أثار
الفيلم المصرى "بصرة " للمخرج احمد رشوان الذي عرض ضمن المسابقة الرسمية
لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثانية والثلاثين إعجاب الحضور
من النقاد والاعلاميين نظراً للمستوى الفني المبهر الذي ظهر به الفيلم
والذي يمثل اولى تجارب المخرج الروائية الطويلة وكان المخرج أحمد رشوان قد
أنجزه باستخدام كاميرا الفيديو الرقمية (الديجيتال) قبل ان يعمل على تحويله
الى شريط سينمائي في تركيا ويشارك به في العديد من المهرجانات العالمية كان
آخرها في فالنسيا باسبانيا وظفر بجائزة افضل تصوير والفيلم يروى حكاية
مجموعة من الشباب المصري خلال الحرب التي شنتها الولايات المتحدة على
العراق العام 2003 وفيه رصد إنساني لتلك الاجواء في قالب يجمع بين البساطة
والجدية في رؤية محملة بالعديد من الإشارات والدلالات العميقة لاولئك
الشباب القادمين من شرائح اجتماعية متفاوتة وما شكله سقوط بغداد من صدمة
لهم.
ويتناول
الفيلم بجرأة شديدة حياة أبطالة من خلال خطين دراميين الأول هو الخط
السياسي للفيلم والذي يستعرض تلك الفترة من خلال نشرات الأخبار وتأثيرها
على أبطال الفيلم، والخط الثاني هو الحياة النفسية والجنسية لأبطال الفيلم.
تدور
أحداث الفيلم في الشهر الأخير قبل سقوط بغداد في أيدي الأمريكيين، تبدأ
الأحداث في يوم 13 مارس بطلاق طارق المصور الفوتوغرافي الشهير ونيرة وكيف
أنه لا يعتبر الطلاق قد تم إلا بالاحتفال به.
ويستعرض
الفيلم بعد ذلك أبطاله "زياد "المرشد السياحي وزواجه من مها وتأثير حرب
العراق عليهم، فالسياحة في تلك الفترة كانت تعاني من أزمة كساد كبيرة.
أما"حمادة"فهو مخرج الإعلانات والذي فرض على نفسه العزلة وغيّب نفسه
بالمخدرات حتى لا يشعر بورطته حتى وفاته و"طارق "بطل الفيلم وعلاقته بنهلة
المصورة الفوتوغرافية، المطلقة مثله، والتي تعاني من نفس الأزمة التي يعاني
منها وهند الفتاة التي تقاربه في السن والتي شعر معها لأول مرة بمشاعر
الأبوة.
وكذلك
فتاة الإعلانات التي تحيا حياة متحررة جداً فهل يستطيع هذا الفنان إعادة
صياغة مستقبله من جديد على الرغم من كل الإحباطات التي تواجهه.
والفيلم
من إنتاج السورى هيثم حقي الذى تحمس للفيلم مع منتج الفيلم الأصلي وهو
أيضاً أحمد رشوان مخرج ومؤلف.
وقد شدد
المنتج هيثم حقي في الندوة التي أقيمت بعد الفيلم أن المستقبل في السينما
للديجيتال ومع الزمن سوف يختفي الشريط السينمائي التقليدي.
وقد أجمع
النقاد على ان الفيلم يعد في مجمله لوحة سينمائية شديدة الثراء والتعقيد في
آن واحد حيث يتطلب متابعته اكثر من مرة لقراءة ما بين السطور.
وعن
الفيلم الذي يحمل اسم المدينة العراقية الجنوبية" بصرة" اوضح المخرج احمد
رشوان ان هناك تطابقاً بين اسم الفيلم ولعبة من العاب الورق الشائعة في
مصر تسمى ايضاً بصرة واضافة حاولت كتابة سيناريو يوازن بين قصة بطل
الفيلم وما يجري في الحياة على أرض الواقع في العراق.
وأكد
رشوان أن العالم العربي والعالم كله يقيم حرب العراق من وجهة نظر معينة اما
الفيلم فيعرض لوجهات نظر مختلفة تقدمها شخصيات من أصدقاء البطل.
يشارك في
الفيلم مجموعة كبيرة من الوجوه الجديدة الى جانب باسم السمرة بطل الفيلم
والفنان الاردني إياد نصار في اول ظهور له على شاشة السينما بعد ان عمل
في الدراما التليفزيونية كمخرج وينافس الفيلم مع افلام اخرى على جوائز
مسابقة الافلام العربية التي يشارك فيها 14 فيلماً عربياً.
يذكر أن
سيناريو الفيلم قد حصل على أحسن سيناريو من مهرجان الإسكندرية 2003.
الرايةا لقطرية في 4
ديسمبر 2008
|