على مدى
عشرة أيام متتالية، عاشت القاهرة واحدة من أجمل إحتفالاتها السينمائية على
مدار العام، مع إنطلاق فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته
الثانية والثلاثين، والتي انطلقت مساء الثلاثاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر،
وإختتمت مساء الجمعة الماضي 28 تشرين الثاني/نوفمبر، دورة هذا العام قد
تكون الأفضل منذ سنوات طويلة، التنظيم يتقدم ويرتقي، النجوم يأتون
ويشاركون، نجوم هوليوود رآهم المصريون والضيوف وتحدثوا وتحاوروا معهم،
ندوات الأفلام كانت أكثر تنظيمًا من ذي قبل، العيوب الموجودة هذا العام قد
تكون الأقل في دورات المهرجان منذ أعوام كثيرة مضت، من أهمها الحضور
السينمائي المصري المخزي الذي شهدته دورة هذا العام بأفلام غير جيدة ولا
تستحق المشاركة في المهرجان لا في المسابقة الرسمية ولا حتى المسابقة
العربية.
دورة هذا
العام شهدت تكريمًا للسينما الإسبانية ضيف شرف المهرجان، وعرض لإسبانيا في
فعاليات المهرجان 22 فيلمًا منهم اثنان في المسابقة الرسمية، وفاز أحدهما
بالجائزة الكبرى بالمهرجان، ففي المسابقة الدولية للمهرجان شارك 18 فيلمًا
سينمائيًا من جنسيات مختلفة ما بين إسبانيا والآرجنتين وبلجيكاوالدانمارك
وفرنسا وألمانيا واليونان والمجر وإيطاليا واليابان وليتوانيا والصين
وروسيا وسويسرا وتركيا، وأخيرًا مصر الممثل الوحيد للسينما العربية في
المسابقة الرسمية، وذلك بفيلم "يوم ما تقابلنا".
تعيش
إسبانيا
تميزت
أفلام هذا العام بجودتها الفنية العالية، وكانت معظمها بالفعل من أفضل
الأفلام التي عرضها المهرجان في الأعوام السابقة، ويلاحظ غياب السينما
الأميركية عن المسابقة الرسمية هذا العام، ولكن عوض ذلك بالعديد من الأفلام
الأوروبية عالية المستوى الفني، والتي كان معظمها مثل عزف على أوتار
الكاميرا السينمائية، وبالأخص فيلم "العودة إلى حنصلة" الإسباني الذي حصل
على الجائزة الكبرى والهرم الذهبي بالمهرجان، والذي يحكي عن امرأة تفقد
أخاها أثناء هجرة غير شرعية إلى إسبانيا من المغرب، وأحداث الفيلم كلها عن
إعادة هذا الجثمان إلى بلدته، كما فاز الفيلم نفسه بجائزة لجنة الاتحاد
الدولي للنقاد "فيبرسي" كأفضل فيلم، كما كان الفيلم البلجيكي "الضائع" من
الأفلام الجيدة والذي فاز بجائزة الهرم الفضي، ويحكي عن صحافي شاب كان
يستعد للزواج، ولكنه يقابل فتاة باكستانية تقلب حياته رأسًا على عقب، وفاز
الفيلم نفسه أيضًا بجائزة أفضل سيناريو مناصفة مع الفيلم الفرنسي "بصمة
ملاك"، أما جائزة أفضل مخرج فكانت من نصيب الدنماركي بيرنيل كريستينسن عن
فيلم "الراقصون"، كذلك فازت الممثلة الفرنسية "يولاند مور" بجائزة أفضل
ممثلة عن فيلمها "سيرافين"، أما جازة أفضل ممثل فكانت من نصيب اليوناني
خوان دييجو بوتو عن فيلم "إل جريكو".
أسوأ ما
كان في هذه المسابقة كان الفيلم المصري "يوم ماتقابلنا" للمخرج إسماعيل
مراد، والذي قام ببطولته محمود حميدة ولبلبة، والسيناريو والحوار لزينب
عزيز، ويحكي عن امرأة تقابل حبيبها الذي أصبح ممثلاً شهيرًا بعدما تزوج كلا
منهما، وفي خلال 24 ساعة يصادفون العديد من المشاكل والمواقف الغريبة مع
جارتهم "أم نصيف"، والفيلم عابه الكثير من حيث الإخراج والسيناريو، فكان ذا
إيقاع بطيء، لم يفلح المخرج في خلق أحداث بكاميرته تشد أو تجذب المشاهد،
وبالرغم من الآداء التمثيلي الجيد من لبلبة ومحمود حميدة وإنعام سالوسة،
إلا أن الفيلم نفسه لم يصلح أن يظهر الشخصيات بشكل سليم، حتى أن هناك أخطاء
إخراجية ساذجة في الراكورات، مثل خروجهم بالسيارة في النهار، والمشهد
التالي لهم بالسيارة في الليل، وكان رد مدير التصوير على هذه النقطة بأن
السينما تختزل الوقت، ولكن هذا الأمر لا يبرر مطلقًا عدم منطقية الأحداث في
الفيلم بشكل عام.
أفلام
مصرية مخيبة، والجزائر وفلسطين تنتزع الجوائز
في مسابقة
الأفلام العربية شارك 14 فيلمًا ثلاثة من مصر وثلاثة من الجزائر واثنين من
سوريا وفيلمًا بحرينيًا وآخر مغربيًا وفيلمين من فلسطين ومثلهما من تونس،
وتفاوتت مستويات الأفلام ما بين الجيد والتجاري والسيئ، وجاء الفيلم
الجزائري مسخرة للمخرج ليث غانم كأفضل هذه الأفلام من الناحيتين الفنية
والتجارية، وقد فاز هذا الفيلم بجائزة أفضل فيلم عربي، كذلك جاء الفيلم
الفلسطيني عيد ميلاد ليلى كأحد أفضل الأفلام التي قدمت في هذه المسابقة،
وفاز بجائزة أفضل سيناريو مناصفة مع الفيلم المصري بصرة، وهو الاختيار
الغريب من لجنة التحكيم، حيث إن هذا الفيلم عابه الكثير من عيوب التجربة
الأولى لمخرجه أحمد رشوان، وبالرغم من أن الفيلم بشكل عام جيد، إلا أن
السيناريو كان به الكثير من عدم المنطقية، وعدم بناء الشخصيات بشكل محكم،
إلا أن الآداء التمثيلي من أبطال الفيلم كانت من أقوى نقاط القوة في هذا
الفيلم، وخاصة للمتميز باسم سمرة، ويارا جبران والأردني إياد نصار، أما
الفيلم المصري الآخر "خلطة فوزية" فكان من أضعف عروض المهرجان، ولاقى
هجومًا شديدًا أثناء الندوة التي عقدت بعده، فالفيلم يفتقد الحبكة الدرامية
التي قد تربط بين أحداثه، وكذلك صعوبة تصديق أن تجمع امرأة زوجها ومطلقيها
اليابقين على مائدة واحدة أسبوعيًا.
آخر
الأفلام المصرية المشاركة في المهرجان كان فيلم "بلطية العايمة" للسيناريست
بلال فضل والمخرج علي رجب، والبطولة لعبلة كامل ومي كساب وإدوارد، والفيلم
كان شهادة ميلاد جديدة لمخرجه علي رجب الذي بذل مجهودًا كبيرًا في تصوير
الفيلم، على الرغم من عيوب السيناريو الكثيرة فيه، والذي فسره بعضهم بأنه
إفلاس فني لبلال فضل الذي أعاد ما كان قد قدمه منذ أيام قليلة في مسلسله
التليفزيوني "هيما"، فضلاً عن الصورة الوردية الجميلة التي رسمها لضباط
الشرطة والقضاة ورجال الأعمال، وكأن العيب في الفقراء وليس في الأغنياء.
نجوم
هوليوود
أكثر ما
تميّزت به هذه الدورة عن غيرها من الدورات السابقة، كانت المشاركة غير
المسبوقة من نجوم هوليوود والنجوم العالميين في المهرجان، حتى أن حفل
الافتتاح على الرغم من بساطته، إلا أن النجوم الموجودين فوق خشبة المسرح
زادوا من برقه ولمعانه، فكانت هناك الهوليودية الجميلة إليشيا سيلفرستون،
وسوزان سارندون وكيرت راسل وزوجته جولدي هون، والممثلة البريطانية جوليا
أورموند، كما قدم كل من "مهند ونور" نجومًا مصريين لتكريمهم في حفل
الافتتاح.
وقد أقيمت
العديد من الندوات لهؤلاء النجوم على هامش المهرجان، وبالرغم من التنظيم
السيء لهذه الندوات، إلا أن وجود هؤلاء الممثلين أمام الإعلاميين كان كفيلا
بغفران خطايا التنظيم والتأخير في عقد الندوات التي صاحبتها، كما حضرت إلى
القاهرة أيضا النجمة الأميركية ذات الجذور الجنوب إفريقية "شارليز ثيرون"
مع عرض فيلمها "معركة سياتل" والذي لاقى استحسانًا كبيرًا من قبل
المشاهدين، خاصة بما يتعرض له من قضايا ووجهات نظر معادية للسياسة
الأميركية الخارجية عن طريق الاعتراض على قانون منظمة التجارة العالمية.
موقع "إيلاف" في 1
ديسمبر 2008
يوسف شريف رزق الله:
نجوم السينما العالمية
يفضلون "ّكان"
أكد يوسف
شريف رزق الله رئيس المكتب الفني لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي أن عدم
مشاركة أفلام عالمية يلعب بطولتها نجوم السينما المشهورون في التمثيل مثل
نيكول كيدمان أو في الإخراج مثل كلينت إيستود يرجع لأسباب متعددة لاعلاقة
لها بأن المهرجان يقام في ختام العام أو أنه يأخذ بواقي الأفلام.
قال إن
مشاركة الأفلام التي يلعب بطولتها النجوم غالبا ماتركز علي المهرجانات
الدولية الكبري وتسعي للتواجد في فعالياتها كي يتاح تسويقها والترويج لها
دعائيا وتشترط هذه الشركات حضور أبطال هذه الأفلام فعاليات هذه المهرجانات
وأثناء عرضها والمشاركة في ندواتها وهو مايريده أي منتج لأفلامه.
برر رزق
الله عدم وجود موزعين لمختلف الأفلام في منطقة الشرق الأوسط بل إن ذلك
مرجعه عدم وجود سوق للأفلام غير الأمريكية وهي الأفلام الجماهيرية التي
تعرض وتوزع في منطقة الشرق الأوسط ولايوجد موزعون للأفلام العالمية في هذه
المنطقة ولكن يوجد وكلاء موزعون فقط بل إن مصر تحصل علي أفلام للعرض
للجمهور المصري من خلال موزعين من لبنان وهؤلاء استطاعوا إيجاد علاقات قوية
للتوزيع في المنطقة وبهذا فلا توجد لدينا قناعة بالحصول علي الأفلام
العالمية بشكل مباشر من منتجيها بدلا من اللجوء الي الوسطاء.
ورغم كل
هذه الملاحظات يقول إن دورة هذه العام حظيت باستضافة نجوم من السينما
العالمية الامريكية مثل سوزان سارندون وتشارليز ثيرون كيرت راسل وأرملة
الفيس بريسلي دميرا سورفينو والأخيرة كرمها المهرجان في حفل الختام مع
المخرج المكسيكي أرتورو ريبثتابن مخرج فيلم "بداية ونهاية" الذي أخرجه عام
1994 عن رواية الكاتب المصري العالمي نجيب محفوظ.
قال إلي جانب النجوم فهناك أفلام جيدة في أفكارها ومستواها الفني تشارك في
المسابقات الثلاث للمهرجان وهي الديجيتال والعربية والدولية وقد تلقي
المهرجان في دورة هذا العام 500 فيلم
dvd
تم اختيار 150 فيلما من بينها شاركت في هذه المسابقات.
الجمهورية المصرية في 1
ديسمبر 2008
|