بهدف
المشاركة كمراسل لاحدى المنابر السينمائية الفلسطينية، في الدورة العاشرة
للفيلم الدولي بمراكش التي ستنعقد ما بين 13 و 22 من الشهر الجاري حاولت
ملء الاستمارة المخصصة للاعلاميين على موقع المهرجان، فنقرت على خانة
البلد، بحثت عن إسم فلسطين، فلم أجده، بينما طلعت علي إسرائيل!
فهل على
الاعلامي أو الناقد الفلسطيني الضغط على إسرائيل لاتمام إستمارة المشاركة؟!
مأساتنا
نحن العرب كمنظمين للمهرجانات السينمائية الدولية ببلادنا، أننا نستعين
بالخبرة الأجنبية ونصرف في ذلك مئات الملايين بالعملة الصعبة، مقابل خدمات
هؤلاء الخبراء.
موقع
مهرجان مراكش للفيلم الدولي، على شبكة الأنترنت هو من تصميم و إخراج أجانب
فرنسيين، وورود إسم إسرائيل في خانة الدول المشاركة في المهرجان، هو أمر
عادي بالنسبة لهم، لكن ما هو موقف الاعلاميين المغاربة المكلفين بتدبير
الشأن الصحافي بالمهرجان، من إدراج إسم إسرائيل كدولة مسموح لها بالمشاركة،
في حين لاوجود لدولة فلسطين، فهل على الاعلاميين والنقاد الفلسطينيين
المشاركة بإسم إسرائيل؟!!
الكلام عن
الصحافة في المهرجان وبكل قنواتها المكتوبة والمرئية والمسموعة
والالكترونية وإقصاء الاعلام الفلسطيني، يدفعنا إلى إثارة موضوع آخر لايقل
أهمية لقد لاحظت وخلال أغلب دورات مهرجان مراكش للفيلم الدولي،أن
الاعلاميين الأجانب كانوا دائما محل حفاوة من طرف منظمي هذه التظاهرة
السينمائية الدولية، لامن حيث الاستقبال ولا من حيث ظروف الاقامة
والاشتغال، أما غالبية الصحافيين المغاربة والأجانب، وبعد تسلمهم لوثائق
الحضور، يتركون يواجهون مصيرهم ولوحدهم، لسبب بسيط وهو أنهم يتكلمون
العربية، اللهم إلا من بعض المحظوظين العرب الذين نراهم في كل دورة وكأن
البلاد العربية لم تنجب غيرهم
!
لا أحد
ينكر أو يقلل من أهمية مهرجان مراكش للفيلم الدولي، ولكن على المستوى
الاعلامي، يتعين مراجعة أسلوب التعامل مع جزء كبير من الصحافة المغربية
والعربية. لقد لاحظت أن هناك منابر مغربية وعربية دائمة العضوية في
المهرجان والسبب بسيط، أنها صحافة مدح وإطراء، فكل دورات المهرجان تبقى
ناجحة وبكل المقاييس!!
نعلم
جيدا، أن نجاح المهرجان وإنتظام دوراته وإشعاعه على المستوى الدولي، ما كان
ليستمر، لولا الاشراف الفعلي والمباشر لصاحب السمو الأمير مولاي رشيد
بإعتباره رئيس المهرجان وصاحب الفكرة في تأسيسه، ولكن هذا لايمنع من طرح
موضوع الصحافة العربية وكيفية التعامل معها في دورات المهرجان، خاصة
الاعلام الفلسطيني بكل قنواته المكتوبة والمرئية والمسموعة والالكترونية،
وبالمناسبة أحيي مجموعة من جنود الخفاء الذين يقومون بتغطية أخبار
المهرجان، على أكثر من موقع على شبكة الأنترنت، رغم تجاهلهم من طرف منظمي
المهرجان، ورغم أن أقدامهم لم تطأ يوماً أرض المهرجان!
القدس
العربي في 12
نوفمبر 2008
|