ميخائيل
كالاتوزيشفيلي حاملاً جائزتهالسينما عالم الأحلام. وإذا كانت أكثر الأحلام
استحالةً تصير قابلة للتحقيق على شاشتها، فإنّ المخرج الصيني الشاب زهونك
شي (1977) حقّق حلمه على منصة التتويج في اختتام الدورة الثامنة من «مهرجان
مراكش السينمائي»، حيث وجد نفسه جنباً إلى جنب مع نجمته المفضّلة ميشيل يوه.
بل إنّ بطلة «العميل 007» التي كرّمها مهرجان «مراكش» هذه الدورة هي مَن
سلّمته جائزة لجنة التحكيم الخاصة التي انتزعها فيلمه العميق والمؤثر
«البئر». أما الجائزة الكبرى، وهي «نجمة مراكش الذهبيّة»، فكانت من نصيب
آخر فيلم عُرض في المسابقة، وهو «حقل بري» للمخرج الروسي ميخائيل
كالاتوزيشفيلي. ويحكي الفيلم قصة طبيب شاب عُيِّن في منطقة من السهوب
القاحلة وراء الجبال. لكنّه عوض الاستسلام لليأس في هذا الفضاء المعزول،
فضّل التصالح مع ذاته وواقعه عبر التفاني في العمل. هكذا صار أكثر من طبيب،
وراح يقدم لهم النصح والإرشاد الطبي، وتحولت عيادته المتهالكة إلى ملاذ
لسكان المنطقة الذين صاروا يلجأون إليه ليتقاسموا معه همومهم. المشهد
الأخير من الفيلم القوي والمؤثر كان للطبيب الشاب وهو يحتضر. وأهل القرية
المغلوبون على أمرهم يرافقونه في رحلة بدت طويلة ولانهائية بل عبثية وسط
الأحراج والجبال باتجاه طبيب آخر في قرية أخرى نائية حالَ بُعدُ المسافة
ووعورة المسالك ــــ إضافة إلى صعود الجينيريك ـــ دون بلوغها.
باري
ليفينسون الذي سلم المخرج الروسي «نجمة مراكش» لم يدع الفرصة تمر من دون
منح جمهور مراكش وسام الشرف. فصاحب «صباح الخير فيتنام» رأى أنّ الحضور
الكثيف للجمهور المراكشي خلال عروض المسابقة الرسمية بما فيها العروض
الصباحية، أمر استثنائي لا يحصل في كل المهرجانات.
لجنة
ليفينسون لم تدع أميركا تخرج من المولد المراكشي بلا حمّص. لذا منحت
الممثلة الأميركية ميليسا ليو جائزة أفضل ممثلة عن دورها في فيلم «النهر
المتجمد». وتقمّصت ميليسا في الفيلم شخصية راي، المرأة التي كانت على مشارف
تحقيق حلمها باقتناء بيت لأسرتها حينما هرب زوجها المقامر بكل مدخراتها
واختفى. هكذا، من أجل إعالة أطفالها وتوفير المال اللازم لشراء المسكن،
بدأت تغامر بمساعدة مهاجرين غير شرعيين على الدخول سراً إلى الولايات
المتحدة. أما جائزة أفضل ممثّل فكانت من نصيب الممثل الفنلندي إيرو أهو عن
دوره في فيلم «دموع أبريل» الذي عاد بالجمهور إلى أجواء الحرب الأهلية في
فنلندا سنة 1918. وإذا كانت مراكش قد افتتحت مهرجانها على إيقاع مجموعة
كَناوى، فقد كان عود الفنان المغربي سعيد الشرايبي مسك الختام. أما فيلم
الختام، فلم يكن سوى فيلم (8) الذي أنجزه ثمانية مخرجين، من بينهم عبد
الرحمن سيساكو وفيم فندرز، حيث حاول كل من المخرجين الثمانية الاشتغال على
أحد أهداف الألفية للتنمية التي حددتها الأمم المتحدة في أفق خفض نسبة
الفقر في العالم إلى النصف بحلول عام 2015. إلى أي حد يمكن فعلاً تحقيق هذه
الأهداف؟ لا أحد يملك الجواب. لكن لنحلم، أليست السينما عالم الأحلام؟
الأخبار اللبنانية في 24
نوفمبر 2008
|