خرجت
السينما المغربية التي شاركت بفيلم “قنديشة” خالية الوفاض من مهرجان مراكش
السينمائي الدولي في دورته الثامنة التي اختتمت أول أمس بالإعلان عن فوز
الفيلم الجورجي “حقل بري” للمخرج الجورجي ميخائيل كالاطوزيشفيل بالنجمة
الذهبية للمهرجان. كما فاز الفيلم الصيني “البئر” للمخرج زهونغ تشي بجائزة
لجنة التحكيم، وفازت بجائزة أحسن دور نسائي الممثلة ميليسا لو عن دورها في
الفيلم الأمريكي “النهر المتجمد” وحصل إيرو آهو على جائزة أحسن دور رجالي
في الفيلم الفنلندي “دموع ابريل”.
وقال رئيس
لجنة التحكيم باري ليفنسون في كلمة لجنة التحكيم خلال حفل إعلان جوائز
المهرجان ان لجنة التحكيم المكونة من يواكيم دي ألميدا، مرياما باري، غيثة
الخياط، هيك هيودسون، سيباستيان كوك، كاقرينا مورينو، ناتاشا رينيي وأكوستي
فيرونكا، تعاملت بالجدية المطلوبة واحتكمت في قراراتها إلى نقاش واضح وصريح
حول مستوى الأفلام ال15 التي شاركت في المسابقة الرسمية.
كما أشار
إلى أن هذه الأفلام قد هيمن عليها الجانب الاجتماعي وظلال الحياة العائلية
والتحولات التي تمر بها المجتمعات الغربية بمختلف تعقيدات هذه المشاكل
وتداعياتها النفسية والثقافية والاجتماعية.
ورصد
لفينسون وجود تفاوت كبير في معالجة هذه الأفلام للمشكلات الاجتماعية، على
مستوى المعالجة السينمائية في تجلياتها المختلفة صوتاً وصورة وإبهاراً
وحبكة وسيناريواً وأداءً.
وأكد أن
الأفلام المتنافسة تباينت من حيث مستوياتها الفنية والجمالية، ومن حيث
الموضوعات التي طرحتها وعمق تمثل هذه القضايا وأهميتها بالنسبة للشعوب التي
تنتمي إليها.
وتحدث
لفينسون عن عمل لجنة التحكيم الذي تم بروح الفريق مع احترام كامل للآراء
الشخصية والفردية معتبرا أن متابعة 3 أفلام في اليوم الواحد مسألة في غاية
الصعوبة والإرهاق.
وكان ابرز
سمات حفل الختام الحضور اللافت لنجمات السينما الفرنسية منهن انا باريلود،
وروكسان مسكيود والأمريكية هيثر جراهام. ويحكي الفيلم الفائز بالنجمة
الذهبية للمهرجان “حقل بري” عن طبيب شاب يختار العمل في منطقة من السهب
القاحلة حيث يجد لديه اهلها الملجأ ليس فقط لطلب النصح والارشاد الطبي، بل
ليقاسمهم همومهم اليومية، لكنه في طريق اطلالته على مشاكل هذه العائلة يصاب
بالاكتئاب، ويقوم الفيلم على استبطان نفسي لمعنى التعايش وايضا لحدود
التضحية.
“حقل
بري” من اخراج ميخائيل كالاطوزيشفيلي الذي شارك في الانتاج مع سيركي
سينزكين وأوندري بوندارينكو وسيناريو بيوتر لوتسيك وأليكسي ساموريادوف
وتصوير بيوتر ديخوفسكوي، وموسيقا، أليكسي ايجي وبطولة اوليك دولان ميتيا،
رومان ماديانوف ريابوف، دانيالا ستويانوفيتش كاتيا، يوري سطيبانوف فيدور
أبراموفيتش، ألكسندر اليين الأب الكسندر ايفانوفيتش، ألكسندر اليين الابن
بيترو، ايرينا بيطاناييفا كاليا.
ويعتبر
حقل بري الفيلم الرابع للمخرج الجورجي بعد “ميكانيكي” و”المحبوب” و”غرائب”.
على مستوى
آخر لم يخيب الفيلم الصيني “البئر” الظن، ونال جائزة لجنة التحكيم، ويرصد
حياة عائلة من عمال المناجم في جبال الصين الغربية عبر ثلاث حكايات مختلفة،
لفتاة تريد بدء حياة جديدة لكن عليها الاختيار بين ان تتبع مسلك الحب أو ان
تسعى الى تحقيق احلامها وابن يحلم ان يصبح مغنياً بدل ان يكون عامل مناجم
واب متقاعد حديثا يود ان يهتدي الى طريق زوجته التي اختفت.
الفيلم من
اخراج وسيناريو: زهونك شي وانتاج كونك جيانمين وهو كويبو وتصوير ليو شومين
ومونتاج: زهونك شي وموسيقا كيوسيدا وبطولة، ليو ديوان دينك باوجين، لي شين
سونك دامينك، زهينك لوكيان دينك جينكشيو، هيونك كسيون دينك جينكشينك، كيان
سيتينك ديو ديوم، كونك كيا كسيا وهونك.
وفازت
الممثلة ميليسا ليو بجائزة احسن دور نسائي عن فيلم “النهر المتجمد” للمخرجة
الامريكية كورتني هانت، ويدخل الفيلم ضمن افلام العائلة، الفيلم الأول
لكورتني، مدته 97 دقيقة، والمخرجة هي كاتبة السيناريو ويحكي قصة أم على
أهبة تحقيق الحلم واقتناء مسكن لأسرتها، لكنها تجد نفسها رفقة ابنيها وحيدة
من دون مورد مالي جراء اختفاء زوجها المقامر بكل مدخراتهما. وفي خضم
محاولتها اقتفاء آثار الزوج المختفي، تلتقي راي بليلا، امرأة من أصل موهاوك،
التي اقترحت عليها وسيلة سهلة لربح المال بأن تقوم بمساعدة مهاجرين على
دخول الولايات المتحدة الامريكية بطريقة غير شرعية عبر النهر المتجمد “سانت
لورنس”. وفاز ايرو آهو بجائزة احسن دور رجالي عن دوره في فيلم “دموع ابريل”
للمخرج الفنلندي أكو لو هيميس، ويتحدث عن الحرب الاهلية في فنلندا سنة 1918
ومدته 109 دقائق.
ويتعرض
الفيلم للمشاكل التي عرفتها الحرب الاهلية في ايرلندا والتصفيات العرقية
التي تمت في هذا البلد، وبذلك يضاف الى الفيلم الدنماركي “فلام وسيطرون” من
حيث طرح موضوع المقاومة وآثارها على الشعوب حين تتحول الى لعبة بيد
السياسيين.
اكبر
الخاسرين في المهرجان هذا العام ليس الفيلم المغربي “قنديشة” الذي اخرج
نفسه من المسابقة الرسمية بسبب قلة الحرفية والتبسيطية التي قدمت بها حكاية
مركزية في الثقافة المغربية، ولكنه الفيلم الايسلندي “زفاف في الارياف”
الذي يعتبر كوميديا راقية في الأداء، وعملاً احترافياً يتضمن قدرة على
السخرية. كما ان خروج الفيلم الهندي الامريكي “بلا جسور” من دون جوائز يعد
خسارة بسبب الخطاب القوي الذي يحمله الفيلم عن مسألة التحولات التي تعيشها
المجتمعات النامية وعلاقتها بالتقاليد والاعراف، واشكال الاستمرارية التي
توفرها لنفسها من جيل الى آخر.
الخليج الإماراتية في 24
نوفمبر 2008
|