دبي ـ اف
ب: انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته
الخامسة مساء امس الخميس بحضور كوكبة من الممثلين والسينمائيين العالميين
والعرب
بينهم المخرج اوليفر ستون والنجمان بن افليك وغولدي هون.
وسار
عشرات النجوم على
السجادة الحمراء امام عدسات المصورين في مشهد لم يخفت فيه البريق الاعتيادي
لحفلات
دبي المترفة، بالرغم من الازمة المالية التي بات جليا ان تاثيرها على
الامارة
الطموحة ليس صغيرا.
ومن ابرز
نجوم السجادة الحمراء هذه السنة اوليفر ستون
والنجمان بن افليك وغولدي هون على ان ينضم نجوم آخرون الى المهرجان في وقت
لاحق
لاسيما نيكولاس كيج وسلمى حايك.
ويعرض
المهرجان على مدى ايامه الثمانية 181
فيلما من 66 بلدا في دورة ارادها المنظمون متماشية اكثر من اي وقت مضى مع
شعار
المهرجان 'ملتقى الثقافات والابداعات'. ويستمر المهرجان حتى 19
كانون الاول (ديسمبر).
وبعد حفل
الافتتاح، انطلق المهرجان بعرض فيلم 'دبليو' لاوليفر ستون
الذي كان من اشرس المنتقدين للحرب في العراق، وهو فيلم يتطرق
الى حياة وشخصية
الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج دبليو بوش.
ومن ابرز
النجوم الذين يشاركون
في
المهرجان نجما هوليوود بن وكايسي أفليك وبريندان فريزر واوليفر ستون وداني
غلوفر
ونيكولاس كيج والمنتج تشارلز روفن الذي سيتسلم جائزة الشخصية السينمائية
لمهرجان
دبي السينمائي الدولي 2008.
وتشارك
ايضا سلمى حايك وغولدي هون ولورا ليني في
سهرة تنظم على هامش المهرجان لجمع التبرعات من اجل جميعية 'امفار' التي
تعنى
بالابحاث والتوعية بمرض الايدز. وعرضت خلال السهرة مقتنيات
لنجوم ونجمات في مزاد
علني.
اما ابرز
النجوم العرب المشاركين في المهرجان فهم كارمن لبس وسمير غانم
وسمير صبري وجميل راتب ويحيى الفخراني وهشام سليم وسعيد صالح
وصباح الجزائري وسلاف
فواخرجي وتيم حسن وسامر المصري وجمال سليمان.
وبعد ان
اطلق المهرجان في 2006
جوائز المهر للابداع السينمائي العربي، اضاف المنظمون هذه السنة جوائز
المهر
للابداع السينمائي في آسيا وافريقيا.
ويبلغ
اجمالي قيمة الجوائز حوالي نصف مليون
دولار.
وتوزع
جوائز المهر للسينما العربية على ثلاث فئات هي الافلام الروائية
الطويلة والوثائقية والقصيرة، وذلك مسابقة المهر لسينما آسيا
وافريقيا.
ويشارك
11
فيلما في مسابقة الافلام الروائية العربية الطويلة بينها فيلم 'آذان'
للمخرج
الجزائري
رباح عامر زعميش وفيلم 'ايام الضجر' للمخرج السوري عبداللطيف عبد الحميد،
وفيلم 'بدي شوف' للمخرجين اللبنانيين جوانا حاجي توماس وخليل جريج، وهو
فيلم تلعب
بطولته النجمة الفرنسية كاترين دونوف وتدور احداثه بعيد انتهاء
حرب لبنان في صيف
2006.
كما يشارك
في مسابقة المهر للسينما العربية 15 فيلما وثائقيا و12 فيلما
قصيرا.
كما يستمر
المهرجان هذه السنة ببرامجه المعهودة مثل 'الجسر الثقافي'
(افلام تحاكي العلاقة بين الثقافات) اضافة الى برنامج سينما الاطفال وبرنامج
ليالي السينما العربية وبرنامج خاص ببوليوود وآخر
خاص بالسينما الخليجية.
ويحتفي
المهرجان هذه الدورة للسنة الثانية على التوالي بالموسيقى عبر
برنامج 'ايقاع
وافلام' الذي يمزج بين العروض السينمائية والعروض الموسيقية الحية.
ونجح
مهرجان
دبي
السينمائي خلال بضع سنوات في تكريس نفسه مهرجانا اقليميا وحتى عالميا،
ملقيا
بظلاله على مهرجانات اكثر عراقة مثل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
الا ان
مدنا
خليجية اخرى تنافس امارة دبي في المجال السينمائي لاسيما امارة ابوظبي التي
اطلقت في 2007 'مهرجان الشرق الاوسط السينمائي الدولي'، ورفعت جوائزه في
2008 الى
مليون دولار لتصبح الاكبر من نوعها في العالم.
كما تسعى
ابوظبي الى تكريس مكان
على خارطة الصناعة السينمائية عبر تشجيع وتمويل الانتاج السينمائي في
الامارة.
ومؤخرا،
اعلنت الدوحة عزمها تنظيم مهرجان سينمائي دولي يشرف عليه خصوصا
النجم العالمي روبرت دي نيرو.
والمدن
الثلاث تتنافس على الريادة في منطقة
الخليج، ليس فقط اقتصاديا بل ثقافيا ايضا.
القدس العربي في 12
ديسمبر 2008
السينما الفلسطينية في مهرجان دبي:
حياة فلسطينية في أعمال سينمائية واقعية
دبي ـ 'القدس العربي'
ترك عرض
فيلم 'الجنة الآن' للمخرج هاني
أبو أسعد في عام 2005 أثراً واضحاً في وعي المشاهدين على المستوى العالمي.
آنذاك
كان الاعتقاد سائداً بأن لا وجود لصناعة سينما في فلسطين. وبما سبق فيلم
هاني أبو
أسعد من إنجاز المخرجين الفلسطينيين، أمثال ميشيل خليفي، إيليا
سليمان، علي نصار،
وعدد آخر من الوثائقيين الشباب برهنت على قدرة السينما الفلسطينية على
البروز،
واحتلال مواقع هامة في خارطة الإنجاز السينمائي العربي.
ويقدّم
مهرجان دبي
السينمائي الدولي بدورته الحالية دليلاً على هذه الحيوية، وعلى أن الفيلم
الفلسطيني
ليس فقط حقيقة على أرض الواقع، بل هو إنجاز إبداعي ذو وقع مؤثر واستثنائي.
في
هذا الإطار يقدم المهرجان مساء 12 كانون الأول (ديسمبر)، وعلى
مسرح الهواء الطلق في
مدينة دبي للإعلام، فيلم 'سلينغشوت هيب هوب' والذي تروي فيه المخرجة
الفلسطينية ـ
الأمريكية جاكي سلّوم، من خلال موسيقى 'الهيب هوب' قصة الجيل الشاب في
فلسطين سواء
في الضفة الغربية، وغزة، أم داخل أراضي 48، ويرصد كيف يَستخدم
هؤلاء الشباب 'الهيب
هوب' و'الراب' كأداة للتعبير عن معاناتهم في مواجهة الاحتلال والفقر،
ويُبرزون
الجوانب الإنسانية لهذه المعاناة
.
ربما كان
البعض يجهل أن موسيقى الـ 'هيب
هوب' والـ 'راب' امتلكت شعبية كبيرة في فلسطين، لكن مشاهدة هذا الفيلم، وهو
أوّل
الأعمال الطويلة لسلّوم، ستُعرَّفُ بهذه الثقافة الناشئة، وكيف يقوم مغنو 'الراب'
بإلهام شباب فلسطين. وستتيح الفرصة للتعرّف عن كثب على مقدار تأثير فناني 'الراب'
الفلسطينيين على شباب الضفة الغربية، وقطاع غزة.
الجدير
بالذكر، أن الجمهور
سيشاهد بعد العرض أداء حياً لفرق موسيقية فلسطينية لـ 'دام' و'عبير'، و
فرقة الراب
الفلسطينية 'بي آر' .
في العرض
الافتتاحي لبرنامج 'ليالٍ عربية'، يقدّم مهرجان
دبي السينمائي الدولي فيلم 'المر والرمان' في عرضه الأوّل، للمخرجة الشابة
نجوى
نجّار، والذي يُعدّ إنجازه بحد ذاته معجزة لوجستية نظراً لحجم
الإنتاج الواسع،
وفريق العمل الكبير وظروف التصوير تحت الإحتلال في ظل القمع والضغوطات
المتباينة.
وصُوّر الفيلم في رام الله، ويروي حكاية فتاة حالمة تعشق الرقص تدعى 'قمر'.
حين
يُسجن زوجها تجد نفسها وحيدة. وفي ظل هذه الوحدة تعود إلى المكان الوحيد
الذي
يجعلها تشعر بالحرية المطلقة، أي المسرح الذي كانت هجرته لبرهة
من الزمن. وهناك
تلتقي بـ 'قيس'، وتنشأ بينهما علاقة ود يزيدها حبهما المشترك للرقص
اشتعالاً.
نجمة
الفيلم بارعة الأداء ياسمين المصري تقوم بدور 'قمر' إلى جانب علي
سليمان وهيام عباس، اللذين أديا بطولة 'الجنّة الآن'.
كما يُعرض
فيلم 'ملح هذا
البحر'، وهو أوّل عمل روائي طويل للمخرجة آن ماري جاسر، تروي فيه قصة
'ثريّا'،الشابة
الفلسطينية الأصل، المولودة في بروكلين في الولايات المتحدة
الأميركية، والتي تعود لأرضها حيث تصطدم بواقع الاحتلال، ينضم إليها الشاب
الفلسطيني، عماد 'ويؤديه صالح بكري'. يتشبث الإثنان بمحاولة
تحقيق قسط بسيط من
أمنياتهما، وتصطدم تلك الأمنيات بواقع الإحتلال المرير، لكنهما يعزمان على
الأخذ
بقياد الأمور بأيديهما .
ثلاثة
أفلام وثائقية ترصد أوضاع فلسطين في الماضي
والحاضر: فيلم 'طفولة محرّمة' للمخرجة الإيطالية باربرا كوبيستي يلقى الضوء
على
تأثير الصراع على الشباب والأطفال. 'علي أبو عواد'، أحد رجال
الانتفاضة الأولى،
و'إليك الحنان' جندي إسرائيلي سابق، يمارسان الآن أنشطة تسعى لإحلال السلام
في
المجتمعين الإسرائيلي والفلسطيني، ويطبق كلاهما تجربته وما خبره في مراحل
نموّه في
مجتمع عسكري، ويؤكدان رغبتهما في الحياة بسلام
.
ويروي
فيلم 'ذاكرة الصبّار:
حكاية
ثلاث قرى فلسطينية' للمخرج حنّا مُصلح معاناة ثلاث قرى أزالتها إسرائيل عن
الوجود في العام 1967 لتُقيم على أرضها حديقة للتنزة للإسرائيليين
.
أما فيلم
عبد
السلام شحادة 'إلى أبي'؛ فهو فيلم شخصي عميق ومؤثر يروى قصة 50 عاماً من
التاريخ الفلسطيني عبر صور فوتوغرافية، ولقاءات وأصوات مصوري ذلك الزمان،
وما
اختزنوه من ذكريات.
ويعرض
المهرجان أفلاماً قصيرة تروي قصصاً رائعة من فلسطين
من
بينها شريط 'عرفات وأنا' لمهدي فليفل، ويروي فيه 'مروان'، الفلسطيني
اللندني
المولد، قصتي حب: واحدة حبه لخطيبته 'ليزا'، أما الأخرى فهي
قصة حبه لرمز الثورة
الفلسطينية الزعيم ياسر عرفات، فكيف تمكّن من جمع قصتي الحب هاتين معاً؟
وفي
فيلم 'بعثة الفضاء' تستعيد فنانة الوسائط المتعدّدة الفلسطينية
المولد 'لاريسا
صنصور' مشاهد من رائعة المخرج الكبير 'ستانلي كوبريك' '2001- أوديسا الفضاء'،
وتأخذنا في رحلة سوريالية لتحقيق مهمة نذرت نفسها لها، ألا وهي أن تكون أول
فلسطينية تخطو على سطح القمر.
القدس العربي في 11
ديسمبر 2008
|