ناقشت
نجوى نجار في
لقاء جمعها بعدد من الإعلاميين والصحافيين من الشرق الأوسط فيلمها الروائي
الأول
'المر
والرمّان' الذي يعرض لأول مرة في العالم ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي،
واصفة إياه بأنه 'قصة تتيح للجمهور التعرّف على واقع الحياة الفلسطينية، في
محاولة
لتسليط الضوء على طبيعة الحياة تحت وطأة الاحتلال'.
وقد عرض
فيلم 'المر
والرمّان' ضمن افتتاح برنامج 'ليالٍ عربية' في مهرجان دبي السينمائي الدولي
حضره
حشد كبير من الجماهير والسينمائيين والنجوم العرب والعالميين.
وفي حديث
لها حول
تجربتها الروائية الأولى قالت نجوى نجار 'لقد حاولنا الابتعاد عن تقديم صور
الدماء
والدمار التي اعتادت شبكات التلفزة نقلها، دون الابتعاد عن جوهر القضية
الفلسطينية'. وتساءلت المخرجة عمّا إذا كان من الضروري أن يتم
تقديم القضية في نفس
القالب الذي يركز على مظاهر العنف، وقالت: 'إن تقديم صورة من واقع حياة
أناس
يحاولون العيش كل يوم في ظل الاحتلال يعدّ في حد ذاته جهد سياسي يساهم في
إبراز
القضية ولكن بصورة أخرى'.
وتدور
الأحداث في رام الله خلال العقد الأخير، وتروي
حكاية فتاة تدعى 'قمر' تهوى الرقص، تجد نفسها وحيدة بعد أن سجن زوجها.
وإضافة إلى
ألم الفراق والآثار المدمّرة للقمع الاستعماري، فإن على 'قمر'
مواجهة القيود التي
يفرضها المجتمع. تحاول العودة إلى الرقص الذي طالما عشقته، وتلتقي بشاب
فلسطيني
يدعى 'قيس'، وترتبط معه في علاقة مبنية على حبهما المشترك للرقص.
وتتسم
شخصيات
الفيلم
بالبساطة والمباشرة في محاولة لرواية ما لا يراه المشاهدون على شاشة
التلفزيون وضمن نشرات الأخبار، وفي نفس الوقت تقديم قصة إنسانية تساعد على
ربط
المشاهدين بتلك الأحداث. ووفقاً للمخرجة فإن الفيلم 'يساهم في
إيصال صورة حقيقية عن
حياة الناس في فلسطين والظروف الصعبة التي يواجهونها بحثاً عن نافذة أمل
وهو ما
يسعى إليه كل من يعيش تحت تلك الظروف'.
وأوضحت
المخرجة أن الفيلم واجه الكثير من
المصاعب، بما في ذلك شح الموارد المالية، في حين كان الهدف الرئيسي من هذا
الإنتاج
هو
إشراك أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين الأمر الذي اقتضى إصدار تصاريح مرور من
جميع
أنحاء فلسطين ولبنان والأردن وحتى من باريس. لكن الفيلم حصل
على دعم الكثيرين مثل
السيدة حنان عشراوي والنجم العالمي ريتشارد جير، والمخرج الكندي مايكل دانا
وآخرون.
وأكدت
'النجار' أن الفيلم هو خطوة نحو استحداث صناعة جديدة في فلسطين
وولادة جيل جديد من السينمائيين والمواهب والتقنيين، وقالت
أنها كانت محظوظة للعمل
مع
فريق ضمّ مجموعة من كبار النجوم العرب مثل هيام عباس التي تظهر في ثلاثة
أفلام
يتم عرضها في مهرجان دبي السينمائي هذا العام، إضافة إلى ياسمين المصري
(سكّر
بنات)، وعلي سليمان وأشرف فرح.
وأضافت
'من المقرر أن يعرض الفيلم في عدد من
المهرجانات العالمية المهمة مثل 'ساندانس' و'روتردام' و'تريبيكا'، ويعود
الفضل في
ذلك إلى مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي ساهم في إطلاق
الفيلم على الساحة
العالمية'.
واختتمت
حديثها قائلة 'لقد مللنا التلفزيون والخطابات والشعارات
الرنانة، ولا نريد سوى أن نعيش'.
القدس العربي في 17
ديسمبر 2008
|