن مهرجانها السينمائي الدولي والذي اختتمت أعماله
يوم الخميس الماضي،
هناك أيضا مهرجان الخليج السينمائي والذي تقام دورته الثانية في شهر أبريل
القادم،
هذه الأهمية ربما برزت بشكل واضح في هذه الدورة وهي الخامسة في عمر
المهرجان، إذ
يعول القائمون عليه على فوائد كثيرة ستكون بمثابة شبكة ممتدة
تغذي القطاع السياحي
من
جهة والفني الثقافي من جهة أخرى والأهم من ذلك وجود دبي على خارطة السينما
العالمية.
علميا..
تقع دبي في منتصف خارطة العالم تقريباً، وهذا ربما ما يفسر
تواجدها كمحطة التقاء بين الشرق والغرب، إذ يستجمع المهرجان جميع أطياف
السينما
العالمية. فمن الشرق الأقصى والأدنى إلى الغرب بجميع محطاته،
كلها موجودة في دبي،
فعدد الأفلام ضخم مقارنة بمهرجانات أخرى، وهذا العدد ليس مقصوراً على
السينما
الأجنبية (آسيا- إفريقيا - الغرب)، بل ثمة أفلام عربية أيضا، أما الخليجية
فكان
نصيبها مناسبا من حيث تنوعها على الأقل. فإفراد قسم خاص
بالأصوات الخليجية يعني
الشيء الكثير بالنسبة إلى المهرجان وهو يعتبر امتداداً آخر لمهرجان الخليج
السينمائي الذي عقد دورته الأولى أبريل/ نيسان الماضي.
لقد أدرك
مهرجان دبي
أهمية ما يقوم به، وزاد على ذلك سباقه مع الزمن، إذ يعتبر المهرجان فرصة
كبيرة
للموزعين بالدرجة الأولى والفنانين والصحافة، فربما هو المهرجان الوحيد في
العالم
من يضع جميع أطياف السينما العالمية في سلة واحدة. فللغرب
غربه.. وللشرق شرقه.. أما
دبي فتحتضن هذا كله، موفرة للجميع الجهد والزمن في التقاء جميع الأفلام
بجنسياتها
المختلفة على أرض واحدة.
لكن ما
يهم أيضا في هذا المهرجان هو تنوع فعالياته
ومؤتمراته الصحافية وربما خصوصاً الشراكات التي يمد جسورها مع مؤسسات أخرى.
فالحملة
الثانية من «سينما ضد الإيدز» التي تهدف إلى جمع التبرعات
لصالح مؤسسة أمفار لأبحاث
الإيدز بحضور النجمة سلمى حايك تعتبر إحدى أهم الشراكات للاستفادة من واقع
السينما
والنجومية في العالم، وهو تأكيد على دور صناعة السينما في تغيير العالم نحو
الأفضل
ومد يد العون للمحتاجين، وهو ربما ما أكده الرئيس التنفيذي
لأمفار كيفن روبرت في
مؤتمره الصحافي عندما قال «إن التأكيد على دور صناعـــــة الترفيه في
تسليــــــط
الضوء على القضـــايا المهمة، وجمع التبرعـــــات لها يعد امــراً مهماً».
من
ناحية أخرى، فللسنة الثانية على التوالي يولي مهرجان دبي عناية
فائقة للفعاليات
المصاحبة، فـ «ماك» لمستحضرات التجميل واصلت رعايتها للمهرجان للعام الثالث
على
التوالي، حيث قدمت هذا العام دورات خاصـــة في مكياج الأفلام.
كبير
اختصاصيي
التجميل
فيمي جوشي في ماك الشرق الأوسط والهند، قال «لقد استطاع الشرق الأوسط في
الفترة الأخيرة التأكيد على رؤيته السينمائية الفريدة والمتألقة وذلك بفضل
الجهود
الكبيرة لمهرجان دبي السينمائي الدولي. لقد حرصنا دائماً على
الاحتفاء بالإبداع وهو
ما
يواصل مهرجان دبي السينمائي الدولي تقديمه للعالم العربي عاماً بعد عام».
من
ناحية أخرى، خصصت إدارة المهرجان قسما خاصاً أطلقت عليه «جناح
الهدايا» بفندق القصر -
جميرا
بالتعاون مع «نتالي دوبوا» وهي المتخصصة في تسويق عدد من المنتجات المرافقة
للمهرجان، وأكدت مديرة الجناح في تصريح خاص بـ «الوقت» أن (أجنحة المشاهير
للهدايا)
المرافق للمهرجان يعد الأضخم هذا العام وذلك من أجل تعريف الصحافة
والمشاهير بما
نقوم به باعتباره قنوات متصلة بعالم السينما. يضم «جناح الهدايا» في أروقته
عددا من
الماركات العالمية التي جاءت من أجل المهرجان، فـ «ناتورا بيسيه» الماركة
الاسبانية
المتخصصة في مجال العناية بالبشرة تعد واحدة من أهم المعروضات
في «جناح الهدايا»،
حيث قدمت علاجات للبشرة تصمم خصيصا للمشاهير من أهمها مجموعة
دياموند.
وتعتبر
ماركة «ناتورا بيسيه» علامة تجارية فاخرة تشهد حالياً أسرع
معدل نمو حول العالم على
صعيد فئة المنتجات التي تنتمي إليها. وهذه الماركة رائدة في استخدام العلم
في مجال
مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، كما أنها تختص في ابتكار منتجات ثورية
للعناية
بالبشرة، يصدق عليها كبار أطباء الجلد وجرّاحو التجميل
واختصاصيو التجميل في
العالم.
أما «أجمل
للعطورات» فقد أتاحت لعدد من الفنانين والنجوم فرصة التعرف
على منتجتها عن قرب باعتبارها إحدى الصناعات العربية والشرقية،
زبير حسين وميسن
اللذان يقفان بالقرب من معروضات «أجمل» يؤكدان على أن وجود هذا المنتج
الشرقي أمر
مهم في المهرجان، «وقد نكون الوحيدين ممن يمثلون الشرق في العطورات في أيام
المهرجان».
الوقت البحرينية في 21
ديسمبر 2008
|